د محمد حافظ ابراهيم
يمكن أن تتسبب بعض العادات السيئة، مثل وسواس النظافة المفرطة أو التغذية غير الجيدة وتناول الاغذيه والوجبات السريعه والمعلبه والمحفوظه وقلة النوم، الى ضعف وظائف المناعة لدى الانسان . حيث بات الكثيرون حول العالم يتلمسون الطرق لتعزيز نظامهم المناعي، في وقت أصبح ذلك يمثل أولوية قصوى منذ تفشي فيروس كورونا.
ونظامنا المناعي ذكي للغاية ويعرف كيف يقاتل ما يحاول إلحاق الضرر به، ولكن بالطبع يمكننا أيضا المساهمة بحصتنا، سواء كان ذلك من خلال الحفاظ على النظافة والأقنعة والتباعد الاجتماعي، ولكن ليس هذا فقط، فإن تناول الفيتامينات والمعادن، التي ثبت أنها فعالة وتسهم في دعم جهاز المناعة، لا تقل أهمية عن ذلك.
لكن معظم الناس، على العكس، لا يبحثون في الطرق والعادات اليومية التي يمكنها أن تضعف جهازهم المناعي، وتجعلهم كالريشة في مهب الريح، وأكثر عرضة للإصابة بأي مرض أو عدوى. ولأن النظام المناعى لدى الانسان ليس ثابتا، بمعنى أنه إذا عالجت المشكلات التي تجعله أضعف، فيمكنه الاستعداد لأي ميكروب اوفيروس قد يهاجم الانسان مره اخرى . وهناك عادات قال المركز الامريكى للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إنها تساهم بشكل كبير في إضعاف جهاز المناع لدى الانسان واهمها :
= التوتر اليومي: كلنا يتعرض للتوتر بدرجات متفاوتة، لكن التوتر الخفيف يعتبر أمرا جيدا إذ أنه يولد لديك القدرة على التفوق ويبقيك متحمسا، في مقابل فان التوتر الشديد قد يصبح جزءا من حياتك، ويمكنه أن يعطل أنظمتك الجسدية ويتسبب في أضرار صحية خطيرة، كإضعاف جهازك المناعي.
= التغذية الغير صحيه: في العصر الحديث، وحيث كل شئ يحدث بسرعة، يعاني الكثيرون من اتباع عادءات غذائية سيئة قليلة المغذيات، كتناول وجبات سريعة بانتظام بعد يوم عمل طويل أو الإفراط في تناول الكحول في عطلة نهاية الأسبوع ويمكن أن تؤثر هذه العادات على جهاز المناعة لديك. لذلك فان يمكن إضافة المزيد من الفواكه والخضروات الطبيعيه الصحيه خلال تناوب الوجبة المعتادة.
= النظافة المفرطة: نظرًا للحاجة الملحة لإبقاء فيروس كورونا بعيدا عنا، فقد اعتدنا على غسل أيدينا بشكل متكرر وخاصة عندما نكون في المتاجر، لكن لكى تتطور أنظمتنا المناعية لابد من التعرض للعالم من حولنا من خلال محاربة العديد من التهديدات منخفضة المستوى، فتصبح أكثر شمولا. بمعنى آخر، عندما تبدأ في بذل جهود متضافرة لتجنب أي شيء متسخ، فإنك تمنع جهاز المناعة لديك من اكتساب الخبرات التي يحتاجها للتطوير. لذلك فان غسل اليدين ليس هو المشكلة بل يجب أن تغسل يديك بانتظام. ولكن لا تكمن المشكلة في الاستحمام كثيرا على الرغم من أن ذلك ليس جيدا لبشرتك، لكن المشكلة تكمن في قلة التعرض للبيئات التي لا تكون في الغالب نظيفة. بكلمات أخرى، فان عدم التعرض بالمرة للوحل والأوساخ في الحدائق والحقول، ليس جيدا بحسب العلماء. لذا، إذا كنت تقضي الكثير من الوقت في الداخل، فابحث عن وقت للخروج، واستمتع ببعض التمارين الرياضية.
= الجفاف وضعف الترطيب: جسمنا يتكون من الماء إلى حد كبير لذلك إذا كنت لا تحافظ على رطوبتك، فمن الواضح أن ذلك سيكون له تداعيات كبيرة، مما يؤثر على صحتك بشكل عام ويخفض من فعالية جهاز المناعة لديك. وحيث إن قلة تناول المياه هذه هي أسهل مشكلة يمكن معالجتها بتناول المياه باستمرار.
= قلة النوم: تضر قلة النوم وخاصا النوم الليلى كثيرا بالصحة على المستوى البدني والعقلي، ما يجعل جهاز المناعة في قمة معاناته. ويمكنك تحسين فرصك في النوم بشكل جيد للحصول على 7-8 ساعات من النوم، عن طريق القيام بأشياء مثل ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة في المساء، وتركيب ستائر معتمة، وخفض استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى الحد الأدنى في غضون ساعة قبل الذهاب إلى الفراش. كلما نمت بشكل أفضل، شعرت بتحسن، وستكافح العدوى بسهولة أكبر.
= الاغذيه و الوجبات السريعه: لحمايتك من الفيروسات وخاصه فيروس كورونا لابد من الابتعاد عن الوجبات السريعة والمصنعه والمعلبه. وكذلك أكد المركز الامريكى للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن أفضل أداة متاحة لحماية نفسك من دخول المستشفى والوقاية هو الحصول على اللقاح.
= الأطعمة المصنعة تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات : حيث أن استهلاك نظام غذائي كامل من الأطعمة المصنعة يحتمل أن يزيد من فرص المضاعفات السلبية للفيروسات ، خاصة للأفراد الذين يعانون من أمراض قلبية خطيرة ، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ، ومؤشر كتلة الجسم الذي يبلغ 40 أو أعلى ، يندرجون تحت فئة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة ومضاعفات سلبية للفيروسات . وكذلك تلعب عادات الأكل السيئة دورًا كبيرًا في تحديد خطر إصابة الشخص بأمراض القلب ومؤشر كتلة الجسم.
= الوجبات السريعة تؤدى لإضعاف جهاز المناعة: وأكد المركز الامريكى للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن بعض الأطعمة يمكن أن تزيد من الالتهابات في الجسم، إذا كنت تتناول بشكل روتيني الأطعمة التي تعزز الاستجابة الالتهابية ، فقد يتحول ذلك إلى التهاب مزمن ، والذي ثبت أنه يلعب دورًا في العديد من الأمراض ، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري . وأضاف التقرير أن الالتهاب يضعف جهاز المناعة لديك .وأن الأطعمة المصنعة مع ارتفاع مستويات السكر فيها ، وأحماض أوميجا 6 الدهنية ، والصوديوم الزائد ، والمضافات غير المرغوب فيها ، يمكن أن تؤجج الالتهابات وعندما يكون الالتهاب مرتفعًا فإنه يرهق جهاز المناعة.
= نقص فيتامين د: أشار المركز الامريكى للسيطرة على الأمراض إلى أن انخفاض مستويات فيتامين (د) لدى بعض الأفراد يرتبط بزيادة التعرض للمضاعفات الشديدة للفيروسات ، وقد يكون من الجيد البدء في تناول مكمل فيتامين د. نصت الدراسه إلارشادية ان فيتامين د ضروري لتقوية جهاز المناعة. توصلت كما ان هناك علاقة بين نقص فيتامين د والآثار السلبية على العدوى والتهابات الجهاز التنفسي. لذلك، فإن التوصية هي تناول 800-1000 وحدة دولية من فيتامين د يوميا للأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، و2000 وحدة دولية يوميا للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
= النظام الغذائي النباتي يوفر الحماية : تشير الدراسة التى قادها باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد إلى أن أولئك الذين يستهلكون نظامًا غذائيًا نباتيًا في الغالب قد يكونون أقل عرضة للإصابة بأعراض فيروس كورونا ، وكذلك أظهر أولئك الذين تناولوا معظم النباتات خطرًا أقل للإصابة بحالات التمثيل الغذائي مثل مرض السكري من النوع 2 والسمنة.
= فيتامين c: فيتامين سى الموجود في بعض الخضروات والفواكه مثل الفواكه الحمضية، الفلفل الأحمر، البطاطا الحلوة، الفراولة،والتي يمكن من خلالها زيادة كمية فيتامين سى الذي يمتصه الجسم، للحفاظ على توازنه طوال العام. حيث يساهم فيتامين سي في تقوية جهاز المناعة و خاصه تقويته خلال فصل الشتاء.
= الزنك: الزنك معدن يشارك في العمليات البيولوجية المختلفة في جسم الإنسان وهو مهم لتنشيط العديد من الإنزيمات التي تساعد على الأداء الصحى السليم لأنظمة المناعه بالجسم. وقلة تناول الزنك الموجود في اللحوم والبقوليات والمكسرات يمكن أن تضر بجهاز المناعة وتترك الجسم ضعيفا في مواجهة الفيروسات.وقد تساهم مكملات الزنك في التعافي بشكل أسرع، خاصة في سن الشيخوخة.
