أخبارفن

كيف سيعيش الإنسان حياة نشطة خالية من الأمراض حتى المائه

د. محمد حافظ ابراهيم

 

أصبح البشر فى هذا القرن يعيشون لمدة أطول، ذلك فى خلال العقود الأخيرة، وبفضل تحسن الرعاية الصحية وتوافر الغذاء، حيث يرجح علماء أن يتزايد عدد الأشخاص المعمرين مستقبلا. وبحسب دراسه هيئه الصحه البريطانية، فإن عدد الأشخاص الذين يتجاوزون عامهم ال 110 سيرتفع بشكل ملحوظ، مستقبلا. واعتمدت الدراسات على بيانات سكانية واسعة، من أجل ترجيح ما ستصبح عليه أعمار البشر قبل سنة 2100.

 

وما زالت الفرنسية جين كالمينت، أطول معمرة في التاريخ، بعدما عاشت 122 سنة و164 يوما، وتوفيت سنة 1997. أما أكبر معمرة لا تزال على قيد الحياة حتى اليوم فهي اليابانية كاني تاناكا التي تبلغ من العمر 118 سنة. وقام علماء رياضيون من جامعه واشنطن الامريكيه ، بدراسة توقعات الأعمار، خلال العقود المقبلة من القرن الحادي والعشرين. حيث تشير الأرقام إلى وجود نصف مليون شخص في العالم يتجاوز عمرهم القرن، فى خلال الوقت الراهن، إلا أن هناك أقل من 600 شخص تخطوا 110 أعوام.

 

لكن مع تحسن ظروف الحياة الصحيه الغذائيه والرعايه الصحيه فى كثير من دول العالم، فإن عدد من يعيشون 110 سنوات سيزيد بشكل ملحوظ خلال القرن الحالي. ويقول خبراء وهيئه الصحه البريطانية إن صناع القرار في حاجة إلى أخذ الأمر بالحسبان، على اعتبار أن كبار السن يحتاجون إلى رعاية اجتماعية أكبر، أي أنهم يستوجبون مزيدا من الإنفاق الحكومي.

 

أما أقصى عمر يمكن أن نسجله، فهناك احتمال بنسبة 99 بالمائة أن نبلغ 124 سنة، إلى جانب احتمال من 68 في المائة لأن يصل البشر إلى 127 سنة. أما احتمال أن يكون هناك إنسان في عمر 130، فيبلغ 13 في المائة فقط، لكنه يظل أمرا واردا.

 

ومن الممكن للناس أن يعيشوا حياة نشطة خالية من الأمراض حتى سن 100. حيث كشف خبير في الخلايا الجذعية كيف أن تسخير قوة ترسانة الجسم من الخلايا الجذعية يمكن أن يؤدي إلى تمتع الأشخاص بأنماط حياة نشطة وصحية حتى عمر ال 100 عام. حيث اوضح الدكتور كريستيان درابو، الرئيس التنفيذي لهيئه كاليجين لمكملات الخلايا الجذعية، إنه في حين أن الكثير من التركيز خلال السنوات الأخيرة كان على الخلايا الجذعية الجنينية الجديدة، فإن نظيراتها البالغة لديها “إمكانات تجديد هائلة” وكان ممكن حقن هذه الخلايا فى الجسم، ولكنها موجودة بالفعل بالملايين داخل الجسم.

 

وقال إن إطلاقها من داخل الجسم وهي عملية تسمى تعبئة الخلايا الجذعية الذاتية تساعد الجسم على تجدد الخلايا ويمكن أن تضيف عقودا إلى عمر بعض الناس. وأوضح أنه إذا كان الشخص السليم والصحي يضمن أنه يبذل كل ما في وسعه باستمرار من خلال التمارين والنظام الغذائي الصحى والعقلية النشطه لدعم إطلاق الخلايا الجذعية الخاصة به، فإنه “سيختبر بالتأكيد نوعية حياة صحيه أعلى.

 

وأضاف انه بغض النظر عما يتم فعله، فبعد عمر الثلاثين، نشهد جميعا انخفاضا كبيرا في عدد الخلايا الجذعية المنتشرة، لذلك يمكننا جميعا، عاجلا أم آجلا، الاستفادة من تحفيز إطلاق الخلايا الجذعية الخاصة بنا. وقال إنه بمرور الوقت، يمكن للخلايا الجذعيه الخاصه بنا، وهي وظيفة طبيعية لنخاع العظام، أن تمنع تطور الحالات الصحية الخطيرة مما يسمح للناس بالعيش حياة نشطة وصحية في التسعينيات من العمر وحتى ما يصل إلى 100 عام.

 

واوضح ان ابحاثه كانت تركز على فحص الآليات التي تعمل كمحركات للخلايا الجذعية. وتلك التي تحفز أو تدعم الإطلاق الطبيعي للخلايا الجذعية، مما يؤدي إلى زيادة عدد الخلايا الجذعية المنتشرة. ففي كل يوم من حياتنا نفقد الخلايا وفي كل يوم من حياتنا يتم استبدال خلايانا وهذا هو الدور الطبيعي للخلايا الجذعية في الجسم. فإذا كان بإمكانك إطلاق الخلايا الجذعية يوميا لمساعدة أنسجتك على الإصلاح والتجديد، فستبقى بصحة جيدة.

 

وهكذا على مدار حياة الانسان، يمكن منع تطور العديد من الأمراض المسماة بالأمراض المزمنه المرتبطة بالعمر. لذا فإن التأثير على المجتمع للاستفادة من قوة الخلايا الجذعية الخاصة بنا بهذه الطريقة ضخم. ومن خلال دعم إطلاق الخلايا الجذعية الخاصة بنا كل يوم، نمنح أنفسنا الفرصة للحفاظ على جودة حياتنا.

 

وأوضح الدكتور كريستيان درابو إن فهم الوظيفة التي تقوم الخلايا بشكل طبيعي ودعمها والاستفادة من إمكانات الخلايا الجذعية الخاصة بنا هو مفتاح البقاء في صحة جيدة. حيث غالبا ما أستخدم مثال صعود السلالم. ففى قبل عقد من الزمن كنا نصعد السلالم ثلاث درجات في كل مرة. وقبل خمس سنوات كانت خطوتان في كل مرة. ومنذ عامين كانت خطوة واحدة في كل مرة. ومنذ عام مضى كان الأمر بطيئا واحدا تلو الآخر. وقبل ستة أشهر، كان الأمر بطيئا واحدا تلو الآخر وتوقفنا عند المنتصف لالتقاط أنفاسنا. ثم في أحد الأيام أصابتنا نوبة قلبية ولا نستطيع صعود أي درج.

 

وأضاف الدكتور كريستيان درابو اى انه لم تبدأ المشكلة في ذلك اليوم الاخير . ولكن مرضنا بالقلب اوضح المشكلة التى بدأت في اليوم الاخير. وكل شيء هو تطور بطيء حتى اليوم الذي تبدأ فيه المشكلة في التأثير على حياتنا ثم نبدأ في ملاحظة ذلك. وبالطريقة نفسها، تستغرق معظم المشاكل وقتا طويلا لتتطور.

 

لذلك إذا تمكنا من زيادة عدد الخلايا الجذعية المنتشرة كل يوم بالرياضه والغذاء الصحى والنوم الليلى وعدم التدخين او شرب الكحوليات او المخدرات ، فيمكننا مساعدة الجسم في عمليته الطبيعية لإصلاح الأنسجة قبل ظهور المشاكل ويمكننا أن نحافظ على صحتنا من خلال منح الجسم هذه الميزة. وبالنسبة لأي شخص يتمتع بصحة جيدة ويريد البقاء على هذا النحو، فإن تحفيز إطلاق الخلايا الجذعية الخاصة بنا ووضع المزيد منها في الدورة الدموية أمر أساسي.