أخبارصحة

علاقه الاطعمه بامراض الخرف والقلب والسرطان

د محمد حافظ ابراهيم

 

  كشفت دراسة حديثة بجامعة كابوديستريان الوطنية بأثينا فى اليونان أن تناول بعض الأطعمة تسبب بعض الالتهابات مثل المعجنات والأطعمة المقلية والمشروبات الغنية بالسكريات،وكذلك ترفع احتمالية الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر. وحسب الباحثون في جامعة كابوديستريان الوطنية ، فإن تناول الكثير من الفواكه والخضروات الطبيعيه الموسيميه والأطعمة الأخرى من الحبوب الكامله والاسماك الدهنيه لها خصائص فى علاج وتبريد الالتهابات بالجسم وتخفض من احتمالية الإصابة بالخرف والزهايمر مع التقدم في العمر .

 

وأشار الباحثون بالجامعه إلى أن الإكثار من الأغذية المسببة للالتهابات من المعجنات والأطعمة المقلية والأطعمة والمشروبات السكريه ، يجعلنا عرضة لفقدان الذاكرة وتراجع مهارات التفكير واللغة وحلّ المشكلات، بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بمن لا يتناول تلك الأطعمة. وأوضح مؤلف الدراسة الرئيسي، الدكتور نيكولاوس سكارميس، الأستاذ فى علم الاعصاب بجامعة كابوديستريان، أن النظام الغذائي يؤثر على صحة الدماغ من خلال العديد من الآليات، ويكون الالتهاب أحد هذه الآليات.

 

وفي الدراسة التي نشرت نتائجها بالجامعه قسم “علم الأعصاب”، أكمل أكثر من 1000 شخص في اليونان “بمتوسط العمر 73” استبيانا لتحديد تأثير الالتهابات ونظامهم الغذائي على قدراتهم العقلية. وعندما بدأت الدراسة لم يكن أحد مصابا بالخرف، لكن 6 في المائة أصيبوا بالمرض خلال متابعة استمرت ما يزيد قليلا عن ثلاث سنوات. وبعد تقييم نظامهم الغذائي، توصل الباحثون إلى وجود رابط بين الاغذيه المسببه للالتهابات وتراجع المهارات الفكرية، إذ أن أي زيادة بمقدار نقطة واحدة في درجة الالتهاب الغذائي، ترفع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 21 في المائة.

 

وفي المقابل، تناول الأشخاص الحاصلون على أعلى الدرجات حوالي 9 حصص من الفاكهة، و10 من الخضروات، و2 من البقوليات الكامله، و9 من القهوة أو الشاي في الأسبوع.وبيّن الدكتور نيكولاوس سكارميس أن العناصر الغذائية التي يحتويها الطعام تساهم في إمكانية حدوث التهاب، وان النظام الغذائي الذي يحتوي على المزيد من الفاكهة والخضروات هو نظام أكثر مقاومة لجميع الالتهابات. وأوصى الدكتور نيكولاوس سكارميس باتباع نظام حميه البحر الابيض المتوسط القائمه على اللحوم الخالية من الدهون والأسماك الدهنيه باوميجا 3 والحبوب الكاملة والفاكهه والخضروات الطازجة وزيت الزيتون.

 

وتشير الأبحاث إلى أن الاطعمه تحتوى على فيتامينات ومعادن التى توفر دعمًا قويًا لمكافحة شيخوخة الجسم. وخلصت الدراسات الى وجود هذه العناصر بالاطعمه الموسيميه الصحيه تساعد في منع الشيخوخة،وهى كالآتي:


= فيتامين (د): يساعدة في تقويته جهاز المناعة؛ الذي يبدأ في التدهور مع تقدمنا ​​في السن، يساعد فيتامين (د) الجسم على امتصاص الكالسيوم الذي يمكنه بناء كثافة العظام. كما أن فيتامين (د) مهم أيضًا لعملية التمثيل الغذائي للعضلات، والتي تنخفض مع تقدم العمر. وتشمل المصادر الغذائية الجيدة لفيتامين (د) الأسماك الدهنية مثل السلمون والبيض والحليب الخالى من الدسم والحبوب الكامله، ولكن قد يكون من الصعب الحصول على كميات كافية هذا الفيتامين من الاطعمه فقط، لذلك فان فكرة التعرض لاشعه الشمس هى الافضل وذلك قبل العاشره صباحا وبعد الرابعه عصرا.


= فيتامين سي: هو من مضادات الأكسدة القوية المعروفة وتوفر الدعم المناعي، حيث تقوم بتحييد الجذور الحرة المسببة للضرر في جميع أنحاء الجسم، وهي ضرورية لإنتاج الكولاجين وهو أحد البروتينات التي تحافظ على نضارة البشرة. ويمكن لفيتامين C أن يحمي من قصر التيلوميرات وهى أجزاء من الكروموسوم التى تحتوي على معلومات الحمض النووي وتصبح أقصر مع تقدم العمر. ومن الاغذيه التى تحتوى على فيتامين سى هى الليمون والقرنبيط والبابايا والفراولة والكيوي والمانجو والأناناس.


= فيتامين ك: اظهرت ابحاث مضادات الأكسدة الى ان فيتامين K هو عامل مساعد حيوي في تنشيط العديد من البروتينات التي تعمل ضد المتلازمات المرتبطة بالعمر. واضافوا أن من بين فوائد فيتامين  K  المساعدة في منع تصلب الشرايين وأمراض القلب وتحسين الوظيفة الإدراكية وزيادة حساسية الأنسولين ومحاربة السرطان. وتشمل المصادر الجيدة لفيتامين K الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة مثل الكرنب والسبانخ والبروكلي وبعض الفواكه مثل الأفوكادو والكيوي والتوت والعليق والعنب والمكسرات مثل الكاجو والفستق والصنوبر.


= فيتامين (أ): يعد فيتامين (أ) أساس الريتينويد وهوالمعيار الذهبي للعناية بالبشرة المضادة للشيخوخة، وتزيد من تجدد خلايا الجلد الصحيه وتنعيم الخطوط الدقيقة والتجاعيد عن طريق تحفيز إنتاج الكولاجين. لكن فوائد الفيتامين لا تقتصر على الجلد العميق فقط ولكن تعتبر مهمًه للوظيفة الإدراكية بما في ذلك أجزاء العين والدماغ المخصصة للذاكرة والتعلم. يتوفر فيتامين أ في العديد من الفواكه والخضروات بما في ذلك الجزر واليقطين والبطاطا الحلوة والسبانخ واللفت والطماطم من السهل اكتشاف الأطعمة الغنية بفيتامين أ بفضل الكاروتين فغالبًا ما تكون الأطعمة الغنية بفيتامين أ برتقالية مثل الجزر والمانجو .


= فيتامينE: تشير الدراسات إلى أن فيتامين (E) أحد مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الخلايا من الإجهاد التأكسدي والتلف. ويلعب دورًا هاما في الشيخوخة الصحية. وله فوائد بحماية الأعصاب مما يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ والعقل. وتشمل المصادر الجيدة لفيتامين E الأفوكادو والسبانخ والزيوت النباتية والمكسرات والبذور.

 

= الخضروات المخمرة: اثبتت الأبحاث أن التنوع الميكروبي هو عامل رئيسي في طول العمر والشيخوخة الصحية، وهنا يأتي دور الخضروات المخمرة. وأبرزت النتائج أن تلك الأطعمة المخمرة قد تغير تكوين تريليونات البكتيريا الموجودة في الأمعاء. وهذا يحمل وعدا كبيرا لأولئك الذين يسعون إلى إطالة عمرهم الصحى، حيث ثبت أن هذه الميكروبيوتك تزيد من العمر الصحى ومن اهم هذه الخضروات الكرنب والبروكلى واللفت والخص والخيار والجرجير.

 

= جذور الشمندر: تساعد جذور البنجر فى النظامك الغذائي في تعزيز طول العمر، وإنقاص الوزن و الوقاية من الأمراض المزمنة، مثل السكرى والسرطان. حيث يمتلك الشمندر فيتامينات غذائيه وفيره ويُعرف البنجر باسم اللفت الدموي، وهو مصدر ممتاز للألياف وفيتامين C والمغنيسيوم وحمض الفوليك. ويندرج الشمندر ضمن فئة الغذاء الصحى للخضروات الجذرية، والتي تظهر بانتظام في النظم الغذائية بارتفاع متوسط ​​العمر المتوقع الى فوق المتوسط. ووفقا للدكتورة سارة بروير،والدكتوره جولييت كيلو، فإن تناول جذر البنجر يمكن أن يطيل العمرالصحى .

 

= الخضروات الورقية: الخضروات مثل البروكلي واللفت تحتوى على العناصر الغذائية التى تساعد في الحماية من أمراض القلب والسرطان. وتعد الخضروات الورقية غنية بمركبات فريدة تسمى الجلوكوزينات، والتي تتحلل لتشكل مركبات قاتلة للسرطان، حيث بها الفلافونويد والكاروتينات المضادة للسرطان. كما أن الخضروات الورقية الخضراء غنية بالبيتا كاروتين. وترتبط الخضروات الورقية بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والسكري والعديد من أنواع السرطان. وأفادت دراسة جديدة أجراها علماء أمريكيون أن تناول الخضروات الورقية الداكنة مثل اللفت والسبانخ والسلق، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الحمض النووي يمكنها من عكس الشيخوخة الى الشباب لمدة تصل إلى عامين.ووجد الباحثون أن العمليات البيولوجية المرتبطة بالعمر تتباطأ بسبب النظم الغذائية الغنية بالخضروات الورقية الخضراء. وهذه الأنواع من الخضروات غنية بفيتامين B ، بالإضافة إلى حمض اللوتين والزياكسانثين والكاروتينات التي تحمي العينين والدماغ وتحافظ على صحتهم حتى في سن الشيخوخة.