أخبارصحة

الضغوط والتوتر تتسبب في إيذاء الجسم والبشرة واطعمة للسعادة وتحسين المزاج

د. محمد حافظ ابراهيم

يشير العلماء بهيئه الغذاء والدواء الامريكية إلى أن الجسم وخاصة الجلد يتأثر بشكل كبير بالحالة النفسية للشخص وخاصة عند التعرض للضغوط الحياتية أو تلك الضغوط الناجمة عن جائحة الفيروسات مثل فيروس كورونا. حيث يؤثر الإجهاد والتوتر على الحالة الصحية للبشرة بشكل كبير باعتباره العضو الأكبر حجماً في الجسم، يرتبط الجلد ارتباطًا وثيقًا بالحالة النفسية.

 

ودائما ما يكون للتوتر والضغط العصبى تاثير سلبى على مظهر الجلد. إذ يعرف بمرض التهاب الجلد العصبي حيث أن الضغط النفسي يكون له تأثير سيء على مظهر الجلد. والتهاب الجلد العصبي، المعروف أيضًا باسم “الإكزيما التأتبية” أو “التهاب الجلد التأتبي”، هو مرض مزمن غير معدي يصيب الجلد. يصاحب المرض حكة شديدة وجفاف وتشقق في الجلد وطفح جلدي. ويتأثر به حوالي 15 في المائة من جميع الناس وما يصل إلى 4 في المائة من البالغين في ألمانيا . ويعد مرض التهاب الجلد العصبي أفضل مثال على إمكانية ربط الحالة النفسية للشخص بالوضع الصحي للجلد.

 

تقول عالمة النفس الالمانية الدكتوره سونيا دارغاتز، بالجمعية الألمانية لالتهاب الجلد العصبي غالباً ما يكون للإجهاد والتوتر النفسي تأثير سلبي على حالة الجلد التي يعاني منها المصابون بهذا المرض، ويجب دائمًا اعتبار الإجهاد مرتبطًا بالعديد من العوامل المؤثرة على الجسم والتي تؤدي إلى زيادة استعداد الجلد المصاب للاستجابة للمرض. ووفقًا للدكتوره سونيا دارغاتز ، فإن الإجهاد وحده لا يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض التهاب الجلد العصبي، لكنه يمكن أن يؤثر سلبًا على مسار المرض. فالتهاب الجلد العصبي مرض معقد للغاية وهو موضوع أبحاث نفسية عصبية مناعية. ويرتبط ظهور المرض وكذلك الانتكاسات بعمليات نفسية وعصبية ومناعية.

 

وتقول الدكتورة دارغاتز انه تزداد الحالة السريرية سوءًا عندما يتأثر حاجز الجلد، كما تتأثر العمليات المناعية، وأن ذلك يحدث كثيرًا من خلال عوامل مؤثرة خارجية وداخلية، إلا أنها من المؤكد انها على وجود استعداد وراثي للإصابة بالمرض. تقول الدكتورة دارغاتز ان الإجهاد والضغط العصبي ينعكس سلباً على الجسم والجلد المرضى بفعل عوامل مختلفة، ففي المواقف العصيبة، غالبًا ما يصبح مرضى التهاب الجلد العصبي أكثر وعيًا بحكة الجلد ويخدشون أنفسهم أكثر لتتفاقم حالة الجلد. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من الناس يتعرقون بشكل أكبر أثناء الإجهاد وهو ما يشكل عبئاً على حاجز الجلد. كما أنه غالبًا ما يكون للتوتر تأثير سلبي على نمط الحياة ويحدث ذلك إذا تم إهمال العناية بالبشرة، أو اللجوء إلى نظام غذائي غير صحي، والتدخين،فكلها تعزز إصابة الجلد بالالتهابات.

 

بالنسبة لبشرة مرضى التهاب الجلد العصبي ، فجائحة كورونا تعتبر ضربة مزدوجة. فبالإضافة إلى التوتر وانعدام الأمن والقلق الذي تحمله الكثيرون خلال هذه الأوقات العصيبة، يواجه المصابون بالتهاب الجلد العصبي ضغوطًا إضافية تؤثر سلبًا على مظهر بشرتهم. حيث يشمل ذلك غسل اليدين وتطهيرهما بشكل متكرر وارتداء القناع، والتعرض للهواء الجاف الساخن المستخدم في التدفئة خلال الشتاء. حيث يعاني العديد من المصابين بالتهاب الجلد العصبي من أعراض متزايدة منذ جائحة كورونا. بل وحتى بعض من كانوا قد اختفت لديهم الأعراض منذ فترة طويلة، حتى هؤلاء صاروا يعانون من انتكاسات جديدة، إذ كلما اجتمعت العوامل المحفزة، كانت حالة الجلد أسوأ.

 

وبحسب الخبراء هيئه الصحة الوطنية البريطانية فإنه غالبًا ما يُستكمل علاج التهاب الجلد العصبي بجلسات التدليك والاسترخاء بطريقة منتظمة لخفض الإجهاد النفسي . إذ يعد استرخاء العضلات التدريجي وكذلك ممارسة اليوغا طرقًا جيدة لتقوية التوازن الداخلي وتخفيف التوتر. وبهذه الطريقة يمكن معالجة أسباب المرض وتحويل الانتباه عن أعراض التوتر في نفس الوقت.

 

واوصت الدكتورة دارغاتز مرضى التهاب الجلد العصبي بالتماس المساعدة النفسية إذا كان التوتر المرضى يشغل مساحة كبيرة من حياتهم ويؤثر بشدة على نوعيتها وجودتها. لأنه مثلما يمكن أن يؤدي الإجهاد العاطفي إلى حدوث انتكاسات، يمكن أن تؤدي حالة الجلد السيئة إلى إضعاف النفس. حيث يوصي الدكتور النفسي وطبيب الأعصاب الدكتور فيكتور إي. فرانكل بالاهتمام بالنقاط التالية لتجنب المرض أو خفض تأثيراته:

= احصل على قلبل من المتعة: مثل رياضة المشي في اماكن خضراء ومفتوحة.

= كن إيجابياً: هناك فرق بين التركيز على السلبيات والقدرة على رؤية الإيجابيات في الأوقات الصعبة. حاول أن ترى الإيجابات أولاً .

= كن مبدعًا: حاول أن تصنع شيئاً اوإعداد الطعام او إصلاح في المنزل أو العمل على هواية جديدة.

 

واوضحت توصيات هيئه الصحة الوطنية البريطانية ان هناك اطعمة تسهم فى التخلص من الاكتئاب و تعدل من الحاله المزاجية للانسان والشعور بالسعادة . إلا أن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر، ولكل طريقته الخاصة التي تجعله يشعر بالسعادة. وبحسب خبراء التغذية،فاطعمة السعاده هى:

 

= التوت: وفقاً لبحث معهد توري باينز فإن بعض النكهات في التوت لها تشابه كيميائي مع حمض الفالبرويك، وهو دواء يعمل على استقرار الحالة المزاجية، كما أن الأنثوسيانيدين الفلافونويد الموجود في التوت يخفضً من الالتهابات، والذي ارتبط بزيادة معدلات الاكتئاب.

= الفراولة: تحتوي الفراولة على كمية عالية من فيتامين C وهو ما يساعد على زيادة إنتاج هرمون السعادة في الجسم وتعزيز امتصاص الحديد، بالإضافة إلى غناها بإحدى مركبات الفلافونويد التي تكسب الفراولة لونها الأحمر وتجعلها معدلاً طبيعياً جيداً للمزاج.

= الشوكولاتة الداكنة: تزيد الشوكولاتة الداكنة من الشعور بالسعادة، لأنها تخفض من هرمون الكورتيزول، وتعتبر مصدراً جيداً لمضادات الأكسدة.

= العنب: يسهم العنب بإفراز هرمون السعادة ، فهو غني بفيتامين Cومصدراً جيداً للبوتاسيوم، وخاصة العنب الأحمر، إذ يحتوي على كمية عالية من مضادات الأكسدة المفيدة لصحة القلب.

= المحار: يعدُّ المحار من الأطعمة الغنية بالزنك، وترتبط المستويات المنخفضة للزنك بالقلق.

= الأفوكادو والهليون: غني بالبروتين والدهون اللذان يساعدان في إفراز هرمون السعادة “السيروتونين”، وكذلك الهليون.

= المكسرات: تعتبر المكسرات من الأطعمة الغنية بفيتامين “ب” والماغنسيوم والزنك وأوميجا 3، التي تحافظ على استقرار الكورتيزول، المرتبط بخفض الشعور بالإجهاد والتوتر والقلق.

= السبانخ: تحتوي الخضروات ذات الورقة الخضراء ، خاصة السبانخ،على “الفينيثيلامين” وهو مركب عضوي يفرز مادتين كيميائيتين هرمون “نورإبينفرين” ومادة “دوبامين”، المرتبطان بالإحساس بالمتعة والسعادة ومضادان للاكتئاب.

= الأسماك الدهنية: تعرف الأسماك الدهنية من مثل السلمون والسردين والرنجة والماكريل، غنية بأحماض أوميجا 3، ولهذه الأحماض وظيفة في تعزيز وظائف الدماغ والشعور بالسعادة، بالإضافة لفوائدها للجلد والشعر وعملية التمثيل الغذائي.

= الشاي الأحمر والأخضر: يساعد الانتظام في تناول الشاي على الاسترخاء وخفض مستويات الإجهاد وتنظيم النوم، لاحتوائه على فيتامين “بى 1” وأحماض أمينية وحمض الجلوتاميك، وتفرز هذه المواد أنشطة كهربائية وموجات في الدماغ.

= العسل: يعرف العسل بأنه غني بحمض الفوليك وفيتامين “بى”، مما يسهم بتحسين المزاج وتهدئة الأعصاب ومحاربة الاكتئاب.

= القهوة والكاكاو: إن تناول القهوة يساعد على تحسين المزاج وزيادة نشاط المخ ومحاربة الاكتئاب والشعور بالسعادة، كما تحتوي القهوة والكاكاو على مادة الكافيين الذي يعتبر منشطاً فاعلاً للجهاز العصبي ورفع مستويات هرمون السيروتونين.