أخبارصحة

علاقة الاطعمه الغربية بمرض السرطان والفيتامينات والمعادن بالاغذية الخضراء

د محمد حافظ ابراهيم

اثبتت هيئة الغذاء والدواء الامريكية دراسه للدكتور شوجي أوجينو على أن الأدلة التي تربط النظام الغذائي الغربى بالسرطانات كثيرة ووفيرة، لكن الآليات الكامنة وراء هذه العلاقة لا تزال تحت الدراسة. حيث اكتشفت دراسة الدكتور شوجي أوجينو وجود صلة جرثومية بين النظام الغذائي الغربى وسرطان القولون. وهناك ادلة على أن اتباع نظام غذائي صحي هو المحدد الرئيسي للبقاء على قيد الحياة والوقاية من السرطانات. وهذا ينطبق بشكل خاص على سرطان القولون، والذي يحدث غالبا بسبب سوء التغذية. ووفقا للدراسة الجديدة، قد يؤدي نمط غذائي غربى إلى الإصابة بسرطان القولون عن طريق تغيير البكتيريا في الأمعاء . وتشير الدراسة إلى أن الجراثيم المعوية قد تكون في قلب الارتباط بين النظام الغذائي الغربي وسرطان القولون.

وتعزز ابحاث الجامعات الامريكية نتائج بحث الدكتور شوجي أوجينو الذي يربط بين النظام الغذائي القائم على النمط الغربي الغني باللحوم المصنعة والمحفوظة والسكر والحبوب والكربوهيدرات المكررة بمرض السرطان . وقال الدكتور شوجي أوجينو أن نتائج الدراسة تدعم فرضيتنا القائلة بأن الحميات ذات النمط الغربي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم من خلال تأثيرها على بكتيريا الإشريكية القولونية. وهذه هي الدراسة الأولى التي تربط النظام الغذائي الغربي ببكتيريا مسببة للأمراض في السرطان.

وتوصل فريق الباحثين فى مستشفى بريغهام أن مكونات النظام الغذائي الغربي وكذلك نمط الحياة يتعلق بسرطان القولون والمستقيم حيث يحتوي على انواع هذه البكتيرية. وتم استنتاج ذلك من تحليل البيانات من أكثر من 134000 مشارك امريكى . حيث حلّلت الأنماط الغذائية والحمض النووي من سلالات الإشريكية القولونية الموجودة في أكثر من 1000 من أورام القولون والمستقيم. وكان تركيز الدراسة على تحديد السلالات البكتيرية التي تحمل الإنزيم المميز المعروف باسم بوليكيتيد سينثيز . وسبق أن ثبت أن هذا الإنزيم يسبب طفرات في الخلايا البشرية، وهي سمة أساسية من سمات السرطانات .

ووجد فريق الباحثين فى مستشفى بريغهام أن النظام الغذائي الغربي كان مرتبطا بأورام القولون والمستقيم وتحتوي على كميات كبيرة من الإنزيم المميز باسم بوليكيتيد سينثيز ، ولكن ليس الأورام تحتوي على كمية قليلة أو معدومة منه . وتشرح جمعية السرطان الأمريكية الربط الصحى بين الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم . كذلك، ربط خفض تناول اللحوم الحمراء مثل لحم البقر أو الضأن واللحوم المصنعة والمحفوظه، والتي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

وقدم العلماء تفسيرات مختلفة للعلاقة بين اللحوم المصنعة والسرطان. حيث يلقي أحدهم باللوم على الأمينات الحلقية غير المتجانسة – وهو منتج ثانوي للحوم يتم إطلاقه أثناء التعرض للحرارة العالية. واضافت جامعة هارفارد أنه نظرا لأن المستويات العالية يمكن أن تكون موجودة أيضا في الدجاج المطبوخ، فمن المرجح أن تكون التفسير غير كامل. والسبب المحتمل الآخر المتورط في حالة اللحوم المصنعة هو المواد الحافظة، وخاصة النترات . وخاضة إن المواد الحافظة، يتم تحويلها إلى مادة النتروزامين المسرطنة أثناء الهضم، ولا توجد في اللحوم الطازجة.

واضافت جامعة هارفارد أن النهج الغذائي الأكثر حكمة لابد أن يحتوى على زيادة استهلاك الخضروات والفواكه والأسماك والبقوليات والحبوب الكاملة. وذلك لتجنب سرطان القولون والمستقيم، المعروف أيضا باسم سرطان القولون الخفي لأنه نادرا ما ينتج عنه أعراض في المراحل الأولية .

وأعلنت الدكتورة ريما مويسينكو، خبيرة التغذية الروسية، أن الكثيرين يتجاهلون النباتات التي تنمو في الطبيعة، مع أنها تحتوي على مواد مغذية عديدة. حيث توجد الفيتامينات المجانية فى الخضروات الورقية تنصح الدكتورة ريما مويسينكو بتضمينها في الغذاء اليومي. وتشير الخبيرة إلى أن نباتات القراص والهندباء والحماض وغيرها البرية، هي مواد غذائية وهي مصدر كبير للفيتامينات والعناصر المعدنية التى يحتاجها الجسم .

وتقول الدكتورة ريما مويسينكو أنه يمكن تناول العصائر والحساء والسلطات من نباتات القراص والهندباء والحماض . هذه النباتات البرية غنية بالفيتامينات والعناصر المعدنية. ويؤدى ذلك الى تحسن حالة الدم والجهاز العصبي وعمل الأمعاء وتساهم في زيادة بكتيريا الأمعاء المفيدة. عموما هذه النباتات العشبية تحتوي على مواد مغذية مفيدة ويمكن الحصول عليها مجانا. مع تحذير انه يجب جمع هذه النباتات من مناطق خارج المدن وبعيدا عن طرق السيارات. حيث يمكن أن تحتوي النباتات التي تنمو داخل المدن على عناصر سامة. لذلك من الأفضل جمعها من خارج المدن وبعيدا عن طرق السيارات، ومن مناطق نظيفة بيئيا.

وينصح خبراء التغذية بهيئة الصحة الروسية بتضمين الخضروات الورقية ذات اللون الاخضر في الغذاء اليومي. يوصي أطباء التغذية بشكل دائم بتضمين الخضروات لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن والاكسجين الطبيعى من الكلوروفيل والألياف النباتية الصحية . وقدمت الطبيبتان المختصتان بالتغذية الدكتورة تامي وليسي والدكتورة لاكتوس نصائح حول تضمين أهم أنواع من الخضروات الخضراء في النظام الغذائي وأثار تناول هذه الخضراوات الإيجابية على صحة الجسم كالاتى:

= الهندباء الخضراء: وأحد أسباب قوة هذه الخضروات هو أنها تساعد على زيادة تدفق الصفراء، وتحطيم الدهون، وتسهيل عملية الهضم، ومساعدة الكبد، وحمايته ومساعدته على تصفية المواد الكيميائية الضارة المحتملة من الطعام . فهي غنية بمضادات الأكسدة مثل بيتا كاروتين. وثبت أن نبات الهندباء يحمي من تلف الخلايا والذي يمكن أن يساعد في درء الأمراض المزمنة. وإن مصدرها الغني باللوتين والزياكسانثين يدعم صحة العين ويساعد محتوى فيتامين C وK في تعزيز صحة العظام. وان إحدى صفات القوة الخارقة هي أنها مصدر غني للبريبايوتكس الصديقة للأمعاء، وذلك بفضل الأنسولين، وإنها تعزز إنتاج الأمعاء للبكتيريا الجيدة والتي تساعد على تعزيز وظيفة المناعة و تساعد في الوقاية من السرطانات .
= براعم بروكسل والملفوف: وتسمى بوك تشوي هى نبات من الفصيلة الصليبية، مما يعني أنها تنتمي إلى نفس عائلة البروكلي .حيث تخفض الخضروات الصليبية من خطر الإصابة بالسرطان وتحتوي على العناصر الغذائية المقاومة للسرطان مثل فيتامين C وE وبيتا كاروتين وحمض الفوليك والسيلينيوم والتي ثبت أنها تبطئ نمو الورم. ويحتوي بوك تشوي على مادة الكيرسيتين، وهي مادة الفلافونويد التي تم ربطها بخفض الالتهاب والحماية من الأمراض المزمنة.
= نبات البروكلي: عند تناول البروكلى ، يتم تحويل عنصر الجلوكورافينين إلى مادة السلفورافين الكيميائية النباتية الخارقة، والتي لها تأثيرات قوية مضادة للسرطان، بما في ذلك تعزيز موت الخلايا السرطانية وخفض الالتهاب وخفض قابلية التعرض للسموم المسببة للسرطانات، ويزيد السلفورافان من إنزيمات إزالة السموم من الجسم ويساعد في إيقاف جينات معينة مرتبطة بالسرطان.
= نبات الجرجير: وفقا للقائمة المصنفة من الفواكه والخضروات القوية اوضحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الامريكية أن الجرجير يعتبر من الخضروات الأكثر كثافة بالمغذيات، وهذا يعني أنه يحتوي على معظم العناصر الغذائية وأقل عدد من السعرات الحرارية، لذلك، هذا اللون الأخضر عندما يتعلق الأمر بالوقاية من الأمراض وفقدان الوزن. وأن الجرجير يحتوي على كميات عالية من الألياف المعززة للهضم، وفيتامين C الداعم للمناعة والجلوكوزينات التي تمنع الأمراض. وأحد العناصر البارزة في هذه القوة هو فيتامين (ك) وهو عنصر غذائي مهم للغاية لصحة العظام، حيث 34 جراما من الجرجير يوفر أكثر من 100٪ من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين ك.
= السبانخ: أن السبانخ تحتوى على الكاروتينات التي تساعد على التخلص من الجذور الحرة المعروفة بتلف الخلايا، وأن الأبحاث أظهرت أن هذه الخضروات الورقية تحمي من سرطان المعدة والقولون والفم والمريء. وهى مصدر غني للبوتاسيوم، وتم ربط السبانخ بخفض ضغط الدم، في حين تم ربط محتواه من اللوتين بتعزيز الوظيفة الإدراكية.