أخبارصحة

طريقه ونمط رياضه المشى الصحى للوقايه من الامراض

د محمد حافظ ابراهيم

 

  اوضحت دراسات عديده للاطباء والخبراء أن تقييم الطريقة التي يمشي بها شخص ما يمكن أن يساعد في اكتشاف الخرف مبكرا . فعادة ما يقع تشخيص معظم المصابين بالخرف بمجرد معاناتهم بالفعل من فقدان الذاكرة على المدى القصير أو تقلبات المزاج أو عدم الاهتمام بالأنشطة اليومية. لكن الاطباء و الخبراء في جامعة نيوكاسل يقولون إن تقييم مشية شخص ما يمكن أن يشخص الحالة بشكل أسرع وأكثر دقة. حيث اوضحت الدكتوره ريونا مكاردل، الباحثة في مجموعة أبحاث الدماغ والحركة بجامعة نيوكاسل، إن أنماط المشي تتغير قبل أن تبدأ مشاكل الذاكرة والزهايمر بالظهور.

 

وأوضحت أن أنواع الخرف المختلفة لها أنماط مشي مختلفة. ونظرت الدكتوره ريونا مكاردل على وجه التحديد في مرض ألزهايمر وخرف أجسام ليوي. حيث يؤثر خَرَف أجسام ليوي على مدى القدرة على المشي، فضلا عن تأثيره على مدى اليقظة والانتباه. وتوضح الدكتوره ريونا مكاردل أنه بسبب هذا وقع تشخيص العديد من الناس خطأً بمرض ألزهايمر. وقالت إن تزويد المرضى بالتشخيص الصحيح له أهمية خاصة، لأن بعض الأدوية، مثل مضادات الذهان، يمكن أن تكون ضارة للمصابين بالخرف بأجسام ليوي.

 

وأظهرت الأدلة أن علامات التدهور المعرفي ومرض ألزهايمر يمكن رؤيتها في مشية الشخص. وفي دراستها، نظرت الدكتوره ريونا مكاردل في الطرق المختلفة التي سار بها الأشخاص المصابون بالحالتين. وشمل ذلك السرعة وكيف تتغير خطواتهم أثناء سيرهم وطول الخطوة. وكجزء من دراستها، حيث سار الناس عبر بساط به الآلاف من أجهزة الاستشعار بداخله، ما خلق بصمة إلكترونية. ومن خلال البصمة، يمكنها معرفة المزيد عن نمط المشي، مثل المدة التي يستغرقها الشخص لاتخاذ خطوة ومدى تغير خطواته. ووجدت الدكتوره ريونا مكاردل أن المصابين بكلا النوعين من الخرف يمكن تمييزهم عن مجموعة الشيخوخة الطبيعية بناء على نمط مشيتهم .

 

واوضحت الدكتوره ريونا مكاردل ان المصابين بالخرف كانوا يسيرون أبطأ وبخطوات أقصر، وكانوا أكثر تقلبا وعدم تناسقا، وأمضوا وقتا أطول بكلتا القدمين على الأرض مقارنة بأفراد المجموعة الضابطة. ويُظهر هذا أن المصابين بالخرف يعانون من مشاكل كبيرة في المشي، وأننا بحاجة إلى النظر في هذا الأمر لدى المعرضين لخطر الإصابة بالخرف لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم التنبؤ ببدء الحالة. وان الأهم من ذلك، اكتشفت أن المصابين بخرف أجسام ليوي لديهم نمط مشي فريد يميزهم عن أولئك المصابين بمرض ألزهايمر. وكانت خطواتهم أكثر تنوعا وعدم تناسق عند المشي.

وأوضحت الدكتوره ريونا مكاردل أن التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في منح الناس وعائلاتهم مزيدا من الوقت لفهم الحالة والتخطيط للمستقبل. وأضافت انه حتى الآن، لا يوجد علاج للخرف، لكن التشخيص الدقيق يتيح الوصول إلى الدعم والمعلومات والعلاجات للمساعدة في تخفيف الأعراض. ويوصى بإجراء فحوصات الدماغ لتعزيز الثقة في التشخيص رغم أن هذه الطريقة تعتمد على ظهور الأعراض بالفعل، في حين أن الطرق الموضوعية لدعم التشخيص المبكر، مثل اختبار المشي، قد تكشف عن المشكلات الأساسية قبل ظهور هذه الأعراض. فمن خلال مراقبة نزهة شخص ما، يمكن اكتشاف وتشخيص الخرف في وقت مبكر وبدقة أكبر، حيث أظهرت الأدلة أن أنماط المشي تتغير قبل أن تظهر مشاكل الذاكرة والخرف.

 

وكانت ابحاث الدكتور مايكل موسلي أستاذ العلوم التطبيقية في مركز جامعة “شروزبري” عن الفوائد الصحية للوقوف وكم يجب أن يقف الناس كل يوم للوقاية من المرض. حيث كشفت عن سبب كون الجلوس لفترات طويلة “سيئا للغاية بالنسبة للناس” وكم مرة نحتاج للوقوف. وأوضح الدكتور مايكل موسلي سبب وجوب إضافة الوقوف إلى روتينك. حيث يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى بعض المشاكل الصحية “السيئة جدا”، والتي تتراوح من ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2 إلى الوفاة من جميع الأسباب.

 

وقال الدكتور مايكل موسلي انه كان جالسا على المكتب لمدة ساعة، في محاولة لإنجاز بعض الأعمال وأنه على وشك القيام بشيء يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على صحتي. حيث اتضح ان للوقوف فوائد صحية مختلفة بما في ذلك خفض نسبة السكر في الدم وحرق كمية “مفاجئة” من السعرات الحرارية. وقال الدكتور مايكل موسلي إن قضاء المزيد من الوقت على قدميك هو حقا طريقة بسيطة وسهلة لتعزيز صحتك. إنه يرفع معدل ضربات القلب، ويساعد على التمثيل الغذائي الخاص بك وهو مفيد لعظامك.

 

دعا الدكتور مايكل موسلي، الدكتور جون باكلي، أستاذ علوم التمرينات التطبيقية في مركز جامعة “شروزبري”، الذي قدم الإجابة. وقال البروفيسور جون باكلي دائما ذكر نفسك بالتحرك والوقوف قدر المستطاع. في العمل قف مرتين أو ثلاث مرات على الأقل في ساعة لمدة دقيقتين، قف فقط على قدميك. كما أوصى بإجراء مكالماتك الهاتفية أثناء الوقوف، مضيفا إنه أمر ممتع للغاية لأنه إذا كان لديك شخص ما يقوم بمكالمة هاتفية واقفا، فإنهم يميلون إلى المشي أيضا، لذلك هناك فائدة إضافية.

 

واظهرت الابحاث ان الوقوف في صالحنا. وبصرف النظر عن الأبحاث التي تشير إلى العديد من الفوائد الصحية المرتبطة بنشاط الوقوف، فإن التفسير البسيط هو الجاذبية. وأوضح الدكتور جون باكلي انه يعتقد أن الجاذبية لديها الكثير لتجيب عنه، ومن أفضل الطرق للنظر إليها هم الأشخاص في الأماكن التي استراحوا فيها لفترات طويلة، فقدوا كثافة العظام، وانخفضت الدورة الدموية ببساطة من عدم الوقوف والسماح للجاذبية بسحب أجسامهم، وهي قوة صغيرة ولكنها ثابتة.

 

قال الأستاذ الدكتور جون باكلى انه بمقارنة بما كان عليه الحال قبل 50 عاما، حيث كنا نقضي وقتا أطول في الجلوس. لذلك أصبح الجلوس مشكلة. وقال الدكتور مايكل موسلي انه للأسف،هذا مرتبط ببعض النتائج الصحية السيئة جدا، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري النوع 2 وحتى الموت وفى جميع اسباب الامراض المزمنه . وأوضح الدكتور جون باكلى أستاذ علوم التمرين التطبيقي أن الجلوس يبطئ عملية الأيض، ويفتقر إلى التحفيز لأي جزء من الجسم. وسواء كانت عظامنا، أو الدورة الدموية، واذا ما إذا كانت الأيض لدينا يحافظ على سكر الدم، فإنها تنخفض فى الجلوس ومستوى الراحة.

 

واذا كان الجلوس يسبب الامراض المزمنه فماذا عن المشي العادي أم لمسافات طويلة أيهما أفضل لصحه الانسان. حيث يُعد المشي أكثر الأنشطة البدنية الهوائية شيوعًا في الولايات المتحدة، حيث يمارسه 111 مليون شخص ، كجزء من أهداف اللياقة البدنية الخاصة بهم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المشي لمسافات طويلة في الطبيعة، أغرى 57.8 مليون أمريكي لسلوك المسارات الطويله. حيث تعتبر الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق أقل خطرًا خلال الجائحة.

 

ويُعد المشي العادى اولمسافات طويله عمومًا تمرينًا تمارسه خارج المنزل في محيط حضري، أو في الأماكن المغلقة  مثل داخل صالة ألعاب رياضية على آلة مخصّصة للمشي. في المقابل، فإنّ قوام المشي لمسافات طويلة يتمّ في الهواء الطلق متناغمًا مع تضاريس الأرض الطبيعية، بحيث تتغيّر مستويات الصعوبة، وهذا لن تواجهه بالضرورة خلال المشي العادي خارج المنزل . حيث أشارت طبيبة القلب الدكتورة فرح، من المؤسسة الطبية لمركز “بنتلي” الطبي للقلب في مدينة فورت وورث، بولاية تكساس الأمريكية، إنّ التمرينين مفيدين لصحة القلب لأنهما يساعدان الفرد على التحكم بضغط الدم ومستويات الكولستيرول.

 

وأوضحت أنّ المشي يُعتبر أحد أفضل التمارين لصحة القلب لجميع الأعمار، ضمنًا من يعانون من مشاكل في القلب، وأنّ رياضة المشي لمسافات طويلة مفيدة أيضًا للقلب، وتحرق عددًا أكبر من السعرات الحرارية خلال فترة زمنية أقصر وأنّ لا أفضلية لتمرين على آخر

 

واوضحت الدكتوره داريل هيغينز، خبير اللياقة البدنية ان المشي في محيط المنزل أو في الطبيعة كلاهما رائع في تحسين أداء القلب والرئتين، ويمكن أن يساعدان في إنقاص الوزن. وأن التمرين الأفضل للفرد هو الذي يتلاءم مع أهداف اللياقة التي يتطمح إلى تحقيقها وتفضيلاته الشخصية. وفي ما يلي الاعتبارات الرئيسة التى تساعد في تحديد المسافة التي ستمشيها قصيرة كانت أم طويلة:

 

= لحرق السعرات الحرارية امشٍ في الطبيعة: حيث يرتبط عدد السعرات الحرارية التي يمكنك حرقها من خلال المشي في المحيط مقابل المشي لمسافات طويلة بشكل أساسي على وزنك، ودرجة صعوبة المسار الذي ستسلكه، وزنة حقيبة الظهر. وهناك عناصر أخرى يفترض أن تؤخذ فى الاعتبار وتشمل الطقس، والعمر، والجنس، بالإضافة إلى وعورة التضاريس التي تمشي عليها. حيث يمكنك حرق حوالي 100 سعرة حرارية لكل 1،6 كيلومتر من مشي، يتضاعف هذه الرقم بسهولة عند المشي لمسافات طويلة. وفي حال كانت حقيبة ظهرك ثقيلة، ومشيت على تضاريس شديدة الانحدار، فقد يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من 500 سعرة حرارية في الساعة. وإذا كنت تستخدم عصي الرحلات وتتحرك بوتيرة سريعة، فإن حركة الذراع تعزّز مستوى الصعوبة في تمرينك الهوائي، الأمر الذي يساهم في زيادة حرق السعرات الحرارية.

 

= المشِى في محيط المنزل: لا تحتاج سوى لارتداء ملابس مريحة وفضفاضة، وحذاء مناسب، ثم الخروج من المنزل. كما يمكن لرياضة المشي في الطبيعة أن تكون كلفتها متدنية على غرار المشي في المحيط إن كان الوصول إلى هذه الدروب سهلًا. وغالبًا ما يستغرق الوصول إلى الأماكن المحدّدة للمشي لمسافات طويلة ساعات طويلة في السيارة اودفع رسم للدخول إلى المنطقة. ورغم أنّه في وسعك ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة في الملابس عينها التي تستخدمها للمشي، يستحسن ارتداء الملابس المصممة خصيصًا لهذا النوع من الرياضة، مثل انتعال أحذية مخصصة للمسارات، والسراويل الملائمة التي تسمح بمرور الهواء، بالإضافة إلى بعض المعدات المرافقة، مثل حقيبة الظهر، وعصي الرحلات، وقارورة المياه.

 

= للنشاط ألاكثر أمانًا: في حين لا يُعد المشي لمسافات طويلة نشاطًا خطيرًا في حد ذاته، إلا أنه ينطوي على مخاطر. وقال الدكتوره داريل هيغينز انه يمكن أن تكون رياضة المشي لمسافات طويلة شاقة، وقد لا تكون مثالية للمبتدئين الذين ليسوا على دراية بالتضاريس غير المستوية. وإذا تعثّرت وسقطت على مسار صخري، فقد ينتهي بك الأمر بالتواء في الكاحل أو كسر في العظام. وتجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الحشرات والحيونات في الغابات، والتي تتراوح من البعوض المزعج إلى الثعابين التي قد تشكّل تهديدًا على الحياة. وغالبًا ما تكون خدمة التواصل الخلوية متقطعة أو غير متوافرة على هذه الدروب. لذلك يعتبر المشي في محيط المنزل أكثر أمانًا.

 

= للتخلص من التوتر امشِ لمسافات طويلة: يساعد كل من المشي العادى والمشي لمسافات طويلة على خفض التوتر والقلق، كما هو الحال في معظم أنواع الرياضة. وتعد التمارين الرياضية مفيدة أيضًا لتحسين اليقظة والتركيز، وخفض التعب وتعزيز الوظيفة المعرفية العامة، وفقًا لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية. ولكن المشي لمسافات طويلة له فوائد مهدئة إضافية، لأنه يتم فى الطبيعه بين الوجود في الهواء الطلق والصحة النفسية. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كورنيل ، فإن قضاء 10 دقائق فقط في بيئة طبيعية يزيد من السعادة، ويقلّل من الإجهاد البدني والنفسي. أنه عندما يخرج الأشخاص إلى الطبيعة، يصبحون أكثر هدوءً.