أخبارصحة

دراسات متباينه بين تناول الاغذيه النباتية وتناول اللحوم والافضل الوسطية

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة يابانية ان النظام الغذائي الغني بالألياف النباتيه يخفض خطر الإصابة بمرض خرف الدماغ. ومن المعروف أن الألياف مهمة للغاية لصحة الجهاز الهضمي ولها فوائد للقلب والأوعية الدموية مثل خفض الكوليسترول. وهناك أدلة جديدة على أن الألياف مهمة لصحة الدماغ. حيث أظهر باحثون يابانيون أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف. ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور الدكتور كازوماسا ياماجيشي ان الخرف مرض مدمر يتطلب عادة رعاية طويلة الأمد. والأبحاث الحديثة اقترحت أن الألياف الغذائية قد تلعب دورا وقائيا. لقد بحثنا في هذا باستخدام البيانات التي تم جمعها من آلاف البالغين في اليابان.

وكان المشاركون التي قيمت مدخولهم الغذائي وكانوا يتمتعون بصحة جيدة، تتراوح أعمارهم بين 40 و64 عاما. ثم تمت متابعتهم ، وراقبوا ما إذا أصيبوا بالخرف الذي يتطلب رعاية. وقام الباحثون بتقسيم البيانات، من إجمالي 3739 بالغا، إلى أربع مجموعات وفقا لكمية الألياف في وجباتهم الغذائية. ووجدوا أن المجموعات التي تناولت مستويات أعلى من الألياف كانت أقل عرضة للإصابة بالخرف. وفحص الفريق ما إذا كانت هناك اختلافات بين النوعين الرئيسيين من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان. ويشار إلى أن الألياف القابلة للذوبان الموجودة في الأطعمة مثل الشوفان والبقوليات مهمة للبكتيريا المفيدة التي تعيش في الأمعاء بالإضافة إلى توفير فوائد صحية أخرى. وأن الألياف غير القابلة للذوبان، والموجودة في الحبوب الكاملة والخضروات وبعض الأطعمة ، مهمة لصحة الأمعاء. ووجد الباحثون أن الارتباط بين تناول الألياف والخرف كان أكثر وضوحا بالنسبة للألياف القابلة للذوبان.

وهناك صلة بين الألياف الغذائية وخطر الإصابة بالخرف، حيث يقول البروفيسور الدكتور ياماجيشي ان الآليات غير معروفة ولكنها قد تتضمن التفاعلات التي تحدث بين القناة الهضمية والدماغ. وأحد الاحتمالات هو أن الألياف القابلة للذوبان تنظم تكوين بكتيريا الأمعاء. وقد تؤثر هذه التركيبة على الالتهاب العصبي الذي يلعب دورا في ظهور الخرف. ومن الممكن أن تخفض الألياف الغذائية عوامل الخطر الأخرى للخرف، مثل وزن الجسم وضغط الدم، والدهون المشبعة، ومستويات السكر.

ولكن هناك دراسة بجامعة أديلايد في أستراليا على النقيض وصادمة للنباتيين حيث اظهرت ان أكل اللحوم يؤدي إلى إطالة متوسط العمر المتوقع للإنسان في جميع أنحاء العالم . فخلال العقد الماضي اتجه كثيرون إلى الامتناع عن تناول اللحوم كليا ً. وكان الدافع الرئيسي الذي حفز هؤلاء النباتيين للاستغناء تماماً عن هذه المنتجات الحيوانية هو الفوائد الصحية المرجوة من الأنظمة الغذائية النباتية. إذ دعت عدة دراسات إلى استبدال اللحوم الحمراء بالفواكه والخضار من أجل الحفاظ على الصحة والوقاية من الكثير من الأمراض الخطيرة. وعدم التركيز الشديد على عدم تناول اللحوم باعتبارها مضرة بالصحة، ودفع فريق دولي من الباحثين، متعددي الاختصاصات، بقيادة جامعة أديلايد في أستراليا، إلى دراسة استهلاك اللحوم على مستوى العالم وتأثيرتها على الصحة.

ووجدت دراسة جامعة أديلايد في أستراليا نتائج غير متوقعة ومفاجئة ومحبطة للنباتيين تقول ان اللحوم تدعم إطالة متوسط العمر،حيث أوضح مؤلف الدراسة، الباحث بجامعة أديلايد في الطب الحيوي الدكتور وينبينغ يو، أن البشر تطوروا وازدهروا على مدى ملايين السنين بسبب استهلاكهم الكبير للحوم. وشدد الدكتور وينبينغ يو على أن النظر فقط إلى الارتباطات بين استهلاك اللحوم وصحة الناس أو متوسط ​​العمر المتوقع داخل مجموعة معينة، أو منطقة أو بلد معين، يمكن أن يؤدي إلى استنتاجات معقدة ومضللة، ولكن قام بحثنا على نطاق واسع بتحليل الارتباطات بين تناول اللحوم ومتوسط ​​العمر المتوقع، ومعدل وفيات ، على المستويين العالمي والإقليمي، ما خفض من تحيز الدراسة وجعل استنتاجاتنا أكثر تمثيلاً للتأثيرات الصحية العامة لتناول اللحوم.

واظهرت نتائج الدراسة الآثار الصحية العامة لاستهلاك اللحوم الكلى في أكثر من 170 دولة حول العالم. ووجد الباحثون أن استهلاك الطاقة من محاصيل الكربوهيدرات من الحبوب والنباتات لا يؤدي إلى زيادة متوسط ​​العمر المتوقع، وأن إجمالي استهلاك اللحوم يرتبط بزيادة متوسط ​​العمر المتوقع، بغض النظر عن التأثيرات التنافسية لمجموع السعرات الحرارية، والثراء الاقتصادي، والمزايا الحضرية والسمنة.

من جانبه اعتبر المؤلف الرئيسي للدراسة، الأستاذ بجامعة أديلايد، الدكتور ماسيج هينبيرج، أن البشر تكيفوا مع أكل اللحوم من منظور تطورهم الذي يزيد عن مليوني سنة. وشرح الدكتور ماسيج هينبيرج ان لحوم الحيوانات الصغيرة والكبيرة قدمت التغذية المثلى لأسلافنا الذين طوروا تكيفات وراثية وفسيولوجية ومورفولوجية لأكل منتجات اللحوم وقد ورثنا تلك التكيفات. لكن مع التطور القوي لعلوم التغذية والثراء الاقتصادي، ربطت الدراسات التي أجريت ببعض السكان في البلدان المتقدمة النظم الغذائية الخالية من اللحوم أي النباتية بتحسين الصحة.

واوضح الدكتور يانفي جي، خبير التغذية المشارك في الدراسة انه يعتقد أننا بحاجة إلى فهم أن هذا قد لا يتعارض مع التأثير المفيد لاستهلاك اللحوم. وان تجرى الدراسات في النظم الغذائية للمجتمعات الثرية والمتعلمة تعليماً عالياً والأشخاص الذين لديهم القوة الشرائية والمعرفة لاختيار النظم الغذائية النباتية التي تصل إلى العناصر الغذائية الكاملة، والتي تحتويها اللحوم عادة. واستبدلوا اللحوم، بشكل أساسي، مع كل أنواع المغذيات التي توفرها اللحوم.

وبحسب الدكتوره ريناتا هينبيرغ ، وهى عالمة الأحياء بجامعة أديلايد، فلا تزال اللحوم حتى اليوم مكوناً غذائياً رئيسياً في النظم الغذائية للعديد من الأشخاص حول العالم، و إنه قبل إدخال الزراعة، منذ 10 آلاف عام، كان اللحم غذاء أساسياً في النظام الغذائي للإنسان. وأضافت أنه اعتماداً على المجموعات الصغيرة من الأشخاص الذين تدرسهم وأنواع اللحوم التي تختار وضعها في الاعتبار، قد يختلف مقياس دور اللحوم في إدارة صحة الإنسان. ومع ذلك، عند النظر في جميع أنواع اللحوم لجميع السكان، كما هو الحال في هذه الدراسة، فإن العلاقة الإيجابية بين استهلاك اللحوم والصحة العامة على مستوى السكان علاقه صحية وليست متقطعة.

إلى ذلك أوضح المؤلف المشارك وعالم الأنثروبولوجيا بجامعة أديلايد باستراليا وعالم الأحياء في الأكاديمية البولندية للعلوم،الدكتور آرثر سانيوتيس، أن النتائج تتماشى مع الدراسات الأخرى التي تظهر أن الأطعمة القائمة على الحبوب لها قيمة غذائية أقل من اللحوم. حيث كشف الدكتور ارثر سانيوتيس أنه في حين أن هذا الأمر ليس مفاجئاً للكثيرين منا،ولكنه يسلط الضوء على أن اللحوم لها مكوناتها الخاصة التي تساهم في صحتنا العامة بما يتجاوز مجرد عدد السعرات الحرارية المستهلكة. وان نصيحتنا هي أن أكل اللحوم مفيد لصحة الإنسان بشرط أن يتم استهلاكها باعتدال وأن تتم صناعتها وتسوية اللحوم بطريقة صحية.