أخبارصحة

الكوليسترول الجيد والنشاط البدنى للحماية من الخرف وألزهايمر

د محمد حافظ ابراهيم

 

توصلت دراسة جديدة لهيئه الغذاء والدواء الامريكية إلى أن المستويات المرتفعة من الكوليسترول “الجيد الصحى” في السائل المحيط بالمخ والحبل الشوكي تساعد في حمايه الانسان من مرض الخرف وألزهايمر. حيث قام باحثين في كلية الطب وعلم الأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا بتحليل تركيزات جزيئات الكوليسترول الصحى الجيد في السائل النخاعي لـ180 متطوعا بمتوسط عمر يقارب 77 عاما. ووجدت الدراسة أن عددا أكبر من جزيئات الكوليسترول الصحى الجيد الصغيرة في السائل النخاعي يرتبط بمؤشرين مهمين لهما علاقة بمرض الخرف والزهايمر.

وكانت مؤشر اختبارات الذاكره ومهارات التفكير والإدراك، لدى المتطوعين الذين لديهم مستويات أعلى من جزيئات الكوليسترول الصحى الجيد تمكنوا من إكمال سلسلة الاختبارات المعرفية بنجاح. وثانيا كانت لديهم مستويات أعلى من الببتيد في السائل النخاعي. حيث ترتبط المستويات العالية من الببتيد بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وألزهايمر. وقال الباحث المشارك في الدراسة الدكتور ياسين وهو أستاذ مشارك في الطب وعلم الأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا بولايه لوس انجلوس ان هذه الدراسة تمثل المرة الأولى التي يتم فيها حساب جزيئات الكوليسترول الصحى الجيد وهو البروتين الدهني العالي الكثافة في الدماغ .

واكدت الدكتوره لاورا ماي بهيئه الصحه الألمانية للزهايمر على أهمية النشاط البدنى لمرضى الخرف والزهايمر. حيث إن النشاط البدنى يحظى بأهمية كبيرة حيث إنه له تأثير إيجابي على قدرة الذاكرة لديهم، مما يساعدهم على الاحتفاظ ببعض مهاراتهم واستقلاليتهم. وأوضحت عضوة هيئة الصحة الألمانية لألزهايمر أنه يمكن للأقارب تكليف المريض ببعض المهام اليومية البسيطة مثل التنظيف مع مراعاة إعطائهم تعليمات خفيفة وواضحة . وأضافت الدكتوره لاورا ماي أن المهام الروتينية تساعد مرضى الخرف على الشعور بالأمان والقدرة على التوجيه والتنظيم .

ومن أشكال النشاط أيضا تقديم محفزات لمريض الخرف بغرض تجاذب أطراف الحديث بشأنها، على سبيل المثال يمكن للأقارب اختيار الموضوعات، التي تثير اهتمام المريض كالهوايات والتفضيلات الشخصية. فإذا كانت المريض على سبيل المثال يهتم بالموضة وحياكة الملابس، فيمكن للأقارب وضع صندوق يشتمل على خامات مختلفة أمامه لرؤيتها ولمسها ومسكها من أجل الإحساس بها، ثم التحدث بشأنها فيما يتعلق بملمسها واستخداماتها. وكذلك يمكن للأقارب وضع بعض أدوات المطبخ أو العدد على طاولة أمام مريض الخرف، ثم يطلبون منه البحث عن أحدها، ثم التحدث بشأنها وعما يمكن القيام به لاستخدامها.

وبشكل عام يراعى ألا تستغرق هذه المهام مدة طويلة؛ نظرا لأن مريض الخرف يواجه صعوبات في التركيز. لذا من الأفضل ألا تزيد مدة المهمة عن 10 دقائق، مع مراعاة تقبل الأمر في حال رفض المريض إتمام المهمة. حيث أن الخرف هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل الذاكرة والتفكير السليم والحكمة ويعد ألزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعا.

واوضحت هيئه الغذاء والدواء الامريكية قائمة الطعام الوقائية لمرض الزهايمر. حيث كشفت دراسة علمية أن تناول الخضروات الورقية الخضراء والفواكه الطازجة الموسيمية يمكن أن تساعد في خفض مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، الذي يصيب بعض كبار السن مع تقدم العمر. وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين لا يعانون من أي عارض من أعراض الخرف يتناولون على الأقل حصة واحدة من الخضروات الورقية الخضراء يوميا، وأن هؤلاء يواجهون خطرا أقل للتدهور المعرفي وفقدان الذاكرة .

واذا كان مرض الزهايمر منتشر فى العائلة فان هذا لا يعني أن إصابتك حتمية، ومع ذلك، فإن تناول الخضار الورقي بانتظام يمكن أن يساعد في منع الخرف الخاص بالجينات الوراثية ويحّسن من الصحة العامة وتشمل بعض الخضروات والفواكه التي يُنصح بتناولها بانتظام:

= الفواكه الملونة الموسيمية مثل البرتقال والتفاح والبطيخ والكيوى .
= الخضار الورقي مثل السبانخ والخس.
= جميع الحبوب الكاملة.

وتعد الخضروات الورقية أغنى مصادر حمض الفوليك وفيتامين “إيه” و”فيتامين “سي”، والألياف ومضادات الأكسدة، وتعزز هذه العناصر كلها صحة الدماغ على المدى الطويل. حيث أوضحت الدراسات ان النظام الغذائي الصحى الطبيعى له الدور الرئيسى في الوقاية من الشيخوخة والصحة المعرفية. ويرى الخبراء أن الطعام واحدا من أفضل الطرق لمنع الاختلال المعرفي مع تقدم العمر. حيث ان الخرف من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم. ويحدث الخرف بسبب مجموعة مختلفة من الأمراض والإصابات التي تلحق بالدماغ، مثل مرض الزهايمر أو السكتة الدماغية، بحسب دراسات منظمة الصحة العالمية.