أخبارصحة

الأرق والتوتر والحروب تهدد بالامراض المزمنه وطرق العلاج الطبيعية

د محمد حافظ ابراهيم

توصلت دراسة حديثة لهيئه الصحة الوطنية البريطانية إلى أن المصابين بالأرق والتوتر يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني . حيث وجد باحثو جامعة بريستول أن الذين يعانون من مشكلة فى النوم لديهم مستويات أعلى من السكر في الدم، وهي أحد المؤشرات الرئيسية لمرض السكري. وتوضح النتائج أنه يمكن علاج الأرق نفسه من خلال تغيير نمط الحياة حيث يمكن أن يمنع الآلاف من حالات الإصابة بمرض السكري . وأشار الباحثون بجامعة بريستول إلى أن علاج الأرق يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في مستويات السكر في الدم بما يقارن بفقدان 14 كج.

 

وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتقلبون قي فراشهم ليلا أو يتأخرون في النوم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وان باحثي جامعة بريستول اوضحت دراستهم انها الأكثر شمولا بالإشارة إلى أن قلة النوم تؤدي بحد ذاتها إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويمكن أن تلعب دورا مباشرا في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. حيث وجدت دراسات سابقة أن الحرمان من النوم يزيد من مقاومة الإنسولين ومستويات هرمون التوتر الكورتيزول والالتهابات في الجسم، وكلها يكون لها تأثير على نسبة السكر في الدم. واوضح الخبراء أن أولئك الذين يعانون من التعب هم أكثر عرضة لتناول المزيد من الطعام ويلجأون إلى الأطعمة السكرية. و أن مرض السكري من النوع الثاني هو السبب الرئيسي وراء السمنة.

 

ولتقييم ما إذا كانت أنماط النوم تلعب أي دور في مستويات السكر في الدم، جمع الباحثون بيانات عن 336999 بالغا من البنك الحيوي في المملكة المتحدة. وقاموا بفحص البيانات حول ما إذا كان المشاركون، ومعظمهم في الخمسينات من العمر، يعانون من الأرق. وبحث الفريق في معلومات حول مقدار النوم الذي حصلوا عليه كل ليلة، ومدى التعب الذي شعروا به خلال النهار، وعادات القيلولة، وما إذا كانوا ممن يستيقظون باكرا أو يسهرون لوقت متأخر. كما تم قياس متوسط ​​مستويات السكر في الدم لدى المشاركين.

 

ووجدت النتائج أن أولئك الذين قالوا إنهم عادة ما يجدون صعوبة في النوم أو البقاء نائمين (28% من المجموعة) لديهم مستويات أعلى من السكر في الدم من أولئك الذين قالوا إنهم لم يواجهوا هذه المشكلات على الإطلاق أو نادرا أو أحيانا ما يواجهونها. ولكن لم يكن هناك ما يشير إلى أن السمات الأخرى، مثل مدة النوم، والنعاس أثناء النهار، والقيلولة، والوقت الذي كانوا فيه أكثر نشاطا، كان لها أي تأثير. وقال الفريق إن النتائج يمكن أن تحسن فهم كيفية تأثير اضطراب النوم على خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وتقترح الدراسة أن أسلوب الحياة والتدخلات الدوائية التي تعمل على تحسين الأرق تساعد في الوقاية من مرض السكري أو علاجه. وإذا لم تنجح التغييرات في نمط الحياة، فإن علاجات الأرق تشمل العلاج السلوكي المعرفي، وهو علاج بالكلام يهدف إلى تغيير الأفكار والسلوكيات التي تمنع الشخص من النوم. وإذا لم يكن فعالا، فيتم إعطاء المرضى حبوب تحتوي على هرمون الميلاتونين، والذي ينتج بشكل طبيعي في الجسم ويساعد على التحكم في النوم.

 

واوضحت هيئه الصحة الوطنية البريطانية الى ان التعرّض للضغط النفسي والتوتر باستمرار يكون له تأثير جسدي وعقلي بالغ على صحه الانسان . وأظهرت الأبحاث وجود صلة بين التوتر والامراض المزمنة من ضغط الدم والسمنه والاكتئاب وتاثيراتها كالاتى :

 

= تأثير التوتر على الدماغ: عندما تكون مضغوطا أو متوترا، تبدأ سلسلة من الأحداث في عقلك. من اللوزة الدماغية، وهي منطقة في دماغك تعالج المشاعر، تحصل على معلومات حول الضغوطات من خلال حواسك، وإذا فسرت تلك المعلومات على أنها شيء خطير أو مهدد، فإنه يرسل إشارة إلى مركز التحكم في دماغك، وهو ما تحت المهاد، التي تتصل ببقية جسمك من خلال الجهاز العصبى اللاإرادي ويتحكم هذا في الوظائف التلقائية مثل ضربات القلب والتنفس من خلال نظامين مختلفين الجهاز العصبي الودي والجهاز السمبتاوي. يطلق الجهاز العصبي الودي استجابة القتال أو الهروب، مما يمنحك الطاقة التي تحتاجها للرد على التهديد، أما الجهاز السمبتاوي يفعل العكس، حيث يسمح لجسمك بالدخول في وضع الراحة حتى تشعر بالهدوء عندما تكون الأمور في أمان . عندما يحدث ذلك، تضخ الغدد الكظرية الأدرينالين، مما يجعل قلبك ينبض بشكل أسرع، ويدفع المزيد من الدم إلى العضلات وباقى ألاعضاء، ويتسارع تنفسك ، وتصبح حواسك أكثر حدّة، كما سيطلق جسمك السكر في مجرى الدم، مما يرسل الطاقة إلى جميع الأجزاء المختلفة.

 

= تأثير التوتر على الجهاز التنفسي: فى المدى القصير تتنفس بشكل أقوى وأسرع، ويمكن أن تتنفس بشكل مفرط، مما قد يسبب نوبات هلع لدى بعض الأشخاص. على المدى الطويل إذا كنت تعانى من الربو أو انتفاخ الرئة، فإنَّ التنفس بصعوبة قد يجعل من الصعب الحصول على ما يكفي من الأكسجين.

وتأثير التوتر على نظام القلب والأوعية الدموية على المدى القصير ينبض قلبك بقوة أكبر وأسرع وتتوسع الأوعية الدموية، مما يدفع المزيد من الدم إلى عضلاتك الكبيرة ويرفع ضغط الدم. على المدى الطويل يمكن أن يؤدي ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم وهرمونات التوتر باستمرار إلى زيادة احتمال الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم.

 

= تأثير التوتر على نظام الغدد الصماء: على المدى القصير هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول تمنح جسمك طاقة إما لمحاربة الضغوط أو الهروب منها، وينتج الكبد المزيد من السكر في الدم لمنح جسمك الطاقة. على المدى الطويل لا يقوم بعض الأشخاص بإعادة امتصاص السكر الزائد في الدم الذي يضخه الكبد، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع 2، كما يؤدي التعرّض المفرط للكورتيزول إلى مشاكل الغدة الدرقية.

 

واوضحت منظمه الصحة الالمانيه كيف تتغلب على التأثير السلبي المزعج لأخبار القلق والحروب والتوتر. حيث اوضحت ابحاث الدكتورة راينهيلد فورستنبرغ ان صدور فعل عاطفى تجاه التوتر والحروب هو شئ طبيعى . بحسب الخبراء إنه من الممكن أن تتسبب الأخبارالمزعجة في جعل تركيز المرء منخفضاً، أو تتسبب في إثارة مخاوف وقلق . وتتسبب كل الأخبار المزعجة في جعل تركيز المرء في أمر ما صعباً، أو تتسبب في إثارة مخاوف وقلق من نوع جديد. وبحسب خبيرة الصحة الدكتوره راينهيلد فورستنبرغ، فإن صدور فعل عاطفي تجاه التوتر والحروب ، يعد أمراً طبيعيا جداً. وتعد الخطوة الأولى هي الاعتراف بهذه المخاوف، ثم يمكن للمرء أن يقوم بفرزها وتصنيفها لاحقاً. وفيما يلي بعض النصائح المفيدة لأي شخص من أجل تحقيق التوازن الصحيح بين القيام بالمهام اليومية والمخاوف بشأن التوتر والحرب وما يخبئه المستقبل:

 

= فرز وتبويب المعلومات: حيث يسيطر الوضع حاليا على أغلب البرامج الإخبارية وعلى الكثير من الأحاديث. فإذا كان رئيس العمل أو الزملاء يتحدثون باستمرار عن الحرب والأعمال العدائية بصورة تصبح مزعجة للمرء أكثر من اللازم، فمن المقبول تماماً أن يضع حدوداً لذلك. وأن التغطية السلبية للأخبار وصور الحرب، تؤثر سلباً على ما يشعر به المرء، لذلك تقترح الدكتوره راينهيلد فورستنبرغ الحد من متابعة مثل هذه الأخبار. وإيقاف وصول أي إشعارات أو تنبيهات إخبارية إليك على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي . ومن الأفضل أيضاً مشاهدة الأخبار في أوقات محددة.

 

= وضع خطط طوارئ: إذا كان المرء لا يستطيع التوقف عن استعراض التوترات في ذاكرته، فمن المفيد أن يقوم بتدوين أفكاره، وأخذ الوقت الكافيِ لتقييم المخاوف الحقيقية التي تؤثر عليه بصورة شخصية، وإنه يجب أن يتم وضع خطة طوارئ يقوم بمقتضاها بالتفكير بشكل ملموس فيما يمكنه القيام به. ويجب أن يتمسك المرء بحقيقة أنه في حين وجود التوتر، لكن تشتمل الحياة أمور إيجابية ومستقرة اخرى . ومن الممكن أن يساعد التركيز على ذلك فى خفض التوتر .

 

= اتخاذ إجراءات ايجابيه: تقول الدكتوره راينهيلد فورستنبرغ إن أفضل طريقة لمعالجة مشاعر العجز التي يعاني منها المرء تجاه التوتر هي أن يقوم باتخاذ باجراءات ايجابيه ، وأنه يجب أن يفكر في كيفية توجيه الدعم للأشخاص الذين يتأثرون التوتر والحروب والقلق بطريقة محددة ومركزة. حيث يمكن للمرء أن يتبرع بالمال أو بالأشياء التي يحتاجها الأشخاص المتضررين من الحرب، أو ربما يكون لديه غرفة إضافية يمكن أن يعرضها على اللاجئين للمكوث فيها. كما يمكن للمرء أن يدعم منظمات شؤون الإغاثة.