أخبارصحة

ألعلاج النفسي من الاكتئاب والتخلص من التوتر والقلق

د محمد حافظ ابراهيم

    اوضحت هيئة الصحة البريطانية ان الملايين حول العالم يعانون من اعراض الاكتئاب نظراً لضغوط الحياة اليومية وصعوبة التعايش مع إيقاع الحياة السريع ومتغيرات العصر الحالي؛ ومع صعوبة تقبل البعض للعلاج النفسى وأهمية التوجه إلى الطبيب النفسى لعلاج الاكتئاب، حيث يتفاقم هذا المرض وتزداد أعراضه لدى الكثيرين لدرجة قد تصل بالبعض منهم إلى الانتحار. ويتساءل البعض أحياناً كيف أعالج نفسي من الاكتئاب دون حاجة إلى الطبيب.

 وتؤكد هيئة فت فور فن الألمانية انها في خضم التوترات التي نعيشها، وأعباء الحياة العصرية، والظروف السياسية المحيطة، يصاب البعض بالتوتر والعصبية، وهو ما يزيد من الشعور بالاضطراب الداخلي. فالتوتر والقلق والخوف كلها مشاعر سلبية قد تحول حياتنا إلى جحيم إن لم نستطع التغلب عليها والتخلص منها، حيث أن هذا الأمر ليس بهذه السهولة التي نتصورها، فمشاعر القلق والتوتر تتسلل إلى حياتنا رغما عنا، فالحياة التي نعيشها والأحداث المحيطة والمجتمع وظروف العمل والعائلة كلها قد تسبب ضغوطا داخلية كبيرة وتوتر داخلي.

 وتؤكد هيئة فت فور فن الألمانية ان التغذية الصحية ونمط الحياة السليم تكافح عواقب التوترات الداخلية والتى قد تكون وخيمة على صحة الجسم. فإن كان الجسم متوترًا، فإن الدماغ يرسل مشاعر مثل الأرق أو الأفكار السلبية، والتي تدخل بعد ذلك إلى الجهاز العصبي كنبضات عبر النخاع الشوكي. تتمثل العواقب في ظهور أعراض مثل نقص التركيز وزيادة ضربات القلب وتعرق اليدين أو آلام المعدة. ويبدو أن الحل لا يكون دائما عبر اللجوء للأدوية والعقاقير، فهناك بعض الطرق اليومية للتعامل مع العصبية وتخفيفها على المدى القصير والطويل كالاتى :

  = تقبل نفسك دون تغير: من المهم أن تأخذ صحتك العقلية على محمل الجد، وتقبل أن ما أنت عليه الآن ليس هو المكان الذي ستكون فيه دائماً. مفتاح العلاج الذاتي للاكتئاب هو أن تكون منفتح وأكثر قبولاً ومحبة لنفسك ولما تمرّ به.

= التعامل مع المشاعر بشكل صحيح: قد يبدو كبح مشاعرك وعواطفك طريقة إستراتيجية للتعامل مع الأعراض السلبية للاكتئاب، لكن هذه التقنية غير صحية في النهاية، فإذا كنت تمر بيوم سيء، فاسمح لنفسك بأن تشعر بالعواطف الناتجة عن هذا اليوم . وضع في اعتبارك كتابة يومياتك حول مشاعرك وما تمرّ به، ثم عندما تتحسن المشاعر، اكتب عن ذلك أيضاً، حيث يمكن أن تكون رؤية مد وجذر أعراض الاكتئاب مفيدة لكل من الشفاء الذاتي والأمل.

= اليوم ليس مؤشراً على الغد: المزاج والعواطف والأفكار اليوم لا تنتمي إلى الغد، فإذا لم تنهضي من الفراش أو تحقق أهدافك اليوم، فتذكر أنك لم تفوت فرصة الغد للمحاولة مرة أخرى.وامنح نفسك فرصة لقبول فكرة وجود بعض الأيام الصعبة، ولكن ستكون هناك أيضاً بعض الأيام الرائعة، لذا حاول انتظار البداية الجديدة غداً.
= تقييم الأجزاء بدلاً من تعميم الكل: يمكن للاكتئاب أن يلون الذكريات بمشاعر سلبية، فقد تجد نفسك تركز على الشيء الوحيد الذي حدث بشكل خاطئ بدلاً من الأشياء العديدة التي سارت بشكل صحيح، لذلك حاول إيقاف هذا التعميم المفرط . ادفع نفسك للتعرّف إلى الجانب الإيجابي، إذا كان ذلك مفيداً، فاكتب ما كان سعيداً بشأن الحدث أو اليوم، ثم اكتب الخطأ الذي حدث . وإن رؤية الوزن الذي تمنحه لشيء واحد يمكن أن يساعدك على تحويل أفكارك من الكل إلى الأجزاء الفردية التي كانت إيجابية.

= افعل عكس ما يوحي به صوت الاكتئاب: يمكن أن يثنيك الصوت السلبي وغير المنطقي في رأسك عن المساعدة الذاتية، ومع ذلك إذا كان بإمكانك تعلم التعرّف إليه، فيمكنك تعلم استبداله. استخدم المنطق كسلاح، وعالج كل فكرة على حدة عند حدوثها، فإذا كنت تعتقد أن حدثاً ما لن يكون ممتعاً أو يستحق كل هذا العناء، فأخبر نفسك انك قد تكون على صواب، وذلك أفضل من مجرد الجلوس وقد ترى أن السلبية ليست دائماً واقعية.

= الاسترخاء العقلي: إذا كنت تعاني من الأفكار السلبية والقلق من المهم أن تدع عقلك يرتاح وأن تعيد توجيه أفكارك ويمكن أن يساعدك التحقق من الواقع في معالجة الأمر فطرح أسئلة على الذات قد تكون مفيدة لدرء المخاوف والقلق.

 = تشجيع النفس قبل الذهاب إلى الفراش أو بعد الاستيقاظ: يمكنك كتابة تأكيدات إيجابية مثل يمكنني أن أكون انسانا جيدا أو أنا أثق بقدراتيٍ. إذا استوعبت هذه المعتقدات، فيمكنها زياده احترام ذاتك وخفض التوتر.

= جلب المشاعر الإيجابية إلى الحياة: بمجرد ظهور الأفكار السلبية، يمكنك أيضًا التأثير على الأفكار والمشاعر الإيجابية. في المواقف التي تشعر فيها بالتوتر أو القلق، يمكن أن يساعدك تذكر اللحظات أو المواقف الخاصة التي شعرت فيها بالقوة والراحة. حيث تؤثر الموسيقى على حالتنا العاطفية ويمكن أن تستحضر ذكريات معينة او النظر إلى الصور التي التقطتها خلال الإجازة او تخيل الأماكن الجميلة اى ان التركيز على الأفكار والذكريات الإيجابية يخفف التوتر ويشتت انتباهك عن القلق.

 = الاسترخاء الجسدي وتمارين التنفس: الاسترخاء الجسدي لا يقل أهمية عن الاسترخاء العقلي في بعض الأحيان، يمكن أن يساعد المشي لمسافة قصيرة في تخفيف التوتر إذا كنت تعاني من عصبية مزمنة فعليك تجربة تمارين مثل اليوغا يمكن أن تساعدك هذه الأساليب على الاسترخاء على المدى الطويل والتحكم بشكل أفضل في موجات التوتر الجديدة.

= كافئ نفسك: العمل والأسرة والشؤون العالمية والعديد من العوامل يمكن أن تجعلك تشعر بالتوتر الدائم . والأهم ألا تنسى نفسك وأن تفسد نفسك من وقت لآخر. فكر في كيفية إسعاد نفسك وأخذ الوقت لنفسك قد تكون حمام مهدئ او أمسية على الأريكة لمجرد قراءة كتاب اولقاء مع الاصدقاء.