أخبارصحة

اسباب وعلامات الخلايا السرطانية وتجنبها طبيعيا

د محمد حافظ ابراهيم

 

  اوضح الدكتور ويسلي إم خوسيه، الأستاذ المساعد بطب الأورام وأمراض الدم، مستشفى أمريتا بالهند عن اسباب اكتشاف العديد من الأشخاص من حولنا بالسرطان هذه الأيام . حيث كانت بعض ألامراض المقلقة مثل الملاريا واليرقان والنوبات القلبية، لكن كان يُعتقد أن السرطان مرض يحدث لعدد قليل، فهل ارتفعت حالات السرطان فجأة أم أن هناك تشخيصًا أفضل متاحًا و ما الذي يسبب تنشيط الخلايا السرطانية فى الجسم .

 

حيث اوضح الدكتور ويسلي إم خوسيه، بمستشفى أمريتا بالهند ان الخلايا السرطانية هى خلايا طبيعية في الجسم وتتحول إلى استنساخ خبيث إما بسبب خلل داخلي في الجسم أو عامل خارجي يؤثر على الجسم لفترة طويلة من الزمن، تسبب هذه العوامل ضررًا لا رجعة فيه أو تغيرًا في الحمض النووي الطبيعي للخلية. تصبح هذه الخلايا ذات الحمض النووي التالف أو المتغير خالية من تدابير التحكم العامة الموجودة على اى خلية طبيعية في الجسم. ويؤدي فقدان السيطرة على النمو على هذه الخلايا إلى تكاثر غير منضبط يؤدي إلى ما نراه ونشعر به كأورام و سرطانات.

 

ويوضح الدكتور ويسلي إم خوسيه، انه يحدث السرطان بسبب عوامل داخلية وخارجية، تشمل العوامل الداخلية الشائعة الطفرات الجينية والهرمونات والحالات المتعلقة بالمناعة وزيادة التنشيط وسوء فهم عوامل النمو والتغيرات الوراثية، العوامل الخارجية هي نمط الحياة، والتدخين، واستهلاك الكحول، والتعرض للمواد الكيميائية، والتعرض للإشعاع، والعدوى الفيروسية، والعلاجات الطبية السابقة بأدوية سامة للخلايا السرطانية ، قد تعمل هذه العوامل منفردة أو بالاشتراك مع بعضها البعض لبدء نمو خلية طبيعية لتصبح خبيثة.

 

واوضح الدكتور ساتيام تانيجا، مدير جراحة الأورام، بمستشفى ماكس باتبارجانج، بالهند انه يكون لدى الأطباء دراسات عما قد يزيد من خطر إلاصابه بالسرطانات، ولكن ممكن لغالبية السرطانات ان تحدث في الأشخاص الذين ليس لديهم أي عوامل خطر معروفة ،وتتضمن العوامل المعروفة بأنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطانات ما يلي:

 

= العمر: قد يستغرق تطور السرطان عقودًا، هذا هو السبب في أن معظم الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان يبلغون سن كبير ولكن حاليا يمكن تشخيص السرطان في أي عمر.

= العادات: أن بعض خيارات نمط الحياة تزيد من خطر إلاصابه بالسرطان،مثل التدخين، وشرب الكحوليات والتعرض المفرط للشمس والسمنة، وممارسة الجنس المثلى يمكن أن يساهم في مرض السرطان.

= التاريخ العائلى: جزء صغير من السرطانات ناتج عن حالة وراثية، إذا كان السرطان شائعًا في العائله، فمن المحتمل أن الطفرات تنتقل من جيل إلى جيل،مع ملاحطة أن وجود طفرة جينية موروثة لا يعني بالضرورة أنك ستصاب بالسرطان.

= الامراض المزمنة: يمكن للحالات الصحية المزمنة، مثل التهاب القولون التقرحي، أن تزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

= البيئة المحيطة:  قد تحتوي البيئة المحيطة بالانسان على مواد كيميائية ضارة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، حتى إذا كنت لا تدخن، فقد تستنشق دخانًا سلبيًا إذا ذهبت حيث يدخن الناس أو إذا كنت تعيش مع شخص يدخن، المواد الكيميائية في منزلك أو مكان عملك، مثل الأسبستوس والبنزين، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

 

تعمل الطفرات الجينية التي ولد بها الانسان والتي تكتسبها طوال الحياه معًا تسبب السرطانات. حيث  يمكن للطفرة الجينية أن توجه الخلية السليمة للسماح بالنمو الخبيث السريع، وتفشل في وقف نمو الخلايا غير المنضبط، وترتكب أخطاء عند إصلاح أخطاء الحمض النووي التي تؤدي إلى أن تصبح الخلايا سرطانية، وهذه الطفرات هي أكثر الطفرات شيوعًا في السرطانات . ويمكن أن تحدث الطفرات الجينية لعدة أسباب، فالطفرات الجينية التي ولدت بها، قد تولد بطفرة جينية ورثتها عن والديك، هذا النوع من الطفرات مسؤول عن نسبة صغيرة من السرطانات. قد تجعل الطفرة الجينية الموروثة لديك أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من غيرك عند التعرض لمادة معينة مسببة للسرطان، وليس من الواضح عدد الطفرات التي يجب أن تتراكم حتى يتشكل السرطان، حيث من المحتمل أن هذا يختلف بين أنواع السرطانات .

 

وحذرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية من وجود علامات تحذيرية بسبب السرطانات . وحذرت الدكتوره نيغات عارف بابرز العلامات التى تنذر بالإصابة بالسرطانات. وقالت هيئة ليفربول إيكو البريطانية وهيئة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة تخشى أن يرتفع عدد المصابين بالسرطان خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد جائحة كوفيد 19. وكشفت الدكتوره نيغات عارف أعراض وصفتها بغير عادية، والتى يجب أن تدفعك إلى الكشف الطبى في حال بدء ظهورها. وأضافت، أن هذه العلامات التحذيرية تتجلى في السعال مصحوب بالدم والنزيف مع البراز ونزول الدم مع البول وفقدان غير مبرر للوزن والتعرق اليلي ونتوءات بأنحاء الجسم والتعب الدائم وانتفاخ في البطن.

 

واوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية أعراض تحذيرية أخرى، تستوجب الكشف الطبى  وهي ظهور تغيرات على الجلد وحكة فى الجلد وحموضة المعدة وعسر الهضم، إضافة إلى الارتجاع الحمضي، المعروف أيضا باسم الارتجاع المعدي المريئي، وهو التدفق العكسي لحمض المعدة نحو الأنبوب الذي يربط الحلق بالمعدة. وقد يكون من الصعب ملاحظة هذه الأعراض في بعض أنواع السرطانات لذلك من المهم التوجه إلى الطبيب في حال شعرت أن شيئا ما على غير ما يرام.

 

واوضحت جمعية السرطان الأميركية انه لإبعاد السرطان عن الجسم فلابد من الحياه النشطه وتجنب الأطعمة الضاره الغير صحية. حيث أعلنت جمعية السرطان الأميركية عن إرشادات جديدة لحفض خطر الإصابة للسرطان. ووفقا لإرشادات الجمعية فإنه يجب أن تضم قائمة الطعام الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، والابتعاد عن اللحوم الحمراء الدهنية والمصنعة والمحفوظه . وتقول الجمعية إنه يفضل عدم شرب الكحول والتدخين وأن يمارس الناس التمرينات الرياضية.

 

وتراجع جمعية السرطان الأميركية، بشكل دوري، المعايير المتعلقة بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة وعلاقة ذلك بالسرطان، وتحدث إرشاداتها. ووفقا للإرشادات الجديدة أن اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التدريبات الرياضية بانتظام، أمران مهمان، لأنهما يمكن أن يساعدا الناس على الحفاظ على الوزن الصحي . ويلاحظ العلماء مزيدا من الروابط بين السرطان والوزن الزائد، حيث اوضح أحدث تقرير للصندوق العالمي لأبحاث السرطان النظر إلى 12 نوع من السرطانات ترتبط بزيادة الوزن أو السمنة، بزيادة 5 سرطانات على آخر تقرير نشر قبل عقد من الزمان.

 

وتعتمد الأنظمة الغذائية التي يفترض أنها تخفض من خطر الإصابة بالسرطان بشكل رئيسي على تناول الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن والأحمر والبرتقالي. ويفترض أن تخفض تناول  الفاصوليا والبازلاء من خطر الإصابة بمرض السرطان، و يفضل تناول الفاكهة الكاملة، بدلاً من تلك المعلبة أو العصائر. وتتضمن الأطعمة التي يجب تجنبها، أو الحد منها، اللحوم المصنعة و اللحوم الحمراء الدهنية، مثل شرائح اللحم “الستيك”، والأفضل عدم تناول المشروبات الغازية، والعصائر التي تقدم بإضافة السكر المكرر مع تجنب جميع الأطعمة المصنعة الاخرى .

 

ورغم ذلك قالت الدكتوره لورا ماكاروف، نائبة رئيس جمعية السرطان الأميركية للوقاية والكشف المبكر انه لا يوجد طعام واحد أو حتى مجموعة غذائية كافية لتحقيق انخفاض كبير في خطر الإصابة بالسرطان، ولكن الدراسات تستمر في الإشارة إلى الأنماط الغذائية الصحية للبحر الابيض المتوسط التي ترتبط بحفض مخاطر الإصابة بالامراض، خاصة سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي. وكشفت الإرشادات ان الانسان سيحتاج إلى ممارسة المزيد من الرياضه لإبعاد خطر السرطان، وتزيد تلك الإرشادات المحدثة من الزمن الموصي به من التمرينات التي تحتاجها أسبوعيا. وقالت الدكتوره ليزا دراير، أخصائية التغذية، إن تحديث تلك الإرشادات تعكس أحدث ما كشف عنه العلم وتعزز هذه التوجيهات ما كشفته الأبحاث العلمية، من أن اتباع نظام غذائي صحي والنشاط البدني المنتظم، والحد من الكحول والتدخين، كلها مرتبطة بخفض مخاطر الإصابة بالسرطانات بشكل عام، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا وسرطان القولون والمستقيم.

 

واوضحت دراسة علمية سويسرية جديدة إلى طرق الوقاية من السرطانات. ووفقاً لباحثين سويسريين، فإنَّ الجمع بين فيتامين (د) واوميجا 3 والتمارين الرياضيه لتقوية العضلات يمكن أن يساعد في محاربة جميع أشكال السرطانات لدى الأشخاص الأصحاء. حيث يُعزى ما يقرب من 41% من حالات الإصابة بالسرطانات لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً إلى عوامل خطر قابلة للتعديل مثل التدخين، أو زيادة الوزن والسمنة والحياه الخاملة.

واشارت الدكتورة هايكه بيشوف فيراري الى جهود الوقاية لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن اليوم تقتصر إلى حد كبير على الفحص . وقد تكون هذه الدراسة قد كشفت عن طريقة جديدة للوقاية من مخاطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الأصحاء الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً فاعلا  وذلك بتناول الجمع بين جرعة عالية من فيتامين دي وأوميجا 3 وممارسة الرياضة . ولمدة ثلاث سنوات أجرى فريق الباحثين تجربة على 2157 مشاركاً من خمس دول أوروبية هى ألمانيا والنمسا وفرنسا والبرتغال وسويسرا. وتمَّ إعطاء المشاركين جرعة عالية من فيتامين دي حوالى 2000 ميكرولتر يومياً مقارنة بـ800 وفقاً للتوصيات بالإضافة إلى جرام مكملات يومياً من أوميجا 3 من أصل بحري. في الوقت نفسه، اتبعوا برنامج تقوية العضلات، ثلاث مرات في الأسبوع.

وكانت العديد من الدراسات قد أظهر بالفعل الفوائد المنفرده للتمارين البدنية في الوقاية من السرطان، أو التأثير المثبط لفيتامين دي أو أوميجا 3 على نمو الخلايا السرطانية، ولكن لم تظهر أي دراسة على الإطلاق فوائد وفعالية هذه الإجراءات الثلاثة مجتمعة. وكانت النتائج واعدة حيث بعد ثلاث سنوات من المتابعة، كان للعلاجات الثلاثة فوائد فيما يتعلق بخفض خطر الإصابة بالسرطانات وذلك بمجرد الجمع بين الإجراءات الثلاثة،حيث ينخفض الخطر الإجمالي للإصابة بالسرطان الغازي بنسبة 61%.. وتنتهى النتائج إلى أنه على الرغم من أنها تستند إلى مقارنات متعددة وتتطلب تكراراً، فقد تكون مفيدة في خفض مرض السرطانات عالميا.