أخبارصحة

مرض التوتر المزمن وتجاربنا المريرة والعلاج بالاغذيه الطبيعيه

د محمد حافظ ابراهيم

 

اوضح فريق باحثين من جامعة “رور” الألمانية ان الجسم يبدأ بإطلاق إشارات تحذيرية على شكل أعراض حين يواجه مشاكل جسدية أو نفسية، مثل ما يحدث في حالة التوتر. فالتوتر حالة قلق تصيب الإنسان عند الخوف أو العصبية أو حين مواجهة صعوبات أسرية أو في مجال العمل أو مشاكل اقتصادية.  ورعشة العينين وآلام المعدة والتقرحات المزمنة قد تبدو أعراض مرضية عادية. لكنها علامات واضحة على ظهور التوتر المزمن عند الإنسان. فإذا انتابتك هذه الأعراض، فهناك طرق لعلاجها.

 

ويعمل جسم الإنسان بنظام متناسق معقد ويمكنه التكيف مع مختلف الأوضاع البيئية والاجتماعية التي تطرأ عليه. حيث يبدأ الجسم بإطلاق إشارات تحذيرية على شكل أعراض حين يواجه مشاكل جسدية أو نفسية، مثل ما يحدث في حالة التوتر. وتكون أغلب أنواع القلق طبيعية ولا خوف منها وتختفي بزوال أسبابها، إلا أن التوتر المزمن يأتي على شكل نوبات متكررة تصيب الإنسان عند أبسط الأشياء، مثل عدم تحمل سماع الضوضاء أو عدم القدرة على رؤية الضوء.

 

وفي حالات التوتر والقلق المزمنين، لا ينبغي تركهما دون علاج، لأنه قد يسبب مضاعفات كبيرة أو نوبات انفعال شديدة، وقد ينتهي الأمر بالإصابة بأمراض القلب أو التعرض للإصابة بأمراض نفسية حادة. وبعض الأعراض الشائعة لمرض التوتر المزمن هى:

 

= مغص وآلام في المعدة والأمعاء، وخاصة أثناء العمل: حيث ان المعدة والأمعاء الدقيقة حساسة جداً وتتجاوب بسرعة مع الانفعالات العصبية للإنسان وتبدأ بزيادة إنتاج هرمون الكورتيزول في الجسم. وحينها تبدأ الغدد الكظرية بالنضوب، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات البرولاستين في الجسم وإصابته بالحساسية المفرطة للآلام، كآلام الظهر والعضلات. ويزيد الكورتيزول أيضاً من حساسية الدماغ للآلام، الأمر الذي يرفع من وتيرة نوبات الصداع. وعلاج هذه الحالة يكون عبر تناول سليم ومنتظم للغذاء الصحى، حتى تتمكن الأمعاء الدقيقة من القيام بعملها بصورة طبيعية. ويفضل تناول البطاطس المسلوقه والمعكرونة بالدقيق الاسمر والابتعاد عن اللحوم الحمراء والسكريات البيضاء.

 

= رعشة العينين: قد يكون سبب رعشة العينين غير الطبيعي نقص في بعض المواد الغذائية كالكالسيوم والمغنيسيوم، وقد يكون سببه التوتر إذ إن الشخص المصاب بالتوتر يمسك برأسه كثيراً عند التوتر ويسبب بذلك اختلالاً في عمل عضلات الوجه بصورة عامة، ما يسبب رعشة العينين. وعلاج رعشة العينين بسبب التوتر غير ضار ولا ينصح بأي علاج طبي له، وإنما ينصح بالراحة وترك أسباب القلق و التوتر .

 

= الالتهابات الجلدية الهربس: وهي تقرحات تظهر على الأغلب في الوجه وفي الفم وهي معدية ويمكن أن تنتشر إلى مناطق أخرى ويمكن أن تتحول إلى بثور إذا أهملت. والمسبب الأساسي لهذه التقرحات هو فيروس “هربس” الذي يبقى فترة طويلة في جسم الإنسان دون أية أضرار أو أعراض، إذ يسيطر عليه جهاز المناعة في الجسم ويمنع انتشاره. لكن الإصابة بالتوتر تضعف جهاز المناعة ويبدأ فيروس “هربس” بالانتشار، خاصة في منطقة الفم. العلاج بتقويه جهاز المناعه هو الأفضل لفيروس وتقرحات “هربس” ويٌنصح بتناول مواد غذائية غنية بفيتامين “سي” والزنك.

 

= السعال المفاجئ وعدم القدرة على الكلام: وسبب ذلك رد فعل الجهاز العصبي للإنسان عند نوبات التوتر. وتوتر الرقبة والفك الأسفل قد يؤدي إلى اختلال في عمل الجسم ونوبات من السعال وحتى عدم القدرة على الكلام . ويكون العلاج عبر تناول العلكة وشرب السوائل. وينصح بالخلود إلى الراحة لإراحة عضلات الوجه.

 

واوضح فريق باحثين من جامعة “رور” الألمانية لماذا نتذكر تجاربنا المريرة بسهولة .فعندما يمر الإنسان بتجارب مريرة في حياته، فإن تلك اللحظات تصبح عالقة في ذهنه، وربما يظل قادرا على تذكرها بعد مضي مدة طويلة، في حين لا يستطيع استرجاع أمور أخرى من الماضي القريب، كانت أقل شدة، وربما مريحة للغاية. وطالما تساءل الباحثون حول السبب الذي يجعل الإنسان يتذكر اللحظات الأسوأ في حياته، بدقة أكبر، وهذا بالضبط ما حاول فريق باحثين من جامعة “رور” الألمانية.

 

حيث قام فريق الباحثين من جامعة “رور” الألمانية بإجراء مقابلات عمل غير حقيقية مع عدد من الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة، ثم سجلوا كل ما دار في تلك المقابلات. واستخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسى للدماغ ، من أجل تحليل نشاط الدماغ، عندما كان الأشخاص الذين أجروا المقابلة، يتابعون تسجيلاتهم. وأظهرت النتائج أن اللحظات المحرجة أو المقلقة خلال المقابلات، كان لها وقع ملحوظ ومماثل في الدماغ، لدى من شاركوا في الدراسة ثم تابعوا أنفسهم.

 

وأوردت الدراسة أن من شاركوا فيها وتحدثوا أمام أفراد لجنة التزموا بملامح محايدة، بينما جرى وضع المشاركين في وضعيات تصيب بالقلق. وقال الدكتور أوليفر وولف والدكتور آن بيير برور ووالدكتور نيكولاي أكسماشر، من معهد علوم الاعصاب المعرفيه ، إن الناس غالبا ما تكون لديهم صور مفصلة في الذاكرة عن المواقف المقلقة، مثل اجتياز امتحان رخصة السواقة .

 

ويقول الخبراء إن الإنسان قد يتذكر هذا الامتحان لأنه كان قلقا وتحت الضغط، في حين لن يتذكر مشيه في حديقة او الذهاب الى السينما خلال اليوم نفسه، لأنه كان مرتاحا. وتقول الدراسة إن البحوث السابقة ، كانت تعزو تذكر الإنسان للحظاته الصعبة، إلى كونها أكثر اختلافا عن غيرها، في حين لا تسعف الذاكرة على استرجاع أمور روتينية قمنا بها، لأنها مريحة وطبيعية. وإن المواقف الصعبة والمقلقة تشبه أيضا بعضها البعض، وبالتالي، يكون له وقع مماثل في الدماغ.

 

وعكف الباحثون من جامعة “رور” الألمانية على تحليل منطقة من الدماغ وهي مسؤولة عما يعرف بالتعلم الشعوري، ثم قاموا برصد ومقارنة الآثار العصبية التي حدثت في أدمغة المشاركين، عند تذكر أشياء قام بها أفراد اللجنة. وأظهرت النتيجة أن التمثلات التي تنشأ في الدماغ، من جراء مواقف مقلقة، كانت مرتبطة بشكل كبير فيما بينها، لكنها ظلت أيضا بمعزل عن رواسب تجارب أخرى.

 

واوضح فريق باحثين من جامعة “رور” الألمانية ان الكاكاو يمكنه تعزيز صحة الدماغ بعد ساعتين من تناوله.حيث قال الباحثون انها احدى الطرق لدرء تدهور الدماغ التدريجي من خلال تعزيز الوظيفة المعرفية. حيث يعد الخرف أحد أكثر الأمراض تدميرا، وهو مصطلح عام لمجموعة من الأعراض المرتبطة بالتدهور التدريجي للدماغ. وعلى الرغم من أن العلاقة بين النظام الغذائي وتدهور الدماغ معقدة، إلا أنه ثبت أن بعض العناصر الغذائية تعزز الصحة المعرفية. ومن بين أحد أكثر النتائج إثارة للدهشة هو الدور الذي تلعبه تناول الشوكولاتة الداكنة في تعزيز الوظيفة الإدراكية.


وكتب باحثون في دراسة ان هناك دليل جيد على أن فلافونويد الكاكاو يمكن أن تحسن بشكل حاد الوظيفة الإدراكية لدى البشر، ربما من خلال آليات مثل زيادة تدفق الدم في المخ. ويمكن العثور على مركبات الفلافونويد في الشوكولاتة الداكنة والكاكاو. وكان الهدف من الدراسة هو استكشاف ما إذا كانت الفوائد للذاكرة اللفظية العرضية والمزاج يمكن ملاحظتها بعد ساعتين من استهلاك قطعة شوكولاتة داكنة مقارنة بشوكولاتة بيضاء.


حيث استهلك 98 من البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، إما 35 ج، من الشوكولاتة الداكنة أو قطعة شوكولاتة بيضاء منخفضة الفلافونويد ومنخفضة السعرات الحرارية.
ووقع تقييم الذاكرة والمزاج العرضي اللفظي قبل الاستهلاك وبعد ساعتين من الاستهلاك. وقال الباحثون إن النتائج أظهرت أن الشوكولاتة الداكنة كانت مرتبطة بأداء ذاكرة لفظية أفضل عند مقارنتها بالشوكولاتة البيضاء والتى لم يكن هناك أي تأثير على الحالة المزاجية.

وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تدعم فكرة أن الأجزاء المتاحة يوميا من الشوكولاتة الداكنة يمكن أن تمنح فوائد للدماغ لدى المستهلكين الأصحاء. وأن الفلافانول يفيد وظائف الدماغ البشري. والفلافانول هو شكل من أشكال مركبات الفلافونويد، وهي مواد نباتية لها تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. ومن بين النتائج الرئيسية للمراجعة كان أن الاستهلاك طويل الأمد قد يكون مفيدا.

 

ووجدت الدراسات أنه من بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 69 عاما، فإن أولئك الذين يتناولون مكملات الكاكاو التي تحتوي على نسبة عالية من الفلافانول لمدة ثلاثة أشهر كان لديهم أداء أفضل في اختبارات الذاكرة مقارنة بأولئك الذين تناولوا مكملات الكاكاو البيضاء منخفضة الفلافانول. وكشفت الدراسات أدلة على تحسن تدفق الدم في الدماغ، ومستويات الأكسجين، ووظيفة الأعصاب كما تم قياسها عن طريق اختبارات التصوير أو اختبارات النشاط الكهربائي في الدماغ بعد تناول مشروبات الكاكاو.