د محمد حافظ ابراهيم
اوضح الدكتور جيورجي سابيغو أخصائي ألامراض يهيئة الصحة الروسية، التأثيرات الضارة للإضاءة خلال حالة النوم على الحالة الصحية للانسان . حيث يشير إلى أنه أحيانا ينصح الشخص بتشغيل إضاءة ساطعة ليلا لمكافحة النعاس المبكر، وينصح آخر بالتخلي عن استخدام الضوء الأبيض أو الأزرق في إضاءة الغرفة، لكي ينام سريعا. ولكن على العكس فان مصدر الضوء حتى الصغير، مثل شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر او المحمول ، لهم تأثيرات ضارة على نوعية النوم.
واوضح ان الإضاءة تؤثر من دون شك في نوعية النوم. فالضوء الزائد يخفض جودة النوم. وتأثيره يشبه تأثير تغير الحزام الزمني أو اضرار العمل ليلا. فإذا كان هذا التغير يحدث باستمرار فإنه يسبب اضطراب عملية تناوب النوم والاستيقاظ الطبيعية، مما يؤدي إلى زيادة طفيفة ولكنها ملحوظة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والزهايمر، والالتهابات و الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وحتى السرطان. وذلك طبقا لدراسات منظمة الصحة العالمية التى اوضحت أن نوبات العمل الليلية قد تكون مسرطنة.
واوضح الدكتور جيورجي سابيغو انه لا ينبغي النوم في مكان مضاء حتى تظهر عواقبه السلبية. حيث يظهر هذا بالفعل في دورة استيقاظ ونوم واحدة . فعندما نجلس قبل النوم أمام مصدر ضوء ساطع، سوف نغفو بصورة سيئة وفي اليوم التالي سنستيقظ متأخرين عن المعتاد. وبالنسبة للتأثير السلبي على مستوى السكر في الدم أو أمراض القلب، فإن هذا التأثير يظهر بعد أشهر وليس سنوات . ويضيف، ان البعض يرفضون الإضاءة الليلية ولكن هذا غير صحيح او صحى كذلك . ولكن بالنسبة الى كبار السن، فان رفضهم للإضاءة الليلية ضار بصحتهم، لأن الإضاءة قد تحميهم من السقوط والكسور وحتى الاضطرابات النفسية.
واوضحت ابحاث المعهد الوطني الأمريكي للسرطان ان إشعاع الهاتف المحمول قد تؤدي إلى الإصابة بمرض دماغي والزهايمر. حيث اكتشف العلماء صلة بين إشعاع الهاتف المحمول وكذلك الاستخدام المستمر للهواتف المحمولة وأجهزة توجيه الواى فاى تؤدى الى زيادة مستوى الكالسيوم في الدماغ، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بمرض الخرف والزهايمر.
وكذلك اوضحت ابحاث المعهد الوطني الأمريكي للسرطان أنه لا توجد علاقة مباشرة بين الإشعاع الكهرومغناطيسي للهاتف المحمول والسرطان، لكنه يشير إلى أنه سبب هام محتمل للأرق والصداع والتهيج والزهايمر . ويمكن أن تتواصل التغييرات في الدماغ التي تؤدي إلى مرض الزهايمر لمدة طويلة قبل ظهور الأعراض. لذلك فأن خفض التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي يخفض من التأثير السلبي على عمليات الدماغ.
وحذرت جامعة نورث وسترن الامريكية من مضار التعرّض للضوء أثناء لنوم لما له من تأثيرات فيزيولوجية ضارة على صحة الإنسان. حيث أكدت در اسة لمركز الساعة البيولوجية وطب النوم في جامعة نورث وسترن الامريكية الى أن ليلة واحدة من النوم مع كمية معتدلة من الضوء قد يكون لها آثار ضارة على صحة القلب والأوعية الدموية وكذلك التمثيل الغذائي.
وشملت الدراسة 20 شخصاً تابعتهم لقياس التأثيرات الفيزيولوجية لـ 100 واط وميض اصطناعي على البالغين الأصحاء أثناء نومهم، تحت إشراف الاختصاصية الدكتورة فيليس زي، التي اوضحت إن هناك أدلة هامة تشير إلى أن التعرض للضوء في الليل اثناء النوم قد يكون ضارًا بطرق متنوعة ويمكن أن يعرض الأشخاص لأمراض مزمنة.
وشرحت الدكتورة فيليس زي أن الدراسة قارنت النوم في غرفة تتضمن الضوء بالقدر الكافٍي الذي يُمكّن المرء من رؤية الطريق من حوله، وهو ليس ضوءًا كافيًا للقراءة بشكل مريح، وبين النوم في غرفة معظمها مظلمة . وأمضى جميع المشاركين ليلتهم الأولى في النوم بغرفة مظلمة، بينما نصفهم في الليلة التالية، في غرفة مضاءة أكثر مع وضع الضوء فوقهم.
في غضون ذلك، سجل الباحثون موجات دماغهم، وقاسوا معدلات ضربات قلبهم وسحبوا دماءهم كل بضع ساعات. ثم، في الصباح، أعطوا المجموعتين جرعة كبيرة من السكر لمعرفة مدى استجابة أنظمتهم للارتفاع المفاجئ. فأظهرت النتائج، اختلافات واضحة بين المجموعتين.
وعلى عكس أولئك الذين قضوا كلتا الليلتين في الظلام، فإن المجموعة المعرضة للضوء كانت لديها معدلات نبضات قلب مرتفعة طوال الليل. وزادت لديهم أيضًا نسبة مقاومة الأنسولين في الصباح، مما يعني أنهم واجهوا مشكلة أكبر في وصول نسبة السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي.
وكانت دراسات اخرى لهيئة الغذاء والدواء الامريكية أشارت إلى أن الضوء الاصطناعي في الليل يمكن أن يثبط مستويات هرمون النوم الميلاتونين، حيث وجد العلماء صلة بين اضطراب هرمون الميلاتونين والعديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان والسكري. وتشير الى التغييرات في وظيفة القلب والأوعية الدموية إلى أن كمية الضوء الصغيرة كانت كافية لتحويل الجهاز العصبي إلى حالة أكثر نشاطًا وتنبيهًا.
وهذا يوضح أن الدماغ والقلب يشعران بالأضواء حتى الخافتة خلال النوم. و هو ما يُعزز استنتاجات كانت قد توصلت إليها دراسة الدكتورة فيليس زي بأن التعرض للضوء الخافت نسبيًا يمكن أن يعطل دورة النوم والاستيقاظ لدى الإنسان .



