
د محمد حافظ ابراهيم
اوضح الاطباء وخبراء التغذية بأن الطماطم والجزر من المصادر الرئيسية لمضادات الأكسدة، ومن الضروري تناولهما لتعزيز صحة الجسم بشكل عام، ولكن ليس من قبل الجميع. حيث اوصى الاطباء و الخبراء في تقرير طبي بروسيا الاتحاديه بضروره استهلاك الجزر والطماطم حتى تتاح لخلايا الجسم فرصة التجدد، الأمر الذي يسهم في إبطاء عملية الشيخوخة في الجسم، ومع ذلك، فإن تلك النظرية لا تنطبق على المدخنين.
حيث أظهرت الدراسات الحديثة التي أجراها العلماء أن المواد المسرطنة الموجودة في السجائر تغير تماما بنية البيتا كاروتين الموجود في العديد من الخضروات والفواكه، منها الجزر والطماطم وتجعله خطيرا على الجسم. ولهذا الأمر ينصح خبراء التغذية بخفض تناول الطماطم والجزر قدر الإمكان من قبل الأشخاص المدخنين، وإن أمكن، يفضل حذفهما تماما من النظام الغذائي. أما بالنسبة للأشخاص غير المدخنين، فينصح الخبراء بتناول المزيد من الطماطم والجزر، لكون ذلك المركب العضوي يحتوى على البيتا كاروتين مما يساعد على تجديد شباب الجسم والحفاظ على الحيوية، ويقوي جهاز المناعة وكذلك يحمي من الشوارد الحرة.
واوضحت دراسه بريطانيه اخرى ان هناك ثمانية مكونات محددة لنظام الغذائي المتوسطي تعزز طول العمر الصحى. حيث اوضح البحث الفوائد الصحية لاتباع نظام غذائي أساسه حمية البحر الأبيض المتوسط. ويشمل النظام الغذائي على عادات الحياة الصحية التقليدية للأشخاص من البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا. وهناك العديد من الدراسات للفوائد الصحية لاتباع نظام غذائي لحمية البحر الأبيض المتوسط حيث ركزت على ثمانى مكونات محددة.
وركز الباحثون على ثلاث قرى ريفية يونانية، جُمعت البيانات منها البيانات كجزء من دراسة دولية متعددة الثقافات للعادات الغذائية. وسجل الباحثون العادات الغذائية على مدار عام واحد من 91 رجلا و91 امرأة، تبلغ أعمارهم 70 عاما وأكثر يعيشون في ثلاث قرى يونانية. ولجمع البيانات حول هذه العادات الغذائية، استخدموا استبيانا شبه كمي تم التحقق منه حول تكرار انواع محدده من الطعام. وحدد الباحثون ما إذا كان هؤلاء الأشخاص مدخنين حاليين بما في ذلك الذين توقفوا عن التدخين في غضون خمس سنوات أو غير المدخنين بما في ذلك الذين لم يدخنوا لأكثر من خمس سنوات.
ولإجراء البحث و التحليل، حُدد الباحثون استهلاك المواد الغذائية المختلفة تقريبا من حيث عدد المرات التي تم فيها استهلاك الطعام في الشهر. وراقب الباحثون مدى معقولية تسجيل المشاركين من حيث ثمانية خصائص مكونة للنظام الغذائي، وهي:
= تناول كميات كبيرة من الدهون الأحادية غير المشبعة.
= استهلاك معتدل للكحول ولم يكن هناك رجال يشربون أكثر من ثلاث أكواب من النبيذ يوميا ولا توجد نساء يشربن أكثر من كأسين من النبيذ في اليوم، حتى لا يمكن اعتبار أي شخص في الدراسة سكيرا.
= كثرة استهلاك البقوليات الكامله.
= ارتفاع استهلاك الحبوب النباتيه بما في ذلك الخبز الكامل والبطاطس.
= كثرة استهلاك الفاكهة الموسيميه.
= كثرة استهلاك الخضروات الموسيميه.
= انخفاض استهلاك اللحوم الحمراء ومنتجاتها.
= قلة استهلاك الحليب كامل الدسم ومشتقاته.
ومع تقدم الدراسة، عُثر على 34 شخصا فقط لديهم اثنين أو أقل من المكونات الثمانية المرغوبة في النظام الغذائي المتوسطى، في حين وجد أن 104 أشخاص لديهم أربعة أو أكثر من المكونات الثمانية المرغوبة. وكتب الباحثون أن هذا كان نمطا معقولا نظرا لارتباط المسنين في الريف اليوناني بنظامهم الغذائي التقليدي. ووفقا للباحثين، كان للنتيجة الإجمالية للنظام الغذائي “تأثير جوهري وهام” على البقاء على قيد الحياة.
ووجدوا أنه على أساس الخصائص الثمانية المكونة للنظام الغذائي المتوسطى التقليدي، كان هناك انخفاض كبير بنسبة 17% في معدل الوفيات الإجمالي. ولكنهم أضافوا أن النمط الغذائي العام من المكونات الثمانيه هو ألاكثر أهمية للصحة وطول العمر من المكونات الغذائية الفردية.
وتختلف حمية البحر الأبيض المتوسط الغذائيه باختلاف البلد والمنطقة، لذا فهي تحتوي على مجموعة من التعريفات. ولكن بشكل عام، تحتوي على نسبة عالية من الخضروات والفواكه والبقوليات الكامله والمكسرات والفاصوليا والحبوب والأسماك الدهنيه مثل السلمون و السردين والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون. وعادة ما تتضمن تناول كميات منخفضة من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كامله الدسم ولتعظيم فوائد النمط الغذائي المتوسطى، يجب عليك ممارسة الرياضه البدنية بانتظام.
ولكي تعيش لفترة أطول فالحمية الغذائية المتوسطيه تخفض من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب. حيث يعتقد العديد من الأفراد الذين يعيشون في منطقة البحر الأبيض المتوسط أن الطعام هو جذر الروح، لذا فليس من المفاجئ أن يكون لديهم نسبة أقل من الموت من ظروف مميتة مقارنة بغيرهم. ويكمن سرهم في طعامهم المتوسطى، ومع عدد لا يحصى من الدراسات التي تسلط الضوء على حقيقة أن النظام الغذائي الطبيعى المتوسطى هو أحد أفضل الطرق لتناول طعامك بصحة جيدة.
ويُحدد طول عمر الشخص إلى حد كبير من خلال القرارات التي يتخذها على طول الحياه. إن اختيار الحصول على المقدار الموصى به من الرياضه، والامتناع عن التدخين واختيار الأطعمة الطبيعيه المناسبة لتغذية الجسم، ستحدد جميعها المدة التي ستعيشها. ووفقا للعديد من الدراسات والأبحاث، فإن اتباع نظام غذائي متوسطي ليس فقط طريقة سهلة لتناول الطعام الصحي مع خيارات الطعام الاخرى، بل سيمنع أيضا الأمراض الرئيسية لمساعدتك على العيش لفترة أطول.
وتربط العديد من الدراسات النظام الغذائي الغني بالنباتات بانخفاض خطر الوفاة المبكرة، فضلا عن انخفاض خطر الإصابة بالسرطان ومتلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب والاكتئاب وتدهور الدماغ وترجع هذه التأثيرات إلى العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة الموجودة في الأطعمة النباتية الصحيه، والتي تشمل البوليفينول والكاروتينات والفولات وفيتامين سي. وتربط العديد من الدراسات بين الأنظمة الغذائية النباتية، والتي تحتوي على نسبة أعلى من الأطعمة النباتية بشكل طبيعي، وبين خفض مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة 12-15٪. وتشير هذه الدراسات إلى انخفاض خطر الوفاة بنسبة 29-52٪ بسبب السرطان أو أمراض القلب أو الكلى أو الأمراض المرتبطة بالهرمونات.
وارتبط الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي لمدة 12 شهرا بتغييرات مفيدة في ميكروبيوم الأمعاء ووقف فقدان التنوع البكتيري. كما ارتبط اتباع النظام الغذائي المتوسطى بانخفاض إنتاج المواد الكيميائية والشوادرالمسببة للالتهابات التي تكون ضارة والبدايه لمرض السرطان. وقال الباحثون إن النتيجة الأكثر إثارة للدهشة كانت اتساق ارتباطات علامات الميكروبيوم المعدلة بالنظام الغذائي مع العلامات البيولوجية للشيخوخة بغض النظر عن الجنسية.
واستندت الدراسة إلى تحليل معلومات تناول الطعام لأكثر من 10000 شخص بالغ في منتصف العمر في الولايات المتحدة، خضعوا للمراقبة من عام 1987 حتى عام 2016، ولم يكونوا مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية في بداية الدراسة. ثم قاموا بتصنيف أنماط تناول المشاركين من خلال نسبة الأطعمة النباتية التي يتناولونها مقابل الأطعمة الحيوانية. وأفادت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا معظم الأطعمة النباتية المتوسطيه لديهم خطر أقل بنسبة 16% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب، و التي ساعدت على زيادة طول العمر الصحى. وارتبط أعلى استهلاك للأطعمة النباتية بانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 32%.
وبعد اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، تحسنت صحة وتنوع الميكروبات النافعه بالأمعاء، ما أدى إلى منع وعلاج حالات مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والالتهابات المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية. وقالت الدكتوره ماريالورا بوناتشيو، عالمة الأوبئة في معهد الأعصاب المتوسطي اننا نواجه عملية الشيخوخة في جميع أنحاء العالم، ومن المهم بشكل خاص معرفة أنواع الأدوات والاغذيه التي لدينا اليوم لمواجهة عملية الشيخوخة حيث نعلم جميعا أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط مفيد لصحة جميع الناس وخاصا لكبار السن.