أخبارصحة

تجنب خطر تراكم الشحوم على القلب

د محمد حافظ ابراهيم

 

  بعض الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يفترض أنهم هم فقط، يجب أن يقلقوا بشأن تأثير تراكم الشحوم على القلب، ولكن الحقيقة هي أن الأشخاص النحيفين قد يعانون أيضاً من هذه الحالة التي قد تهدد حياتهم في بعض الأحيان. حيث تزيد الدهون الزائدة والتي تتكون في غشاء التامور الشبيه بالجيب المحيط بالقلب من خطر الإصابة بفشل القلب، وعند النساء أكثر منها عند الرجال، بغض النظر عن وزن الشخص، وفقاً لبحث جديد بالكلية الأمريكية لأمراض القلب.

 

وقال مؤلف الدراسة الدكتور ساتيش كنشايا، الأستاذ المشارك في الطب وأمراض القلب في كلية إيكان للطب في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك  كل الاطباء يعلموا أن السمنة تضاعف من خطر الإصابة بفشل القلب، ولكننا وجدنا أن زيادة الدهون في التأمور تزيد من هذا الخطر، بالإضافة إلى مخاطر الإصابة بقصور القلب المرتبطة بمؤشرات السمنة المعروفة، مثل مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر. حيث اوضح الدكتور جريج سي فونارو، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة كاليفورنيا، ان هذه النتائج تسلط الضوء على أن الأنسجة الدهنية حول القلب قد تكون خطيرة بشكل خاص على صحة القلب مباشرا .

 

وذكرت الدراسة أن النحافة لا تعني صحة القلب فالحصول على وزن صحي للجسم لا يحمي بالضرورة الناس من تراكم الدهون حول القلب أو الضرر المرتبط به. حيث ضمت الدراسة 6،785 مشاركاً، موزعين بالتساوي تقريباً بين النساء والرجال. وعانى المشاركون الذين يتمتعون بالنحافة والذين حددتهم الدراسة على أنهم يمتلكون مؤشر كتلة جسم أقل من 25، 10%، من كمية عالية من دهون التأمور.وقفز هذا الرقم إلى نسبة 29% للأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن، أي أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم بين 25 وأقل من 30، ونسبة 55% للمجموعة المصنفة بالسمنة، أو المشاركين الذين لديهم مؤشر كتلة جسم يساوي أو يزيد عن 30.

 

ووجدت الدراسة أنه بغض النظر عن وزن الجسم، فكلما زادت كمية الدهون الموجودة في التأمور، زاد خطر الإصابة بفشل القلب. وقال الدكتور ساتيش كنشايا انه لا يقتصر الأمر على الكمية الإجمالية للدهون في الجسم، بل الدهون المركزة والمخزنة حول القلب المرتبطه بفشل القلب. واوضحت الدكتوره كريستين سميث، اختصاصية تغذية مسجلة ومنسقة برنامج جراحة السمنة في بيدمونت للرعاية الصحية في أتلانتا ان هناك الكثير لتقييم الصحة أكثر من معرفة وزن الجسم. وأضافت قد يكون لدى أي فرد مؤشر كتلة جسم طبيعي وفي الوقت ذاته لديه دهون مخزنة في أماكن في الجسم قد تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة وفشل القلب.

 

وأشارت الدكتوره جولي ستيفانسكي، اختصاصية تغذية بأكاديمية التغذية إلى أن هذه الدراسة هي مثال جيد عن سبب حاجة مقدمي الرعاية الصحية إلى التركيز على الحديث عن السلوكيات الصحية، وليس فقط وزن الجسم فقط.ويقول الخبراء إن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام هما أمران أساسيان لإدارة الدهون الزائدة في التأمور وخفض فرص إصابتك بالقلب المتشحّم ويمكن أن تساعد هذه العادات في منعها من التطور في المقام الأول.

 

وأوضحت الدكتوره كريستين سميث وهى أيضاً المتحدث باسم أكاديمية التغذية ان من المهم اتباع نظام غذائي صحي للقلب يركز على تناول الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة الغنية بالألياف، والمأكولات البحرية، والمكسرات، والبقوليات والبذور، بالإضافة إلى تناول عدد قليل من الوجبات الخالية من اللحوم أسبوعياً، ودمج المأكولات البحرية الغنية بأوميجا 3 في وجبتين على الأقل أسبوعياً. حيث تخفض التمارين الرياضية من إجمالي كمية الدهون في الجسم، بما في ذلك كمية الدهون حول القلب.

 

وأشار الدكتور ساتيش كنشايا إلى أن المقدار الكافي من الحركة يمكن أن يشمل المشي السريع لمدة تتراوح بين 30 دقيقة و45 دقيقة يومياً/ أو السير 10،000 خطوة يومياً لأكبر عدد ممكن من أيام الأسبوع . وتوصي إرشادات النشاط البدني الحالية الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية بالحصول على 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً من الأنشطة الهوائية معتدلة الشدة، مثل المشي السريع أو الرقص، أو ممارسة 75 دقيقة من الأنشطة الهوائية القوية مثل الركض، أو ركوب الدراجات.

 

 وأظهرت الأبحاث أن فقدان الوزن قد يقلل الدهون في التأمور، وقد تساعد هذه التخفيضات في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة، والذين يجدون صعوبة في إنقاص الوزن من خلال تغيير النظام الغذائي وممارسة الرياضة، قد تساعد جراحة إنقاص الوزن على خفض الدهون الكلية في الجسم وكذلك الدهون التأمور، وفقاً الدكتور ساتيش كنشايا.

 

ويصاب الناس بالقلب المتشحّم عندما يتمدد قلب الإنسان ليملأ حجراته بالدم وينقبض ليضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم. حيث أوضح الدكتور ساتيش كنشايا أن دهون التأمور قد تنتشر في خلايا عضلة القلب، وتلك التي تنقبض وتضغط على الدم أو تدخل الدهون بين هذه الخلايا، وتسبب تصلّب القلب واختلال المضخة. وأضاف الدكتور ساتيش كنشايا أن دهون التأمور مرتبطة أيضاً باللويحات اى الرواسب الدهنية في الشرايين التاجية، مما قد يؤدي إلى نوبات قلبية، وبالتالي إلى قصور القلب.

 

ووجدت الدراسة أن دهون التأمور بشكل مستقل تزيد من خطر الإصابة بفشل القلب لدى النساء والرجال. وقال الدكتور جريج سي فونارو، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة كاليفورنيا ان الأهم من ذلك أن الدراسة تظهر أنه حتى لو تم حساب إجمالي دهون الجسم والسكري وعوامل أخرى لخطر الإصابة بفشل القلب، فلا يزال هناك خطر متزايد مرتبط بزيادة دهون التأمور.وان النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بفشل القلب. حيث تميل النساء إلى أن يكون لديهن دهون غشاء أقل من الرجال. ولكن النساء أكثر عرضة للإصابة بفشل القلب بسبب دهون التأمور مقارنة بالرجال فالإصابة بقصور القلب بنسبة 44% لدى النساء و13% لدى الرجال، وفقاً لما وجده الباحثون.

 

أما النساء اللواتي لديهن كميات كبيرة من دهون التأمور، فيتعرضون لخطر الإصابة بقصور القلب بنسبة مضاعفة، بينما أن الرجال لديهم مخاطر أعلى بنسبة 50%.. وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من كمية عالية من الدهون، فمن المهم أن يقوموا بإجراء الفحوصات للأعراض التالية: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، ومستوى الكوليسترول غير الطبيعي، وأي دليل على النوبات القلبية أو أمراض القلب التاجية.

 

وأضاف الدكتور جريج سي فونارو أن الحفاظ على ضغط الدم بالقرب من المعدل الطبيعي هو أمر فعال للغاية في الحد من مخاطر الإصابة بقصور القلب. ويُعد التحكم في نسبة السكر في الدم، وكذلك الحفاظ على مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية الطبيعية، أمراً أساسياً أيضاً، كما يُعد تجنب استخدام التبغ أمراً مهماً. و أن تناول الطعام بشكل صحى والحفاظ على اللياقه، والوزنك الصحي، وتعديل عوامل الخطر عند وجودها، يمكن أن يمنع تراكم الدهون الزائدة حول القلب.