أخباراتصالات وتكنولوجيااقتصاد عربي

ختام فاعليات المؤتمر العلمي الدولي الأول ( دور التنمية المستدامة في إعمار و بناء المجتمعات )

كتبت/ سميحة درويش

أقامت مؤسسة أزهر البقاع بدولة لبنان، و الإتحاد العربي للتنمية المستدامة و البيئة من مصر مؤتمرهم الأول بقاعة مؤتمرات مؤسسات أزهر البقاع برئاسة الدكتور الشيخ علي محمد الغزاوي، و الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للإتحاد العربي للتنمية المستدامة و البيئة و رئيس المؤتمر تحت مسمي دور التنمية المستدامة في إعمار و بناء المجتمعات ( سبل تفعيلها و تطبيقها من منظور أخلاقي و إنساني ) برعاية جامعة الدول العربية، و سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف الدريان.

أقيم المؤتمر علي مدار يومين، و كانت كلمة الإفتتاح لسماحة مفتي الديار اللبنانية دكتور الدريان ملخصة حول تعريف التنمية المستدامة
بأنها الأعمال التي تهْدف إلى استثمار الموارد البيئية، بالقدر الذي يحقق التنمية ويحد من التَلوث، ويصون الموارد الطبيعية ويطورها، بدلا من استنزافها ومحاولةِ السيطرةِ عليها . وهي تنمية تراعي حق الأجيال القَادمة في الثرواتِ الطبيعيةِ للمجالِ الحيويِّ لكوكبِ الأرض ، كما أنها تَضَعُ الاحتياجاتِ الأساسيةَ للإنسانِ في المَقامِ الأوَّل، فأولويَاتُها هي تلبيةُ احتياجاتِ الإنسانِ من الغِذاءِ والمَسْكنِ والمَلْبَسِ، وحق العمل والتعليم، والحصول على الخدمات الصحية، وكل ما يتصل بتحسين نوعيةِ حياتِه الماديةِ والاجتماعية . وبما يضمنُ حقوقَ الأجيالِ المُقبلةِ في المواردِ البيئية .وتتمثل أهداف التنمية المستدامةِ في تحسين ظروف المعيشةِ لجميع سكان العَالم ، وتوفير أسباب الرفاهية والصحةِ والاستقرارِ لكل فرد.”

واضاف “الكلامُ المطلقُ عن التنميةِ واستدامتِها ، يستدعي منا الوقوفَ على المنطلقاتِ الفكريةِ والغاياتِ المُرادةِ من المنظماتِ الدوليةِ ، وما صدرَ عنْها من أجنداتٍ للتنميةٍ المستدامةِ ، تتعلقُ بالأسرةِ والمواردِ والبيئةِ والسكان ، وعلينا أن نَتَنَبَّهَ جيداً إلى أن هذهِ الأجنداتِ والاتفاقياتِ يَعْتَبِرُ مُصَدِّرُوهَا أنها إلزامية ، ويَمْنَعُ التحفظَ عليها ، وأنها مترابطة ، وغيرُ قابلةٍ للتجزئة ، وإلزامُ حكوماتِ الدولِ بإدماجِ مضْمُونِها في سياسَاتِها.

ودعا الجميعَ إلى وضعِ الأمورِ في نصابِها الشرعي والحقوقي السليم ، فلا تنميةَ بفوضى تشريعية ، ولا تنميةَ بفوضى أخلاقية ، ولا تنميةَ بفوضى أسرية ، ولا تنميةَ باستباحةِ الأقوياءِ في نفوذِهم حقوقَ الشعوبِ الكادِحةِ ، والاستيلاءِ على مواردِها الطبيعية لأننا سنكونُ بالطبع ، أمامَ كوارثَ مستدامة “.
و كان للدكتور أشرف عبد العزيز كلمة يتخللها تفسير و تعميق مفهوم التنمية المستدامة و تفعيل مشاركة الأجيال المتتابعة لترسيخ قواعدها للوقوف علي إنشاء مجتمعات صالحة للبناء و التنمية .

و في كلمته أمام الحضور قدم الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للإتحاد العربي للتنمية المستدامة و البيئة
الشكر والتقدير لسماحة الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية علي رعايته الكريمة للمؤتمر المنعقد في رحاب مؤسسات أزهر البقاع في دولة لبنان، و بالغ التقدير لجامعة الدول العربية ممثلة في الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط لرعايتها للمؤتمر و الإهتمام بتوطيد أواصر العمل العربي المشترك، والتقدير إلي فضيلة الدكتور الشيخ علي محمد الغزاوي مدير مؤسسات أزهر البقاع علي المشاركة المميزة في تنظيم المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من منظور أخلاقي وإنساني وإلقاء الضوء على الجوانب الأخلاقية لمفهوم التنمية وتطبيق منهج الإستدامة ليس في المجالات العلمية و في المنظومة المجتمعية المعنية بالأخلاقيات الحسنة المتضمنة في أهداف

تخلل يومي المؤتمر ورش عمل ضمت عناصر أكاديمية وعلمية من مصر و لبنان و قد أفرد كلا منهم في تخصصه كلمة معنونة أمام الحضور بعد كلمة إفتتاح المؤتمر و قد ترأس المنصة الشيخ علي العزازي مدير عام مؤسسات أزهر بقاع لبنان و الدكتور أشرف عبد العزيز رئيس المؤتمر ، و الدكتور ناصر سليمان وزير البيئة في حكومة لبنان، و المستشار نادر جعفر رئيس الإتحاد العربي للتنمية المستدامة و البيئة ، و الدكتور احمد بيومي رئيس جامعة مدينة السادات، و سماحة الشيخ عبد الرحمن شيرين رئيس محكمة بر إلياس الشرعية، و السفير بكر إسماعيل مدير عام الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية – جمهورية كوسوفا، و وسام فتوح الأمين العام لإتحاد المصارف العربية و نائب رئيس ملتقي الإتحادات العربية النوعية بجامعة الدول العربية- لبنان، و الدكتور حسن موسي رئيس الأكاديمية الإسلامية بالنمسا، و الدكتور نادر جميل جمعة مدير مركز البحث العلمي بأزهر البقاع.

بينما بدء إفتتاحية جلسة اليوم الثاني للمؤتمر الدكتور أحمد بيومي رئيس جامعة السادات بمصر و مقررها الدمتور يوسف صيداني عميد كلية سليمان العليان بلبنان،
و قد تحدث فيها دكتور عبدالله اسر عن دور المؤسسات الدينية في التنمية المستدامة ، و د. جيهان عباس عن ادماج الثقافة الدينية و أهداف التنمية المستدامة في المناهج التعليمية طبقا للمرحلة العمرية، بينما أشار د. مأمون طربين بضرورة دور العمل الخيري في التنمية و الإنماء، و عبر د. حمزة ذيب مصطفي عن الأخلاق الإنسانية و قضايا الفقر و الجوع و الصحة، و نبه د. أحمد السبع عن متانة الأخلاق الإسلامية و بيئتها لتحقيق تنمية مستدامة.
و بينما قال د. خالد القيسي أن دور الإقتصاد البنفسجي هام لتحقيق التنمية المستدامة عبر د. اسعد السحمراني عن الإنسان حامي البيئة و ملوثها
و قد بدء اليوم الأول للمؤتمر بكلمة إفتتاحية بعنوان سبل التكامل بين الروافع و الجهود للدكتور عبد الحليم زيدان رئيس معهد برامج التنمية الحضارية بلبنان، أعقبه الجلسة العلمية الأولي برئاسة القاضي الدكتور فوزي أدهم رئيس المحكمة اللبنانية بالبقاع سابقا و مقررها الدكتور يونس عبد الرازق رئيس محكمة جب جنين الشرعية.