أخبارصحة

ارتباط المضادات الحيوية بسرطان الأمعاء والحماية الطبيعية بالجسم

د محمد حافظ ابراهيم

 

  اوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية انه غالبا ما يُعتقد أن سرطان الأمعاء مرض نادر ومميت ويصيب كبار السن من الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما. ولكنه حديثا آخذ في الارتفاع بين الشباب خلال الفتره الماضية. حيث حذر العلماء من أن استخدام المضادات الحيوية قد يكون السبب الكامن وراء هذا الاتجاه، حيث وجدت الدراسة أن تناول المضادات الحيوية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى (50%). كما ارتبط استخدام المضادات الحيوية بما يقدر بنسبة 9% من مخاطر الإصابة بسرطان القولون، لدى من هم في سن الخمسين .

 

واوضحت ابحاث الدكتورة سارة بيرّوت، من جامعة أبردين، انها وجدت أن التعرض للمضادات الحيوية مرتبط بسرطان القولون بين جميع الفئات العمرية. وإلى جانب العديد من العوامل الأخرى المتعلقة بالنظام الغذائي ونمط الحياة والجينات الوراثية بالعائلة، مما قد يساهم في زيادة حالات سرطان القولون بين الشباب. وأضافت ان استخدام المضادات الحيوية شائع جدا، ولكن من المهم ملاحظة أنه ليس كل من يستخدم المضادات الحيوية سيصاب بسرطان الأمعاء.

 

وأوضحت الدكتورة ليزلي صاموئيل، استشارية الأورام في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، إن الأطباء يرون المزيد من المرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما مصابين بسرطان الأمعاء. وكثير منهم لا يتوقعون ان هناك اسباب وعوامل اخرى مثل خطر تناول الكحول والتدخين بكثرة أو مرض السكري والعوامل البيئية والجينات الوراثية من العائلة. وأشارت الدكتورة ليزلى صموئيل إلى أن الميكروبيوم الامعاء يشتمل على توازن دقيق للبكتيريا ، سواء كان ذلك من عوامل نمط الحياة أو من الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية والتى يمكن أن تكون له عواقب وخيمة للغاية.

 

وقارنت دراسة هيئة الصحة الوطنية البريطانية بين استخدام المضادات الحيوية وعوامل نمط الحياة الاخرى لدى 40 ألف شخص، بعضهم مصاب بالسرطان. ولم يعثر الباحثون على أي علاقة بسرطان المستقيم الذي يصيب الأمعاء الغليظة مثل سرطان الأمعاء ولم يتمكن العلماء من جامعة أبردين، التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، وجامعة كوينز بلفاست، من تحديد مقدار استخدام المضادات الحيوية المرتبط بتطور سرطان الأمعاء. وقالت الدكتورة سارة بيرّوت إن الخطر بدا كما هو بعد التعرض البسيط للمضادات الحيوية. ولكن يعتقد الباحثون أن الرابط موجود وذلك لأن المضادات الحيوية تجرد الأمعاء من البكتيريا الصحية السليمة، والتي تتداخل بعد ذلك مع وظيفة المناعة الطبيعية بالجسم مما قد يؤدى الى الاصابة بسرطان الامعاء .

 

وأوضحت الدكتورة سارة بيرّوت أن المضادات الحيوية لها تأثير ضار على ميكروبيوتا الأمعاء ويمكن أن تؤدي إلى تغييرات دائمة في بيئة الأمعاء الطبيعية. حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى التهاب مزمن، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الامعاء . وقالت انه من المهم أن نلاحظ أن النظام الغذائي ونمط الحياة والتوتر والبيئة والعديد من العوامل الاخرى المختلفة يمكن أن تؤثر على صحة القناة الهضمية، وان استخدام المضادات الحيوية هو مجرد أحد هذه العوامل حيث تشير الدراسة إلى أن المضادات الحيوية ليست المسبب الرئيسى للسرطان، ولكن هناك تغيرات في فلورا الأمعاء التي تحدث بعد استخدامها . لذلك، يقول الباحثون إن اطعمة البروبيوتيك، التي تعزز صحة ميكروبيوتك الأمعاء، يمكن أن تكون مفيدة لمواجهة الآثار السلبية لأدوية المضادات الحيوية .

 

حذر الباحثون بالمعهد الوطنى للسرطان بفرنسا من ان تناول الملح بكميات كبيرة قد تؤدى إلى سرطان المعدة والعظام . حيث يزيد ذلك من خطورة الإصابة بسرطان المعدة والعظام، ويزيد من خطورة السكتة الدماغية بنسبة 23%، ويؤدى إلى قصور في عضلة القلب بنسبة 17%.. وكانت منظمة الصحة العالمية قد طالبت بعدم زيادة تناول الملح عن جرامين في اليوم، بينما يصل متوسط استهلاك الفرد 8.5 جرام في اليوم. وأشارت الدراسات العلمية، التي أُجريت على أكثر من 100 ألف متطوع في 18 دولة، أن زيادة حصة الملح تزيد من خطر التعرض للوفاة أو السكتة القلبية كذلك .

 واوضح الباحثون انه حتى في حالة الأمراض المزمنة الخطيرة، فالمسموح للمريض تناول جرامين ملح في اليوم، حتى في حالات أمراض الكلى المزمنة، فإن الملح والصوديوم لا يمكن إلغاؤهما نهائيا لأن كلورو الصوديوم يساهم في نقل السائل العصبى في الجسم، ويحدد كمية الدم التي يحتاجها الجسم.
ويُذكر أن جزءا كبيرا من استهلاكنا للملح يأتي من الأطعمة الجاهزة مثل البيتزا والشيبسي واللحوم المملحة واللحوم المدخنة والمحفوظه .

 وحذر فريق دولى من منظمه الصحة العالمية للبحث عن ضرورة وصف المضادات الحيوية للانسان بعناية. ويأتي ذلك وسط خلفية مقاومة المضادات الحيوية، وهي أحد أكبر التهديدات للصحة العالمية، حيث تصبح العدوى أكثر صعوبة في العلاج وتتطور إلى جراثيم خارقة ولذلك من الضروري الانتباه إلى الأعراض المنذرة لسرطان الأمعاء والتي تشمل:

= ظهور دم في البراز.

=  تغيير في عادات استخدام المرحاض.

= كثرة دخول المرحاض.

= ألم أو تورم في البطن.

= التعب الشديد الغير مبرر.

= فقدان الوزن الغير طبيعى.

= الشعور بالانتفاخ، والإمساك، وعدم القدرة على إخراج الريح.

 واوضحت دراسة اخرى بامريكا ان النساء اللاتي يتعاطين المضادات الحيوية “ناقصات عقل. حيث اكتشف باحثون من الولايات المتحدة وجود علاقة بين تناول نساء في منتصف العمر المضادات الحيوية وتدهور وظائفهن العقلية في المستقبل . وتشير إلى أن دراسات سابقة أظهرت وجود علاقة بين الأمعاء والجهاز العصبي المركزي،حيث اعتبرها العلماء محور الدماغ والأمعاء. كما أظهرت نتائج الدراسات وجود علاقة بين مشكلات في الأمعاء وبعض الأمراض النفسية. و يمكن أن يسبب استخدام المضادات الحيوية مشكلات خطيرة في الأمعاء لأن المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا المفيدة والضارة في نفس الوقت.

 ولهذا السبب ركز الباحثون اهتمامهم على النساء في منتصف العمر، واستندوا إلى بيانات من دراسة طويلة الأمد حول صحة الممرضات. حيث حلل الباحثون بيانات عن 15129 ممرضة متوسط اعمارهن 54.7 عام، مع تاريخ تناولهن المضادات الحيوية بالإضافة إلى اختبارات وظائفهن المعرفية التي تم جمعها. ثم قارن العلماء “حدة عقل” اللواتي تناولن المضادات الحيوية فترات متفاوتة من الوقت مع اللواتي لم يستخدمن المضادات الحيوية على الإطلاق . كانت الاختبارات المعرفية عبارة عن ألعاب كمبيوتر تقيس سرعة التفكير والانتباه والتعلم والذاكرة.

 

واكتشف الباحثون بعد أن قسموا النساء إلى أربع فئات استنادا إلى كمية المضادات الحيوية التي استخدمنها في حياتهن، أن اللواتي تناولن المضادات الحيوية على الأقل مدة شهرين، كان أداؤهن أسوأ في الاختبارات المعرفية مقارنة بالأخريات. ويعتقد الباحثون أن هذا الانخفاض في القدرات المعرفية يعادل 3-4 سنوات من الشيخوخة. وتؤكد هذه النتائج على ضرورة وأهمية استخدام المضادات الحيوية بصورة رشيدة وخاصة بالنسبة للنساء ولكبار السن.

 اكتشف فريق علماء دولي بمنظمه الصحة العالمية أن ميكروبيوم أمعاء الإنسان يعزز قدرة منظومة المناعة في حماية والجسم من السرطان والامراض والالتهابات اى الحماية الطبيعية من السرطان . وأن الباحثين أثبتوا خلال دراستهم، أن وجود أنواع كثيرة من البكتيريا في أمعاء الإنسان تعزز الاستجابة المناعية ومكافحة الخلايا السرطانية والالتهابات المختلفه واتضح لعلماء منظمة الصحة العالمية، أن ميكروبيوم الجزء السفلي للمريء المتكون من كائنات مجهرية متنوعة، يتأثر جدا بتغير النظام الغذائي والقضاء على البروبيوتيك كما يتأثر أيضا بالعوامل الضاره ألاخرى.