أخبارصحة

علاقة الاطعمة والرياضة بطول العمر الصحى

د .محمد حافظ ابراهيم

اوضح بحث حديث لهيئة الغذاء والدواء الامريكية انه إذا كنت في عمر حوالى الـ 60 وتتناول نظام غذائي أمريكياً غنياً باللحوم والألبان الكاملة الدسم، فانك تواجه خطر أمراض الشيخوخة المسببة للوفاة . ولكن اذا استبعت اللحوم الحمراء الدهنية والالبان كاملة الدسم وتناولت مكانها أطعمة نباتية موسيمية طازجة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة فان ذلك يطيل العمر الصحى أكثر من 10 سنوات. واكد هذا البحث حيث كشفت دراسة حديثة اخرى لجامعه النرويج واوضحت أن هذا الاستبعاد للحوم والالبان من النظام الغذائي، واستبدالها بأطعمة نباتية، يؤكد من اطاله العمر الصحى.

 

وذكرت دراسة اخرى أجريت في جامعة بيرجن الالمانية تحت إشراف البروفيسور الدكتور لارس فادنس، أن النظام الغذائي الأمثل لإطالة العمر الصحى يتضمن عدم تناول اللحوم الحمراء الدهنية والمحفوظة والمصنّعة، وعدم شرب المشروبات المحلاة بالسكر الابيض المكرر والكحوليات، مع خفض استهلاك الالبان كاملة الدسم والبيض ، وتناول المزيد من الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات. واستندت هذه الدراسة إلى مئات الدراسات عن التغذية وعوامل الخطر المؤدية إلى الوفاة في الشيخوخة، مع مقارنتها بمعدلات الوفاة العالمية .

 

حيث يعتقد البروفيسور الالمانى الدكتور لارس فادنس أن طريقة معالجة الأطعمة هامة وليس نوعها فقط. وأنه إذا تحول شخص في عمر الـ 20 إلى هذا النظام الصحى المثالي من وجهة نظره فمن المتوقع أن يعيش 13 عاماً أطول في المتوسط، بينما إذا تحول الشخص وهو في عمر الـ 80 إلى النظام الغذائي المثالي فسيعيش 3 سنوات أطول من العمر المتوقع له إذا ظل متبعاً حمية غذائية غربية . ويلفت البروفيسور الدكتور لارس فادنس الانتباه إلى أن تقديراته هي متوسطات ولا تنطبق على جميع الحالات الفردية.

 

واوضح البروفيسور الدكتور إنجو فروبوزه ان المشي بأقدام حافية له فوائد ومحاذير. حيث أن الارتداء المستمر للأحذية يرفع خطر الإصابة بتشوهات الأقدام مثل تسطح الأقدام أو اعوجاج الأقدام. ولتجنب ذلك، أوصى العالم الألماني بالمشي بأقدام حافية لما يتمتع به من فوائد جمة؛ حيث إنه يعمل على تدريب عضلات القدم والأربطة والأوتار، ويسهم في الحفاظ على ثبات واستقرار مفصل الكاحل، ويحد من تشوهات الاقدام والعظام الناجمة عن ذلك ، وتعزيز وضعية القوام، ومن ثم الوقاية من مشاكل الظهر والركبة.

 

ولتحقيق أقصى استفادة ممكنة، ينبغي المشى باقدام حافية وعلى أرضيات متنوعة مثل الرمال والعشب والحصى . مع تحذير مرضى السكري من المشي بأقدام حافية، وذلك لتجنب خطر الإصابة بجروح صغيرة في القدم؛ حيث ان مرضى السكري لا يلاحظون في الغالب هذه الإصابات بسبب تراجع الإحساس بالألم لديهم، فضلا عن بطء التئام الجروح ، مما يرفع خطر الإصابة “بالقدم السكرية”، الذي يهدد ببتر القدم. كما يتعين على مرضى المفُاصل العظمية الاستشارة أولا قبل المشي بأقدام حافية؛ نظرا لأن ارتفاع الحمل على القدمين يؤدي إلى تفاقم الألم المرتبط بالمرض.

 

ودراسة للدكتورة إيلي تكشف ان رياضة المشى تضيف 15 عاما إلى حياتك. حيث وجدت الدراسة أن المشي يمكن أن يضيف أكثر من عقد إلى متوسط ​​العمر الصحى المتوقع. وتسرد الدكتورة إيلي فوائد المشي وأفضل طريقة للقيام بذلك. وتضيف الدراسة مجموعة متزايدة من الأدلة التي تربط المشي بمتوسط ​​عمر أطول. والخلاصة الرئيسية هي أن المشي المنتظم يضيف ما يصل إلى 15 عاما إلى متوسط ​​العمر المتوقع. وقالت الدكتورة إيلي إن المشي يوفر “العديد من الفوائد الصحية”. وأظهرت الدراسات أن المشي مفيد لفقدان الذاكرة المرتبط بالعمر. وأنه رائع أيضا للنساء بعد انقطاع الطمث والحفاظ على قوة عظامك وعضلاتك. وكانت الدكتورة إيلي حذرة بشأن تحديد عدد الخطوات لأن القيام بذلك يبدو “تعسفيا للغاية”. وقالت مع ذلك، يبدو أن اجتياز 6000 خطوة “بالمعيار الجيد”. .

 

يعد المشي أمرا رائعا بغض النظر عن كيفية القيام بذلك، ولكن هناك بعض الأساليب المثلى لطريقة المشي . حيث قالت الدكتورة إيلي إن حمل شيء ليس له فائدة خاصة لأنه يضيف وزنا . ويمكن أن يؤدي المشي صعودا والمشي بشكل أسرع او الإسراع ببضع دقائق إلى تعزيز الفوائد أيضا. كما أن المشي مع الأصدقاء وفي الطبيعة يوفر أيضا فائدة إضافية.

 

ودرس البروفيسور الدكتور توماس ييتس، الأستاذ في النشاط البدني والسلوك المستقر والصحة من جامعة ليستر بإنجلترا، الفوائد الصحية للمشي اليومي. ووجد أن الأشخاص الذين تبنوا إيقاعا سريعا يمكن أن يكون عمرهم البيولوجي 15 عاما أصغر. ونظر البروفيسور الدكتور توماس ييتس وفريقه في المعهد الوطني للبحوث الصحية في مركز ليستر للأبحاث الطبية الحيوية بانجلترا، في طول التيلوميرات وهى الهياكل الواقية في نهاية الكروموسومات في 405981 من البالغين في منتصف العمر في المملكة المتحدة. وما وجدوه هو أن المشي السريع ساعد في الحفاظ على طول التيلوميرات.

 

وتأتي هذه الدراسة في أعقاب التحليل التلوي لـ 15 دراسة شملت ما يقرب من 50000 شخص بانحاء العالم . وتقدم الدراسة، التي تغطي أربع قارات، رؤى جديدة حول مقدار خطوات المشي اليومية التي ستحسن على النحو الأمثل صحة البالغين وطول العمر وما إذا كان عدد الخطوات مختلفا للأشخاص من مختلف الأعمار.

 

ووجدت المجموعة الدولية من العلماء الذين شكلوا ابحاث من أجل صحة الانسان، أن اتخاذ المزيد من الخطوات يوميا يمكن ان يساعد على خفض مخاطر الوفاة المبكرة . وبشكل أكثر تحديدا، بالنسبة للبالغين الذين يبلغون من العمر 60 عاما أو أكثر، استقر خفض خطر الوفاة المبكرة عند حوالي 6000 إلى 8000 خطوة يوميا، مما يعني أن المزيد من الخطوات لم تقدم أي فائدة إضافية لطول العمر. ورأى البالغون الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما أن خفض خطر الوفاة المبكرة يستقر عند حوالي 8000 إلى 10000 خطوة يوميا. وأن الابحاث لم تجد ارتباط نهائي مع سرعة المشي، بخلاف العدد الإجمالي للخطوات في اليوم.