أخبارصحة

الفوائد الصحية لتناول منتجات الألبان المخمرة البروبيوتيك

د. محمد حافظ ابراهيم

اوضحت ابحاث الدكتور أندريه بوبروفسكي، خبير التغذية الروسي انه يوجد اوقات مفضله لتناول منتجات الألبان المخمرة. حيث كشف الدكتور أندريه بوبروفسكي، انه يمكن الحصول على أكبر فائدة من منتجات الألبان المخمرة فى حال تناول هذه المنتجات على معدة فارغة . ويشير الخبير إلى أن فوائد منتجات الألبان المخمرة معروفة بتأثيرها الإيجابي في الجسم. ولكن من المهم معرفة متى يجب تناولها للحصول على أكبر فائدة منها.

 

ويقول الدكتور أندريه بوبروفسكي ، انه تكمن أكبر فائدة من منتجات الألبان المخمرة في أنها مصدر للأحماض الأمينية وهى البروتينات للجسم، التي هي اللبنات الأساسية لخلايا الجسم . وهذه اللبنات يحتاجها الجسم للنمو، وكذلك يحتاجها الجسم المتعافي من المرض. وبخلاف فوائد الحليب لهذه المنتجات ميزات كبيرة اخرى، حيث أن سلاسل البروتينات فيها قصيرة، لذلك هي سهلة الهضم. كما انها تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم المفيد للعظام، وفي هذه الحالة يؤثر وقت تناولها في هذه الخصائص، وفي عملية امتصاصها.

 

واضاف الدكتور أندريه بوبروفسكي ، الميزة المهمة لمنتجات الألبان المخمرة، هي أنها تعمل على تحسين ميكروبيوم الأمعاء، ولذلك يجب تناولها في أوقات معينة على معدة فارغة. حيث تحسن منتجات الألبان المخمرة فى تركيب ميكروبيوم الأمعاء، بفضل احتوائها على ما يسمى جنس من البكتيريا اللاهوائية إيجابية الجرام . كما يطلق عليها أيضا بروبيوتيك. ومن أجل الحصول على أكبر فائدة من هذه المنتجات يجب تناولها بعد فترة من تناول الطعام بحوالى 1.5 ساعة وأكثر. كما يجب تناولها مدة لا تقل عن أسبوعين للحصول على الفائدة المرجوة، وحينها يشعر الشخص بتأثيرها الإيجابي .

 

ويشير الدكتور أندريه بوبروفسكي ، إلى أنه لا ينبغي الإفراط بتناول منتجات الألبان المخمرة، مهما كانت مفيدة. ومن الأفضل أن تحتوي على نسبة متوسطة من الدهون أي حوالي 2.5 بالمائة.ويضيف، ان هناك توصية شائعة بعدم تناول منتجات الألبان ليلا ولكن هذه التوصية لا تشمل المنتجات المخمرة حيث يمكن تناولها ليلا .

 

ولقد أصبحت كلمة البروبيوتيك أو البكتيريا الحميدة، من الكلمات المعروفة لكثير من الناس؛ نظراً لشيوع استخدام اللفظ من الأطباء وخبراء التغذية، وهي البكتيريا الجيدة التي تساعد في الحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي . وحدوث خلل في أعدادها يمكن أن يتسبب في الإصابة بالنزلات المعوية والإسهال.  وتوجد هذه البكتيريا في مواد طبيعية، مثل اللبن الزبادي ومخلل الملفوف  وهى ترفع المناعه بشكل عام؛ لأن وجودها ينافس ويحارب البكتيريا الضارة، وبالتالي يحافظ على بيئة صحية في الأمعاء والجهاز الهضمي، وهو الجهاز الذي يعمل كأكبر مخزن للخلايا المناعية في الجسم.

 

ويوجد عوامل تؤثر على سلامة سلالات البروبيوتيك ،أهمها التعرض المبكر للمضادات الحيوية، والجينات الوراثية، وأيضاً الاغذية المصنعه والمحفوظه . وان لبن الأم يحتوي على البروبيوتيك بشكل طبيعي، وهناك بعض الألبان الصناعية تتم إضافة البروبيوتيك إليها. وعلى الرغم من أن فوائد البروبيوتيك الطبيعي مؤكدة، فإن تناوله على شكل مكملات غذائية للناس لا يزال محل جدل كبير. و أن استخدام البروبيوتيك مفيد في الكثير من الحالات، سواء الخاصة بالجهاز الهضمي مثل خفض فترة المرض في التهابات المعدة والأمعاء الحادة وعلاج البكتيريا الحلزونية التي تسبب قرحة المعدة ، ولها دور فعال في الحماية من حساسية الجلد (الإكزيما) وذلك تبعاً لدراسات أجريت على 4755 تناولوا جميعاً اغذيه البروبيوتيك.

 

 وأوضحت دراسات هيئه الغذاء والدواء الامريكية، أن البروبيوتيك يساعد في خفض حدة الآلام الناتجة عن أمراض الجهاز الهضمي المناعية، مثل متلازمة القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي ومرض كرون المناعي بجانب علاج الإمساك المزمن الذي يسبب آلاماً مستمرة ويمكن أن يؤدي إلى تقرحات في فتحة الشرج . وهناك العديد من أنواع وسلالات البروبيوتيك للاختيار من بينها، ويمكن أن تختلف الجرعات بشكل كبير بين المكملات الغذائية، وبالتالي من الصعب معرفة الجرعة أو عدد المرات الذي يجب أن يتناوله الانسان، بجانب وجود منتجات كثيرة لا تحمل الموافقة الطبية من هيئة الصحة الامريكية، وأيضاً عدم وجود دراسات كافية لأثار استخدامها على المدى الطويل.

وأظهرت الدراسات التي تم إجراؤها على أمعاء بعض البالغين الذين تناولوا مكملات البروبيوتيك لفترة معينة بعد تناول المضادات الحيوية، أن الأمر استغرق أشهراً حتى يعود التوازن الميكروبي بشكل كامل بعكس التصور العام أنها أيام عدة فقط . ويمكن أن يؤدي استخدام البروبيوتيك بشكل مفرط إلى تراكم البكتيريا في الأمعاء الدقيقة واحتمالية حدوث ألم في البطن، فضلاً عن إمكانية أن تؤدي الكميات الكبيرة من البروبيوتيك إلى تخمير السكريات التي تمر عبر القناة الهضمية؛ مما قد يتسبب في تراكم غازات مثل الهيدروجين والميثان تؤدي إلى حدوث الانتفاخات بجانب إنتاج حمض اللاكتيك الذي يؤثر على الإدراك الطبيعي عند وصوله إلى المخ. 

 

وهناك دراسات عن احتمالية أن يؤدي تناول البروبيوتيك مع المضادات الحيوية إلى حدوث مقاومة ضد سلالة المضاد الحيوي؛ مما يؤدي إلى حرمان الناس من العلاج بهذه السلالة مستقبلاً في حالة إصابته بعدوى ميكروبية؛ ولذلك يجب التعامل مع مكملات البروبيوتك بمنتهى العناية فى حالة تناول المضدات الحيوية معها .

 

ولصحة الجسم بصفة عامة نصحت الدكتورة يلينا سولوماتينا، خبيرة التغذية الروسية، بتناول بعض الأطعمة والفواكة من أجل دعم الجسم الذي يضعف فى بعض الاحيان . وقالت إنه يجب أن يحتوي النظام الغذائي الصحى على كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف الغذائية، التي تساعد الجسم على استعادة نشاطه الطبيعي، ولهذا السبب يجب أن تحتل الفواكه والخضروات والثمار والحبوب الكاملة مكانة خاصة في النظام الغذائي الصحى .

 

وأضافت الدكتورة يلينا سولوماتينا  ان الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة تحتوى على الكمية التي يحتاجها الجسم من فيتامين С والألياف الغذائية والبيوفلافونويد ومضادات الأكسدة. ووفقا للدكتورة يلينا سولوماتينا ، يحتوي الملفوف المخمر على نسبة عالية من فيتامين С، حتى أعلى من الموجودة في الملفوف الطازج، ويمكن الحصول على كمية فيتامين С اللازمة من الملفوف المخمر أو من نصف الفلفل أو من الحمضيات. 

 

وتنصح الدكتورة يلينا سولوماتينا بتناول منتجات الدفيئة مثل الفجل والخضروات الخضراء . لأن الجسم يحتاج إلى فيتامينات А وВ وD وE، ولتعويض نقص هذه الفيتامينات يجب تناول خبز الحبوب الكاملة والمكسرات واللحوم والأسماك ومنتجات الألبان . وتقول ان فيتامين B، يوجد فى خبز الحبوب الكاملة واللحوم والكبد. وأما فيتامين E يوجد في الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون  والبذور والمكسرات. ويوجد فيتامين А في الزبدة ومنتجات الألبان وصفار البيض. وفيتامين D يوجد في الأسماك الدهنية والأسماك الدهنية ولكنه اساسا يمكن الحصول عليه من اشعة الشمس.