أخبارصحة

عادات جديده مكتسبه ومفيدة بسبب فيروس كورونا

د . محمد حافظ ابراهيم

 

  أجبرت جائحة فيروس كورونا العالم على التكيُّف مع تغيرات سريعه فى خلال عام 2020، لكن بعض عاداتنا المكتسبة حديثاً تستحق الاحتفاظ بها، حتى عندما ينتهي الوباء، فهناك بعض السلوكيات البيئة حدثت فى كوكب الأرض، مثل شراء السلع المحليه لصعوبه الاستيراد من الخارج، وخفض تنقلاتنا والابتعاد عن الرحلات الجوية، وهناك عادات اتبعناها خفضت من احتمالات إصابتنا بأمراض أخرى. 


وقال الدكتور آرت ماركمان، الأستاذ بقسم علم النفس بجامعة تكساس في أوستن، إن احتمال استيعاب العادة يعتمد إلى حد كبير على مدى تميزها مقارنة بالعادات القديمه الأخرى التي لدينا. وأشار إلى أنه قد يكون من السهل نسبياً تكوين عادة جديدة إذا لم يكن هناك ما ينافسها. وقال الدكتور آرت ماركمان إن الأمر يصبح أكثر صعوبة إذا تنافست معه عادات أخرى مثل الأكل الصحي عندما يستمتع شريكك بالوجبات السريعة كثيراً. حيث ان لديك بالفعل الكثير من الذكريات حول ما تفعله في مطبخك وغرفة الطعام، لذا فإن كل تلك الذكريات الأخرى تتنافس مع العادة الجديدة التي تحاول خلقها. 


واوضح أن مفتاح نقل العادات المكتسبه الجديده إلى عالم ما بعد الوباء هو توقع العقبات المحتملة.
ونظراً لتصادم العادات القديمة والجديدة مع تخفيف إجراءات الإغلاق في بعض مناطق عدة حول العالم، فهناك بعض العادات المفيدة التي يجب الحفاظ عليها لفترة طويلة بعد انتهاء الوباء مثل :


= شراء منتجاتك محلياً: فعندما دخل العالم في حالة من الإغلاق، لجأ كثير من الناس إلى أسواق المزارعين في الهواء الطلق وغيرها من الشركات الصغيرة لشراء المنتجات التي تشتد الحاجة إليها، وفقاً لإدارة الأعمال الصغيرة الأميركية. وساعد شراء الطعام المزروع محلياً في خفض بصمتك الكربونية، وفقاً لتقرير صادر عن حكومة ألبرتا، بكندا. 

 

يأتي جزء من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من المسافة التي يحتاج إليها الطعام للوصول إلى وجهته، والتي أطلق عليها التقرير وصف «أميال الطعام». في قانون الغذاء والطاقة لعام 2008. تعني عبارة منتج غذائي زراعي محلي أو إقليمي أن المنتج يسافر أقل من 400 ميل من نقطة المنشأ إلى حيث يتم تسويقه، أو يتم بيعه في الولاية المصنعة له.

 

= خفض التنقلات إلى العمل: فعندما أدى الوباء إلى إغلاق العديد من المكاتب و المدارس، سرعان ما قفز الناس على الإنترنت لمواصلة العمل و الدراسه تقريباً. وتم خفض سفر الأميركيون الى ما يقرب من 37 مليار ميل أقل في يونيو من عام 2020 مقارنة بنفس الشهر في عام 2019. وفقاً للإدارة الفيدرالية للطرق السريعة، تقدر وكالة حماية البيئة أن سيارة الركاب النموذجية تنبعث منها نحو 4.6 طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وقال الدكتور آرت ماركمان إنه رأى المزيد من الأشخاص يمشون إلى المتاجر القريبة للشراء، بالإضافة إلى خفض تنقلهم بسبب الوباء، الذي يؤكد أنه يمثل فائدة أخرى للبيئة. فيمكن للعمل من المنزل يومين في الأسبوع أن يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. 

 

= خفض السفر بالطائرة: حيث كانت شركات الطيران واحدة من أكثر الصناعات تضرراً خلال الوباء، وذلك مع إلغاء الرحلات الجوية بسبب مخاوف ترتبط بفيروس كورونا. ففي الولايات المتحدة وحدها، نقلت شركات الطيران مسافرين أقل بنسبة 70 في المائة في أغسطس 2020 مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019، وفقاً لمكتب إحصاءات النقل. ولا نقول إنه لا يجب عليك التوجه إلى الطائرة يوماً ما لزيارة جدتك مثلاً ولكن يمكن استبدالها بمكالمات جماعية عبر الفيديو بدلا من الرحلات.

 

وقالت الدكتوره سابينا شيخ، مديرة برنامج البيئة العالمية بجامعة شيكاغو، إن جودة الهواء تحسنت في جميع أنحاء العالم في ظل القيود الوبائية، ويعود سبب ذلك إلى تراجع الرحلات الجوية و الارضيه  ومع ذلك، فقد بدأت جودة الهواء في التدهور ببطء بعد إعادة فتح بعض الأماكن من جديد. حيث يمثل الطيران حالياً 2 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. 

 

= قضاء الوقت مع أحبائك على الطعام: فعندما بدأ الوباء لأول مرة، أصبح من الصعب بشكل كبير أو في بعض الحالات، رؤية أحبائنا شخصياً. وأمضت العائلات التي عاشت في نفس المنزل وقتاً معاً وغالباً ما شاركت في أنشطة متعددة. كما أتاح العمل من المنزل للعائلات فرصة الاستمتاع بالعشاء معاً. بالإضافة إلى زيادة وقت الترابط، أظهر تناول العشاء معاً كعائلة ارتباطاً إيجابياً بتناول الفواكه والخضراوات، وفقاً لدراسة جديدة.


= قضاء الوقت في الطبيعة: لجأ كثير منا إلى الطبيعة عندما تسلل فيروس كورونا إلى مدننا وبلداتنا. بالإضافة إلى الملاذ الترحيبي، فإن استكشاف الطبيعة يأتي أيضاً بفوائد صحية جسدية وعقلية، وفقاً لدراسة أجريت عام 2019. من بين الأفراد الذين أفادوا بأنهم يقضون ساعتين على الأقل في الأسبوع في الطبيعة، أبلغ واحد فقط من كل سبعة عن اعتلال صحته. ووجدت إحدى الدراسات أن الأطفال يحصلون أيضاً على فوائد لقضاء الوقت بانتظام في الطبيعة. حيث اكتشف الباحثون أن الأطفال الذين أبلغوا عن شعورهم بالارتباط بالطبيعة كانوا أكثر إيثاراً وحققوا درجات عالية على مقياس السعادة.

 

= عاده ارتداء كمامة عند المرض: في فترة ما قبل فيروس كورونا، نادراً ما كان الناس يرتدون أقنعة في الولايات المتحدة وفى العالم حتى عند إصابتهم بأمراض مثل الإنفلونزا. ولكن في الأشهر التي أعقبت الوباء، سارع الناس لشراء أقنعة للوجه بعد أن أصدرت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إرشادات اوضحت أن ارتداء الكمامات يمكن أن يخفض من فرص نقل فيروس كورونا من او الى الآخرين.حيث امكن لارتداء الكمامة أن يقلل بشكل كبير من انتشار فيروس الإنفلونزا. ففي عام 2020 أبلغت مراكز السيطرة على الأمراض عن انخفاض حاد في الإنفلونزا بالولايات المتحدة، وأرجع العلماء ذلك إلى اتباع إجراءات السلامة المرتبطة بمحاربة الفيروس بارتداء الكمامات .