أخبارصحة

تأثير النوم والاستيقاظ على الإصابة بالاكتئاب

د محمد حافظ ابراهيم

 

كشفت دراسة جديده على أن الاستيقاظ باكراً يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب. وتقدم الدراسة بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن حول تأثير وقت النوم والاستيقاظ على احتمال الإصابة بالاكتئاب. فالنوم والاستيقاظ المبكر يخفض من خطر الإصابة بالاكتئاب. حيث اتضح ان الاستيقاظ ساعة واحدة فقط مبكرا عن المعتاد يخفض من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 23%، هذا ما توصلت إليه دراسة حديثة صادرة عن الجمعية الطبية الأمريكية.


وبحسب الدراسة التي أجراها باحثون في كل من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كولورادو بولدر، وشارك فيها 840 ألف شخص، تقدم بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن حول تأثير وقت النوم والاستيقاظ على احتمال الإصابة بالاكتئاب. حيث قالت كبيرة الباحثين الدكتوره سيلين فيتر، وهي أستاذة في علم وظائف الأعضاء في جامعة كولورادو بولدر انه ثبت سابقاً أن هناك علاقة بين توقيت النوم والمزاج  لكننا حديثا أن توقيت النوم قبل ساعة واحدة من المعتاد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب بشكل كبير.


وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الأشخاص الذين يسهرون ويستيقظون في وقت متأخر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالذين يستيقظون باكراً، بغض النظر عن مدة نومهم. فهناك دراسة مفصلة شملت 32000 ممرضة وممرضاً، أظهرت أن الذين كانوا يستيقظون باكراً، على مدار أربع سنوات، كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 27 في المائة.

لكن وللحصول على فكرة أوضح حول مدى تأثير النوم والاستيقاظ مبكراً على الحالة النفسية، لجأ الباحثون إلى دراسة جينات 840 ألف شخص. فمن المعروف أن أكثر من 340 متغيراً جينياً شائعاً، بما فيها المتغيرات فيما يسمى بـ”جين الساعة” تفسر نحو 12-42 في المائة من تفضيلات النوم لدى الإنسان وفقاً للدراسة.

ولجأ المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور إياس داغلاس، وهو طبيب متخرج من هارفارد، إلى دراسة البيانات الجينية لـ840 ألف شخص، حصل عليها من شركة لاختبار الحمض النووي وقاعدة البيانات الطبية الحيوية في المملكة المتحدة، بما في ذلك بيانات 85 ألف شخص ممكن كانوا يرتدون أجهزة تتبع أثناء النوم، بالإضافة إلى بيانات 250 ألف شخص قاموا بملء استبيانات حول تفضيلات النوم.

فإلى جانب البيانات الجينية، حلل الباحثون السجلات والوصفات الطبية للمشاركين. وباستخدام تقنيات حديثة، خلص الباحثون إلى أن النوم والاستيقاظ ساعة واحدة فقط مبكرا عن المعتاد يقلل من احتمال إصابة الشخص بالاكتئاب بنسبة 26%. وترتفع هذه النسبة إلى 40% عند النوم والاستيقاظ أبكر بساعتين من المعتاد

يقول الدكتور إياس داغلاس انه نحن نعيش في مجتمع مصمم لأصحاب الصباح، وغالباً ما يشعر الناس في الليل وكأنهم في حالة دائمة من عدم التوافق مع الساعة المجتمعية. وتقدم فيتر نصيحة لكل من يريد تجنب الإصابة بالاكتئاب بالقول اجعل نهاراتك مشرقة ولياليك مظلمة، ويضيف الدكتور إياس داغلاس ان تناول القهوه الصباحية على الشرفة ثم تمشى أو اركب دراجتك للذهاب إلى العمل إذا استطعت، وقم بتعتيم كل الأجهزة الإلكترونية في المساء. حيث أوضحت الدراسة أنه بعد الجائحة، تبدلت مواعيد النوم لدى الملايين ما أثر على الصحة النفسية وتغير المزاج،

 وأظهرت الدراسه أن متلازمه البوم الليلى ، بمعنى الشعور بالأرق فى أوقات متأخرة، تجعل أصحابها أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالذين يستيقظون مبكرًا بغض النظر عن مدة نومهم. حيث اشار الباحثون إلى أن الجينات تلعب دورا فى اختيار مواقيت النوم بنسبة تتراوح من 12 الى 42 % لدى جميع البشر. وبذلك توصل الباحثون إلى أن الذهاب إلى الفراش مبكرا ساعة واحدة عن موعدك المعتاد يقلل خطر الإصابة بالاكتئاب .

 واوضحت دراسه اخرى من جامعة «نورث وسترن» الأمريكية، وجامعة «ساري» البريطانية ان السهر ليلا يعجل بالموت حيث حذرت من ان النوم بالنهار والاستيقاظ بالليل يزيد الوزن ويؤدي حتى إلى الوفاة . فالسهر ليلا لساعات طويلة  تمتد حتى الصباح الباكر، فان ذلك الأمر يشعرهم بسعادة بالغة، دون الإكتراث إلى حجم المخاطر الصحية التي من المحتمل التعرض لها مع تكرار تلك العادة السيئة ولخطورة السهر ليلا، التي أصبحت عادة لدي البعض، تودي خطورة ذلك على الجسم.


وأشارت هذه الدراسة الحديثة التى أجرها مجموعة من الباحثون في جامعة أوهايو الأمريكية، مخاطر النوم ساعات قليلة أو السهر بشكل متكرر على 30 ألف شخص رياضي، أثبتت تسببه في إصابة الشخص بصداع نصفي ودوار وشعوره بالتعب، وعدم القدرة على تحمل الضوء الساطع. وتمثل تلك الأعراض خطورة كبيرة، نتيجة ظهورها عادة بعد الإصابة الجمجمية المخية، الأمر الذي يعني أن السهر ليلا بصورة دورية، يؤثر بشدة على كفاءة عمل المخ.

وأجريت الدراسة لمجموعة من الباحثين في جامعة «نورث وسترن» الأمريكية، وجامعة «ساري» البريطانية، على أكثر من 268 شخصًا، تتراوح أعمارهم ما بين 38 إلى 73 عامًا. وأظهرت نتائج الدراسة، أن الأشخاص الذين يفضلون السهر ليلا أكثر عرضة للموت، بنسبة 10%، مقارنة بالأشخاص الذين يلتزمون بالنوم ليلا والاستيقاظ صباحا، كما يواجه هؤلاء الأشخاص أيضا مخاطر ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكر، والاضطرابات النفسية، والاضطرابات العصبية. ونصح الباحثون بضرورة تجنب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول قبل النوم، بالإضافة إلى الاهتمام بتناول الطعام الصحى في الوقت المناسب؛ إذ انه يساعد ذلك على الشعور بالرغبة للنوم ليلا، وعدم الحاجة إلى السهر طويلا في ساعات متأخرة.

 

واوضحت الدراسه انه في داخل كل منا ساعة بيولوجية تسير وفق نظام متّسق مع عدد ساعات اليوم الأربع والعشرون، فهي تستشعر الليل لبدء القيام بالمهام الحيوية الموزعة على أعضاء الجسم كل حسب وظيفته ويعمد الكثير من الشباب إلى السهر حتى الصباح الباكر والنوم طوال ساعات النهار، التزاما بساعات عمل ليلية، أو أملا في إيجاد الهدوء اللازم للمذاكرة.

 ولكن ليس هناك من هو أقوى من جهاز المناعة بالنسبة لأي شخص، فهو الحصن أمام كافة الأمراض البكتيريه و الفيروسيه كذلك، والذي يتداعى يوما تلو الآخر، مع السهر حتى الصباح، والنوم طوال اليوم حيث يتأثر هذا الجهاز بالتعديلات الغريبة التي تطرأ عليه، والتي تخالف النوم بالمساء والاستيقاظ صباحا، كما هو المعتاد.

 ونتيجةً لمعاندة الطبيعة الكونية المتمثلة بالنوم ليلًا والاستيقاظ صباحًا، وعكسها وقلبها رأسًا على عقب، يكون لها الكثير من العواقب النفسية والجسدية ومن أبرزها الشعور الدائم بالكسل والنعاس أثناء النهار، مما ينعكس سلبًا على قيامنا بالنشاطات اليومية وعدم إنجاز الأعمال المنوطة بنا، والتخلف عن المواعيد.

 

والنوم أثناء النهار يبعدنا عن المحيط الاجتماعي، الذي في أغلبه ينام ليلًا ويستيقظ نهارًا، وبالتالي يقل التواصل مع الآخرين سواءً العائلة أو الأصدقاء مما ينعكس سلبًا على النفسية، وتزيد احتمالية الإصابة بالكآبة والعزلة الاجتماعية والانطواء على النفس.

 وكذلك زيادة نسبة التقلبات المزاجية، من حيث سرعة الغضب، تشتت التركيز، ضعف الذاكرة والصداع. ويؤدي إلى الإصابة بالأرق وصعوبة النوم أثناء الليل، وما له من ارتباط بالتشاؤم والإحباط.  حيث أنة خلال النوم ليلًا تفرز أجسامنا هرمون يشعرنا بالشبع ليساعد تسهيل وتسريع عملية التمثيل الغذائي، ولكن في حالة السهر يحدث خلل في إفراز الهرمون المسؤول عن الشبع وكنتيجة نشعر بالجوع، وتزيد رغبتها في تناول الطعام مما يسبب زيادة في الوزن.