أخبارصحة

علاقه انواع الاطعمه بامراض القلب

د. محمد حافظ ابراهيم

 

أظهرت الدراسات أن الأنظمة الغذائية التي تتميز باستهلاك أعلى للأطعمة النباتية ترتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين. وكذلك اوضح الدكتور البروفيسور غابرييل ريكاردي، من جامعة نابولي فيديريكو 2 بإيطاليا انه لا يوجد ما يشير إلى أن أي طعام هو سم قاتل من حيث مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكنها مسألة كمية وتكرار الاستهلاك. حيث ان الخطأ هو اعتبار أحد المكونات الغذائية عدوا. ولكن بدلا من ذلك، نحتاج إلى النظر إلى النظم الغذائية ككل، ومن المهم اختيار بديل صحي.

 

وبشكل عام، هناك دليل ثابت على أنه بالنسبة للبالغين الأصحاء، فإن الاستهلاك المنخفض للملح والأطعمة ذات الأصل الحيواني، وزيادة تناول الأطعمة النباتية، بما في ذلك الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات، ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بتصلب الشرايين. والأمر نفسه ينطبق على استبدال الزبدة والدهون الحيوانية الأخرى بدهون نباتية غير استوائية مثل زيت الزيتون.

 

وهناك دليل جديد يميز اللحوم المصنعة واللحوم الحمراء، وكلاهما مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، عن الدواجن، والتي لا تظهر أي علاقة عند تناول كميات معتدلة اى ثلاث حصص من 100ج في الأسبوع. ويجب أن تقتصر اللحوم الحمراء مثل لحم البقر، ولحم الخنزير، والضأن على حصتين من 50 ج في الأسبوع، والامتناع عن اللحوم المصنعة مثل النقانق والسلامي اى تقتصر على الاستخدام العرضي.

 

وتعد البقوليات بديلا للبروتين الموصى به للحوم الحمراء.ويتم دعم الاستهلاك المعتدل للأسماك من 150 ج في الأسبوع) من خلال أحدث دليل للوقاية من أمراض القلب، على الرغم من احتمال وجود مخاوف بشأن الاستدامة. وقد تكون الدواجن بديلا بروتينيا مناسبا للحوم الحمراء، ولكن بكميات معتدلة. وبالنسبة للفواكه والخضروات، نظرا لارتباطها القوي بانخفاض خطر الإصابة بتصلب الشرايين، يجب زيادة الاستهلاك اليومي إلى 400 ج لكل منهما. وبالنسبة للمكسرات، يوصى بحفنة حوالي 30 ج يوميا.

 

وفي ما يتعلق بالاشخاص الأصحاء، لا تدعم الأدلة الحديثة شرط استخدام منتجات الألبان قليلة الدسم، بدلا من منتجات الألبان كاملة الدسم، للوقاية من أمراض القلب. وبدلا من ذلك ، لا ترتبط منتجات الألبان كاملة الدسم وقليلة الدسم، بكميات معتدلة، وفي سياق نظام غذائي متوازن، بزيادة المخاطر.

وقال الدكتور البروفيسور غابرييل ريكاردي ان الكميات الصغيرة من الجبن مثل 50 ج في الأسبوع والاستهلاك المنتظم للزبادي 200 ج في اليوم لها تأثير وقائي بسبب حقيقة أنها مخمرة. ونحن ندرك الآن أن بكتيريا الأمعاء تلعب دورا رئيسيا في التأثير على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتحتوي منتجات الألبان المخمرة على بكتيريا جيدة تعزز الصحة.

 

أما الحبوب، فيتم تقديم نصائح جديدة وفقا لمؤشر نسبة السكر في الدم حيث ترفع الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر نسبة السكر في الدم بسرعة أكبر من الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي. حيث ترتبط الأطعمة عالية المؤشر الجلايسيمي (مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض) بارتفاع خطر الإصابة بتصلب الشرايين، لذلك، يجب أن يقتصر الاستهلاك على حصتين في الأسبوع ويجب استبدالها بأطعمة الحبوب الكاملة (مثل الخبز الاسمر الكامل والأرز والشوفان والشعير) والأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي (مثل المعكرونة والأرز المسلوق وتورتيلا الذرة).

 

أما بالنسبة للمشروبات، فإن القهوة والشاي (حتى ثلاثة أكواب يوميا) مرتبطة بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن ترتبط المشروبات الغازية بما في ذلك الخيارات منخفضة السعرات الحرارية، بمخاطر أعلى ويجب استبدالها بالماء إلا في مناسبات محدودة.

 

ويرتبط الاستهلاك المعتدل للكحول اى النبيذ ما يصل إلى كأسين يوميا عند الرجال وكوب واحد عند النساء، أو علبة واحدة من البيرة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بكميات أعلى. لكن الدكتور البروفيسور غابرييل ريكاردي قال انه بالنظر إلى التأثير الكلي للكحول على الصحة، يجب تفسير هذا الدليل على أنه الحد الأقصى المسموح بتناوله بدلا من الكمية الموصى بها.

 

وهناك بحث يكشف ما يفعله استهلاك الكحول بمتوسط عمر الإنسان. حيث ذكر أن الاستهلاك المفرط للكحول يؤدي إلى فقدان ما يقرب من عام من متوسط العمر المتوقع لسكان 52 بلدا بسبب الأمراض والحوادث الناجمة عن هذه المشروبات. وجرى التنبيه إلى أضرار كبرى للإفراط في شرب الكحوليات، عن منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. حيث شجعت المنظمة البلدان على مضاعفة جهودها لمكافحة هذه الظاهرة، خصوصا من خلال الحد من الترويج للكحول لدى الأطفال والتشجيع على رفع الأسعار.

 

وأفاد البحث الذي يتناول 52 بلدا من أعضاء المنظمة و الاتحاد الاوروبى ومجموعة العشرين، أن متوسط العمر المتوقع سيتراجع بحوالى 0,9 سنة، خلال السنوات الثلاثين المقبلة بسبب الأمراض والإصابات الناجمة عن الاستهلاك الضار للكحول. وتقع البلدان الثمانية الأكثر تأثرا بهذا المنحى في أوروبا الوسطى والشرقية، إذ سيتراجع متوسط العمر فيها 1,4 سنة إلى 1,8، مع تصدر ليتوانيا وروسيا وبولندا التصنيف.

 

وفي ما يتعلق بالشوكولاتة، تسمح الأدلة المتاحة بما يصل إلى 10 ج من الشوكولاتة الداكنة يوميا. ويذكّر الباحثون أن الآثار المفيدة لهذا المقدار من الاستهلاك تتجاوز مخاطر زيادة الوزن وما يرتبط بها من عواقب ضارة على صحة القلب والأوعية الدموية. وأشار الدكتور البروفيسور غابرييل ريكاردي إلى أن تناول الطعام يجب أن يكون ممتعا لتحفيز الأشخاص الأصحاء على إجراء تغييرات طويلة الأمد. وقال اننانحتاج إلى إعادة اكتشاف تقاليد الطهي السابقه وكذلك حمية البحر الأبيض المتوسط ​​التي تحتوي على وصفات باستخدام الاغذيه النباتيه مثل الفاصوليا والحبوب الكاملة والمكسرات والفواكه والخضروات.

 

وهناك ثلاث وجبات أساسية يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب. حيث عادة ما يسبق النوبة القلبية مرض الشريان التاجي، وهو أكثر أنواع أمراض القلب شيوعا، حيث تصبح الشرايين التي تمد القلب بالدم مسدودة باللويحات. ومع وصول كمية أقل من الدم إلى عضلة القلب، يصبح العضو ناقصا في العناصر الغذائية ويغدو ضعيفا. وإذا لم يصل الأكسجين إلى القلب للحظات، فسيحدث ألم في الصدر يُعرف بالذبحة الصدرية. وأي تجويع طويل للأكسجين سيتحول إلى نوبة قلبية يمكن أن تكون قاتلة.

 

ويمكن أن تساهم ثلاث وجبات رئيسية في مشكلة اللويحات، وهي الأرز والخبز والمعكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض، كونها تفتقد الألياف والفيتامينات والمعادن الصحية. وأن الحبوب المكررة تتحول بسرعة إلى سكر، والذي يخزنه جسمك على شكل دهون. واتباع نظام غذائي غني بالحبوب المكررة يمكن أن يسبب دهون البطن، والتي ترتبطها الدراسات بأمراض القلب. وللمساعدة في مكافحة هذا الخطر، ينصح الناس بشدة بالبحث عن مصطلح حبوب كاملة 100% عند شراء هذه المنتجات.

 

أوضح مجلس الحبوب الكاملة في أولدويز أن جميع الحبوب تبدأ حياتها كحبوب كاملة. وتتكون الحبوب الكاملة (أي بذرة النبات) من ثلاثة أجزاء صالحة للأكل:

= النخالة

= الجنين

= السويداء

وتحتفظ الحبوب الكاملة بجميع الأجزاء الثلاثة من البذور، النخالة والجنين والسويداء، بينما تفتقد الحبوب المكررة جزءا أو أكثر من البذور. حيث تحتوي النخالة على مضادات الأكسدة الهامة وفيتامينات B والألياف. ويمتلك الجنين العديد من فيتامينات B وبعض البروتينات والمعادن والدهون الصحية. وتحتوي السويداء على الكربوهيدرات النشوية والبروتينات والفيتامينات والمعادن.

 

ونصح الدكتور البروفيسور غابرييل ريكاردي بشراء المنتجات التي تحتوي على حبوب كاملة 100 في المائة تجنباً لهذه المخاطر. وتحتوي الحبوب الكاملة على مضادات أكسدة وفيتامينات وألياف وبروتينات ومعادن ودهون صحية، الأمر الذي يجعلها الاختيار الأفضل لتفادي أي مشكلات صحية.

جدير بالذكر أن الإحصائيات تشير إلى أن هناك نحو 17 مليون شخص حول العالم يموت كل عام نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية.