أخبارصحة

كمية وألوان الفواكه والخضروات تحدد فوائدها العلاجية والجينات تحدد ما نأكلة

د محمد حافظ ابراهيم

 

اوضحت هيئة الصحة الالمانية ابحاث الدكتور الألماني كيرسين ليكوتات أن الفاكهة من الأغذية التي يحث الأطباء على تناولها يوميا، فهي غنيّة بالفيتامينات الضرورية وبديل صحي عن السكر المكرر الاصطناعي . ومع ذلك تصنّف الفواكه ضمن الهيدروكربونات التي لا يمكن تناولها إلا بمقدار.يقول المثل تناول تفاحة في اليوم تحفظك من زيارة الطبيب ولكن أن تناول أكثر من واحدة سيبطل المفعول الصحي للفاكهة. حيث ان عدد الحبات الأنسب يطرح نفسه نظرا لمخزون السكر التي تحتوي عليه هذه الفاكهة، وكذلك باقي أنواع الفواكه.

ان كمية الفاكهة التى نتناولها يمكن أن تصبح صحية أو ضارة،كما اوضح الدكتور الألماني كيرسين ليكوتات. فالفاكهة تحتوي على ما يعرف بسكر الفاكهة، وهو نوع من السكر قد يكون نافع او ضار حسب الكمية حيث أن تفاحة واحدة تحافظ على الصحة، وثلاث تتسبب في الكبد الدهني . وأنه في بعض الابحاث العالمية تعتقد نحو 20 إلى 30 بالمائة أن الكبد الدهنى بسبب التناول المفرط للكحوليات لكن في الحقيقة هو سكر الفاكهة من المسببات الرئيسية لدهون الكبد. إلا أن هذا لا يعني أنه لا يجب تناول الفواكه بل بالعكس، لكن مع الحرص على تناول كميات مناسبة قليلة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتناول التفاح والموز أما الليمون ومشتقاته فنسب السكر بها منخفضة نسبيا. وينصح الدكتور كيرسين ليكوتات من يتناول عصير البرتقال يوميا، أن يمارس الحركة قليلا حتى لا يرتفع وزنه. حيث أن الجسم عادة هو مصدر إشعار يُعتمد عليه، فإذا لم يشعر الإنسان بالتعب كل يوم ولم يزد وزنه وتحاليل كبده جيدة، فهذا يعني أن كمية الفاكهة مناسبة له.

واوضحت دراسة جامعة السويد أنة يجب تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة للوقاية من مرض الانسداد الرئوي. ومرض الانسداد الرئوي هو مرض مزمن يتميز بانسداد الشعب الهوائية وقلة تدفق الهواء، ويؤثر هذا المرض على المدخنين بشكل عام، واوضح خبراء التغذية أن تناول الخضراوات والفواكه الطازجة هو عاملا مساعد للوقاية من مرض الانسداد الرئوي.وفوائد الفاكهة والخضراوات للجسم كثيرة، أن خبراء التغذية يؤكدون كذلك على ضرورة تناول المدخنين بشكل خاص للفاكهة الطازجة والخضروات من أجل تجنب مشاكل الرئة حيث أن تناول المدخنين الحاليين والسابقين للمزيد من الخضروات والفواكه يخفض من خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي.

ويُصعب الانسداد الرئوي المزمن عملية التنفس ويمكن أن يسبب السعال وانتفاخ الرئة والتهاب الشعب المزمن، وعادة ما يصيبان المدخنين أو المدخنين السابقين. واوضح الباحثون أن مضادات الأكسدة الموجودة في الخضروات والفواكه تساعد في حماية الرئتين من الأضرار الناجمة عن التدخين. حيث مرض الانسداد الرئوي هو مرض مزمن يتميز بانسداد الشعب الهوائية وقلة تدفق الهواء بشكل مزمن وقصور في وظائف الرئة ويتفاقم هذا القصور تدريجياً وهو غير قابل للرجوع كلياً بواسطة الأدوية الموسعة للشعب الهوائية. ومن بين أكثر من 40 ألف رجل فى الدراسة، فإن المدخنين الذي يتناولون خمس حصص أو أكثر من الفاكهة والخضروات يومياً كانوا أقل عرضة بنسبة 40 % للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، مقارنة بالمدخنين الذين يتناولون حصتين من هذه الأطعمة أو أقل. وارتبطت كل حصة إضافية من الخضروات والفواكه بتراجع خطر الإصابة ثمانية في المائة. مع التاكيد أن النظام الغذائي وحده لا يكفي لعلاج كل آثار التدخين ولذلك ينصح الأطباء بعدم التدخين أو التوقف عنه نهائياً.

واوضحت ابحاث الدكتورة جولي إي جيرفيس بمركز أبحاث التغذية البشرية والشيخوخة بوزارة الزراعة الأمريكية وجامعة تافتس الامريكية أن جيناتنا تحدد ما نأكله. حيث وجدت نتائج دراسة جديدة شملت أكثر من 6000 امريكى أن الجينات المرتبطة بالتذوق تلعب دورا في تحديد خيارات الطعام ويمكن أن تؤثر بدورها على صحة القلب والأوعية الدموية. وأنه يوجد ارتباط بين العوامل الوراثية بالإدراك لجميع أنواع المذاقات الخمسة وهى الحلو، والمالح، والحامض، والمر، والطعم اللاذع، مع استهلاك المجموعات الغذائية وعوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الجينات التي تحدد إدراك التذوق قد يكون من المهم أخذها في الاعتبار عند تطوير إرشادات غذائية مخصصة بهدف تحسين جودة النظام الغذائي وخفض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالنظام الغذائي مثل السمنة ومرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية. قالت الدكتورة جولي إي جيرفيس أن التفكير في إدراك التذوق يمكن أن يساعد في جعل إرشادات التغذية الشخصية أكثر فعالية من خلال تحديد العوامل المحركة لخيارات الطعام السيئة ومساعدة الناس على تعلم كيفية تقليل تأثيرها إلى الحد الأدنى. فإذا كان الأشخاص الذين لديهم إدراك قوي للطعم المر يميلون إلى تناول عدد أقل من الخضراوات الصليبية، فقد يوصى بإضافة بعض التوابل أو اختيار أنواع أخرى من الخضروات تتماشى بشكل أفضل مع ملف إدراك التذوق لديهم.

قالت الدكتورة جولي إي جيرفيس أنة من المحتمل أن معظم الناس لا يعرفون لماذا يتخذون خيارات غذائية معينة، هذا النهج يمكن أن يوفر لهم التوجيه الذي من شأنه أن يسمح لهم باكتساب المزيد من السيطرة الصحية . واشارت إلى أنه على الرغم من أن الدراسات السابقة قد نظرت في العوامل الوراثية المتعلقة بالأذواق الفردية في مجموعات معينة من الناس، إلا أن هذه الدراسة الجديدة فريدة من نوعها من حيث أنها فحصت جميع الأذواق الخمسة الأساسية عبر عينة واسعة من البالغين في الولايات المتحدة، كما أنها أول من يقيم ما إذا كانت المتغيرات الجينية المسؤولة عن إدراك التذوق مرتبطة بتناول مجموعات غذائية معينة وعوامل خطر القلب.

استخدم الباحثون بجامعه تافتس الامريكية بيانات من دراسات سابقة للارتباط على مستوى الجينوم لتحديد المتغيرات الجينية المرتبطة بكل من الأذواق الأساسية الخمسة . واستخدموا هذه المعلومات لتطوير مقياس جديد يُعرف باسم “درجة التذوق متعددة الجينات” الذي يوفر تقديرا واحدا للتأثير التراكمي للعديد من المتغيرات الجينية على الإدراك لذوق معين، وتعني درجة التذوق المتعددة الجينات الأعلى للمرارة أن الشخص لديه استعداد وراثي أعلى لإدراك الأذواق المرة. وكشفت البيانات أن الجينات المتعلقة بالطعم المر والمذاق اللاذع قد تلعب دورا في جودة النظام الغذائي من خلال التأثير على خيارات الطعام بينما يبدو أن الجينات المرتبطة بالحلويات أكثر أهمية لصحة القلب.

ووجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة الذين حصلوا على درجة طعم مرارة متعددة الجينات تناولوا ما يقرب من حصتين أقل من الحبوب الكاملة في الأسبوع مقارنة بالمشاركين الذين حصلوا على درجة طعم مرارة متعددة الجينات. ولاحظ الباحثون أيضا أن ارتفاع درجة طعم اللاذع متعدد الجينات كان مرتبطا بتناول عدد أقل من الخضار، وخاصة الخضار الحمراء والبرتقالية، وأن ارتفاع درجة طعم متعدد الجينات الحلو يميل إلى أن يكون مرتبطا بتركيزات منخفضة من الدهون الثلاثية. واوضحت الدكتورة جولي إي جيرفيس أن النتائج تشير إلى أهمية النظر إلى الأذواق المتعددة ومجموعات الطعام عند التحقيق في محددات سلوكيات الأكل بشكل أفضل لابتكار نصائح غذائية صحية شخصية.

واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية أن ألوان الفواكه والخضروات تحدد فوائدها والتي تختلف فوائدها من واحدة لأخرى. حيث أن لون الخضراوات والفاكهة له دلالة على المحتوى الغذائي والصحي من الفيتامينات والمعادن المختلفة ، وكلما زاد تركيز اللون زادت فوائد الفاكهة وغناها بالمكونات الغذائية كالاتى:

= الفواكه والخضروات ذات اللون البرتقالي: وكذلك الأطعمة التي تحمل هذا اللون تعمل على تخفيف الآلام والتشنجات، وتحسن من وظائف الرئتين، وتعطي الجسم الحيوية والنشاط، كما أنها مصدرا جيدا لمضادات الأكسدة القوية، من ضمن هذه الخضراوات والفاكهة البرتقال والجزر والمشمش والقرع العسلي والسمسم.

= الفواكه والأطعمة ذات اللون الأصفر: فإنها تعمل على تحفيز الجهاز العصبي، ويفضل تناولها في وجبة الإفطار، لأنها تعطي شعورا بالحيوية والانطلاق، كما أنها تسهل عملية الهضم السليم، ومن ضمن تلك الأطعمة، الليمون، الأناناس، الجريب فروت، التفاح، الخوخ، الموز، المانجو والذرة.

= الفواكه والخضروات ذات اللون الأخضر: أقوى مطهر طبيعي، لاحتوائها على مادة الكلوروفيل، الذي يساعد على ضخ الأكسجين في الدم، كما أنها تعتبر من المهدئات الطبيعية ومنظفات الدم، وتشمل جميع الخضروات الورقية مثل الجرجير، والفجل، والخس، والأفوكادو.

= الفواكه ذات اللون الأزرق والبنفسجي: فهي تحتوي على فئة فريدة من المواد المضادة للأكسدة، وهي مادة الأنثوسيانين، التي تعطي هذه الأطعمة الداكنة لونًا زاهيًا، كما أنها تعمل على تخفيف ألم الصداع ودعم الوظائف العقلية. ومن ضمن تلك الأطعمة العنب البري،والبرقوق، والعنب،والكابوتشي، والباذنجان والبطاطا الحلوة.