أخبارصحة

تناول الفاكهة والخضراوات يومياً لحماية القلب والدماغ وتحسين الحالة المعنوية والشعور بالسعادة

د محمد حافظ ابراهيم

  اوضحت ابحاث هيئه الصحة الاوربية إلى أن الفاكهة والخضراوات العضوية ملوثة بمجموعة من الميكروبات المسببة للأمراض وتقول الدراسة التي أشرف عليها فريق من جامعة فالينسيا في اسبانيا أن الأميبا المسببة للأمراض التي تعيش على الخضروات الورقية العضوية يمكن أن تكون سبب الأمراض المعوية البشرية مثل بكتيريا الزائفة و سلمونيلا و هيلوكوبكتر وتشكل خطرا محتملا على الصحة العامة. ويشير الباحثون إلى أن الأمراض التي تنقلها الأغذية من تناول المنتجات الطازجة الملوثة أمر شائع ويمكن أن يكون لها آثار خطيرة على صحة الإنسان ،خاصة عند تناولها نيئة.

 وازداد الطلب على الفاكهة والخضروات المزروعة عضويا حيث يسعى الناس إلى تناول وجبات صحية وسط مخاوف من التلوث المحتمل من المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية ومبيدات الأعشاب، ولكن تشير الابحاث أنه أثناء النمو والحصاد والنقل والمزيد من المعالجة والمناولة، يمكن أن تتلوث المنتجات الطازجة بمسببات الأمراض من مصادر بشرية أو حيوانية، من خلال ملامستها للتربة، ومياه الري، والهواء، والمطر، والحشرات، وأثناء غسل المنتجات . ويمكن أن تتلوث الخضروات ببعض الكائنات الأولية وحيدة الخلية مثل الأميبات الحية الحرة التي تتغذى على البكتيريا ويمكن أن تعمل كمضيف للبكتيريا المسببة للأمراض ويمكن أن يشكل تهديدا للصحة العامة.

 توضح الدكتورة يولاندا مورينو بجامعة فالينسيا في اسبانيا أن الغذاء والبيئات المتعلقة بالأغذية تخلق مكانا مثاليا للقاء للأميبا والبكتيريا المسببة للأمراض وتضيف الدكتورة يولاندا مورينو انه لا يُعرف سوى القليل نسبيا عن حدوث وتنوع الأميبات التي تعيش بحرية على الخضروات العضوية ودورها في نقل مسببات الأمراض البشرية. جمع الباحثون 17 عينة من الخس والسبانخ من السوبر ماركت المحلية في فالنسيا بين نوفمبر 2020 ومايو 2021،لإجراء دراسة أولية للميكروبيوم المعزول من الخضروات العضوية.

 استخدم الباحثون للتحقق من درجة التلوث، تقنية ميتاجينومية تحدد الحمض النووي في جميع البكتيريا الموجودة داخل الجسم وتم تقييم النتائج لتحديد أنواع الميكروبات الموجودة في كل عينة.وتم تحديد أنواع البكتيرية الرئيسية وهي بكتيريا الصيفرية توجد في 10٪ من عينات الخضروات وكثير منها لا تسبب المرض للإنسان، واحتوت ثلث العينات 34٪ على 52 نوعا من البكتيريا المسببة للأمراض، بما في ذلك البكتيريا الليجيونيلا والسالمونيلا وهيلكوباكتر، وهي بكتيريا يمكن أن تسبب العدوى ينتج عنها أمراضا، بما في ذلك الالتهاب الرئوي وأمراض الجهاز الهضمي. وتم العثور على نوع الفيرمويبا الدودية الذي يسبب عادة التهابات شديدة لدى البشر في خمس (19٪) عينات الخضروات، وعصيات الشوكيمبة التي يمكن أن تسبب العمى والتهاب الدماغ ، تم تحديدها في ما يقرب من ثلثي العينات 63٪.

 تقول الدكتورة يولاندا مورينو إن وجود بكتيريا تثير القلق على الصحة العامة داخل الأميبات التي تعيش بحرية وتشير إلى أنها مركبات يمكنها بسهولة نقل مسببات الأمراض القادرة على الوصول إلى البشر والتسبب في مشاكل صحية من خلال الخضروات العضوية الملوثة. ويمكن أن ينشأ التلوث نتيجة معالجة التربة بالأسمدة العضوية مثل السماد الطبيعي وحمأة الصرف الصحي ومن مياه الري، فالخضروات الورقية معرضة بشكل خاص للتلوث البرازي بسبب قربها من الأرض واحتمال استهلاك البشر لها نيئه ودون طهي، وتؤكد النتائج على الحاجة إلى تثقيف الجمهور بشأن التعامل الآمن والسليم مع الخضروات والفاكهة العضوية الطازجة قبل تناولها نيئه.

 ونصحت دراسة لهيئة الصحة الصينية بضرورة بتناول الفاكهة والخضروات يومياً لحماية القلب والدماغ. وان تناول الفاكهة والخضروات الطازجة بانتظام يحول دون حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وقال الباحثون عن تناول الفاكهة الطازجة مثل التفاح والبرتقال، يوميا، يساهم بنحو الثلث في خفض خطر الوفاة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، مقارنة بالأشخاص الذين نادرا ما يتناولونها.كان الباحثون قد أجروا أبحاثهم على أكثر من 500.000 شخص تراوحت أعمارهم ما بين 30 و70 عاما ، ممن لا يعانون من تاريخ مرضي لأمراض القلب. وأشارت المتابعة إلى فاعلية تناول الألياف الطبيعية في الحفاظ على صحة وسلامة وظائف القلب لتتراجع فرص الإصابة بنسبة 40% .

 واوضحت ابحاث الدكتور أندرو أوزوالد، الذي يدرس الاقتصاد والعلوم السلوكية بجامعة ورك في كوفنتري ببريطانيا ان الفاكهة والخضراوات تحسن من الحالة المعنوية وتُشعر الانسان بالسعادة. قال باحثون إن أسباب نصيحة الأطباء الدائمة بالإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات تتعلق غالبا بالفوائد الصحية في الأمد الطويل، وان المواظبة على هذه الأطعمة ربما يحسن من الحالة المعنوية في الأجل القصير . واعتمد فريق الدراسة على دراسات محلية للربط بين الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات يوميا وزيادة الشعور بالسعادة.

واكد الباحثون في الدورية الأميركية للصحة العامة إنه بتناول 8 ثمرات من الفاكهة والخضراوات يوميا ارتفعت معنويات الشعور بالسعادة.  وأوضح الدكتور أندرو أوزوالد،انه وجد التأثير الواضح للفاكهة والخضروات لتحقيق السعاده وارتفاع الحالة المعنوية مفاجئا للغاية. حيث سجل المشاركون عاداتهم الغذائية على مدار عامين، وأجابوا عن أسئلة المسح بشأن حياتهم وصحتهم العقلية والمعنوية. وخلال فترة العامين خلص فريق البحث إلى أن المشاركين الذين غيروا عاداتهم من عدم تناول أي فاكهة أو خضراوات تقريبا في اليوم إلى تناول 8 ثمرات يوميا قالوا إنهم أكثر سعادة وأكثر شعورا بالرضا مقارنة مع الذين لم يضيفوا أي ثمار لوجباتهم.

وسجل الاشخاص الذين زادوا من تناول الفاكهة والخضراوات من صفر إلى 8 ثمرات يوميا نسبة مرتفعة على مقياس للرضا عن الحياة التى تعادل الشعور بالسعادة عند العثور على وظيفة جديدة.
وفي المقابل سجل الذين لم يتناولوا المزيد من الفاكهة والخضراوات انخفاضا في مقياس الرضا والسعادة خلال الفترة ذاتها بما يعادل تقريبا شعور المرء عند فقدان وظيفة