أخبارصحة

ابتعد عن الحياه المعقدة ومصاصي الطاقة وحول التفكير السلبي إلى إيجابي

د. محمد حافظ ابراهيم

ان معظم ابحاث هيئه الصحه العالمية توضح ان الحياه بطبيعتها معقده ومن الصعب علينا إقامة علاقات حقيقية وعميقة ودائمة مع الآخرين.وكذلك ليس من السهل العثور على وظيفة تعطي معنى لحياتك. وكقاعدة عامة لا يريد الناس تعقيد حياتهم بأي شكل من الأشكال. ولكن هذا ما يفعله الكثير منا عن غير قصد غالبا. حيث إنَّ البساطةَ هي أكثرُ الأمورِ تعقيداً في الوقت الحاضر فلقد وجدنا صعوبةً في التكيُّفِ مع الحياة دونِ تواصلٍ مع أولئك الذين يعيشون في محيطنا، وأدركنا فجأةً أنَّنا مُجبَرون على الإبقاءِ على حياتنا بسيطةً لنستطيعَ التعايشَ مع القوانين والقواعد المفروضة ، ونعلم أنَّ هذا لن يكون مهمَّةً سهلةً بالتأكيد، وسيكون علينا العمل كلَّ يومٍ من أجل التغلُّبِ على أكبر عقبةٍ على الإطلاق، وهي كُلَّما كانت حياتنا أكثرَ تعقيداً، أصبحَت محمومةً أكثر وازدادت قلقاً وخوفاً؛ والأسباب التي تقفُ وراءَ ذلك هى:

= الحياة المعقدة بطبيعتها: نحن من نركز على تعقيدات الحياة إذا سألتَ احد عمَّا إذا كانت الحياة مُعقدةً بطبيعتها، فيقول ان الحياة بسيطة ، لكنَّنا نُصِرُّ على تعقيدها. إنَّ هذا النوع من الانحياز سببُ مَيْلِنَا نحن البشر إلى تعقيدِ حياتنا بدلاً من تبسيط الأمور؛ فعندما نواجه كماً كبيراً من المعلومات، أو حينما نكون في حالةٍ من الارتباكِ حيال شيءٍ ما؛ سنركِّز بشكلٍ غريزيٍّ على تعقيد المسائل بدلاً من البحث عن حلٍّ بسيطٍ لها.

= القلق المستمر: نحنُ كبشرٍ كائناتٌ عاطفيةٌ بطبيعتنا، فعندما نكون مُرهَقين أو غاضبين أو مُحبَطين أو بائسين؛ يمكن أن يكون لأفكارنا وعواطفنا تأثيرٌ كبيرٌ في ردودِ أفعالنا وسلوكايتنا. يمكنُ للقلق المتواصل بشأنِ مشاكلك وما ينتظرك في المستقبل أن يستنزفَ طاقتك، ويتسبَّب بالضيقِ الجسديِّ والعاطفيِّ في حياتك؛ وكلَّما زادَ قلقك، بدت حياتك أكثرَ تعقيداً. لذا فإنَّ البحث عن الجانب الإيجابي و الخيار الأفضل لن يكون أمراً طبيعيا .

= صعوبه السيطرة على كلّ شيء في الحياة: نحنُ نعيشُ في عالٍم مُعقد، وقد يكون من الصعبِ جداً العثور على حلولٍ لجميعِ التحديات التي نواجهُها في حياتنا. كُلُّنا خائفون من شيءٍ ما، سواءً أكان الخوف من الفشلِ أم الموتِ أم فقدانِ أحد الأحبة؛ لكنَّ السعي للسيطرة على حياتك ما هو إلا محاولةٌ لقمعِ مخاوفك حتَّى لا تضطرَّ إلى مُواجهتها؛ أنتَ تحتاجُ إلى التحرّرِ من مخاوفك، وتعلُّم قبول أنَّ هناك أشياء خارجة عن إرادتك في هذه الحياة؛ وبمجرد قبولك أنَّ الحياة تعني “السير في الطريق” بدلاً من السيطرة عليه، ستجدُ أنَّ نظرتك للأمورِ ستكون أكثرَ إيجابيةً وأقلَّ تعقيدا.

= بناء سعادتك على سعادة الآخرين: ستكون حياتكَ مُعقَّدةً وصعبةً دائماً إذا كنت تربطُ سعادتك بالآخرين الموجودين في حياتك؛ إذ لا تأتي سعادتك من الآخرين، بل تنبعُ من داخلكَ أنت. إذا كنتَ تعتمدُ على سعادةِ شخصٍ آخر لتحيا الحياة، فسوف تطغى عليك تعقيدات الحياة معَ الوقتِ، وتفقد إحساسك بالذات، وتجد أنَّك تحاول إرضاءَ الآخرين وإبقائهم سعداء باستمرار؛ وهذا مُرهِقٌ ومُدمِّرٌ لعافيتك ورفاهيتك.

= الذكريات الملهمة: تريد أن تكون الأفضل في كل شيء والحقيقة القاسية “لن تكون أبدًا الأفضل في كل شيء”. فرص أن تكون الأول في أي شيء قليلة. لذلك لاتقلق لأنك فشلت في أمر ما او لم تحصل على هاتف أفضل من صديقك، فأنت بالتأكيد تتفوق عليه في أمور معنوية أو مادية كثيرة أخرى.

وهناك الكثير من مصاصي الطاقة. وهم من يمتصون طاقتك عن قصد او غير قصد ويستنزفون طاقتك العاطفية ويتغذون على رغبتهم في الاستماع إليهم والاهتمام بهم مما يجعلك مرهق. يجعلونكِ تشعر بالضعف والخمول والكسل بعد الجلوس معهم أو مكالمتهم؛ فلا تستطيع فعل أي شيء وينتابك إحساس بالتعب، الضيق، التوتر. يمكن أن يكون مصاصى الطاقه في أي مكان أو مع أي شخص يمكن أن يكونوا فى الزوج أو الزوجة، او الصديق، وزملاء العمل أو حتى الجار وصفات مصاصي الطاقة هى :

= لا يتحملون المسؤولية: يحملون الناس مسؤولية أخطائهم، ولا يقبلون أبداً المسؤولية عن دورهم في أي خلاف أو قضية غالباً ما يتركونكِ تشعرين بالذنب وربما اللوم.

= دائماً منخرطون في الدراما وتعظيم الأمور: مصاصو الطاقة يجدون أنفسهم دائماً في وسط كارثة يطلبون الاهتمام والعطف بنوع من المسكنة.

= أصحاب ميول نرجسية: لا يحبون أبداً أن يتفوق أحد عليهم وإنهم يكافحون لسحب طاقة وسعادة الآخرين لتغذية مطالبهم العاطفية.

= يلعبون دور الضحية: كثيراً ما يتذمرون ويشتكون من أهلهم، أزواجهم، شغلهم، من حياتهم، من الناس.

= ينتقدون أو يتنمرون: يجعلونكِ تخاف منهم، في حالة قلق من السؤال والاستجواب، ويجعلونكِ في وضع استعداد للدفاع عن نفسك ورأيكِ.

= التطفل: يتطفلون على حياتك وحياة الناس، ولا يعطون اعتباراً للخصوصية.

كيف تحمى نفسك

= تقليل وقت الجلوس أو التواصل معهم بأعذار مقبولة مثل انشغالك في المنزل أو العمل أو الدراسة.

= تعلم مهارات الحوار معهم وكيف تُسكتهم عن الكلام، وتفتح موضوعاً آخر؛ فلا تخجلِ من قول كلمة «لا» أو التعبير عن احتياجاتكِ.

= حافظِ على طاقتك ولا تجعليهم يؤثرون فيكِ.

= إقامة حدود بينكم؛ فلا تجعلِ حياتك كتاباً مفتوحاً أمامهم.

= لا تشاركهم الانتقاد أو التذمر؛ لأنه كما يتنمرون على غيرك ، فسيأتي دورك ويتنمرون عليكِ.

= اندمج مع أشخاص آخرين أكثر إيجابية في طاقتهم وأفكارهم وأسلوبهم في الحياة.

ويمكن أن نحول التفكير السلبي إلى إيجابي. حيث أن التفكير السلبي يمكن أن يجعلنا نغرق فجأة في دوامة من الإحباط، ولكن في مرحلة ما، لا بد من أن نقوم بسحب أنفسنا من هذه الدوامة، والتفكير الإيجابي ويمكن أن يكون كل ما نحتاجه لعلاج أنفسنا والبدء في السير على طريق أكثر سعادة في الحياة، وهناك بعض المواقف لمساعدتنا على الخروج من المواقف المحبطة وهى :

= ذكر نفسك بأن تفكر بإيجابية في كل يوم: لا شيء مستحيل في الحياة مع العمل الجاد والعزيمة والقوة، فعلى الرغم من أننا قد نمر بالكثير من الأوقات التي يمكن فيها للأفكار السلبية أن تسيطر علينا، إلّا أن علينا أن نتذكر بأن هذه الأفكار قد تكون مضرة للجسم والعقل والروح في كثير من الأحيان، لذلك وفي كل مرة تستولي عليك تلك الأفكار السلبية، حاول توجيهها وابحث عن الأشياء الإيجابية في السلبيات التي تراها، وعلى الرغم من أن الأمر سيكون صعباً، ولكنه سيصبح أسهل مع الممارسة، وعلى المدى الطويل، ستشعر بنفسك بأنك أكثر راحة وستتمكن من الاستمتاع بالحياة.

= قراءة الابحاث الإيجابية: إن قراءة الإيجابيات يمكن أن يساعد في إعطائك الدافع المعنوي الذي تحتاجه للاستمرار في يومك، حيث أن هذا قد يساعد على رفع روحك المعنوية وإعطائك شعوراً أكبر بالحياة والحيوية، فإذا لم يكن لديك الكتاب المناسب بين يدك، حاول إجراء بعض عمليات البحث على الانترنت .

= ممارسة التأمل: إن تصور الطبيعة في العقل يساعدك على الشعور بالراحة والإيجابية، فعندما تمتلك شعور داخلياً بالسلام تكون أكثر وعياً لمحيطك، ومن ناحية ثانية، فقد تبين بأن ممارسة التأمل يحد من التوتر، ويحسن من الهدوء، ويزيد السعادة واليقظة.

= ممارسة الأشياء التي تحب القيام بها: عندما تبدأ بالتطلع للقيام بشيء ما، فإن عقلك يبقى فعالاً، وهذا يعطيك شعور بأنه يجب أن تعمل بكامل طاقتك، لذلك، قم بالتخطيط يومياً للقيام بالأشياء التي تعطيك الشعور بالسعادة الحقيقية وتساعدك في مسعاك نحو التفكير بشكل إيجابي، وتذكر دائماً بأن الحياة قصيرة جداً للقيام فقط بالأشياء التي يتحتم عليك القيام بها.

= آمن بأنك تستطيع تغيير أفكارك: يكون الإيمان بالشيء هو كل ما تحتاجه، فكما يقال، يمكنك أن تفعل أي شيء إذا ما صممت على القيام به، لذلك إذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع تغيير تفكيرك، فمن المحتمل أنك لن تستطيع القيام بذلك، ولكن مع التفكير بإيجابية يمكن لأي شيء أن يصبح ممكناً، فقط آمن بأن الأشياء الجيدة سوف تحدث.

= لا شيء دائم: ليس هناك ما يدوم وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها لا شيء يوجد ليبقى، وأنت تستطيع العمل لتغيير الأشياء التي تجعلك غير راضٍ، سواء أكان ذلك في علاقاتك، صحتك، أو حياتك المهنية، فهناك دائماً شيء يمكنك القيام به الآن لتكون أكثر سعادة في المستقبل.

= احتضن السلبية والإيجابية: أحياناً تكون بحاجة لأن تذكر نفسك بأنه حيثما يوجد الظلام يوجد الضوء أيضاً، والحقيقة هي أنه بغض النظر عن مقدار الجهد الذي نبذله لجعل حياتنا إيجابية تماماً، فنحن سنعاني من بعض أنواع السلبيات في حياتنا في بعض الأحيان، فالحياة خليط من الأشياء السيئة والجيدة، وكل شخص لديه صراعاته الخاصة، ومعظمنا يخرج منها سالماً، فقط تذكر أن تبحث عن الأشياء الجيدة في كل مكان وبالاصرار سوف تحصل عليها وتشعر بالحياة الايجابية .