د. محمد حافظ ابراهيم
اعلنت منظمه الصحه العالميه انه من المقرر أن يرتفع مرض الخرف والزهايمر خلال العقود القادمة حيث يستمر الناس في العالم الحديث في العيش لفترة أطول. حيث يصف الخرف بمجموعة من الأعراض المرتبطة بتدهور الدماغ، وهي فقدان الذاكرة والارتباك. وبمجرد الإصابة بالخرف، فإنه لا يمكن إيقافه، مما يشكل ضغطا على الأسرة ونظام الرعاية الصحية. واوضحت هيئه الغذاء والدواء الامريكية وابحاث الدكتورة كلير دورانت، المتخصصة في الخرف والزهايمر في دايسون، ان هناك تغييرات بسيطة يمكن اتباعها في نمط الحياة يُعتقد أنها يمكن أن تمنع خطر الإصابة بتدهور الدماغ بصوره سريعه .
وأشارت الدكتورة كلير دورانت إلى ان الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على صحة القلب، ونشاط الدماغ، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية كطرق محتملة لمنع تطور الخرف. حيث يمكن لهذه التغييرات البسيطه أن تحدث فرقا كبيرا حقا فى اعراض الخرف والزهايمر. حيث أسفر البحث في تأثير تدخلات نمط الحياة الصحي والتغذيه الصحيه على تطور الخرف عن نتائج مشجعة.
وتشير الدلائل إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات الطازجه والحبوب الكامله وقليل من اللحوم الحمراء الغير دهنيه يمكن أن يساعد في خفض مخاطر الإصابة بالخرف. وإذا بدت هذه المكونات مألوفة، فمن المحتمل أنها تندرج تحت نظام غذائي للبحر المتوسط . حيث ان النظام الغذائي المتوسطي غني بالفواكه والخضروات الطازجه والبقوليات والحبوب الكامله، مع استهلاك معتدل للأسماك الزيتية ومنتجات الألبان الخاليه الدسم، وانخفاض في استهلاك اللحوم الحمراء والسكر والدهون المشبعة.
وتأتي معظم الدهون في النظام الغذائي المتوسطي من زيت الزيتون، وعلى ان يتم تناول الكحول باعتدال مع الوجبات وايقاف التدخين و الحصول على النوم الليلى العميق . ويوفر النظام الغذائي على طراز البحر الأبيض المتوسط فوائد وافرة للقلب، وتشير الأبحاث إلى أن ما هو مفيد للقلب مفيد للدماغ كذلك. وقد يرتبط الالتزام بالنظام الغذائي بشكل أكثر صرامة بمعدلات أبطأ من انخفاض الذاكرة والتفكير وبالتالى ايقاف او تباطؤ مرض الزهايمر.
توضح جمعية ألزهايمر في دايسون انه قد تساعد المستويات العالية من مضادات الأكسدة من تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات في الحماية من بعض الأضرار التي تلحق بخلايا الدماغ المرتبطة بمرض ألزهايمر، فضلا عن زيادة مستويات البروتينات في الدماغ التي تحمي خلايا الدماغ من هذا الضرر. ووفقا للهيئة الصحية البريطانيه، يرتبط الالتهاب في الدماغ بمرض ألزهايمر على الرغم من أننا نعني في تغيرات كيميائية داخل جهاز المناعة في الدماغ، بدلا من التورم.
وهناك توضيحات بأن النظام الغذائي الصحى يخفض من علامات الالتهابات . وبالإضافة إلى الأكل الصحي، أظهرت التمارين الرياضية بعض الأمل في تعزيز دفاعات الدماغ. وعلى الرغم من أن آليات الحماية ليست واضحه تماما، إلا أن قلة النشاط البدني المنتظم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وزيادة الوزن أو السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وكلها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف. وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية ان كبار السن الذين لا يمارسون الرياضة هم أيضا أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة أو التفكير والقدرة المعرفية.
وهناك طرق لتحسين الذاكرة والوقاية من الزهايمر. فقد يكون الزهايمر سمة من سمات الشيخوخة، ويختلف فقدان الذاكرة المرتبط بالشيخوخة عن النسيان الطبيعى الذى يحدث بسبب كثرة المهام والانشغال اليومي وقلة التركيز، في بعض الأحيان يمكن أن يكون النسيان علامة على الخرف ومرض الزهايمر، لكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها للحفاظ على صحة الدماغ و لتحسين الذاكرة والوقاية من الزهايمر واهمها :
اتبع نظام غذائي صحي: وفقاً لابحات مايو كلينيك الأمريكي، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والأسماك والدهون الصحية والأعشاب والبذور توفر وظيفة الذاكرة المعززة للدماغ، كما أن العناصر الغذائية مثل مضادات الأكسدة وأحماض أوميجا 3 الدهنية تفيد نظام القلب والأوعية الدموية والدماغ.
شرب الكثير من الماء: لابد من التأكد من شرب الكثير من الماء، مما يفيد صحة الدماغ وحتى الحالات الخفيفة من الجفاف يمكن أن تتسبب في انخفاض طاقة العقل، وتخفض من الذاكرة وينصح الخبراء بشرب خمسة إلى ستة أكواب في اليوم اى تناول المياه قبل الاحساس بالعطش .
توقف عن التدخين والكحوليات: ذكرت جمعية الزهايمر الأمريكية أن هناك دليلا قويا على أن التدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف، ذلك لأن السموم الموجودة في التبغ يمكن أن تلحق الضرر بالجهاز الوعائي، والأوعية التي تحمل الدم في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، حيث يمكن أن يؤدي انخفاض تدفق الدم المرتبط بالتدخين، وضعف الأوعية الدموية والإجهاد التأكسدي والالتهاب، إلى السكتة الدماغية أو الخرف.
ممارسة الرياضة بانتظام: وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لديهم مخاطر أقل لفقدان الذاكرة والخرف، وحددت أحدث دراسة من جمعيه التغذية والأيض التطبيقي الأمريكية، أن كبار السن الذين يمارسون الرياضة باستخدام فترات قصيرة من النشاط شهدوا تحسنًا في الذاكرة بنسبة تصل إلى 30%. حيث يعزز النشاط البدني تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ وينتج هرمونات النمو التي تزيد من شبكة الأوعية الدموية.
الحفاظ على ضغط الدم الصحي: إن منع ارتفاع ضغط الدم ليس مهمًا فقط لصحة القلب بل إنه مهم أيضًا للعقل حيث وجد الباحثون أنه عندما يقوم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بتمارين الذاكرة فإن تدفق الدم لديهم إلى أجزاء الدماغ المرتبطة بالذاكرة يكون أقل من الأشخاص الذين لديهم ضغط دم طبيعي.
تمارين العقل والدماغ: إن تمرين العقل لا تقل أهمية عن ممارسة الرياضة البدنية للصحة العامة، حيث يمكنك لعب الألعاب الذهنية والألغاز وتحدي نفسك لتجربة أشياء مختلفة وتعلم مهارات جديدة حيث اوضحت كلية الطب بجامعة هارفارد ان أي تمرين لخلايا الدماغ أفضل له. والأنشطة ذات التأثير الأكبر هي تلك التي تتطلب منك العمل بما يتجاوز ما هو سهل ومريح. مثل تعلم لغة جديدة والعمل التطوعي والأنشطة الأخرى التي ترهق عقلك هي الأفضل.