أخبارصحة

القيلولة بالنهار مؤشراً لضعف الإدراك والزهايمر وخطر العيش خارج المساحات الخضراء

د. محمد حافظ ابراهيم

 

 

أكدت دراسة حديثة للدكتورة يو لينغ ، الأستاذة في الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة اكدت على وجود ارتباط بين أخذ كبار السن أكثر من قيلولة بشكل متكرر ومنتظم نهارا وبين احتمال الإصابة بمرض الزهايمر. والدراسة أكدت انخفاض جودة وكمية النوم مع تقدم العمر. أكدت هذه الدراسة ما جاء في دراسات سابقة حيث وجدت أن القيلولة لمدة ساعتين في اليوم نهارا تزيد من خطر الإصابة بضعف الإدراك.

 

وكشفت دراسة الدكتورة يو لينغ عن أن الشخص الذي يأخذ أكثر من قيلولة بشكل متكرر على فترات منتظمة أو لمدة طويلة خلال النهار قد يكون ذلك علامة مبكرة على الاصابه بالخرف والزهايمر لدى كبار السن . وبحسب الدراسة، فإن كبار السن الذين يأخذون أكثر من قيلولة في النهار أو لفترة تزيد عن ساعة على مدار النهار كانوا أكثر عرضة بنسبة 40 ٪ للإصابة بمرض الزهايمر من أولئك الذين يغفون أو يقيلون لمدة تقل عن ساعة في اليوم.

 

وقالت الدكتورة يو لينغ ، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو والمؤلفة المشاركة في الدراسة انه وجدنا أن هناك ارتباطاً قوياً بين الإغفاءات المتكررة في النهار والإصابة بالخرف خاصة بعد تعديل مدة ونوعية النوم ليلاً. وتعكس هذه النتائج الحديثة نتائج دراسة سابقة أجرتها الدكتورة يو لينغ والتي وجدت أن الغفوة لمدة ساعتين في النهار تزيد من خطر الاصابة بضعف الادراك مقارنة بالغفوة التي تقل عن 30 دقيقة في اليوم.

 

واستخدمت الدراسة الجديدة البيانات التي تم جمعها على مدى 14 عامًا بواسطة مشروع ذاكرة الاندفاع والشيخوخة ، الذي تابع حالة أكثر من 1400 شخص تتراوح أعمارهم بين 74 و 88 عامًا ، بمتوسط ​​عمر 81. وقال الدكتور ريتشارد إيزاكسون، مدير عيادة الوقاية من مرض الزهايمر في مركز صحة الدماغ في كلية شميت بجامعة فلوريدا بولاية أتلانتيك الامريكية انه يعتقد أن الجمهور لا يدرك أن مرض الزهايمر هو مرض دماغي يتسبب في كثير من الأحيان في تغيرات في المزاج وسلوك الغفوة والنوم.

 

وأضاف الدكتور ريتشارد إيزاكسون ،انه قد تكون الغفوة المفرطة أحد الأدلة العديدة التي تشير إلى أن الشخص قد يكون على طريق التدهور المعرفي، بحسب ابحاث “هيئه الصحة” الأمريكي . وان زيادة الحاجة إلى الإغفاءة نهارا تنخفض جودة وكمية النوم الليلى مع تقدم العمر، وغالبًا بسبب الألم أو مضاعفات الأمراض المزمنة مثل فترات الراحة المتكررة في الحمام . وبالتالي، يميل كبار السن إلى أخذ غفوة في كثير من الأحيان أكثر مما كانوا يفعلون عندما كانوا أصغر سناً.

 

وقالت الدكتورة يو لينغ إن الإغفاءة أثناء النهار يمكن أن تكون أيضًا إشارة إلى تغيرات في الدماغ بعيداً عن النوم الليلي . وأشارت إلى البحث السابق الذي يشير إلى أن تطور “تشابك تاو”، وهي علامة مميزة لمرض الزهايمر، قد يؤثر على الخلايا العصبية المعززة للاستيقاظ في مناطق رئيسية من الدماغ، وبالتالي تعطيل النوم . أما الدكتور ريتشارد إيزاكسون فقال إنه بغض النظر عن السبب، فإن النوم أثناء النهار أو الغفوة بإفراط يثيران الانتباه بشدة للتركيز على ما إذا كان الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض الخرف والزهايمر وبالتالى التدهور المعرفى.

 

وعلى مدى 14 عامًا، وجدت الدراسة أن الغفوة اليومية أثناء النهار زادت بمعدل 11 دقيقة سنويًا للبالغين الذين لم يصابوا بضعف إدراكي . ومع ذلك، فإن تشخيص الضعف الادراكى المعتدل ضاعف وقت الغفوة إلى ما مجموعه 24 دقيقة في اليوم . أما الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الزهايمر فقد ضاعفوا وقت الغفوة ثلاث مرات تقريبًا، بمتوسط ​​68 دقيقة في اليوم.

 

وقالت الدكتورة يو لينغ انه يجب على البالغين القيام تحديد الغفوة النهارية بـ 15 إلى 20 دقيقة قبل الساعة 3 مساءً. لتحقيق أكثر الفوائد التصالحية من الغفوة والحماية من الإضرار بالنوم الليلي . بالإضافة إلى ذلك، يجب على كبار السن ومقدمي الرعاية للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر إيلاء مزيد من الاهتمام لسلوكيات الغفوة أثناء النهار، وأن يكونوا متيقظين لعلامات زيادة مدة أو زيادة عدد الغفوات، كما يجب مناقشة أي زيادة ملحوظة في سلوك الغفوة مع الطبيب المعالج .

 

وقال الدكتور ريتشارد إيزاكسون انه يعتقد أن الأوان لم يفت أبدًا على شخص ما ليكون قادرًا على إجراء تغيير في أسلوب حياته الصحي للدماغ أو إيلاء المزيد من الاهتمام لصحة دماغه وجعل النوم الليلى أولوية، والاهتمام بجودة النوم والتحدث إلى الاصدقاء حول النوم هذه كلها أشياء حاسمة.

 

وقامت دكتورة الأعصاب الإسبانية كارلا أفيلانيدا بدراسة تكشف عن خطر العيش بعيدا عن المساحات الخضراء والحدائق بصفه عامة وكانت النتيجة أن تغير الكثير من تصوراتنا حول العيش في المدينة. حيث كشفت الدراسة عن مدى الضرر الصحي الذي يمكن أن يصيب الناس عند اختيارهم العيش في المناطق الحضرية والمدن بصفة عامه وبعيداً عن المساحات الخضراء.

 

ويبدو أن العيش بالقرب من المساحات الخضراء وبعيداً عن ضوضاء المدينة لديه الكثير من الفوائد الصحية التي تتكشف مع مرور الوقت، فقد توصلت الدراسة الحديثة إلى أن العيش بقرب المساحات الخضراء يمكن أن يخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 16 في المائة، ومكافحه الخرف والزهايمر بالبعد عن التلوث البيئى بالسخام فى المدينه . والدراسة التي أجراها باحثون من جامعة إسبانيا، اعتمدت على احتساب المساحات الخضراء الواقعة ضمن مسافة 300 متر من المنزل. وجمعت بيانات مأخوذة من نظام الرعاية الصحية العام في منطقة كتالونيا الإسبانية.

 

حيث قام الباحثون الإسبان بتحليل بعض ملوثات الهواء مثل ثاني أكسيد النيتروجين وجزيئات السخام، حيث أن التعرض لهذه الملوثات بشكل متزايد يرتبط بزياده خطر التعرض للسكته الدماغية والخرف والزهايمر. حيث قالت عالمة البيئة الدكتورة كاثرين تون انه يجب ألا يغيب عن الأذهان أنه، على عكس ملوثات الهواء الأخرى، التي لها مصادر مختلفة، فإن ثاني أكسيد النيتروجين ينتج بشكل أساسي عن كثافة حركة المرور على الطرق بالمدن .

 

واوضحت الدراسة أن المساحات الخضراء تعزز صحة الإنسان بطرق مختلفة منها خفض القلق و التوتر، وتوفر للناس عدة أماكن لممارسة انشطه رياضية متنوعة. وأيضاً حماية صحتهم العقلية. وأردفت أن المساحات الخضراء تخفض كذلك من احتمالية حدوث مشاكل في الأوعية الدموية الدماغية. وقالت أخصائية الأعصاب الإسبانية الدكتورة كارلا أفيلانيدا ان الدراسة توضح أهمية المحددات البيئة في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وأضافت انه من المهم فهم جميع عوامل الخطر وما يمكن أن ينطوي عليها العيش فى المدن . أما دكتور الأعصاب خاومي روكي بجامعه اسبانيا فقد اوضح انه يجب أن نسعى جميعا جاهدين للتحول إلى بلدات ومدن أكثر استدامة للطبيعة الخضراء حيث ان العيش لا يعني زيادة خطر الإصابة بالأمراض من البيئه المحيطة بنا.