د. محمد حافظ ابراهيم
تختلف اعراض القلق والاكتئاب ويمكن ان تتداخل بعض أعراض الاكتئاب والقلق مثل مشاكل النوم والتهيج وصعوبة التركيز. ولكن هناك العديد من الاختلافات الرئيسية التي تساعد على التمييز بين الاثنين وذلك كما اوضحتة هيئه الغذاء والدواء الامريكيه كلاتى:
= الاكتئاب: الاكتئاب هو مرض طبي شائع وخطير يؤثر سلبًا على شعورك وطريقة تفكيرك وكيفية تصرفك. ولحسن الحظ ، يمكن علاجها أيضًا. يتسبب الاكتئاب في الشعور بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها من قبل. يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية ويمكن أن يحفض من قدرتك على العمل في الشغل والمنزل . واعراض الاكتئاب هى :
= انخفاض الطاقة أو التعب المزمن أو الشعور بالخمول بشكل متكرر.
= صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات أو التذكر.
= ألم أو آلام أو تقلصات أو مشاكل في الجهاز الهضمي دون سبب واضح.
= تغيرات في الشهية أو الوزن.
= صعوبة في النوم أو الاستيقاظ مبكرًا أو الإفراط في النوم.
= فقدان الاهتمام أو عدم الاستمتاع بالأنشطة أو الهوايات.
= الشعور المستمر بالحزن أو القلق أو الفراغ.
= الشعور باليأس أو التشاؤم.
= الغضب أو الانفعال أو القلق.
= الشعور بالذنب أو الشعور بانعدام القيمة أو العجز.
= أفكار الموت أو الانتحار.
= محاولات انتحار.
يؤثر الاكتئاب على واحد من كل 15 بالغًا (6.7٪) في العام. وسيصاب واحد من كل ستة أشخاص (16.6٪) بالاكتئاب في وقت ما من حياته. يمكن أن يحدث الاكتئاب في أي وقت ، ولكن في المتوسط يظهر لأول مرة خلال فترة المراهقة المتأخرة حتى منتصف العشرينات. النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالاكتئاب. تظهر الدراسات أن ثلث النساء سيعانين من نوبة اكتئاب شديدة في حياتهن. هناك درجة عالية من التوريث (حوالي 40٪) عندما يعاني الأقارب من الدرجة الأولى (الآباء والأطفال والأشقاء) من الاكتئاب.
الفرق بين اسباب وعلامات الاكتئاب والحزن: تعتبر وفاة أحد الأحباء أو فقدان الوظيفة أو إنهاء العلاقة تجارب صعبة على الشخص تحملها. من الطبيعي أن تتطور مشاعر الحزن أو الحزن استجابةً لمثل هذه المواقف. غالبًا ما يصف أولئك الذين يعانون من الخسارة أنفسهم بأنهم مكتئبون.
لكن الشعور بالحزن لا يعني الإصابة بالاكتئاب. عملية الحزن طبيعية وفريدة من نوعها لكل فرد وتشترك في بعض سمات الاكتئاب نفسها. قد ينطوي كل من الحزن والاكتئاب على حزن شديد وانسحاب من الأنشطة المعتادة.
اسباب الاكتئاب والكآبة:
= الكيمياء الحيوية: قد تساهم الاختلافات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ في ظهور أعراض الاكتئاب.
= علم الوراثة: يمكن أن ينتشر الاكتئاب في العائلات. فإذا كان أحد التوأمين المتطابق مصابًا بالاكتئاب ، فإن الآخر لديه فرصة 70٪ للإصابة بالمرض في وقت ما من الحياة.
= الشخصية: يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات والذين يغمرهم التوتر بسهولة أو المتشائمون بشكل عام هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
= العوامل البيئية: قد يؤدي التعرض المستمر للعنف أو الإهمال أو سوء المعاملة أو الفقر إلى جعل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
القلق : يعد القلق والإكتئاب شعورًا طبيعيًا، يشعر الناس به عند التفكير في أمور عديدة مثل الصحة والمال والعائلة الصداقة أو الفشل وغيرها، لكن بعض الناس يشعرون به طوال الوقت، تجاه الأمور البسيطة وغير البسيطة. فالقلق هو استجابة الجسم الطبيعية للتوتر. إنه شعور بالخوف أو الترقب بشأن ما سيحدث. قد يتسبب اليوم الأول من المدرسة أو الذهاب إلى مقابلة عمل أو إلقاء خطاب في شعور معظم الناس بالخوف والتوتر. يسبب لهم هذا الشعور الدائم مشكلات في التركيز، وصعوبات في القيام بالمهام اليومية العادية، عندما يؤثر على إنتاجية الفرد يتحول حينها من شعور طبيعي إلى اضطراب. ولكن إذا كانت مشاعر القلق لديك شديدة ، واستمرت هذه الحالة وهذا الشعور إلى أيام، أسابيع وحتى أشهر، هنا قد تكون مصابًا باضطراب القلق.
فالشعور بالقلق هو رد فعل لضغط عصبي تعرض له الإنسان، يصل حينها هذا الشعور للمخ، الذي يرسل مجموعة من النواقل العصبية تنقل نبضات للجهاز السيمبثاوي، تزيد بعد ذلك ضربات القلب ومعدلات التنفس، ويتدفق الدم من كل أعضاء الجسم إلى المخ حتى ينتبه لمواجهة الضغط العصبي الحالي مسببًا الكثير من الأعراض النفسية والجسمانية ، استمرار هذه العملية يسبب مشكلات في الصحة العقلية والنفسية ما يُسمى باضطراب القلق العام.
أنواع القلق: الأنواع الرئيسية لاضطرابات القلق هي:
= اضطراب القلق العام : وهو حالة وشعور شامل من القلق المزمن والقلق والتوتر المبالغ فيه ، حتى عندما يكون هناك القليل من المسببات أو حتى لا بدون مسبب واضح أو مباشر. اضطراب القلق العام يشعر الشخص بالقلق في معظم الأيام ، ويجعله يقلق بشأن الكثير من الأشياء المختلفة.
= اضطراب الوسواس القهري: هو توتر يتميز بأنه يولد أفكار متكررة غير مرغوب فيها وسلوكيات متكررة. وغالبًا ما يتم تنفيذ السلوكيات المتكررة مثل غسل اليدين أو العد أو التحقق من أمر ما أو التنظيف على أمل منع الأفكار الوسواسية أو التخلص منها. ومع ذلك ، فإن الاستجابة لمسببات الوسواس القهري توفر راحة مؤقتة فقط .ويمكن أن يؤدي الخوف من الجراثيم والتلوث إلى غسل اليدين والملابس باستمرار.
= اضطراب الهلع: يُعاني الشخص من نوبات الهلع ، وهي مشاعر قلق شديدة ومربكة وغالبًا ما لا يمكن السيطرة عليها مصحوبة بمجموعة من الأعراض الجسدية. قد يعاني الشخص المصاب بنوبة هلع من ضيق في التنفس وألم في الصدر ودوخة وعرق مفرط. ويعتقد الأشخاص الذين يعانون من نوبة هلع أنهم مصابون بنوبة قلبية أو على وشك الموت.
= القلق الاجتماعي: يشعر الشخص بخوف شديد من الانتقاد أو الإحراج أو الإهانة ، حتى في المواقف اليومية ، مثل التحدث علنًا أو تناول الطعام في الأماكن العامة أو الحزم في العمل أو إجراء محادثة قصيرة.
= اضطراب ما بعد الصدمة : هو اضطراب قلق يمكن أن يتطور بعد التعرض لحدث أو محنة مرعبة حدث فيها أذى جسدي خطير أو تم التهديد به. مثل الكوارث الطبيعية أو الحوادث أو القتال العسكري.
= الرهاب المحدد : حيث يشعر الشخص بالخوف الشديد من شيء أو موقف معين وقد يبذل جهودًا كبيرة لتجنب ذلك ، مثل أخذ حقنة أو السفر على متن طائرة.
= اعراض القلق النفسية:
– ألشعور بالقلق ولا تعرف الاسباب.
– التردد والخوف من اتخاذ القرارات، والتفكير دائمًا في كل الاحتمالات السيئة.
– عدم القدرة على التحكم في الأفكار المضطربة والمخاوف.
– صعوبة التركيز، وعدم القدرة على الاسترخاء.
– الصداع أحد أعراض اضطراب القلق العام.
اعراض القلق الجسمانية:
– الإرهاق الدائم.
– مشكلات في النوم أشهرها الأرق الشديد.
– التعرق والارتجاف كثيرًا.
– الغثيان والقيء والإسهال أو القولون العصبي.
– آلام في الجسم، والشد العضلي.
– زيادة ضربات القلب.
– آلام مستمرة في المعدة.
– أعراض عصبية مثل: تنميل الأطراف.
ومن اضطرابات القلق: من الطبيعي أن تشعر بالقلق حيال الانتقال إلى مكان جديد أو بدء عمل جديد أو إجراء اختبار. هذا النوع من القلق مزعج ، لكنه قد يحفزك على العمل بجدية أكبر والقيام بعمل أفضل. فاضطرابات القلق هي الشكل الأكثر شيوعًا للاضطراب العاطفي ويمكن أن تصيب أي شخص في أي عمر، ووفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية ، فإن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة باضطراب القلق والقلق أمر طبيعي لكن اضطرابات القلق بحاجة لرعاية وعلاج.
= أسباب وعوامل خطر القلق: يتفق مع غيره من الأمراض العقلية والنفسية في أنه يحدث بسبب عوامل كثيرة مشتركة:
– تغيرات واختلافات في كيمياء المخ ووظائفه.
– عوامل وراثية لذلك قد يصيب أكثر من فرد داخل نفس العائلة.
– اختلافات في الشخصية في طريقة التعامل مع الضغوطات والمخاوف.
– التعرض السابق لضغوطات حياتية كبيرة، وتجارب سلبية قاسية في مرحلة الطفولة.
– يزيد الكافيين والتبغ والكحوليات من أعراضه.
= لا يمكن منع الإصابة بالقلق إذا توافرت العوامل المسببة له، لكن يمكن التحكم فى اعراضه:
– خفض تناول الكافيين الموجود في القهوة والشاي والشيكولاتة والمشروبات الغازية.
– تجنب تناول أي أعشاب مهدئة أو أدوية.
– ممارسة الرياضة يوميًا.
– اتباع نظام غذائي صحي.
– طلب الدعم والاستشارة عند حدوث ضغوطات حياتية شديدة.
– اتباع أساليب التحكم في الضغط العصبي.
= الفرق بين اعراض القلق والاكتئاب والخوف:
– يمثل الخوف استجابة عاطفية لتهديد وشيك حقيقي أو متخيلة.
– يمثل القلق استجابة عاطفية لبعض التهديدات المستقبلية المتصورة.
– تمثل اضطرابات القلق اضطرابات نفسية تشترك في سمات القلق المفرط و / أو الخوف.
– يعتمد تحديد ما يشكل القلق أو الخوف المفرط على مفاهيم الحالة وقلق السمات.
– يشير القلق إلى المشاعر الداخلية الشخصية التي يمتلكها كل شخص ولكنه يختلف عندما يشعر الناس بالقلق أو الخوف وفقًا لنفس الموقف المهدِّد أو ما شابه.
– يشير قلق الحالة إلى المدة الإجمالية لنوبات القلق المخيفة ، مثل أنه عندما يكون هناك تهديد أو يُنظر إليه على أنه وشيك ، يشعر الأفراد بالقلق أو الخوف ، وعندما يتم إزالة التهديد ، يجب أن يتبدد القلق أو الخوف.
– يعاني الأفراد المصابون باضطرابات القلق من قلق الحالة لفترات أطول بكثير مما هو متوقع في ظل الظروف العادية نظرًا لنفس المستوى من التهديد ، ويعانون من مشاعر قلق / خوف أكثر بكثير مما هو متوقع نظرًا لطبيعة التهديد الحقيقي أو المتصور، وهو أحد اعراض القلق والاكتئاب المتوقعة.
= علاج القلق والاكتئاب : قد تساعدك الإستراتيجيات في التخلص من الأعراض. وأن هذه النصائح قد لا تعمل مع الجميع ، وقد لا تعمل في كل مرة. فالهدف من إدارة الاكتئاب والقلق هو إنشاء سلسلة من خيارات العلاج التي يمكن أن تعمل جميعها معًا للمساعدة او كلما احتجت إلى استخدامها:
– افعل شيئًا يمكنك التحكم فيه ، مثل ترتيب سريرك أو إخراج القمامة إعادة تجميع الكتب بدقة أو فرز إعادة التدوير. افعل شيئًا لمنح نفسك إحساسًا بالإنجاز والقوة.
– إنشاء روتين صباحي أو مسائي أو حتى يومي فالروتين مفيد أحيانًا للأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب.
– ابذل قصارى جهدك للالتزام بجدول نوم. حيث يمكن أن يسبب قلة النوم أ مشاكل في أعراض القلب والأوعية الدموية والغدد الصماء والمناعة والعصبية.
– حاول أن تأكل شيئًا مغذيًا ، مثل تفاحة أو بعض المكسرات ، مرة واحدة على الأقل يوميًا. حاول أن تساعد في تغذية جسمك بالفواكه والخضروات الطازجه واللحوم الخالية من الدهون والحبوب الكاملة.
– اذهب في نزهة حول بيتك. تشير الأبحاث إلى أن التمارين الرياضية يمكن أن تكون علاجًا فعالًا للاكتئاب لأنها معزز طبيعي للمزاج وتطلق هرمونات الشعور بالرضا.
– افعل شيئًا تعرف أنه يجلب لك الراحة ، مثل مشاهدة فيلم مفضل أو تصفح مجلة.
– امنح نفسك الوقت للتركيز عليك وعلى الأشياء التي تحبها.
– إذا لم تغادر المنزل منذ فترة ، ففكر في القيام بشيء تجده مهدئًا مثل الحصول على تدليك.
– تواصل مع شخص تشعر بالراحة عند التحدث معه وتحدث عن كل ما تشعر به فالعلاقات القوية من أفضل الطرق لمساعدتك على الشعور بالتحسن.
