أخباراقتصاد عربي

د. طلال أبو غزالة: مصر قادرة على مواجهة تحدياتها وستصبح سادس أكبر اقتصاد عالمى بحلول 2030

ايمان الواصلي

و.. العالم على وشك حرب عالمية ثالثة ضرورية لإعادة توزيع موزين القوى

أكد المفكر العربي الكبير د. طلال أبو غزالة، أن التطورات التى يشهدها العالم حاليا تشكل مرحلية مفصلية وبداية لتاريخ جديد سيتم من خلاله إعادة تقسيم موزاين القوى العالمية، وأن الحرب الروسية الأوكرانية ليست مقصودة بحد ذاتها كحرب بين دولتين، إذ أنها مجرد ملمح من ملامح تشكل النظام العالمى الجديد. وأوضح أبو غزالة خلال كلمته فى فعاليات منتدى بطرس غالى الاقتصادى الذى نظمته مجلة الأهرام الاقتصادى مساء الأربعاء 20 أبريل 2022 أنه يتوقع أن تتطور الحرب الروسية الأوكرانية إلى حرب عالمية ثالثة، تضع قواعد جديدة بديلة للنظام العالمى القائم الذى وصفه بأنه اصبح نظاما عاجزا عن التعبير عن الموازين الحقيقية فى القوى العالمية.

وأشار إلى أنه تعرض لهجوم واسع النطاق عندما أعلن توقعاته بنشوب حرب عالمية، إلا أن الأمور كانت واضحة تماما بالنسبة له نتيجة لقراءاته ومتابعاته المتواصلة لمختلف الأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية العالمية.

وضرب أبو غزالة فى كلمته أمام المشاركين فى الندوة التى أقيمت بقاعة محمد حسنين هيكل بمؤسسة الأهرام بالدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن التى أصبحت مصالحها متعارضة ومتضاربة لدرجة أن مجلس الأمن أصبح عاجزا عن اتخاذ قرارات مصيرية، وأن العالم أصبح نتيجة بلا قيادة، فلا يمكن القول أن أمريكا ما زالت تقود العالم، أو أن الصين أو روسيا تستطيع أن تدعى أنها تقود العالم، لذلك صارت هناك حاجة موضوعية إلى حدث عالمى يمكنه إعادة توزيع موازين القوى بشكل يعبر عن موازين القوى على أرض الواقع.

وأوضح أبو غزالة أن الصراعات العالمية يمكنها أن تكون مفيدة من هذه الناحية، وأن على دول المنطقة العربية أن تعمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الأحداث لإعادة التمركز فى النظام العالمى الجديد المتوقع.

وأوضح أبو غزالة فى الندوة التى انعقدت تحت عنوان: “الملكية الفكرية.. الوقود الذى يشعل نار الإبداع” تزامنا مع الاحتفالات العالمية باليوم العالمى للملكية الفكرية، أن العديد من الدول العربية، وعلى رأسها مصر تتبع سياسات تنموية طولة المدى بعيدة النظر من خلال اعتمادها سياسات تنمية البنية التحتية التى ستقود حتما إلى تنمية اقتصادية حقيقية، وأن مصر قادرة على مواجهة تحديات المستقبل لدرجة تؤهلها لدخول نادى الاقتصادات المتقدمة بل، واحتلال المركز السادس فى قائمة الاقتصاديات العالمية الأكبر بحلول عام 2030، وأنها ستتقدم على تركيا لأن مصر تركز على بناء المستقبل، فيما تركز تركيا على سياسات قصيرة المدى تتعلق بحاولة تحقيق ذاتها وإثبات تواجدها عبر البحث عن أدوار إقليمية لا تفيدها فى بناء مستقبلها كما فعلت من خلال محاولاتها لاتدخل فى ليبيا.

وقال أبو غزالة أن المؤشرات التى أصدرتها كبريات المؤسسات الاقتصادية العالمية توقعت أن مصر ستحتل المركز السابع كأكبر اقتصاد عالمى فى نفس المدى الزمنى 2030، إلا أنه يختلف مع هذه الرؤية لأنه يتابع عن كثب التحولات التنموية الاقتصادية وسياسات التحول الرقمى التى تتبعها مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما يؤهلها للسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها الكبرى، وتحقيق آمال وأحلام شقيقاتها من الدول العربية التى تنظر إلى مصر كقدوة ومثال باعتبارها الشقيقة الأكبر، وقاطرة التنمية لجميع الدول العربية. وأكد أن مصر تتمتع بالعديد من المميزات التى تجعلها قادرة على تنفيذ خططها وتحقيق أهدافها من خلال ثقلها العربي والدولى.

وكانت الندوة التى شارك فيها عدد كبير من المثقفين ورجال الأعمال، وأدارها اد. محمد حجازى، خبير الملكية الفكرية وتشريعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، قد شهدت مناقشات مستفيضة حول حقوق وقوانين الملكية الفكرية فى الوطن العربي، وتأثيراتها على مستويات الإبداع والابتكار والتطور فى الدول العربية، ومدى تطابق القوانين والتشريعات والسياسات العربية مع التشريعات العالمية، وقدرتها على تأهيل المناخ المناسب للشباب والمبدعين العرب على إبراز أفكارهم ومنتجاتهم، وحماية ملكيتها الفكرية على مستوى العالم.
وكانت الندوة قد بدأت بكلمة افتتاحية رحب خلالها شريف عبد الباقى، رئيس تحرير مجلتى “لغة العصر” و”الأهرام الاقتصادى” بالدكتور طلال أبو غزالة، مؤكدا أن نموذج واضح للمفكر العالمي البارز، والمثقف العروبى القومى المرتبط بقضايا أمته والمدافع عن مصالحها فى كل المناسبات الدولية، والذى يعتبر واحدا من أهم الخبراء على مستوى العالم فى قضايا الملكية الفكرية، ويحمل قناعات ويمتلك رؤى مستقبلية جعلته واحدا من أنجح رجال الأعمال والمفكرين على مستوى العالم.