د محمد حافظ ابراهيم
أكد عدد من علماء الصحة بهيئة الغذاء والدواء الامريكية اكتشافهم أهم العناصر الغذائية الموجودة في حمية البحر الأبيض المتوسط الشهيرة. فوفقا للاكتشاف فإن أهم عنصر غذائي يدخل في مكونات تلك الحمية هو زيت الزيتون، الذي تبين أن المواظبة على تناوله تحسن من الصحة بشكل عام، وتعزز قدرة الدماغ على التعلم وتقوي الذاكرة، كما تخفض من آثار المشكلات العصبية التي تتسبب بالإصابة بمرض الزهايمر. حيث أشار العلماء إلى أن زيت الزيتون يساعد على وقف آلية تطور الالتهابات التي تصيب الدماغ، ويعزز من عملية التخلص من سموم الخلايا العصبية.
وتوصل العلماء إلى تلك النتائج بعد تجارب أجروها ، حيث قاموا بتقسيمها إلى مجموعتين، الأولى تم إخضاعها لنظام غذائي يعتمد على زيت الزيتون بشكل أساسي، أما المجموعة الثانية فلم تقدم لها تلك المادة الغذائية. وبعد بضعة أشهر من التجارب، أصبحت المجموعة الأولى تبدي قدرة أعلى على العمل الذهني، وتحسنت لديها القدرة على تذكر الأماكن مقارنة بالمجموعة الثانية. كما أظهرت التصوير المعملى للأدمغة التي أجريت عليها التجارب، أن التشابك العصبي في أدمغة المجموعة الأولى كان أفضل، أي أن زيت الزيتون حسن من البنية العصبية لأدمغتها.
ويذكر أن حمية البحر الأبيض المتوسط هي حمية غذائية مستوحاة من الأنماط الغذائية التقليدية في اليونان وجنوب إيطاليا، وإسبانيا والمغرب وبعض المناطق المتوسطية. وأساس تلك الحمية، استهلاك نسب عالية من زيت الزيتون والبقوليات والحبوب غير المقشورة، بالإضافة إلى الفواكه والخضروات الصحية الموسيمية وكميات معتدلة من الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل ومنتجات الألبان الخالية من الدهون مع التخلص من التوتر والقلق والنوم الليلى .
واوضح باحثون فى الهيئة الأوروبية للتغذية ان حمية البحر الأبيض المتوسط قد تزيد من كثافة العظام . حيث تقوم العظام في أجسامنا بالدعم الهيكلي وإعطاء الشكل السليم للجسد، وتعتبر سلامة العظام أساسا لصحة الجسم، و يمكن الاعتناء بعظامنا والحفاظ على كثافتها عن طريق تغذية صحيحة وسليمة. حيث اشارت الأدلة والأبحاث الصحية الجديدة إلى أن الالتزام بنظام البحرالأبيض المتوسط الغذائي له تأثير إيجابي على كثافة العظام في الجسم. حيث نظر الباحثون في الدراسة، في الهيئة الأوروبية للتغذية السريرية، في معلومات أكثر من 13000 شخص عبر ثماني دراسات، وفحصوا كيفية التزامهم بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي مقارنة بكثافة عظامهم.
حيث وجد الباحثون صلة صغيرة ولكنها مهمة بين الالتزام بالنظام الغذائي للبحر المتوسط وزيادة الكثافة في أجزاء من العمود الفقري والرقبة والورك والجسم بشكل عام.وتكشف هذه الدراسة عن زيادات متواضعة ، من المحتمل ان تكون كافية للوقاية من هشاشة العظام لدى أولئك الذين لديهم، ميول وراثي، ولكن اتباع نظام غذائي صحي مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، سيوفر تأثيرات جهازية إيجابية، مثل انخفاض الالتهابات، مما يساهم في تحسين وظيفة آلية العظام.
ويرتبط نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، الذي يتضمن تناول المزيد من الأسماك والحبوب الكاملة والدهون الصحية والمكسرات والبذور والفواكه والخضروات، بمجموعة من النتائج الصحية الإيجابية الأخرى للجسم والعقل، حيث اقترحت الدراسات أن النظام الغذائي هذا يمكن أن يساعد في الحماية من التدهور المعرفي، ويساعد في تحسين جودة النوم، ويزود نظام المناعة بالفائدة. وتشير الأبحاث التي تتعلق بصحة العظام إلى أهمية إقران الأطعمة الغنية بالكالسيوم بالأطعمة الغنية بفيتامين (د) لمساعدة الجسم على امتصاص المغذيات.
وأوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية والمعاهد الوطنية لهشاشة العظام وأمراض العظام ذات الصلة التابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة والهيئة الأوروبية للتغذية بعدة أطعمة يمكن أن تساهم في وقف آلية تطور الالتهابات التي تصيب الدماغ وزيادة الكثافة العظمية والمضادة للأكسدة. حيث تقدم البحوث الطبية معلومات دائمة عن أهمية المواد التي تحتوي على مضادات الأكسدة في غذائنا اليومي.
وحسب ايضاح أخصائي التغذية الاوربية، فان هناك أطعمة يجب تناولها لمكافحة الجزور الحره حيث وصفوا هذه الاطعمة بأنها مركبات طبيعية توجد بشكل أساسي في النباتات التي تنظم العديد من العمليات الحيوية في الجسم، وتحميه من الجذور الحرة. حيث تتسبب الجذور الحرة الإجهاد التأكسدي وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي الإجهاد التأكسدي إلى إتلاف الخلايا والأنسجة والبروتينات، مما يزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الزهايمر ومتلازمة التعب المزمن والسرطان والسكري ومرض باركنسون وأمراض القلب. حيث اوضح الدكتور سام بروندو اختصاصي التغذية بهيئة الصحة البريطانيه، إن اتباع حمية صحية غنية بمضادات الأكسدة يحمي الجسم من الإصابة بأمراض خطيرة وأن الفاكهة والخضروات الطازجة الصحية والملونة والحبوب المختلفة تحتوي على فيتامينات ومعادن ، ويجب الاعتماد عليها في النظم الغذائية الصحية .واستعرض أخصائيو التغذية أفضل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة التي يجب تناولها بشكل دائم وهى :
= الفاصوليا الخضراء: إلى جانب كونها مصدرا ممتازا للألياف والبروتين، فإن الفاصوليا تحتوى على الفلافونويد والبوليفينول، وتحتوي الفاصوليا الحمراء على مادة الفلافونويد التي تسمى الأنثوسيانين والتي تساعد على تثبيط الأكسدة عن طريق إزالة الجذور الحرة.
= التوت: جميع أنواع التوت وخاصة التوت الأزرق والعليق والفراولة والتوت الطبيعى هي مصادر ممتازة لمضادات الأكسدة مثل الأنثوسيانين وحمض الإيلاجيك والكيرسيتين والريسفيراترول، تمتلك كل هذه المواد الكيميائية النباتية خصائص مضادة للالتهابات وتحمي الخلايا من أضرار الجذور الحرة.
= البصل والثوم: يحتوي الثوم على مستويات عالية من مركب يسمى الأليسين، المعروف بأنه أحد أقوى مضادات الأكسدة ، بالإضافة إلى ذلك، فهو يحتوى على مضادات الأكسدة الأخرى مثل الأليل السيستين وثاني كبريتيد الأليل الذي يساعد على خفض أكسدة البروتين الدهني الضار منخفض الكثافة ويدعم آلية دفاع الجسم ضد الآثار الضارة للجذور الحرة.
= البرقوق: الخوخ المجفف أو البرقوق المجفف يحتوى على مركبات الفينولية، وخاصة حمض الكلوروجينيك وحمض الكلوروجينيك التي تسهل إصلاح الحمض النووي وقد تساعد في خفض مخاطر الإصابة بالسرطان، ويعتبر البرقوق مصدرا جيدا للألياف والحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامين K الذي يعزز صحة العظام.
= الخرشوف: الخرشوف محمل بالأنثوسيانين والفلافونويد والبوليفينول التي تقاوم الإجهاد التأكسدي المرتبط بالأمراض المزمنة والالتهابات، وهي واحدة من أغنى مصادر مضادات الأكسدة بين جميع الخضروات، و يعتبر الخرشوف مصدرا جيدا لفيتامين K والفولات والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم.
= المكسرات: يحتوي الجوز والكاجو والكستناء على أعلى نسبة من مضادات الأكسدة، و يحتوي جوز البلقان على فيتامين E وهي مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الدهون، ويدعم جهاز المناعة ويساعد في خفض الكوليسترول السيئ في الجسم.
= البذور: تحتوى هذه الأطعمة على مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجسم من تلف الخلايا والالتهابات وتعد بذور اليقطين واحدة من أفضل مصادر مضادات الأكسدة الصحية للقلب مثل الكاروتينات وفيتامين هـ وبالمثل، تحتوي بذور عباد الشمس على كميات كبيرة من السيلينيوم المعزز لصحة الدماغ وفيتامينE والزنك، تشمل البذور الأخرى الغنية بمضادات الأكسدة بذور الشيا وبذور الكتان وبذور القنب وبذور السمسم.
= الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن: الخضروات ذات اللون الأخضر الداكن مثل البروكلي واللفت والسبانخ والملفوف هي مصادر ممتازة لمضادات الأكسدة القوية مثل حمض ألفا ليبويك وبيتا كاروتين ولوتين وكايمبفيرول وكيرسيتين وسلفورافان، وكلها تساعد دفاعات الجسم ضد الأكسدة و تلف الخلايا ومضادة للسرطانات.
= الشمندر: يحتوي جذر الشمندر على مستويات عالية من مضادات الأكسدة التي تسمى بيتالين والتي تعطي الشمندر لونه الأحمر الداكن، تقدم هذه المغذيات النباتية فوائد مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، ويرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان وخفض نمو الخلايا السرطانية.
= الفلفل الحلو: الفلفل الحلوة وخاصة الفلفل الأحمر، يحتوى على مضادات الأكسدة القوية مثل الكابسانثين وفيتامينC والفيولاكسانثين واللوتين والكيرسيتين، وكلها تلعب دورا رئيسيا في مكافحة الالتهاب ومنع تلف الخلايا وتقوية جهاز المناعة.
= اللوز والزبيب والبطاطا الحلوة والشوكولاتة الداكنة والأفوكادو والتفاح حيث انها تشمل المصادر الأخرى الهامة لمضادات الأكسدة والحماية من الجذور الحرة والوقاية من الامراض المزمنة .



