أخبارصحة

عوامل تزيد الإصابة بسرطان القولون واغذية صحية وقائية

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت منظمة الصحة العالمية ان سرطان القولون والمستقيم يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعا، خاصة مع تزايد أعداد الإصابات بين الأصغر سنا، وتحديدا من هم دون الخمسين، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورا في مدى التعرض لهذا الخطر. واوضحت ان من أبرز تلك العوامل، نمط الحياة الخامل وعادات الأكل الغير صحية والتوتر، لذلك من الممكن خفض مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، من خلال اتباع مجموعة من العوامل والاغذية الطبيعية .

واظهرت ابحاث هيئة الغذاء والدواء الامريكية أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما هم الأكثر عرضة للخطر، الا إن الأدلة تشير إلى أن معدلات الإصابة بسرطان القولون آخذة في الارتفاع بين الشباب، ويرجع ذلك إلى بعض عوامل الخطر التي يمكن الوقاية منها واهمها الاتى:

= نمط الحياة الخاملة: أشارت الأبحاث إلى أن قضاء الكثير من الوقت في الجلوس، هو عامل خطر للإصابة بسرطانات متعددة، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم واوضحت الدراسة أن النشاط البدني له تأثير وقائي، حيث يساعد على خفض مخاطر الإصابة بهذا النوع من السرطان. ويوصي الخبراء بممارسة الرياضة لساعتين كل أسبوع، إما من خلال المشي أو ممارسة الرياضة . حيث اوضحت الدكتورة أنجي ديفيس رئيسة منظمة مكافحة سرطان القولون والمستقيم بامريكا انه يجب زيادة النشاط البدني.الى 150 دقيقة فى الاسبوع.
= نقص تناول الألياف والفواكه والخضروات: ما تأكله يعد عامل مهما في احتمالية الإصابة بسرطان القولون، إذ كشفت الدراسة الى أن تناول الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة، يساعد في الحصول على ما يكفي من الألياف، وهي مادة مغذية مهمة للوقاية من الأمراض المزمنة مثل السرطان. وقالت الدكتورة أنجي ديفيس ان الألياف مهمة لأنها تحافظ على نشاط الجهاز الهضمى وخفض الالتهابات التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى. ومن المهم أن تشكل الأطعمة النباتية حوالي حوالي ثلثي الوجبة الغذائية .
= تناول الكثير من اللحوم الحمراء والدهون المشبعة: أن الاطعمة النباتية تقى من سرطان القولون، ولكن تشير الأدلة إلى أن المنتجات الحيوانية، من اللحوم الحمراء والمعالجة والمحفوظة لها تأثير معاكس، يزيد من مخاطر إلاصابة بعدد من الأمراض، أبرزها أمراض القلب وسرطان القولون. وينصح الخبراء باستهلاكك اللحوم الحمراء على حصص منخفضة مرتين فى الأسبوع، وتجنب أطعمة مثل لحم الخنزير المقدد والنقانق واللحوم الباردة. وقال الدكتورة أنجي ديفيس إذا اخترت أن تأكل اللحوم الحمراء، فلا تأكل أكثر من 12-18 أونصة في الأسبوع، وتجنب اللحوم المصنعة.
= الإفراط في تناول الكحول: يعتبر الكحول مواد مسرطنة أو مادة مسببة للسرطان، ويمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، وذلك وفقا لجمعية السرطان الأميركية. ولا يزال من غير الواضح مقدار الكحول الآمن، ولكن وجدت الدراسات أنه لا توجد كمية آمنة من الكحول، أن شربها يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
= التدخين: أن التدخين يمكن أن يسبب السرطان حيث لا يقتصر الخطر على رئتيك فقط، لكن أنة يزيد من خطر الإصابة بسرطان أيضا. ونصحت الدكتورة أنجي ديفيس بتجنب التدخين تماما.
= ارتفاع مؤشر كتلة الجسم: يمكن أن يكون مؤشر كتلة الجسم بالنسبة الى الطول والوزن، دليلا على خطر الإصابة بسرطان القولون، وفقا الدكتورة أنجي ديفيس. ووجدت دراسات متعددة أن ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون مرتبط بمؤشر كتلة الجسم أعلى من 25 الذى يُعتبر زيادة بالوزن أو 30 الذى في نطاق السمنة، مع وجود بعض الأدلة إلى أن مقدار الخطر يتضاعف لدى الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى.
= حالات مرضية أخرى: يمكن أن تؤثر صحتك العامة، وصحة الجهاز الهضمي ،على احتمالات الإصابة بسرطان القولون . ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض الامريكية، فإن أمراض الأمعاء الالتهابية والتهاب القولون التقرحي، تؤثر على الأمعاء ويمكن أن تجعلك أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون. كما يرتبط داء السكري من النوع 2 بمخاطر أعلى، بغض النظر عن عوامل الخطر الأخرى مثل مؤشر كتلة الجسم وعادات ممارسة الرياضة.
= عوامل وراثية: تلعب عوامل الوراثة الجينية دورا في مخاطر الإصابة بالسرطان، ومن المهم أن تكون ملما بالتاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون أو نموه داخل الجهاز الهضمي. ويمكن أن يصاب الشخص بسرطان القولون، حتى إذا كان لديه نمط حياة صحي، لذلك لا يزال من المهم أن تكون على دراية بمخاطرالجينات الوراثية.

واكتشف باحثون في معهد “دانا فاربر” للسرطان وجامعة هارفارد وسيلة منخفضة التكلفة للوقاية من سرطان القولون والمستقيم. حيث كشفت دراسة حديثة عن أن إضافة فيتامين “د” ومجموعة فيتامينات بى إلى قائمة الغذاء اليومية قد تكون وسيلة منخفضة التكلفة للوقاية من سرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً. حيث اكتشف باحثون في المعهد وجامعة هارفارد، صلة بين خفض مخاطر الإصابة بالسرطان لدى البالغين الأصغر سناً وكمية فيتامينات (د) و (بى) التي يستهلكونها من خلال الطعام الصحى .

واشارت ابحاث علماء جامعة هارفارد الى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين المرضى الأصغر سنا، وبينما لا يستطيع العلماء شرح سبب حدوث ذلك بشكل كامل، إلا أن الباحثين لاحظوا أن تناول فيتامين “د” عبر استهلاك الأطعمة مثل الاسماك الدهنية واللبن الحليب والبيض قد نخفض من معدلات الإصابة بالسرطان. وذلك من خلال مراجعة أكثر من 94 ألف حالة تتراوح أعمارهم بين 25 و 42 عاما، تم تتبع عاداتهم الصحية ونظامهم الغذائي ونمط الحياة ، وجد الباحثون أن المشاركين الذين يتناولون المزيد من اغذية بها فيتامين “د” من الطعام لديهم معدلات أقل من سرطان القولون والمستقيم المبكر وحالات أقل من الأورام الحميدة.

وطبقا لمنظمة الصحة العالمية، يعد سرطان القولون ثالث أنواع السرطان انتشارا، وثاني سبب رئيس من أسباب الوفاة من السرطان. وهو عادة ما يتطور ببطء على مدى 10 إلى 15 سنة. وقالت الدكتورة كيمي نغ، أن لفيتامين “د” نشاط معروف ضد سرطان القولون والمستقيم في الدراسات المعملية المختبرية. حيث وجدت أن تناول اطعمه فيتامين (د) بمقدار 300 وحدة دولية يومياً أو أكثر ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر بنسبة 50 بالمائة تقريبا.

واكتشف الباحثون أن تناول المزيد من الأطعمة الغنية بفيتامين “د” يخفض بشكل كبير من خطر حدوث السرطانات بشكل عام . ولكن تناول مكملات فيتامين “د” لم ينتج عنه نفس التأثير المفيد مثل تناول الاطعمه في الحليب والبيض والأسماك. بينما لاحظوا في الوقت نفسه أن الرابط ذاته لم يظهر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما، وسبب حصول كبار السن على فوائد أقل للوقاية من السرطان من وجباتهم الغذائية كان بسبب سوء الهضم والامتصاص .

واوضحت منظمة الصحة العالمية الى ان نصف سكان العالم لا يحصلون على ما يكفي من فيتامين (د) لأنهم يقضون وقتهم في الغالب في الداخل أو يستخدمون واقي الشمس، أو يأكلون نظامًا غذائيًا ينقصه فيتامين (د). إذا كنت شخصًا لا يحب قضاء الوقت في الهواء الطلق، فإن أفضل بديل هو تناول الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من فيتامين (د) واهمها الاتى:

= الأسماك الدهنية: مثل السلمون والسردين والمحار والجمبرى والماكريل هي المصادر الحيوانية الرئيسية لفيتامين (د) ، فهي ليست فقط لذيذة ولكنها مصادر ممتازة وطبيعية لفيتامين (د)، يمكن أن يمتص الجسم فيتامين (د) من الأسماك الدهنية بسهولة مقارنة بمصادر فيتامين (د) النباتية.
= صفار البيض: يعد صفار البيض من المصادر الهامة لفيتامين (د) الذي يمكنك تناوله بشكل منتظم ، ويمكن للأشخاص الذين لا يستمتعون بالأسماك تناول البيض الكامل لأنة يحتوى على مستويات عالية من فيتامين (د) ومصدر غنى بالبروتين.
= الفطر: للحفاظ على مستوى فيتامين (د) مرتفعًا ، يمكن تناول الفطر، يعتبر الفطر مصدرًا ضروريًا لفيتامين (د) للنباتيين. يحتوي الفطر البري الذي ينمو في ضوء الشمس الطبيعي على مستويات أعلى من فيتامين (د) لأنها تصنع فيتامين (د) كما يفعل الجسم.
= زيت كبد الحوت: يحتوي زيت كبد سمك القد على 75 % من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين (د). ويعتبر زيت كبد الحوت مكملًا آخر لفيتامين (د) للأشخاص الذين لا يحبون السمك والبيض إنه مصدر جيد للأحماض الدهنية أوميجا 3 والتي يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة العظام وتخفيف آلام المفاصل وتحسين صحة العين.
= الزبادي اليونانى واللبن الرائب: الفرق الوحيد بين اللبن الرائب والزبادي اليونانى هو البكتيريا الموجودة فيهما. ويحتوي الزبادي اليوناني واللبن الرائب على كمية جيدة من فيتامين (د) إلى جانب الكالسيوم والبروتين.

واوضحت منظمة الصحة العالمية الى انة يمكن الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) من ضوء الشمس وحده. وتعتبر ان استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين (د) ليست كافياً لاحتياجاتك اليومية ومن الصحي تناول فيتامين (د) من أشعة الشمس ولكن فى حالة الضرورة يمكن تناول ألاطعمة الغنية بفيتامين (د) . ولكن تذكر دائمًا أنه لا يوجد مصدر أفضل لفيتامين (د) من ضوء الشمس فحاول تعريض نفسك لأشعة الشمس غير المباشرة لمدة 20 دقيقة فقط قبل الساعة 11 صباحًا او بعد الرابعة ظهرا لتجنب الاشعة فوق البنفسجية الضارة.