أخبارصحة

زيادة الجراثيم الخارقة المقاومة للمضادات الحيوية والاغذية الصحية المضاد للالتهابات

د. محمد حافظ ابراهيم

 

توصل خبراء منظمه الصحة العالمية إلى أن الوفيات العالمية من “الجراثيم الخارقة” المقاومة للمضادات الحيوية ارتفعت 7 أضعاف خلال 5 سنوات فقط لتصل إلى أكثر من 5 ملايين وفاة . حيث حذر الدكتور كريستوفر موراي بجامعة واشنطن من أن الوفيات الناجمة عن الفيروسات المقاومة قفزت بنسبة 600% خلال 5 سنوات، موضحا، إنه إذا استمرت “الجراثيم الخارقة” في الانتشار، فمن الممكن أن يتضاعف هذا الرقم أكثر. وحذر خبراء الصحة من أن الافراط فى تناول المضادات الحيوية يؤدى الى أن تصبح بعض الالتهابات البكتيرية مقاومة للعلاجات. وحذر الدكتور كريستوفر موراي، وهو طبيب بجامعة واشنطن من انه فى عام 2021 وصل عدد الذين ماتوا إلى 5 ملايين شخص على مستوى العالم وذلك بسبب الالتهابات المقاومة للمضادات الحيوية.

 

وطرق علماء منظمه الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن الالتهابات البكتيرية المقاومة للعلاجات الحالية لسنوات، ودعوا الناس إلى الترشيد في استخدام المضادات الحيوية. وقال الدكتور كريستوفر موراي، انه كانت هناك دراسة مؤثرة تسمى تقرير أونيل لحكومة المملكة المتحدة، حول مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات، لقد بدأوا ببعض الأرقام لعام 2015، كانت أصغر قليلاً، فقط بواقع 700 ألف حالة وفاة، وحاليا زاد هذا العدد إلى 5 ملايين حالة وفاة خلال 5 سنوات. ولقد اعتمد تقدير الدكتور كريستوفر موراي على بيانات من أنظمة المراقبة والدراسات والاحصائيات بالمستشفيات من أكثر من 200 دولة، ثم تم إدخالها في نموذج إحصائي، لتقدير عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب امراض الالتهابات على مستوى العالم، بطريقة مماثلة لتقرير خبراء المملكة المتحدة.

 

وأكد الدكتور كريستوفر موراي إن وفيات الالتهاب الرئوي قد تتضاعف إذا انتشرت الجراثيم الخارقة بما فيه الكفاية. إن المضادات الحيوية هي عقاقير منقذة للحياة، وتخفض الوفيات بنسبة من 80 الى 90 %، وبالتالي فهي تنقذ حياة الانسان ، لذلك يعتبر العلماء مقاومة المضادات الحيوية من أكبر التهديدات الصحية في العالم، إلى جانب تغير المناخ والإرهاب والفيروسات الحديثة. هذا لأنه يسمح للبكتيريا بالتهرب من الأدوية الشائعة والفعالة ، مما يجعل الأطباء غير قادرين على علاج الأمراض التي كانت قابلة للشفاء، حيث تعمل المضادات الحيوية من خلال مهاجمة البكتيريا الخطرة، مثل الإشريكية القولونية، التي تؤدي إلى الفشل الكلوي في الحالات الخطيرة.

 

وإذا تم استخدام أدوية المضادات الحيوية كثيرًايمكن أن تصبح البكتيريا مقاومة، مما يجعل العلاج غير فعال، كما يمكن أن تصبح البكتيريا مقاومة أيضًا إذا تم تناول جرعات غير صحيحة أو إذا تعرضت لمستويات منخفضة من المضاد الحيوي، قد تكون هذه غير كافية لقتلهم ولكنها كافية لهم للتكيف للبقاء على قيد الحياة . وقال الدكتور كريستوفر موراي إنه عندما يحدث هذا، يجب استخدام مضادات حيوية أقوى لإيقاف المرض، ولكن هذا يؤدي إلى خطر أن تتطور البكتيريا أيضًا مقاومة لها عندما يبدأ استخدامها بشكل عشوائى وبصورة متكررة.

 

وأضاف الدكتور كريستوفر موراي انه يُعتقد الآن أن حوالي 2.4 مليون عدوى مقاومة للمضادات الحيوية تحدث في الولايات المتحدة كل عام، وفقًا لتقديرات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الامريكية، وهذا يؤدي إلى حوالي 35900 حالة وفاة من هذه الأمراض، بزيادة النصف عن 23000 في عام 2013. وأوضح الدكتور كريستوفر موراي الى إن السلالات المقاومة التي يراقبها مسؤولى الصحة تشمل الحجرة العسيرة، والتي تسبب ضررًا دائمًا للأمعاء الغليظة والسيلان، وهو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي .

 

ونشرت هيئه الغذاء والدواء الامريكية النظام الغذائي المضاد للالتهابات والذى يساعد الجسم على مقاومة الامراض ويمكن أن يحمى الجسم من الأذى، وفي معظم الحالات، يعد جزءًا ضروريًا من عملية الشفاء. ومع ذلك، يعاني بعض الأشخاص من حالة طبية لا يعمل فيها الجهاز المناعي كما ينبغي، ويمكن أن يؤدي هذا الخلل إلى التهاب منخفض المستوى مستمر أو متكرر.ويحدث الالتهاب المزمن مع أمراض مختلفة، مثل الصدفية والتهاب المفاصل الروماتويدي والربو، هناك أدلة على أن الاختيارات الغذائية الصحية الطازجة تساعد في علاج هذه الأعراض.

 

واوضحت هيئه الغذاء والدواء الامريكية انها تفضل النظام الغذائي المضاد الالتهابات من الفواكه والخضروات الطبيعة الطازجة والأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية والتوابل الطبيعية ، مع منع أو الحد من استهلاك الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء الدهنية والكحوليات والتدخين والكافين . والنظام الغذائي المضاد للالتهابات ليس نظامًا محددًا ولكنه أسلوب مثل تناول الطعام فى حمية البحر الأبيض المتوسط ​​ الغذائي وهى مثال على الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات.

 

والنظام الغذائي المضاد للالتهابات يركز على الاطعمة الصحية المضاد للالتهابات من الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكامله، والعديد من الأطعمة النباتية التى هي مصادر جيدة للفيتامينات والمعادن و مضادات الأكسدة ،ويمكن لبعض الأطعمة أن تؤدي إلى تشكيل الجذور الحرة و الالتهابات مثل الأطعمة التي يقليها الناس بزيت الطهي الذي يتم تسخينه بشكل متكرر ليكون ماده الاكراميد المسرطنة والجذور الحرة وهي منتجات ثانوية طبيعية لبعض العمليات الجسدية، بما في ذلك التمثيل الغذائي.

 

ويمكن أن تؤدي بعض العوامل الخارجية، مثل التلوث البيئى والإجهاد والتدخين، إلى زيادة عدد الجذور الحرة في الجسم .ويمكن أن تؤدي الجذور الحرة إلى تلف الخلايا، ويزيد هذا الضرر من خطر الالتهابات ويمكن أن يساهم في مجموعة من الأمراض المزمنه الاخرى . حيث يفضل النظام الغذائي الصحى المضاد للالتهابات الذى يحتوى على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة .

 

قد تساعد أحماض أوميجا 3 الدهنية ، الموجودة في الأسماك الدهنية ، في خفض مستويات البروتينات الالتهابية في الجسم. يمكن أن يكون للألياف النباتية هذا التأثير ايضا ، وفقًا لدراسات مؤسسة التهاب المفاصل الامريكية . ومن أنواع النظام الغذائي المضاد للالتهابات بعض الأنظمة الغذائية الشعبية ونظام البحر الأبيض المتوسط ​​ الغذائي الذى يحتوى على الفواكه والخضروات الطازجة والأسماك الدهنية والحبوب الكاملة والدهون الغير مشبعه والمفيدة للقلب.

 

وأن الالتهابات تلعب دورًا في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض الامراض المزمنة. ويشار إلى أن حمية البحر الأبيض المتوسط ​​، بتركيزها على الأطعمة النباتية والزيوت الصحية الغير مشبعه ، يمكن أن تخفض من آثار الالتهاب على نظام القلب والأوعية الدموية وتشمل الأطعمة التي تساعد في التحكم ومقاومة الالتهابات بجسم الانسان الاتى:

= الأسماك الزيتية مثل التونة والسلمون.

= الفواكه .مثل العنب البري والتوت الأسود والفراولة والكرز.

= الخضار بما في ذلك اللفت والسبانخ والبروكلي.

= الفاصوليا الخضراء والناشفه.

= المكسرات والبذور.

= الزيتون وزيت زيتون.

 

واوضحت هيئه الغذاء والدواء الامريكية ان بعض الاطعمة التي يجب ان يتجنبها الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا مضادًا للالتهابات. حيث يجب على الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا مضادًا للالتهابات أن يتجنبوا أو يحدوا من تناولهم لما يلي:

= الأطعمة المصنعة والمحفوظة .

= الأطعمة المضاف إليها السكر المكرر أو الملح.

= الزيوت غير صحية المشبعه .

= الكربوهيدرات المصنعة الموجودة في الخبز الأبيض والمكرونة البيضاء والعديد من المخبوزات.

= الأطعمة الخفيفة المصنعة، مثل رقائق البطاطس والمقرمشات.

= الحلويات الجاهزة، مثل البسكويت والحلوى والآيس كريم.

= الكحوليات والتدخين .

= جلوتي القمح : حيث يعاني بعض الأشخاص من تفاعل التهابي عند تناول الدقيق الذى يحتوى على الجلوتين . يمكن أن يكون النظام الغذائي الخالي من الجلوتين مقيدًا له .

= الباذنجان: أن النباتات التي تنتمي إلى عائلة الباذنجانيات مثل الطماطم والباذنجان والفلفل والبطاطس ،قد تثير التوهجات لدى بعض الأشخاص المصابين بأمراض التهابية.

= الكربوهيدرات المكرره: أن اتباع نظام غذائي عالي الكربوهيدرات المكرره، حتى عندما تكون الكربوهيدرات صحية، قد يعزز الالتهاب لدى بعض الأشخاص، ولكن بعض الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مثل البطاطا الحلوة والحبوب الكاملة، تعتبر مصادر ممتازة لمضادات الأكسدة.