أخبارصحة

علامات ارتفاع مستويات السكر في الدم وتأثير الاستحمام بالماء البارد

د محمد حافظ ابراهيم

 

  يبدو داء السكري من النوع الثاني غير ضار للوهلة الأولى لأن الأعراض لا تشعر المريض بالضرورة بتوعك. وفي الواقع، يمكنك التعايش مع الحالة المزمنة لسنوات دون معرفة ذلك. حيث يميل مرض السكري إلى تأكيد نفسه فقط عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة باستمرار، وعندما يحدث ذلك، قد يظهر نوعان من المؤشرات على ارتفاع نسبة السكر في الدم في الفم. وتتمثل هذه المؤشرات في حدوث جفاف في الفم أو رائحة نفَس برائحة الفاكهة.

 

ويشرح الدكتور رالف أبراهام، استشاري مرض السكري واضطرابات الدهون والغدد الصماء، العلامات المنذرة لمرض السكري من النوع الثاني، حيث اوضح انه قد يكون السبب الأكثر وضوحا هو جفاف الفم ولكن ربما يزيد الشك في وجود خطأ ما إذا قضيت الليل بالفعل في الاستيقاظ كثيرا للتبول والشعور بالعطش. وكما يشرح الدكتور رالف أبراهام إن العطش وزيادة التبول من مرض السكري معروفان جيدا ويحدثان عندما يكون مستوى الجلوكوز في الدم مرتفعا.

 

وأوضح أول شيء يمكن رصده في الصباح هو جفاف الفم والحلق الذي ينبغي أن ينبه المرء لمرض السكري. ويحدث جفاف الفم عندما يكون هناك نقص في اللعاب في الفم. ويساعد اللعاب على التحكم في مستويات البكتيريا بالإضافة إلى موازنة وإزالة الأحماض الموجودة حول الأسنان واللثة.ويوضح ان الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بجفاف الفم وعدوى الخميرة مثل مرض القلاع بسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم واللعاب.

 

وعندما يكون الشخص مصابا بداء السكري من النوع الثاني، لا ينتج جسمه ما يكفي من الإنسولين أو لا ينتج الإنسولين أو لا يستخدمه جيدا. ثم يظل الجلوكوز في الدم ولا يمكنه الوصول إلى الخلايا. وعندما لا يتمكن الجسم من الحصول على الطاقة من الجلوكوز فإنه يحرق الدهون في مكانها. وتخلق عملية حرق الدهون تراكما للأحماض في الدم تسمى الكيتونات، والتي تؤدي إلى حماض كيتوني سكري إذا لم يتم علاجها.

 

ورائحة الفم الكريهة هي علامة على وجود مستويات عالية من الكيتونات لدى شخص مصاب بالفعل بمرض السكري. وهو أيضا أحد الأعراض الأولى التي يبحث عنها الأطباء عند التحقق من الحماض الكيتوني السكري. وقالت مؤسسة مايو كلينك إن ارتفاع نسبة السكر في الدم (فرط سكر الدم) يؤثر على مرضى السكري. وإذا لم يتم علاج فرط سكر الدم، فقد يتسبب في تراكم الأحماض السامة (الكيتونات) في الدم والبول (الحماض الكيتوني)، وتشمل العلامات والأعراض نفَسا برائحة الفواكه.

 

وإذا لاحظت أيا من هذه العلامات التحذيرية المرتبطة بارتفاع مستويات السكر في الدم، فمن الضروري أن تتخذ خطوات لخفض مستويات السكر في الدم. ويمكن أن تساعد التغييرات الغذائيه الصحية في نمط الحياة على استقرار مستويات السكر في الدم، وبالتالي تجنب خطر التسبب في غيبوبة السكري. وأحد أهم الإجراءات المضادة هو تعديل النظام الغذائي الى نظام غذائى صحى طبيعى وتجنب العناصر التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم مثل الكربوهيدرات التى هي السبب الأسوأ، لذا يجب أن تراقب كمية الكربوهيدرات التي تتناولها.

 

اما الدكتور البريطانى مايك تيبتون الأستاذ في جامعة “بورتسموث” اكشف التأثير السحري للاستحمام بالماء البارد لعلاج السكر فى الدم . حيث بحث مرضى السكر عن العلاجات الطبيعيه التي تعمل على خفض نسبة السكر في الدم، ومن هنا كشف طبيب وباحث بريطاني عن طريقة فريدة وبسيطة للوقاية من خطر مرض السكري من الفئة الثانية، يمكن اعتبارها الأسرع والأسهل بالنسبة للمرضى.

حيث أكد الباحث البريطاني والأستاذ في جامعة “بورتسموث”، مايك تيبتون، أن الاستحمام بالماء البارد يقلل من أعراض السكري لدرجة كبيرة وخفف من المرض لأن الماء البارد له تأثير مخفض للسكر و للحالة الالتهابية في جسم الإنسان وبالتالي يمكن أن يمنع تطور مرض السكري ومضاعفاته طبيعيا .

وأكد العالم الدكتور البريطانى مايك تيبتون إن مريض السكري من الفئة الثانية لا يتمكن جسمه من إفراز كمية كافية من الأنسولين وهو هرمون تنتجه خلايا البنكرياس ويتحكم بكمية السكر في الدم.
ونوه إلى أن الأنسولين يؤثر أيضًا على أنسجة الجسم، وإذا تفرز هذه المادة بشكل صحيح، فقد تتسبب تراكم الدهون، خصوصا حول وتنتج الخلايا الدهنية بدورها مواد كيميائية تنشط الالتهابات .

ويضيف العالم الدكتور البريطانى مايك تيبتون إن الدهون الزائدة في الجسم لدى مرضى السكري خاصة حول البطن تسبب التهابات مزمنة بسبب زيادة مستويات السيتوكينات المؤيدة للالتهابات في الأنسجة الدهنية. وإن مرض السكري التقدمي يجعل الجسم أقل حساسية للأنسولين، وهذه المقاومة تؤدي إلى تفاقم الالتهاب، وهنا تنشأ حلقة مفرغة.

وأكد الباحث الدكتور البريطانى مايك تيبتون أن أخذ حمام بارد هو وسيلة لخفض كمية مكونات الالتهاب في الجسم نفس السيتوكينات. ويقول إن هذا الانخفاض في علامات الالتهاب المزمن هو جانب رئيسي في مكافحة مرض السكري. حيث تشير الأبحاث إلى أن ارتفاع نسبة السكر في الدم لا يسبب بحد ذاته مضاعفات مرض السكري، بل إن الالتهاب هو الذي يسبب الضرر الخطير المصاحب له.

وشرح الدكتور مايك تيبتون تأثير الاستحمام البارد باعتباره مثبطا للالتهاب، وربطه بتنشيط جهاز المناعة في جسم الإنسان حيث يشكل التعرض قصير الأمد للبرد كعامل ضغط قصير ويوقظ آليات المقاومة في الجسم وهذا بدوره له تأثيرات مضادة للالتهابات عموما .

ويوصي البروفيسور الدكتور البريطانى مايك تيبتون بحوالي 30 ثانية فقط من الماء البارد ورفع الحرارة تدريجيا إلى بعد 45 ثانية ثم بعد 60 ثانية ثم بعد 90 ثانية، مشيرا إلى أن جسم الإنسان يعتاد على هذه الآلية بعد فترة من الممارسة.