د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية أن الكثير من الناس تشعر بالغضب والتوتر عند ارتفاع درجة حرارة الطقس والذى يتسبب في زيادة التعرق، مما يؤثر على حياتهم اليومية بطريقة سلبية، حيث قال الدكتور نجوز كادميس خبير الصحة العقلية أنه عندما ترتفع درجات حرارة الطقس يعانى البعض من تغيرات مزاجية حادة ، وذلك بناءا على دراسة حديثة في جامعة بولندا حيث وجدت أن إرتفاع درجة الحرارة دائما مرتبط بزيادة هرمون الكورتيزول . والكورتيزول هو هرمون التوتر الذي تفرزه الغدد الكظرية، وهو مهم لمساعدة الجسم على التعامل مع المواقف المسببة للتوتر، حيث يحفز الدماغ لإفرازه استجابة للعديد من أنواع التوتر المختلفة.
أن التعرُّض المفرط لهرمون الكورتيزول وغيره من هرمونات التوتر الأخرى مثل الأدرينالين يزيد من معدل ضربات القلب ويرفع ضغط الدم ويعزز من إمدادات الطاقة. ويرفع الكورتيزول والأدرينالين مستوى السكريات اى الجلوكوز في مجرى الدم ويعزِّز استخدام الدماغ للجلوكوز. ويمكن أن يسبب اضطرابًا لجميع عمليات الجسم. وهذا يجعل الانسان أكثر عرضةً للإصابة بالعديد من الامراض والمشكلات الصحية الاخرى مثل = القلق = الاكتئاب = مشكلات الهضم = الصداع = شد في العضلات وألم بها = أمراض القلب والنوبات القلبية = ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية = مشكلات النوم = زيادة الوزن = ضعف الذاكرة والتركيز.
وأشارت خبيرة الصحة العقلية الدكتورة شارلوت راسل إلى أن الطقس الحار يعطل نوم الشخص ويؤثر عليه، ويسبب الجفاف، فالجلوس داخل المنزل أو في العمل بدون مكيف هواء يمكن أن يساهم في تدهور الحالة المزاجية. وقالت الدكتورة شارلوت راسل التي تعمل في مجال الصحة العقلية انه من المرجح أن يحدث هذا كثيرًا إذا كنا نحاول إنجاز جميع مهامنا اليومية عند ارتفاع درجة حرارة الطقس، لكن لا يشعر الكثير من الناس بالغضب خلال الطقس الحار عند الجلوس على كرسي بجوار حمام السباحة. ولكن عندما نضيف ضغوط الحياة المعتادة، مثل الالتزام بالمواعيد النهائية في العمل، اوالتسوق ، يمكن للحرارة أن تزيد من إجهادنا المعتاد، ونجد صعوبة في التركيز لأن الجسم والدماغ يركزان بشكل طبيعي على الرغبة في تهدئة أنفسنا ويمكن الشعور بالحرارة والتعرق وهذا يجعلنا نشعر بعدم الارتياح ولا نشعر بالراحة الجسدية وهذا يزيد من مشاعر التهيج والقلق .
واوضحت الدكتورة شارلوت راسل بالنصيحة الأكثر فائدة التي يمكن تقديمها هي أنه من المهم تعديل توقعاتنا لما يمكننا تحقيقه للعمل في أوقات الحرارة الشديدة، إذا كنت تعمل، فمن المحتمل أنك لن تكون منتجًا كالمعتاد. وإذا حاولت أن تكون كذلك فمن المحتمل أن تكافح وتصبح محبطًا وغاضبًا. وأنها تقترح التركيز صباحا على الأولويات الرئيسية فى العمل ومحاولة إنجاز أي مهام مهمة أو مرهقة في وقت مبكر من اليوم قبل ذروة الحرارة. ويمكن تجنب التعرق من خلال إغلاق النوافذ والستائر عند ارتفاع درجة حرارة الطقس وتشغيل التكييف أو المروحة، مع الاستحمام وترطيب الجسم بصفة دائمه يالاستحمام وشرب المياه الفاترة . مع توصيات وطرق طبيعية لعلاج القلق ومقاومة الارتفاع المطول لمستويات الحرارة وهرمون التوتر بالاتى:
= التركيز على تناول أغذية مثل الموز والشوكولاتة الداكنة واللبن الرائب وشرب الماء.
= ممارسة بعض الأنشطة المحفزة للاسترخاء، مثل التأمل، والرياضة.
= تناول بعض المكملات، مثل مكملات زيت السمك.
= الحركه والنشاط الرياضى الصباحى: حيث لا يقتصر التمرين المنتظم على الصحة البدنية بل يمكن أن يكون مفيدًا لصحتك العقلية حيث أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق والذين أبلغوا عن مستوى عالٍ من النشاط البدني كانوا يتمتعون بحماية أفضل من ظهور أعراض القلق.
= الابتعاد عن الكحوليات: يمكن أن يتداخل شرب الكحوليات مع توازن النواقل العصبية وهى مسئولة عن الصحة العقلية الإيجابية، ويؤدي هذا التداخل إلى اختلال التوازن الذى يؤدى إلى ظهور أعراض للقلق، أيضًا الكحول يعطل قدرة الجسم الطبيعية على النوم.
= الإقلاع عن التدخين: أن النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في دخان السجائر تغير المسارات في الدماغ المرتبطة بالقلق.
= الحد من تناول الكافيين: أن الكافيين يسبب اضطرابات القلق أو يزيدها سوءًا، ويتسبب فى نوبات الهلع لدى الأشخاص المصابين باضطرابات القلق وتتحسين ألاعراض بشكل ملحوظ بالحد منة .
= الحصول على النوم الليلى الجيد: حيث ثبت أن النوم جزء مهم من الصحة العقلية الجيدة.
= التأمل: الهدف الرئيسي للتأمل هو الوعي الكامل باللحظة الحالية، والذي يتضمن ملاحظة جميع الأفكار بطريقة صحية وهذا يؤدي إلى الشعور بالهدوء والرضا وتحمل كل الأفكار والمشاعر.
= تناول نظام غذائي صحى ومتوازن: يؤدى انخفاض مستويات السكر فى الدم أو الجفاف أو المواد الكيميائية الموجودة فى الأطعمة المصنعة، مثل المنكهات والتلوين الصناعي والمواد الحافظة ، إلى تغيرات مزاجية وقد يؤثر النظام الغذائي عالي السكر أيضًا على الحالة المزاجية.
= التنفس العميق: تساعد تمارين التنفس العميق باخذ أنفاس بطيئة ومتساوية فى استعادة أنماط التنفس الطبيعية وخفض القلق.
= العلاج بالروائح: العلاج بالروائح علاج شامل للشفاء استخدمه البشر قديما وتستخدم مستخلصات نباتية طبيعية وزيوت أساسية لتعزيز صحة ورفاهية العقل والجسم والروح، وتعزيز الصحة الجسدية والعاطفية ويمكن استنشاق الزيوت الأساسية الناتجة عن المستخلصات النباتية الطبيعية مباشرة أو إضافتها إلى الحمام الدافئ .
= شرب شاي البابونج والشاى الاخضر: كوب من شاي البابونج او الشاى الاخضر هو علاج شائع لتهدئة الأعصاب المتوترة وتعزيز النوم الليلى وانتاج هرمونات السعاده واهمها السيروتونين والاندروفين والدوبامين والاكوسيتوسين .
= قضاء بعض الوقت مع الاصدقاء او مشاهدة فيلم كوميدى او القيام بنزهة.



