أخبارصحة

نظم غذائية لخفض السكري وتوابل وفاكهة لعلاج هرمون الأنسولين

د. محمد حافظ ابراهيم

 

ا وضح بحث حديث لهيئه الصحة الأوروبية إلى أن بعض الأطعمة النباتية الصحية والتوابل الطبيعية، تؤدى لانخفاض مخاطرالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والوقاية منه. وهذه الدراسة أجراها البروفيسور الدكتور فرانك هو بقسم التغذية بجامعة هارفارد – تي بى ، ومدرسة تشان للصحة العامة في بوسطن، وافضت الى تحديد ملامح المستقلب المتعلقة بالنظم الغذائية النباتية المختلفة والتحقيق في الارتباطات المحتملة بين هذه الملفات الشخصية وخطر تطوير مرض السكر من النوع الثاني. وأوضح الخبراء أن المستقلب هو مادة تستخدم أو تنتج عن العمليات الكيميائية في الكائن الحي وتتضمن عددا كبيرا من المركبات الموجودة في الأطعمة المختلفة بالإضافة إلى مجموعة متنوعة معقدة من الجزيئات التي يتم إنشاؤها أثناء تكسير هذه المركبات وتحويلها لاستخدامها من قبل الجسم.

 

وتعني الاختلافات في التركيب الكيميائي للأطعمة أن النظام الغذائي للفرد يجب أن ينعكس في المستقلب الغذائي، وأدت التطورات التكنولوجية الحديثة في مجال التنميط الأيضي عالي الإنتاجية إلى دخول حقبة جديدة من الأبحاث الغذائية. وتم تعريف الأيض على أنه التحليل الشامل وتحديد جميع المستقلبات المختلفة الموجودة في العينة البيولوجية. واوضحت الاحصاءات إلى تضاعف الانتشار العالمي لمرض السكري من النوع 2 لدى البالغين أكثر من ثلاثة أضعاف في أقل من عقدين، مع زيادة الحالات من حوالي 150 مليونا في عام 2000 إلى أكثر من 450 مليونا في عام 2019 ومن المتوقع أن يرتفع إلى حوالي 700 مليون في عام 2045.

 

يزداد العبء الصحي العالمي من مرض السكرى 2  بسبب المضاعفات العديدة الناشئة عن المرض، سواء الأوعية الدموية الكبيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والأوعية الدموية الدقيقة، التي تتلف الكلى والعينين والجهاز العصبي. حيث ينتج مرض السكري اولا عن النظم الغذائية غير الصحية، وزيادة الوزن أى السمنة، واستعداد الجينات الوراثي، وعوامل أخرى بنمط الحياة مثل عدم ممارسة الرياضة والقلق والتوتر وعدم النوم الليلى . حيث ربطت البحوث الحديثه للنظم الغذائية القائمة على النباتات، وخاصة تلك الغنية بالأطعمة الصحية عالية الجودة مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكرى 2 .

 

حيث أجرى الخبراء بقسم التغذية بجامعة هارفارد تحليلات لعينات بلازما الدم والمدخول الغذائي لـ 10684 مشاركا من ثلاث مجموعات مستقبلية من دراسة صحة الممرضات، ودراسة صحة الممرضات 2 ودراسة متابعة المهنيين الصحيين. وأكمل المشاركون الدراسة باستبيانات تكرار الطعام والتي تم تسجيلها وفقا لالتزامهم بثلاث أنظمة غذائية نباتية وهى مؤشر النظام الغذائي النباتي الكلى الشامل ، ومؤشر النظام الغذائي الصحي القائم على النبات ، ومؤشر النظام الغذائي النبات غير الصحي. واستندت مؤشرات النظام الغذائي إلى ما يتناوله الفرد من 18 مجموعة غذائية. الأطعمة النباتية الصحية من الحبوب الكاملة، والفواكه ، والخضروات ، والمكسرات ، والبقوليات ، والزيوت النباتية ، والشاي والقهوة ، الأطعمة النباتية غير الصحية من الحبوب المكررة ،وعصائر الفاكهة، والبطاطس، المشروبات المحلاة بالسكر، والحلويات ،والأطعمة الحيوانية من الدهون الحيوانية ومنتجات الألبان كامل الدسم والبيض والأسماك،والمأكولات البحرية واللحوم الحمراء الدهنية والأطعمة الحيوانية المتنوعة الاخرى .

 

قارن فريق البحث بجامعه هارفارد بين الأطعمة النباتية الكلية والصحية وغير الصحية بحسب ارتباطها بالنوع الثاني من السكر وأمراض القلب والأوعية الدموية وأنواع من السرطان، والسمنة وارتفاع ضغط الدم. وقام الباحثون باختبار عينات الدم المأخوذة من الدراسات الثلاث لإنشاء درجات ملف تعريف مستقلب للمشاركين ومقارنة بالمشاركين الذين لم يصابوا بالنوع الثاني من السكر،ووجد أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض أثناء المتابعة لديهم كمية أقل من الأطعمة النباتية الصحية الكلية، فضلا عن درجات أقل في الاطعمه النباتيه الغير صحية والاطعمه النباتيه الصحية وكان متوسط ​​مؤشر كتلة الجسم لديهم أعلى، وكانوا أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، ولديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري، وكانوا أقل فى النشاط البدني.

 

وكشفت بيانات الأيض أن النظم الغذائية النباتية كانت مرتبطة بملفات مستقلبات متعددة وفريدة، وأن هذه الأنماط تختلف اختلافا كبيرا بين النظم الغذائية الصحية وغير الصحية المعتمدة على النباتات. وارتبطت نتائج بيانات المستقلب لكل من النظام الغذائي النباتي العام والنظام الغذائي النباتي غير الصحى بالإصابة بسكر النوع 2 في مجموعة سكانية صحية بشكل عام، وبغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم، وعوامل خطر الإصابة بمرض السكري الاخرى، لم يلاحظ أي ارتباط لنظام غذائي نباتي غير صحي . لذلك أشارت درجات ملف تعريف المستقلب الأعلى من النباتات الكلية والصحية إلى التقيد الوثيق بهذه الأنظمة الغذائية لوجود مخاطر أقل لتطوير السكر من النوع الثاني.

 

وكشف تحليل إضافي للبحث أنه بعد ضبط مستويات تريجونيلين وهيبورات وإيزولوسين ، ومجموعة صغيرة من ثلاثي الجلسرين ، والعديد من المستقلبات الوسيطة الأخرى، اختفى الارتباط بين النظم الغذائية النباتية و ومرض السكرى 2 إلى حد كبير مما يشير إلى أنها تلعب دورا رئيسيا في ربط هذه الحميات بمرض السكري. يوضح البروفيسور فرانك هو انه في حين أنه من الصعب استخلاص مساهمات الأطعمة الفردية لأنها تم تحليلها معًا كنمط غذائى ، وإن المستقلبات الفردية من استهلاك الأطعمة النباتية الغنية بالبوليفينول مثل الفواكه والخضروات والبقوليات كلها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بنظام غذائي نباتي صحي وخفض مخاطر الإصابة بمرض السكري . خلص الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تدعم الدور المفيد للأنظمة الغذائية النباتية الصحية في الوقاية من مرض السكري.

 

واوضحت دراسة لهيئه الغذاء والدواء الامريكية ان للاطعمه والتوابل فوائد لمرضى السكري. ففى دراسة علمية أجراها عدد من الأطباء المختصون من ولاية جورجيا الأمريكية، أكدت الدراسة على دور التوابل والأعشاب الطبية الشائعة الإستخدام فى الطعام فى حماية أنسجة الجسم من التلف الذى قد ينجم عن إرتفاع مستويات السكر عند مرضى السكرى. وقال الاطباء، بأنهم تحققوا من إمتلاك عدد من التوابل والأعشاب الطبية الشهيرة على فوائد صحية فى مجال السيطرة على مرض السكرى. وقد أكدت الدراسة التى تم إجرائُها مؤخراً إحتواء تلك الأغذية والتوابل على مركبات تقاوم تفاعلات الأكسدة، التى تحصل فى أنسجة الجسم بسبب إرتفاع مستويات السكر عند المريض.

وبحسب ما أوضح الأطباء المختصون من ولاية جورجيا الأمريكية انه قد يؤدى مستوى السكر فى الدم، وهو ما يحدث عند المصابين بداء السكرى، إلى إرتباط جزيئات السكر بالبروتينات، لينتهى الأمربتشكيل ما يعرف بإسم مركبات “آيه. جى. إى”، التى تقوم بتنشيط الجهاز المناعى، فتحدث إحتقاناً وتلفاً فى أنسجة الجسم. وشملت الدراسة إختبار محتويات 24 نوعاً من الأعشاب الطبية والتوابل الشهيرة التى تباع فى أسواق العالم، مثل القرنفل والقرفة والزنجبيل والفلفل الأسود، والمريمية والمردقوش وإكليل الجبل أو الروزمارى. حيث يتم طحن عينات مجففة منها، وإستخلاص محتوياتها فى محاليل أُخضعت للبحث.

وتشير نتائج الدراسة إلى توافر مركبات الفينول فى العديد من هذه التوابل والأعشاب. كما أكدت الدراسة وجود إرتباط واضح بين إرتفاع مستويات مركبات الفينول فى هذه النوعية من الأغذية، وزيادة قدرتها بمنع تشكل مركبات “آيه. جى. إى”، ليوفر ذلك حماية لأنسجة الجسم من التلف عند المصابين بداء السكرى والمسنين. وطبقاً للنتائج تبين أن توابل القرفة والقرنفل كانت الأغنى من حيث إحتوائها على مركبات الفينول، فيما إحتوت أعشاب المردقوش والميرمية، على نسب أقل وصلت إلى 6%..  ويرى الباحثون بأن التوابل توفر مقادير أكبر من مركبات الفينول مقارنة مع بعض أصناف الفاكهة، مما يجعلها مصدراً مناسباً للحصول على الفينول التى تسهم فى منع تلف الأنسجة، خصوصاً وأنه قد لا يتمكن الفرد من الحصول على أصناف عديدة من الفواكه خلال اليوم، بينما يسهل عليه اضافه التوابل لطبق فى الوجبة ، وإضافة تلك الأعشاب عند تحضير الأطباق، لتحقيق نفس الهدف.

 

واوضحت دراسة هيئه الغذاء والدواء الامريكية ان بعض الفاكهة تخفض نسبة السكر في الدم وتقفز بهرمون الأنسولين. ويشير داء السكري إلى مجموعة من الأمراض التي تؤثر على كيفية استخدام الجسم لسكر الدم (الجلوكوز). فالجلوكوز أساسي لصحتك؛ لأنه مصدر مهم للطاقة للخلايا التي تتكون منها العضلات والأنسجة. وان الغذاء هو بداية الطريق نحو علاج السكرى، والفاكهة تساعد بشكل كبير في ضبط مستوى السكر في الدم، كما تساعد على خفض مستوى الضغط في الجسم لمن يعانون من مشاكل في ضغط الدم. أفضل الفواكه التى تخفض السكر بالدم هى: 

 

= فاكهة الكيوي: هي أفضل فاكهة تساعد في خفض مستوى السكر في الدم، وتزيد من قدرة الخلايا على إحراق الجلوكوز في الجسم . ومن ثم زيادة قدرة الخلايا على إنتاج الطاقة . كما تخفض من ارتفاع ضغط الدم وتليين جدران الأوعية الدموية والشرايين. وتحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات، وهى غنيه بالألياف الطبيعية والتي تساعد في تنظيم عملية الهضم، وتنظيم حركة المعدة، وزيادة قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص الغذاء من الطعام وتحسين الكبد بأنزيمات طبيعية تعمل على تجديد خلايا الكبد التالفة ووقف انتشار التليف الكبدي وقدرتها على زيادة الصفراء الهاضمة. وفيتامين  C الذى يساعد في علاج أمراض البرد والإنفلونزا، وتحسين الجهاز التنفسي و طرد الفيروسات والجراثيم .وبها مضادات الأكسدة التى تزيدة قدرة الجسم على مقاومة الأمراض السرطانية و تقوية عضلة القلب 

= التفاح: يعد التفاح من الفواكه الغنية بالألياف والتي لها دور في خفض نسبة السكر في الدم. وأن قشره التفاح تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف التى تساعد في زيادة حرق الجلوكوز في الجسم.

= جريب فروت: الجريب فروت من الفواكه التي تخفض نسبة السكر في الدم، وهو يحتوي على نسبة 91% من مكوناته من الماء، والباقي معادن واملاح معدنية. ويحتوي الجريب فروت على نارينجين وهو مركب غذائي يزيد من قدرة الجسم على التعامل مع الأنسولين. 

= الفراولة: تحتوي الفراولة على نسبة سكريات قليلة مقارنة بالأنواع الأخرى من الفواكه، ومن ثم فإن تناول الفراولة لا خطورة منه على مريض السكر كما تحتوي على نسبة غير قليلة من الألياف وهو ما يساعد في تحسن عملية الهضم والوقاية من الإمساك.

= التوت: يحتوي التوت على مركبات الأنثوسيانينى وهي مركبات تساعد فى خفض ضغط الدم المرتفع، كما تساعد في زيادة ليونة الأوعية الدموية، وتنشيط عمل القلب .

= الموز: الموز هو من أفضل الفاكهة التي تفيد القلب وتساعد في خفض ضغط الدم. فهو يحتوي على معدن البوتاسيوم الهام لصحة وتنشيط عضلة القلب. كما يساعد تناول الموز على أعادة توزيع السوائل في الجسم بشكل طبيعي . ويحتوى على فيتامين ج المفيد لبناء الأنسجة والخلايا في الجسم. 

= البطيخ: البطيخ من الفواكه الصيفية الغنية بالماء وسكروز الفاكهة. كما أن البطيخ يحتوي على حمض أميني هام للجسم وهو حمض السيترولين. والذي يساعد في خفض ارتفاع ضغط الدم وأن تناول البطيخ يساعد في خفض ضغط الدم إذا تمت المداومة لفترة على تناوله.