أخبارصحة

اضرار تناول الاغذية المعلبة والسريعة فى زيادة ألامراض المناعة

د محمد حافظ ابراهيم

 

حذر علماء من معهد “ميلكين لدراسات الصحة العامة” في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية، من استخدام المواد البلاستيكية في صناعة معلبات الأغذية السريعة، حيث انها ممكن ان تتسرب إلى المواد الغذائية التي تُحفظ فيها الاغذية المعلبه ومن ثم تدخل إلى معدة البشر. وأشار علماء المعهد إلى أن مادة البلاستيك هى ماده غير طبيعية، ويتم استخدامها في مستحضرات التجميل والعطور ومعلبات المواد الغذائية وفي أرضيات المنازل وفي الكثير من المواد المنزلية.

وذكر “المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض” أن مادة البلاستيك تستخدم بكثرة في الولايات المتحدة، ورغم أن أضرار هذه المادة الكيميائية لا تعرف بالضبط، إلا أن العلماء يحذرون من تأثيراتها على صحة ونمو البشر، خاصة على النساء الحوامل وعلى الأطفال . كما أظهرت بعض التجارب تأثيرها السلبي على الأجهزة التناسلية الذكرية، حيث لا يستبعد العلماء أن يكون للبلاستيك التأثيرات السلبية شديدة على البشر جميعا .

 

ويعتقد علماء معهد “ميلكين لدراسات الصحة العامة” بالولايات المتحدة  وطذلك المشرفين على الدراسة أن مادة البلاستيك تتسرب بصورة أكبر من معلبات الأطعمة الجاهزة والسريعة والقابله للتسخين على النار، بالإضافة إلى ذلك يرجح خبراء الصحة أن تكون قفازات اليد البلاستيكية التي يستعملها عمال التعليب كذلك هي المصدر الثاني لتسرب مادة البلاستيك إلى الطعام.

 

واوضحة هيئة الصحة الوطنية البريطانية انه يوجد مواد خطيرة جداً في أغلفة الوجبات السريعة حيث تزيد انتشار ألامراض المناعة. وكشف البحث الجديد معلومات مخيفة وصادمة حول وجود مواد كيميائية يحتمل أن تكون خطرة في العديد من أغلفة الطعام الشائعة الاستخدام خصوصاً تلك المستخدمة في الوجبات السريعه.فقد أوضح بحث أجرى على أكثر من 100 منتج للوجبات السريعة، وجود معدلات مثيرة للقلق من المواد الكيميائية المعروفة باسم  عناصر بلاستيكية في أغلفة الاطعمه المعلبة . وتوصل البحث إلى أن هذه المادة الكيميائية موجودة في العديد من أنواع التعبئة والتغليف، مثل عبوات مطاعم الوجبات السريعة ومحلات البقالة لا تتحلل.

 

وترتبط العناصر البلاستيكية المعروفة باسم “المواد الكيميائية إلى الأبد”، لأنها لا تتحلل في مكبات القمامة، وتؤدى الى مشكلات صحية وبيئيه خطيرة مثل زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وانخفاض المناعة، وتلف الكبد. وكشفت الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يأكلون بانتظام في الخارج بالوجبات سريعة، قد يكون لديهم بالفعل مستويات أعلى من العناصر البلاستيكية في دمائهم.

ونصحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية بالتعامل مع الأكياس الورقية وأوعية الألياف المقولبة والأطباق ذات الاستخدام الفردي على أعلى مستويات العناصر البلاستيك في المتوسط  فى جميع عبوات المواد الغذائية التي يتم اختيارها. في حين أن حاويات وصواني الورق كانت تحتوي على بعض من أدنى المستويات منها، وفق للبحث. وأوصت بخفض تناول الطعام الجاهز من عبوته عندما يمكنك ذلك، وألا يعاد تسخينه في العبوة.


واوضحت دراسة هيئة الصحة الوطنية البريطانية كذلك ان البرغر وقطع الدجاج المقلية، لهاعلاقه بزيادة أمراض المناعة لدى الانسان . وقد رجح باحثون من معهد فرانسيس كريك في لندن أن الخلل يحدث بسبب ان الوجبات السريعة تفتقر إلى مكونات غذائيه هامه مثل الألياف وبعض الفينامينات، والتي تؤثر على ميكروبيوم الامعاء وهى البكتيريا المفيدة في أمعاء الإنسان.

 

وأوضحت الدراسة أن الوجبات السريعة تؤدي إلى تغييرات في الميكوربيومات في جسم الإنسان مما يتسبب في ظهور العديد من ألامراض المناعة الذاتية مثل الضغط والسكر والكلى والقلب وحتى السرطانات، والتي تم اكتشاف أكثر من 100 نوع منها حتى اليوم.

 

ووفقا لعلماء هيئه الصحة الوطنية البريطانية فإن صورة انتشار الامراض المناعية لم تكتمل بشكل حاسم حتى الان لهذه الامراض لأن كل جسم مختلف عن الاخر وإلى جانب اختلاف المخاطر المرتبطة بكل مرض من أمراض المناعة الذاتية، فضلاً عن أن هناك عوامل أخرى موجودة ويمكن أن تلعب أيضاً دوراً في القابلية للإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

 

وأوضح الدكتور جيمس لي والدكتور كارولا فينويسا أن الدول الغربية شهدت ارتفاعا في حالات الامراض المناعة الذاتية منذ اكثر من خمسين عاما، وهذا الاتجاه آخذ في الظهور حاليا في البلدان، التي لم يصب سكانها بالمرض من قبل . كما أضاف الباحثان أن بعض الأشخاص، الذين يعيشون في الغرب، يعانون حاليا من أكثر من مرض من أمراض المناعة الذاتية في وقت واحد.

 

واضاف الباحثان الى ارتفاع الإصابات بالامراض المناعية في الشرق الأوسط وآسيا، فيوجد ارتفاع في حالات الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية، وهي مناطق نادرا ما شهدت إصابات بهذا المرض او حتى مشابه به . ويتطلع الباحثان إلى إمكان تحديد السبب الدقيق لأنواع الأمراض المختلفة، والبحث عن الصلة بينها وبين الأنظمة الغذائية، بخاصة وأن العالم يشهد مؤخرا ارتفاعا في حالات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بنسب تتراوح بين 3 و9% سنويا.

يشار إلى أن أمراض المناعة الذاتية، ومن بينها مرض التهاب الأمعاء ومرض السكري من النوع 1 والتهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد، تحدث بسبب مهاجمة الجسم لأنسجته وأعضائه.