أخبارصحة

الزيادات في تلوث الهواء تزيد خطر الإصابة بمرض الخرف والزهايمر

د محمد حافظ ابراهيم

 

  اصبح ارتداء الكمامة إجراء احترازيا للوقاية من فيروس كورونا المستجد، إلا أن لهذا القناع فوائد أخرى وخصوصا بالنسبة لمن يعيش في المدن التى تعاني من ارتفاع نسبة تلوث الهواء بعادم السيارات والمداخن والاتربه . حيث كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من من جامعة ويسكونسن بالولايات المتحده عن احتمال وجود علاقة بين تلوث الهواء واحتمال الإصابة  بالخرف والزهايمر .

 

وكانت دراسات سابقة قد اوضحت عن أن التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء خاصة داخل المدن يمكن أن يكون خطيرا على الصحة العامه للانسان ويؤثر بشكل أساسي على الرئتين والقلب، ولكن الباحثين في الدراسة الجديدة قاموا ببحث آثار تلوث الهواء على الدماغ وبالتالى الزهايمر. حيث رصد الباحثون ارتباط التعرض الى الجسيمات الدقيقة PM2.5  وهو جسيم مسؤول عن المشاكل الصحية الناجمة عن تلوث الهواء وهى جزيئات صغيرة أصغر بـ 40 مرة من عرض شعرة الإنسان، بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وذلك باستخدام بيانات للسكان في مدينة سياتل الأميركية.

 

ومن خلال المقارنة بين نسب التعرض إلى التلوث في أحد الاسواق مع نسب التعرض للتلوث في المناطق السكنية الواقعة في نطاق إحدى المنتزهات، توصل الباحثون إلى وجود فرق ميكروجرام واحد تقريبا في التلوث بين هواء السوق وهو سوق الصيد الشهير بايك ستريت وهواء المناطق السكنية حول المنتزه ديسكفري بارك. وقارنت الدراسة بين متوسط التعرض للتلوث بالنسبة للأشخاص المصابين بالخرف، على مدار عقد كامل وسبق تشخيص إصابتهم بالخرف حتى تاريخ التشخيص الجديد.

 

وذكرت الدراسة أن زيادة بمقدار ميكروجرام واحد فقط لكل متر مكعب من الهواء الملوث بالجسيمات الدقيقة PM2.5  ارتبط بمخاطر الإصابة بأمراض الدماغ، لا سيما الزهايمر. وذكر الباحثون بأن العيش إلى جوار مركز تسوق او التلوث بصفه عامه يرتبط بارتفاع نسبة احتمالية الإصابة بالخرف بنحو 16 في المائة، مقارنة بالعيش إلى جوار المنتزه أو مكان غير ملوث.

 

واعتمدت الدراسة في تحليل البيانات السابقة على مدار 40 عاما، حيث أن الخرف يتطور على مدى فترة طويلة من الزمن، وقد يستغرق الأمر سنوات أو عقودا، حتى يتطور هذا المرض في الدماغ. وعلقت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتوره راشيل شافير، من جامعة ويسكونسن بالولايات المتحده على النتائج التي تم التوصل إليها قائلة إن هناك بعض الأشياء التي يمكن للأفراد القيام بها مثل ارتداء الأقنعة اى الكمامات، والتي أصبحت أكثر طبيعية الآن بسبب فيروس كورونا وينبغي أيضا فرض مزيد من الإجراءات على المستوى الدوله للتحكم في مصادر تلوث الهواء. وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن هناك حوالي 50 مليون شخص حول العالم من المصابين بالخرف والزهايمر ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ثلاث مرات بحلول العام 2050.

 

واوضح باحثون من جامعة واشنطن بان الزيادات الطفيفة في تلوث الهواء تزيد من خطر الإصابة بمرض لا دواء له حتى اليوم . وتوصلت دراسة جديدة إلى أن الزيادة الطفيفة في تلوث الهواء الناجم عن الجزيئات السامة الصغيرة تزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة كبيره. واستخدم الباحثون من جامعة واشنطن بيانات عقود من مشروعين طويلي الأمد في منطقة بوجيت ساوند، أحدهما عن عوامل خطر الخرف والآخر عن تلوث الهواء.

 

فبالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف، وجد الباحثون أن نفس الزيادة الصغيرة في تلوث الهواء زادت من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 11%. وتشير الدراسة إلى أن تحسين جودة الهواء يمكن أن يكون استراتيجية رئيسية للحد من الخرف، خاصة في الأحياء المعرضة للخطر. ومن المعروف بين الباحثين البيئيين أن تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي تتراوح من الربو إلى سرطان الرئة.

 

واهم أنواع التلوث الخطيرة بشكل خاص التى تسمى الجسيمات الدقيقة، أو PM2.5هو ما يرتبط بتلوث عوادم السيارات، ومواقع البناء، والمداخن، والحرائق، والاتربه والمصادر أخرى. وتم ربط هذا التلوث بزيادة خطر الإصابة بـ”كوفيد-19″ الشديد. وأثبتت الأبحاث أيضا وجود روابط بين تلوث بالجسيمات الدقيقة PM2.5   والخرف، وتدهور الذاكرة والقدرة على التفكير الذي غالبا ما يؤثر على كبار السن.

 

وحقق باحثو جامعة واشنطن في بيانات استمرت عقودا حول تطور الخرف وتلوث الهواء في منطقة سياتل بواشنطن. وتحقق معظم الدراسات حول مخاطر الخرف خمس سنوات من البيانات أو أقل،مما يجعل هذا البحث الجديد فريدا من نوعه في فترة زمنية طويلة. وبالنسبة لأولئك المرضى الذين تم تشخيصهم بالخرف خلال فترة الدراسة، قام الباحثون بالتحقيق في تعرضهم لتلوث الهواء باستخدام بيانات جودة الهواء. وباستخدام بيانات تفصيلية حول المكان الذي يعيش فيه المرضى، تمكن الباحثون من تحديد مقدار تلوث بالجسيمات الدقيقه PM2.5 الذي تعرضوا له، وكيف يمكن مقارنة ذلك بالمرضى الذين لم يصابوا بالخرف. وكانت النتيجة ان الزيادة طفيفة في التعرض لتلوث الهواء على المدى الطويل أدت إلى خطر كبير للإصابة بالخرف والزهايمر ومشاكل اخرى في الجهاز التنفسي تتراوح من الربو إلى سرطان الرئة.

 

وقالت الدكتور راشيل شافير، من جامعة ويسكونسن بالولايات المتحده انها جدت أن زيادة ميكروجرام واحد لكل متر مكعب من التعرض للهواء الملوث تقابل خطرا أكبر للإصابة بالخرف ومرض الزهايمر لجميع الأسباب من عادم السيارات والمصانع والاسواق ومواقع البناء والاتربه والتدخين وكذلك المداخن فى المصانع والاسواق. واوضحت منظمة الصحة العالمية وهيئه الغذاء والدواء الامريكيه ان تحسين جودة الهواء فى المدن هو الاستراتيجية ألاساسية للوقاية من الخرف والزهايمر وهو مرض لا دواء له حتى اليوم والوقايه من مشاكل الجهاز التنفسي التى تتراوح من الربو إلى سرطان الرئة