أخبارصحة

إجراءات الإغلاق بسبب وباء كورونا أضرت بمهارات الكلام واللغة لدى الأطفال

د محمد حافظ ابراهيم

 

تشير دراسات دوليه جديدة إلى وجود أدلة متزايدة على تأثير حالات الإغلاق العام في 2020 في المهارات اللغوية للأطفال الصغار. وأظهرت بيانات الدراسة التي أجريت على 50 ألف تلميذ في عدد من المدارس في جميع أنحاء إنجلترا، زيادة عدد الأطفال في سن الرابعة والخامسة الذين يحتاجون إلى مساعدة في اللغة. وتشير الدلائل إلى أن ضعف تطور الكلام يمكن أن يكون له آثار طويلة المدى في التعلم.

 

وتقول بريطانيا إنها تستثمر 18 مليون جنيه إسترليني لمساعدة الأطفال في السنوات الأولى، بما في ذلك المساعدة الإضافية لمن هم في سنتهم الأولى في المدارس. حيث  تشير الدراسة، التي أجرتها مؤسسة الوقف التعليمي،إلى أن التدابير المتخذة لمكافحة الوباء حرمت الأطفال الصغار من التواصل الاجتماعي، ومن التجارب الضرورية لزيادة مفرداتهم ومهاراتهم اللغوية.

 

بالاضافه الى أن عدم الاتصال بالأجداد، أو قلة الاتصال بهم، إلى جانب التباعد الاجتماعي، وعدم وجود مواعيد للعب، وارتداء كمامات الوجه في الأماكن العامة، جعلت كلها الأطفال أقل تعرضا للمحادثات والتجارب اليومية.حيث أجريت الدراسة على 58 مدرسة ابتدائية تتوزع في جميع أنحاء إنجلترا. وتفيد نتائجها بأن:

= 76  في المائة قالوا إن التلاميذ الذين بدأوا الدراسة في سبتمبر 2020 يحتاجون إلى مزيد من الدعم للتواصل، مقارنة بالسنوات السابقة.

= أبدى 96 في المائة قلقهم بشأن تطور الكلام واللغة لدى التلاميذ

= وأعرب 56 في المائة من أولياء الأمور عن قلقهم بشأن بدء أبنائهم المدرسة بعد الإغلاق في فصلي الربيع والصيف.

 

وازداد الخوف من بدء الدرسة أثر الوباء في كثير من الأطفال لأنه أدى إلى انكماش دائرتهم الاجتماعية، التي أصبحت محدودة بأسرهم الاب والام واخواتهم فقط. وأصبح الآباء والأمهات قلقين بشأن بدء المدرسة بالنسبة إلى أطفالهم، الذين تراجعت لديهم الثقة في استخدام الكلمات.وتخشى بعض الأمهات من صعوبة تجربة بدء المدرسة بالنسبة إلى أطفالهن لأنهن يتوقعن ألا يستطيع أولادهن التعبير عن حاجاتهم.كما أن هناك أمهات قلقات بسبب الخوف من عدم استطاعة أطفالهن تكوين صداقات مع غيرهم.

 

تقول مديرة إحدى المدارس المشاركة في الدراسة إن مشاكل الاتصال تحد فعلا من قدرات الأطفال الصغار، خاصة إذا كانوا غير قادرين على التعبير عن أنفسهم والتفاعل مع أقرانهم. وأضافت أنه أمر أساسي للغاية. والأمر كله يتعلق بتقدير الطفل لذاته وثقته بنفسه، وبدون ذلك لن يشعر بالسعادة ولن يكون قادرا على النمو، أو اكتساب جميع مزايا التفاعل مع أقرانه كما نريدهم والتفاعل مع الموظفين.

 

وتقول إن جميع الأبحاث تظهر أنه إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في اللغة في ذلك العمر المبكر، فإنه بحلول سن الرشد، سيكون احتمال صراعه مع القراءة أكبر أربعة أضعاف، وسيكون عرضة أكثر ثلاث مرات للإصابة بمشكلات نفسية، ومضاعفة احتمال أن يكون عاطلا عن العمل، ويعاني مشكلات اجتماعية. وتؤكد أن الحصول على المساعدة بشكل صحيح في مثل هذه السن المبكرة، هو حرفيا المفتاح لمستقبل الأطفال.

 

وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة التعليم الأوروبية، البروفيسورة الدكتوره بيكي فرانسيس، إن هناك قلقا كبيرا عبرت عنه المدارس بشأن مهارات الكلام واللغة لدى الأطفال الصغار في أعقاب تأثير الوباء . وتوصلت الدراسة إلى أن من احتاج إلى المساعدة الإضافية في المهارات اللغوية من بين الـ50000 طفل الذين أجريت عليهم، كان حوالي ما بين 20 و25 في المائة، ممن تراوحت أعمارهم بين أربع وخمس سنوات عند بدء الدراسة في سبتمبر 2020، مقارنة بعام 2019.

 

وهناك أيضا مخاوف بشأن تأثير الوباء في الأطفال حتى في سن ما قبل المدرسة. ولمواجهة المشكلة أعيد في بعض أجزاء إنجلترا نشر ما يصل إلى 63 في المائة من الزوار الصحيين، الذين يتابعون نمو الأطفال والرضع، في وقت مبكر من الوباء، حسبما قالت البروفيسورة الدكتوره بيكي فرانسيس.

 

اما أطفال الجائحة فى الولايات المتحده الامريكيه قد سجلوا أداء ضعيفا في درجة الذكاء. حيث توصلت دراسة أمريكية إلى أن الأطفال الذين ولدوا خلال جائحة كورونا لديهم أداء معرفي ولفظي وحركي وإدراكي أقل مقارنة بالأطفال المولودين قبل الجائحة.

 

وتكون السنوات الأولى من حياة الطفل هامة لنموه المعرفي، لكن مع تسبب كورونا في إغلاق الشركات ودور الحضانة والمدارس والملاعب، تغيرت حياة الأطفال بشكل كبير، مع تعرض الآباء والأمهات للتوتر أثناء محاولتهم تحقيق التوازن بين العمل ورعاية الأطفال.

 

ومع التحفيز المحدود للأطفال في المنزل، وقلة التفاعل مع العالم الخارجي، سجل ألاطفال في ظل الوباء درجات منخفضة في اختبارات لتقييم التطور المعرفي، وفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور شون ديوني، الأستاذ المتخصص بطب الأطفال في جامعة براون بولاية رود آيلاند الامريكيه.

 

وكان في العقد الذي سبق الوباء، كان متوسط ​​درجة الذكاء في الاختبارات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات يقارب المائة، ولكن بالنسبة للأطفال الذين ولدوا أثناء الوباء، انخفض هذا الرقم إلى 78% . وشملت الدراسة 672 طفلا من ولاية رود آيلاند، ومن بين هؤلاء، ولد 188 بعد يوليو 2020 و308 ولدوا قبل يناير 2019، بينما ولد 176 بين يناير 2019 ومارس 2020.

 

يذكر أن الأطفال المشمولين بالدراسة لم تكن لديهم إعاقات في النمو، وكان معظمهم من البيض. ووجد الباحثون أن الأطفال الموجودين ببيئة اجتماعية واقتصادية ضعيفة كان حالهم أسوأ في الاختبارات.