أخبارصحة

فوائد وعدد ساعات النوم المبكر لصحة الدماغ وأضرار السهر

د محمد حافظ ابراهيم

 

   هناك سؤال يشغل الباحثين منذ عقود لماذا ننام . ورغم أن الجواب البسيط على السؤال قد يكون ننام لنرتاح ، الا ان باحثون أمريكيون توصلوا إلى نتيجة أخرى وهي أننا “ننام لننسى“. . فالنوم ليس فقط لاستعادة طاقة الجسم بل للنسيان، بحسب دراسة أمريكية. حيث يعتقد كثيرون أن فائدة النوم تكمن في إعادة طاقة الجسم و”شحن بطارية” الإنسان فقط. لكن دراسة قام بها باحثون في جامعة ويسكونسن ماديسون ألامريكية توصلت إلى نتيجة مفادها ان النوم ليس لاعاده طاقه الجسم ولكن للنسيان.

 

وبحسب الدراسة، التي أجراها علماء أحياء في جامعة “ويسكونسن ماديسون” الأمريكية ، فإن “البشر والحيوانات ينامون لينسوا”. فعندما يقوم الإنسان بأي نشاط من تفكير أو حركة، وفقاً للدراسة، يتم بناء نقاط تشابك عصبي جديدة في الدماغ وظيفتها ربط المعلومات وتخزين الذكريات. وتوصل الباحثون إلى أنه هذه التشابكات تنقطع جزئيا اثناء النوم ، ما يساهم في ضياع الذكريات والمعلومات غير المهمة والتي لم يعد الإنسان بحاجة إليها.

 

وفي تجربة على أدمغة الفئران، أثبت العلماء أن التشابكات العصبية تتقلص أثناء النوم، مشيرين إلى أن ذلك قد يكون سبب انخفاض الموجات الكهربائية من الدماغ أثناء النوم. من جهه اخرى، توصل الباحث في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، الدكتور جراهام ديرينج، إلى أن بروتيناً عصبيا محدداً في المشابك العصبية هو المسؤول عن نسيان المعلومات خلال النوم، وأن النوم يساعد في بناء هذا البروتين.

ويؤدي هذا البروتين، بحسب الدكتور جراهام ديرينج ، إلى نسيان ما هو غير مهم. وفي تجربة على الفئران، ظلت الفئران التي تم فيها منع بناء هذا البروتين خائفة وقلقة لأنها لم تستطع نسيان ما عانته، بحسب الدراسة. لكن من ناحية أخرى، كانت الفئران التي نامت تشعر بالفضول حيال المواقف الجديدة . لكن الباحثين يتفقون على أنه لا يتم تغيير جميع نقاط التشابك العصبى اثناء النوم ، فهذا يؤثر على نحو خُمسها فقط، وبذلك يتم الاحتفاظ بالذكريات والمعلومات المهمة الاخرى أثناء النوم.

 

واوضح الدكتور براندن لوسي رئيس قسم مركز طب النوم في سانت لويس التابع لجامعة واشنطن ان هناك عدد لساعات النوم التي يجب الالتزام بها كل ليلة للحفاظ على صحة الدماغ. حيث يؤخّر البالغون الذين ينامون بشكل “ملائم” بين 6 و8 ساعات جيّدة يوميًّا، عدم تراجع الإدراك المعرفي لديهم، ويحافظون على أدمغتهم متيقّظة،

 

وجاء في البحث الصادر عن الدكتور براندن لوسي، أنّ دراستنا تقترح أنّ هناك نطاق وسطي، أو “وضعيّة مريحة” لإجمالي وقت النوم، حيث كان أداء الإدراك المعرفي مستقرًا بمرور الوقت. حيث رصدت الدراسة أنماط النوم لـ100 بالغ، متقدمين في العمر، شُخّصوا بأنهم يُعانون من تراجع في الإدراك المعرفي، وأنّ لديهم دلائل على الإصابة بالزهايمر مبكرا، وتوصّلت إلى أنّ من نام من 6 إلى 8 ساعات حافظ على نشاط دماغه.

 

وإذا قام الفرد بالنوم لأقل من خمس ساعات ونصف الساعة، فإنّ أداء إدراكه المعرفي سيتراجع حتى بعد فحص كل العوامل المتعلّقة بالعمر، والجنس، ومرض الألزهايمر. وينسحب هذا الأمر أيضًا على مجموعة أخرى من الناس الذين يتخطون معدل الـ7 ساعات ونصف الساعة من النوم. وقال المؤلف المشارك، الدكتور دافيد هولتزمان، المدير العلمي لمركز الأمل لاضطرابات الأمراض العصبية في كلية الطب التابعة لجامعة واشنطن انه ليس فقط من ينامون عددًا قليلًا من الساعات، ولكن من ينامون عدد ساعات أطول أيضًا، يعانون من تراجع في الإدراك المعرفي.

 

ويحتاج البالغون إلى سبع ساعات من النوم في الحد الأدنى، فيما يحتاج طالب المدرسة بين 9 و12 ساعة نوم يوميًا، بينما يحتاج المراهقون بين 8 و10 ساعات، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. ويعاني المتقدّمون في السن من ساعات نوم تقلّ عن سبع ساعات، نتيجة أمراضهم المزمنة وتناول الأدوية التي قد تتسبّب بإيقاظهم.

 

لكن الحصول على نوم جيد لا يقتصر فقط على عدد الساعات. فالوضعية المريحة للنوم هي عندما تنام مراحل النوم الأربع على نحو متواصل. حيث تستغرق مدة كلّ منها نحو 90 دقيقة. ويحتاج غالبية الناس بين 7 و8 ساعات من النوم غير المتقطّع نسبيًا، لتحقيق هذا الهدف. ففي المرحلتين الأولى والثانية، يبدأ الجسم بتخفيف إيقاعه فتنخفض دقّات القلب وتتراجع عمليّة التنفس، وتتدنّى درجة حرارة الجسم، وتتوقّف حركات العين. وهكذا يستعد الجسم للمرحلة التاليه المعروفة بالنوم العميق، أو نوم الموجة البطيئة، أو نوم الدلتا. وفي هذه المرحلة يعالج الدماغ الجسم المنهك نهارًا، ويعمل الأخير على ترميم نفسه على مستوى الخلايا. وتلي هذه المرحلة، فترة نوم حركة العين السريعة التي نحلم فيها، وتترسّخ فيها المعلومات والتجارب، وتخزّن في الذاكرة. وأظهرت الدراسة أنّ عدم الاستمرار في النوم حتى انتهاء هذه المرحلة قد يؤدّي إلى ضعف في الذاكرة والوظيفة الإدراكية، كما قد يتسبّب بأمراض قلبية وأخرى مزمنة، وحتى بالوفاة المبكرة.

 

ويؤثّر نقص النوم المزمن، على القدرة على التركيز، وتعلّم أشياء جديدة، وحلّ المشاكل، وأخذ القرارات. وللأسف، مع تقدم العمر يبدأ الناس بالمعاناة من صعوبة في النوم، أو من نوم متقطّع، ما قد يكون له أبعد الأثر على النوم العميق وعمل الدماغ.وقد بيّنت الدراسة أنّ الأشخاص المسنّين الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليلة، لديهم كمية أكبر من الحمض الأميني ببتيد بيتا في دماغهم ممّن ينامون بين 7 و8 ساعات، وهذا مؤشر على الإصابة بمرض الزهايمر.

 

اذا كيف نحسّن من النوم العميق. حيث يتمثل الخبر الجيد بأنه في إمكان الفرد تمرين دماغه على تحقيق نوم عميق أفضل، من خلال إعطاء الجسم وقتًا أطول للبقاء في مرحلتي نوم حركة العين السريعة والنوم العميق. وافضل نصائح للنوم العميق هى :

= النوم والاستيقاظ بوقت محدّد يوميًا، وخلال عطلات نهاية الأسبوع.

= تهيئة بيئة محفزة على النوم واتباع روتين يبعث على الاسترخاء قبل النوم، مثل ممارسة رياضة اليوغا، أو أخذ حمام دافئ، وقراءة كتاب جيد، وسط إنارة خفيفة.

= تذكرّ أنّ غرف النوم مخصّصة للنوم. وكل الأجهزة الإلكترونية، والتلفزيون، والحاسوب مكانها خارج باب الغرفة.

= تجنّب تناول المأكولات الدسمة وكذلك الكحول قبل النوم، حتى لا تتسبّب لك بتعب معوي يوقظك وسط الحلم.

 

وهناك فوائد للنوم المبكر وأضرار السهر. وان فوائد النوم المبكر واضرار السهر عديدة وقد تكون مضرة بالصحه. حيث تؤثر قلة النوم على صحتك  وهناك فوائد النوم المبكر. وأضرار السهر هى:

= ارتفاع نسبة السكر في الدم: أن من يعانون من قلة النوم يعانون من ارتفاع سكر الدم  والشعور ببعض الأعراض المزعجة مثل الصداع والتعب وأمراض القلب والأوعية الدموية وتليف الكلى.

 

= الإفراط في تناول الطعام: أن السهر لوقت متأخر يجعلك تأكل أكثر واشتهائك للأطعمة مرتفعة في نسبة السكريات والتي تحتوي على الكثير من الدهون، مما يؤدي إلى تدهور حالتك الصحية.

 

= امراض القلب: أن قلة النوم تلحق الضرر بصحة قلبك وتعرضك للإصابة بنزلات البرد وتؤثر قله  النوم على جهاز المناعه ؛ لأن النوم مسؤول عن محاربة الالتهابات والعدوى.

 

= خطر الاكتئاب: أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب. واكد ذلك المشاركين الذين ظلوا مستيقظين لوقت متأخر ولديهم مرض السكري.

 

= النسيان و التوتر:   يؤدي السهر لساعات طويلة والحرمان من النوم إلى نتائج عكسية وكثرة النسيان ويؤثر سلباً على أداء عقلك. و يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى  شعورك بالتوتر .

 

وأهم فوائد النوم، والمدعومة بأدلة علمية قوية بناء على احدث الابحاث هى:

 

= يخفض من مخاطر الإصابة بالأمراض والالتهابات:  النوم أقل من ست أو سبع ساعات في الليلة يضاعف من خطر الإصابة بالسرطان

 

= صحة القلب: للنوم فائدة كبرى، فهو يحافظ على صحة القلب؛ لأنه يخفض ضغط الدم، ونظراً لأن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، فقد يؤدي النوم إلى تحسين نوعية حياتك أو حتى إنقاذها من السكته الدماغيه.

 

= يحسن الذاكرة: قله النوم بين كل من 7 من كل 10 طلاب جامعيين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، أثبتت ان النوم وسيلة مساعدة ممتازة للذاكرة. كشفت الدراسات الإنسانية أن النوم من 7-8 ساعات، له تأثير إيجابي على التعلم والذاكرة.

 

= التحكم في الوزن: ان  النوم غير الكافي يؤثر على إفراز الكورتيزول وهوهرمون ينظم الشهية وقدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم. هذا يعني أنه إذا كنت محروماً من النوم، فسيزداد خطر زياده الوزن او الإصابة بأمراض مثل مرض السكري من النوع 2.