محمد مصطفى عبد الرسول العضوالمنتدب: ” أورينت مصر ” حققت المعادلة الصعبة فى فترة زمنية قصيرة

 

حوار ــ إيمان الواصلى :

يعد محمد مصطفى عبد الرسول العضو المنتدب لشركة أورينت للتأمين التكافلى مصر أحد أبرز وأفضل القيادات التأمينية الشابة ليس فقط على مستوى السوق المصرى فحسب ، بل وعلى مستوى الأسواق العربية ومنطقة الشرق الأوسط لما يتمتع به من خصال متعددة على المستويات العلمية والتأمينية والإقتصادية إلى جانب مايتمتع به من حس وطنى جسده من خلال موقعه كرئيس تنفيذى وعضو منتدب لواحدة من كبريات شركات الممتلكات والمسئوليات فى السوق المصرى ، وذلك من منطلق قناعاته بأن التأمين أحد أهم أضلاع المثلث الإقتصادى فى مصر ولابد أن يكون أكثر فاعلية وتأثيرا فى الإقتصاد القومى .

الحوار مع عبد الرسول يستوجب تحضيرا وإعدادا جيدا لأنه من القلائل الذين يحبون العمل فى صمت ، ويؤمن بأن الإنجازات هى التى يجب أن تتكلم ، ولذا إختص ” رجال الأعمال ” بهذا الحديث الذى فتح لنا فيه أسوار قلبه ليعرف العاملون فى صناعة التأمين كيف لشركة تأمين مثل “أورينت” بدأت العمل رسميا فى السوق المصرى فى 2010 وسط ظروف سياسية وإجتماعية وإقتصادية صعبة كانت تمر بها مصر عقب أحداث يناير ، ومع ذلك إستطاعت خلال 11 عاما فقط لاغير ــ وهو زمن قصير جدا فى عمر الشركات ــ أن تتبوأ المكانة اللائقة بها متصدرة سوق التكافل من جهة ، وأن تكون ضمن اللاعبين الكبار فى سوق التأمين المصرىمن جهة أخرى .

قال محمد مصطفى عبد الرسول : كبداية كان يهمنا بالأساس التواجد فى السوق المصرى ، ولكن بفكر مختلف. لقد فكرنا وقررنا أن نقدم خدمة مختلفة ، ليس فقط خدمة الإصدار ، أو متابعة العملاء ، ولكن سرعة ونزاهة صرف التعويضات لعملاء الشركة الذين تعرضت مشروعاتهم لأخطار مؤمن عليها ، لأننا نؤمن بقوة أن ثقة العملاء فى شركتنا هى رأس المال الحقيقى الذى يجب أن نحرص عليه . لقد كانت بدايات أورينت فى السوق المصرى وسط شركات كبيرة وكثيرة و محترمه، ومن ثم كان التحدى أمامنا كبير ، لكننا نجحنا وثبتنا أقدامنا فى السوق ، فقد كان هدفنا تقديم خدمة متميزة بعيدا عن المنافسات السعرية الضارة . منذ عام 2010 وحتى عام 2015 كان تركيزنا ــ قال عبد الرسول ــ أن يكون لدينا تواجد وحصة سوقية وقائمة من كبار العملاء . وفى منتصف 2012 بدأنا نحقق أرباحا رغم الظروف الصعبة بعد عامين ونصف من عمل الشركة ، وبعد 2015 بدأت مسيرة جديدة لأورينت إعتمدت على التواجد فى السوق بطريقة أكبر وحجم أعمال أكبر ، وبدأنا إدخال منتجات جديدة .

وردا على سؤال لــ ” رجال الأعمال ” .. قال محمد مصطفى عبد الرسول : لقد كان يراودنا حلم كبير أن تحصل أورينت مصر على تصنيف إئتمانى دولى يجسد قوتها المالية ومكانتها فى السوق وقدرتها على الإستمرارية والتقدم لنحظى بثقة أكبر من عملائنا ولنجذب عملاء جدد يطمئنون لأعمال شركتنا المصنفة عالميا , ففى عام 2018 فكرنا فعليا السير فى فى خطوات التصنيف ، وبفضل وتوفيق من المولى ” عز وجل ” حصلنا فى عام 2019 على أعلى تصنيف إئتمانى على مستوى سوق التأمين المصرى وإفريقيا لشركة تأمين مباشر من مؤسسة ” “AM Best” وهو تصنيف “a+” مع نظرة مستقبلية مستقرة ، وقد تم تثبيت تصنيف أورينت مرتين من قبل مؤسسة التصنيف العالمية فى 2020 ، و2021 وهو مايعنى بكل وضوح توافر كل مقومات النجاح لشركتنا رغم جائحة كورونا والظروف الإقتصادية الصعبة التى رافقتها والتى أثرت بالسلب على العديد من المؤسسات والشركات فى مختلف أنحاء العالم .

يواصل محمد مصطفى عبد الرسول كلامه موضحا لنا بقوله : إن أى أزمة أو محنة تواجهنا لابد وأن تدفعنا دفعا لأن نسأل أنفسنا فى أورينت : ماذا لدينا ؟ .. وماهى مقومات صمودنا وإستمراريتنا وتقدمنا برغم المحنة أو الأزمة التى تواجهنا ؟ . وفى حقيقة الأمر كنا واثقين أن شركتنا صلبة وقوية ، كما أن السوق المصرى بكل نشاطاته لم يتأثر كثيرا من جائحة كورونا مقارنة بالأسواق الخارجية . وبرغم تأثر بعض مجالات التأمين فى معظم أسواق العالم بمافى ذلك السوق المصرى نتيجة للإجراءات المشددة التى إتخذتها العديد من حكومات العالم مثل تأمينات السيارات ، وتأمين السفر ، والبحرى ، إلا أن الإقتصاد المصرى القوى ، والسياسات الإقتصادية والإجتماعية الحكيمة للدولة جعلت مصر من أقل الدول تأثرا بجائحة كورونا ، ومن أكثر الدول جذبا لرؤوس الأموال للإستثمار فى ظل ماتتمتع به بلادنا من أمن وأمان وسط محيط مضطرب ملىء بالصراعات والنزاعات .

ويمكننى القول مؤكدا ــ قال عبد الرسول ــ أن أى شركة تأمين تعمل بالسوق المصرى باتت ضامنة لعنصرين أساسيين لتحقيق النجاح المنشود . أول عنصر هو ماتشهده بلادنا من مشروعات عملاقة متعددة ومتنوعة فى مختلف ربوع البلاد وهو أمر إستفادت منه وماتزال تستفيد منه شركات التأمين من خلال تغطياتها التأمينية لهذه المشروعات ، والعنصر الثانى يعتمد على ماتقدمه هذه الشركة أو تلك للسوق من خدمات متميزة ، و نحن فى أورينت نفتخر بشراكتنا مع الدولة ومع القطاع الخاص سواء المحلى أو العربى أو الأجنبى من خلال الحماية التأمينية التى وفرناها للعديد من المشروعات سواء فى العاصمة الإدارية أو العلمين الجديدة أو فى منطقة القناة أو فى صعيد مصر ، وذلك من منطلق قناعتنا بأهمية إستمرار هذه المشروعات ، وحتى لاتتعطل أو تتوقف ولايتشرد عامل واحد فى حال تعرض أى مشروع لأى خطرمؤمن عليه .

وعن ترتيب البيت من الداخل إستعدادا لإنطلاقة جديدة تتهيأ لها أورينت .. أكد محمد مصطفى عبد الرسول قائلا : نحن نؤمن بأصحاب الخبرات ونقدرهم ونعتز بهم ، لكننا أيضا نؤمن بالشباب وبما يمكن أن يقدمه للشركة إذا أتيحت له الفرص ، ولتحقيق هذه المعادلة أتحنا فرص العمل لشباب صغير السن ، حديث التخرج يملك الحماسة والحيوية والطموح لكنه يحتاج للتدريب والتأهيل وتطوير مهاراته ، ولذا نعتز ونتباهى بتأسيس أكاديمية باسم ” أكاديمية أورينت للتدريب ” وهى معنية بتدريب وتأهيل شباب العاملين بالشركة ، ونستقطب لهم الخبراء المتخصصين فى مجالات التأمين المختلفة سواء من مصر أو المنطقة العربية ، أو خبراء عالميين ، كما قررنا تطبيق سياسة جديدة ترتكز على تنويع الأدواربين العاملين من منطلق أهمية أن يكون العاملين بإحدى الإدارات ملمين بعمل الإدارات الأخرى . نحن نفعل ذلك مع الشباب مثلما وجدنا من يساعدنا ويمد يد العون لنا فى بدايات عملنا . فى الشأن نفسه ، أى فيما يتعلق بترتيب البيت من الداخل قمنا بإضافة إدارات جديدة تواكب التغيرات التشريعية والإقتصادية من جهة ، والتطور المتسارع فى أنشطة أورينت وأصبح لدينا إدارة كاملة للإلتزام وتعنى أيضا بكل مايتعلق بالحوكمة ، وإدارة أخرة لإدارة المخاطر المؤسسية ، وإدارة ثالثة لخدمة العملاء ، وإدارة رابعة معنية بالأساس بخدمة الوسطاء سواء كانوا أفراد أوشركات لكونهم شركاء النجاح ، فكان لابد من تذليل أى عقبات قد تواجههم .

أكد عبد الرسول فى إجابة له على سؤال لــ ” رجال الأعمال ” أن أورينت مصر كانت من الشركات السباقة فى السوق المصرى من حيث إعتمادها على التكنولوجيا الرقمية ، ولعل سرعة تحول شركتنا للتحول الرقمى مدعومين فى ذلك من الشركة الأم فى الإمارات العربية المتحدة ساعدنا كثيرا فى المواقف الصعبة وخاصة جائحة كورونا حيث كنا من خلال التكنولوجيا المتقدمة لنا على تواصل مستمر مع عملائنا ، مساندين ومدعمين لهم ، ومذللين لهم أى عقبات .

وبلغة الأرقام أوضح محمد مصطفى عبد الرسول أن أورينت مصر تتصدر شركات التكافل فى تأمينات الممتلكات والمسئوليات على مستوى السوق المصرى ، كما باتت لاعبا مؤثرا وفعالا ضمن الشركات الــ 6 الكبار فى مجال تأمينات الممتلكات والمسئوليات ، وحسبنا أن نذكر أن حصة أورينت مصر السوقية فى سوق تأمينات الممتلكات والمسئوليات تقدر بنحو 4.8 % ، كما تجاوزت محفظة أقساط أورينت 1.2 مليار جنيه ونخطط للوصول بحجم المحفظة إلى 1.5 مليار جنيه خلال العامين القادمين .

اختتم محمد عبد الرسول حديثه لــ ” رجال الاعمال ” مؤكدا على أن السوق المصرى سوق كبير جدا وقابل للنمو ، وهو أحد أهم الأسواق الصاعدة والواعدة إقليميا وعالميا ، وهو يحتاج لبذل مزيد من الجهود المرتكزة على خطط ودراسات معمقة للتوسع ونشر الوعى التأمينى فى كافة ربوع مصر ، دعما لجهود الدولة فى تحقيق التنمية المستدامة ، والشمول التأمينى ، وهو ماسيساهم بتكاتف الجميع فى القطاع لرفع نسبة مساهمة التأمين فى الدخل القومى حيث لاتزيد النسبة حاليا عن 1% وهى نسبة لاتعبر بحال من الأحوال عن مكانة قطاع التأمين وإمكانياته .