أخبارصحة

وباء الوزن الزائد والبدانة واثارها علي الانسان

د محمد حافظ ابراهيم

حذرت منظمة الصحة العالمية، من انتشار «وباء» الوزن الزائد والبدانة في أوروبا والعالم حيث يحصد أرواح أكثر من 1.2 مليون شخص سنوياً. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن «معدلات الوزن الزائد والبدانة وصلت إلى مستويات وبائية في جميع أنحاء العالم، وهي آخذة في الارتفاع خاصة فى اوروبا . حيث يعاني نحو ربع البالغين في أوروبا من البدانة المفرطة، مما يجعل انتشار البدانة أعلى من أي منطقة أخرى باستثناء الأميركتين.

ولا يوجد أي بلد في اوروبا يمكنه حالياً الادعاء بوقف تقدم هذه الآفة، وقد كُشف عن حجم المشكلة بقوة خلال وباء «كوفيد19»؛ إذ شكل الوزن الزائد عامل خطرهام . حيث قال مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، الدكتور هانز كلوجه، ان زيادة مؤشر كتلة الجسم عامل خطر رئيسي للأمراض المزمنة الغير المعدية؛ بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. وإن الوزن الزائد والبدانة هما السببان وراء أكثر من 1.2 مليون حالة وفاة سنوياً، ما يمثل أكثر من 13 في المائة من الوفيات في اوروبا، وفق الدراسة.

واوضحت منظمة الصحة العالمية ان البدانة تسبب ما لا يقل عن 13 نوعاً مختلفاً من السرطان، ومن المحتمل أن تكون مسؤولة بشكل مباشر عن مائتي ألف إصابة جديدة على الأقل بالسرطان سنوياً، وفق منظمة الصحة العالمية. وحذرت المنظمة بأن هذا الرقم من المتوقع أن يرتفع أكثر في السنوات المقبلة. حيث تُظهر أحدث البيانات الشاملة المتاحة، أن 59 في المائة من البالغين ونحو طفل واحد من كل 3 أطفال منهم 29 في المائة من الصبيان و27 في المائة من الفتيات يعانون من الوزن الزائد في أوروبا. وتظهر بيانات المنظمة العالمية أن زياده الوزن والسمنه تؤثر على الرجال أكثر من النساء، حيث يعاني 63% منهم من زيادة الوزن، مقابل 54% من النساء. وتبلغ النسبة 25% بين المراهقين والمراهقات. بينما يعاني 8% فقط من الأطفال دون سن الخامسة من زيادة الوزن.

وأكد الدكتور هانز كلوجه أن قيود كوفيد 19، مثل إغلاق المدارس وتدابير الإقفال العام والعمل المنزلى أدت في الوقت ذاته إلى زيادة التعرض لبعض عوامل الخطر التي تؤثر على احتمال أن يعاني الشخص من البدانة أو الوزن الزائد. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الوباء تسبب في تغييرات ضارة في عادات الأكل والرياضة، وإنه يتعين عكس آثارها حاليا. وأشارت إلى أن التدخلات السياسية التي تستهدف المحددات البيئية والتجارية للأنظمة الغذائية غير الصحية . ومن المرجح أن تكون الأكثر فاعلية في عكس مسار الوباء. وثمة أيضاً حاجة، إلى فرض ضرائب على الخمور والمشروبات السكرية، ودعم الأطعمة الصحية، والحد من تسويق الأطعمة غير الصحية للأطفال، ودعم الجهود لتشجيع النشاط الرياضى البدني قى كل الاوقات .

واوضحت دراسات منظمة الصحة العالمية الى أثر البدانة على عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال. حيث توصلت دراسة إلى أن الرجال البدينين في الستينيات من العمر لديهم عدد حيوانات منوية أقل من الأفراد النحيفين في الفئة العمرية نفسها. ونظر العلماء بقيادة جامعة يوتا في 44000 خلية خصية تشارك في إنتاج الحيوانات المنوية من ثمانية رجال تتراوح أعمارهم بين 60 و72 عاما، وأربعة رجال في أوائل العشرينات من العمر.

وأظهرت الدراسة ان الرجال الأكبر سنا الذين ويتمتعون بوزن صحي اظهر انخفاضا “ضعيفا” في قدرتهم على تكوين الحيوانات المنوية مقارنة بالرجال الأصغر سنا. لكن أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة أظهروا قدرة “محدودة للغاية” على الاستمرار في إنتاج الخلايا الجنسية الذكرية.ولم يشر العلماء إلى سبب انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال الأكبر سنا الذين يعانون من السمنة المفرطة، على الرغم من أن الدراسات أشارت إلى أن ذلك قد يكون بسبب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون أو ارتفاع درجة حرارة الخصيتين نتيجه الدهون بالجسم .

وتشير تقديرات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية التابع لهيئه الغذاء والدواء بالولايات المتحدة الامريكية إلى أن حوالي اثنين من كل خمسة أمريكيين أى 138 مليون شخص يعانون من السمنة. وتتراجع أعداد الحيوانات المنوية بشكل عام في العمر، حيث تبلغ ذروتها عندما يبلغ الرجل 17 عاما وتبقى مرتفعة حتى الأربعينيات. وتظهر الدراسات في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا أن المستويات بين الرجال انخفضت بشكل عام منذ السبعينيات. وليس من الواضح ما الذي تسبب في هذا الانخفاض، لكن العلماء اوضحوا أن زيادة الخصر والوجبات الغذائية السيئة وحتى التعرض للتلوث البيئى هو السبب فى ذلك.

وفي الدراسة استخدم علماء التشريح للحصول على خلايا الخصية. ثم قاموا بفحص الخلايا للتغيرات المرتبطة بالعمر، لتحديد مدى جودتها في تصنيع الحيوانات المنوية. ومن بين المشاركين الثمانية الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، كان لدى خمسة منهم مؤشر كتلة الجسم أقل من 27، ما يضعهم في نطاق الوزن الغير الزائد والصحي . وكان مؤشر كتلة الجسم لدى ثلاثة منهم أعلى من 30، ما يضعهم في فئة الوزن الزائد والسمنة. وكلهم كان لديهم أطفال، أظهروا خصوبة في سنواتهم الأصغر. وفي مجموعة الرجال الأصغر سنا، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و22 عاما، كان هناك أفراد يتمتعون بوزن صحي واخر بدين.

أظهرت النتائج أن هؤلاء في الفئة العمرية الأصغر لديهم إنتاج “طبيعي وكامل” للحيوانات المنوية بغض النظر عن قياسات مؤشر كتلة الجسم لديهم. لكن في المجموعات الأكبر سنا، قالت إن هذا ينخفض إذا كان لدى شخص ما مؤشر كتلة جسم أعلى. وقال الدكتور برادلي كيرنز، رئيس قسم علوم الأورام في جامعة يوتا الذي قاد الدراسة ان هذا الخلل التنظيمى الواضح يحدث عندما تقترن الشيخوخة بعوامل إضافية مثل السمنة والامراض المزمنة. فالشيخوخة قد تمنح مجموعة من التغيرات الجزيئية المتواضعة فى الخصية من أجل مزيد من عدم التنظيم.

وربطت دراسات الدكتور برادلي كيرنز بين زيادة الوزن وانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، مما يشير إلى أنها قد تخفض من عدد الحيوانات المنوية. وهناك تنائج اخرى بأن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم خصيتين أكثر دفئا بسبب زيادة الخلايا الدهنية، ما قد يعيق إنتاج الحيوانات المنوية. حيث يتم إنتاج الحيوانات المنوية عند حوالي 34 درجة مئوية، وهي أقل بقليل من درجة حرارة جسم الإنسان البالغة 37 درجة مئوية. وقال العلماء إنهم تمكنوا من تحديد ان التغييرات التي طرأت على ضعف إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال الأكبر سنا والبدينين فريدة من نوعها و بسبب الشيخوخة المتسارعة والغذاء الغير صحى والتلوث البيئى .