أخبارصحة

احساس الإنسان المستمر بالبرد مع التقدم بالعمر

د محمد حافظ ابراهيم

 

اكتشف علماء أمريكيون من هيئه الغذاء والدواء الامريكية، أنه مع التقدم بالعمر، يتناقص عدد خلايا المناعة المسؤولة عن استعادة حرارة الجسم عند انخفاض درجات الحرارة. واشارت الدراسه إلى أن هذه الخلايا نفسها التي تساعد في الحفاظ على وظائف التمثيل الغذائي الطبيعية. لذلك فإن كبار السن هم أكثر عرضة للالتهابات والمشكلات في عملية التمثيل الغذائي. وكما هو معلوم، يمتلك الإنسان حماية فطرية من درجات الحرارة المنخفضة اى آلية تنظيم حراري مبنية على قدرة توليد الطاقة الحرارية من الدهون المخزونة في الجسم ولكن مع التقدم بالعمر يشعر الناس بالبرد أكثر.

 وقد اكتشف علماء جامعتي ييل وكاليفورنيا في سان دييغو ، أن خلايا المناعة المخزونة في الدهون، هي السبب في ذلك. حيث توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج، عندما أرادوا معرفة سبب احتواء الأنسجة الدهنية على خلايا المناعة التي يتركز وجودها عادة في مناطق الجسم الأكثر عرضة لمسببات الأمراض مثل البلعوم والأنف و الرئتين و الجلد. واتضح لهم بعد الدراسة ، أن الدهون تحتوي فقط على الخلايا اللمفاوية الخلقية من النوع الثاني ، التي تستعيد حرارة الجسم في ظروف درجات الحرارة المنخفضة.

 واكتشف الباحثون من دراستهم لتسلسل جينات المعملية للشباب والمسنين، أن الأنسجة الدهنية مع التقدم بالعمر تفقد خلايا. ويؤدي نقص هذه الخلايا، إلى عدم قدرة الجسم على حرق الدهون والحفاظ على درجة حرارة الجسم في ظروف الجو البارد. وبعد حقن بعض المسنين بمادة تزيد من إنتاج هذه الخلايا ، تعافت خلايا المناعة ولكن المثير في الأمر أنها أصبحت أقل تحملا للبرد. ويقول البروفيسور الدكتور فيشوا ديب ديكسيت، رئيس فريق البحث، انه افترضنا، بأنه إذا تمكنا من استعادة شيئا مفقودا، فسوف نعيد وظيفة الجسم إلى طبيعتها. ولكن هذا لم يجدث. لأنه بدلا من زيادة عدد الخلايا السليمة، ضاعف عامل النمو في نهاية الأمر خلايا السيئة، التي بقيت في النسيج الدهني للمسنين.

 ويضيف البروفيسور الدكتور فيشوا ديب ديكسيت ،ان الخلايا المناعية لا تلعب دور الحماية من مسببات الأمراض فقط، بل تساعد أيضًا في الحفاظ على وظائف التمثيل الغذائي الطبيعية. ولكن مع التقدم بالعمر، تتغير منظومة المناعة، لذلك علينا أن نكون حذرين عند التلاعب بها لاستعادة صحة كبار السن. لأن ما هو جيد في عمر الشباب، يمكن أن يصبح ضارا مع التقدم في العمر.

 ويختلف الشعور بالبروده من شخص لآخر، وعلى الرغم من أن النساء يعانون من البرد أكثر من الرجال عادة، لكن خبراء هيئه الصحه البريطانية يرون أن الشعور الدائم بالبرودة قد يعود لأسباب مرضية قد لا تخطر على البال.حيث ان هناك أسباب عدة حول الشعور بالبرد طوال الوقت واهمها:

 = فقر الدم: يحدث عندما لا يكون لدى الشخص ما يكفي من خلايا الدم الحمراء المنتشرة وتحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، وتشمل أعراضه ما يلي: – الشعور بالبرد في اليدين أو القدمين. – الضعف أو التعب. – الدوخة أو الدوار. – صعوبة في التنفس. – زيادة معدل ضربات القلب. – صداع الرأس. – الجلد الشاحب.

 

= قصور الغدة الدرقية: عدم تحمل البرد من الأعراض المعروفة لقصور الغدة الدرقية، والتي تحدث عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات المساعدة في تنظيم التمثيل الغذائي ودرجة الحرارة. وتشمل أعراض قصور الغدة الدرقية ما يلي: – الشعور بالبرد. – التعب. – الكآبة. – الامساك. – مشاكل في الدورة الشهرية. – انخفاض معدل ضربات القلب.

 = خلل في الدورة الدموية: تدفق الدم له دور مهم في الجسم لتنظيم درجة حرارته، وحدوث اضطراب في تدفق الدم ربما يزيد الإحساس ببرودة في القدمين واليدين. وهناك عدة عوامل تؤثر على تدفق الدم في الجسم من بينها أمراض القلب والأوعية الدموية، ففي حال وجود ضعف في القلب والأوعية الدموية، يصبح من الصعب على القلب ضخ الدم بشكل فعال في أصابع اليدين والقدمين.

 = فقدان الشهية العصبي: فقدان الشهية العصبي، هو اضطراب في الأكل يتميز بفقدان الوزن أو زيادة الوزن بشكل غير كافٍ وصورة مشوهة للجسم. ويقيد المصابون تناول الطعام بشكل مكثف، أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط، ما قد يتسبب في إصابة الشخص بعدم تحمل البرد بسبب عدم كفاية الدهون في الجسم، وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي: – فقدان الوزن. – مشاكل في المعدة، مثل الإمساك أو المغص. – صعوبة في التركيز. – دوار أو إغماء. – قلة الدورة عند الحائض. – شعر أو أظافر جافة وهشة. – ضعف التئام الجروح. – الخوف الشديد من زيادة الوزن. – الخوف من الأكل في الأماكن العامة. – العزلة الاجتماعية.

 = مرض رينود: يؤثر مرض رينود على الشرايين في أصابع اليدين أو القدمين أو كليهما، وتصبح هذه الشرايين ضيقة، مما يقلل من تدفق الدم. وخلال هذه النوبات، تتحول أصابع اليدين والقدمين إلى اللون الأزرق أو الأبيض ومع عودة تدفق الدم، يمكن أن تصبح أصابع اليدين والقدمين حمراء وتشعر بالخدر أو الألم، كما تؤدي درجات الحرارة الباردة والتوتر إلى نوبات رينود.

 = قلة النوم الليلى: قلة النوم الليلى تؤدي إلى مشاكل عديدة في الجهاز العصبي وتؤثر على توازن تنظيم درجة حرارة الجسم في الدماغ. فوفقا لدراسة أجرتها جامعة جيفاسكيلا الفنلدية، اختبر الباحثون آثار حرمان النوم لمدة 60 ساعة على 20 شابا شارك في الدراسة، وتوصل الباحثون إلى أن درجة حرارة الجسم انخفضت لدى الشباب نتيجة الحرمان من النوم.

 = مرض الشريان المحيطي: يحدث مرض الشريان المحيطي عندما تتراكم اللويحات في الشرايين التي تنقل الدم إلى باقي الجسم، ويؤدي إلى جعلها أضيق، ما يعني صعوبة تدفق الدم خلالها. وغالبًا ما يتسبب في انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف وبالتالى الشعور بالبرد و التنميل أو الوخز أو الألم في اليدين أو القدمين أو كليهما، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب موت الأنسجة.

 = مرض السكري: غالبا ما يؤدي تفاقم مرض السكري إلى الإصابة بما يعرف بالاعتلال العصبي المحيطي، ومن أعراض هذا المرض شعور بخدر وألم في القدمين واليدين. ولأن الأعصاب المتضررة مسؤولة عن إرسال إشارات درجة حرارة الجسم إلى الدماغ، فمن الممكن أن يشعر مرضى السكري ببرودة دائمة في القدمين واليدين.