أخباراقتصاد عربي

السخرية والغضب والحزن تعرض قلبك للخطر

د. محمد حافظ ابراهيم

 

توصلت الباحثون من جامعة تينيسي في الولايات المتحدة إلى أن الأشخاص الساخرين وسريعى الانفعال قد يعرضون قلوبهم للخطر، حيث وجدت دراسة أجريت على 2300 من الناجين من النوبات القلبية في الولايات المتحدة أن أولئك الذين أظهروا سمات شخصية معادية، بما في ذلك السخرية أو الاستياء أو نفاد الصبر والانفعال كانوا أكثر عرضة لخطر الموت من نوبة قلبيه ثانية خلال العامين التاليين .

 

ويعتقد الباحثون من جامعة تينيسي في الولايات المتحدة أن هذا قد يكون بسبب الحالة العاطفية لكونك سلبيًا باستمرار تضع ضغطًا على صحه القلب، فأولئك الذين يعادون الآخرين هم أيضًا أقل عرضة للاعتناء بصحتهم وأكثر عرضة للتدخين وشرب الكحوليات وسوء نمط الحياة والنظام الغذائي الغير صحى . حيث تتبع الباحثون، من جامعة تينيسي ، لمدة 24 شهرا 2321 من الناجين من النوبات القلبية، بعد أن تم قياس مستوى العداء لديهم في بداية الدراسة باستخدام اختبار الشخصية.

 

في نهاية العامين، تمت مقارنة معدلات بقاء المشاركين على قيد الحياة بدرجات شخصياتهم، حيث يمكن استخدام العداء بدقة للتنبؤ بفرصة وفاة شخص ما بسبب نوبة قلبية متكررة، وقال الباحثون، الذين كتبوا في المجلة الأوروبية للتمريض القلبي الوعائي، إن شخصية شخص ما يمكن أن تؤثر على القلب من خلال الآليات السلوكية والنفسية. وقالوا ان الأفراد المعادين زادوا أوقات التخثر، ومستويات الأدرينالين أعلى، ومستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية الطبيعية، وزيادة تفاعل القلب. وقد تؤدي هذه العوامل الالتهابية إلى حدوث أحداث قلبية وتزيد من النتائج السريرية السيئة، حيث وجدت الأبحاث السابقة أن التفاؤل له تأثير مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية وخفض هرمونات التوتر ومعدل النبض وضغط الدم.

 

والأشخاص ذوو النظرة الإيجابية يأكلون الاطعمه الصحيه بشكل أفضل ويمارسون المزيد من التمارين الرياضيه ويقل احتمال تناولهم لشرب الكحولياات . واوضح العلماء أن المزاج العام لشخص ما يغير مستويات الهرمونات الضارة والمفيدة في الجسم . فالتفاؤل، على سبيل المثال، يقلل من هرمونات التوتر والقلق مثل الأدرينالين والكورتيزول، والتي يمكن أن تضع عبئا على القلب وترفع ضغط الدم .

 

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتوره تريسي فيتوري من جامعة تينيسي في نوكسفيل ان العداء سمة شخصية تشمل السخرية أو الاستياء أو نفاد الصبر أوالانفعال . وإنه ليس مجرد حدث لمرة واحدة ولكنه يميز كيفية تفاعل الشخص مع الناس . ونحن نعلم أن التحكم في عادات نمط الحياة يحسن التوقعات بالنسبة لمرضى النوبات القلبية وتشير دراستنا إلى أن تحسين السلوكيات العدائية يمكن أن يكون أيضًا خطوة إيجابية لحياه صحيه افضل .

 

الغضب أكثر ضررا على الصحة من الحزن في الشيخوخة. فقد يكون الغضب أكثر ضررا في سن الشيخوخة من الحزن لأنه يزيد من الالتهابات . حيث يقول الخبراء إن فقدان الأحباء وزيادة الشعور بالوحدة أمور تدمر صحة المسنين، ولكن الباحثون في دراسة جديدة أجرتها الدكتوره ميجان بارلو بجامعة كونكورديا بكندا حيث اوضح الباحثون إن الغضب شائع وخطير ومتجاهل رغم أنه قد يسبب الإلتهابات المؤلمة التي تؤدي إلى تفاقم أمراض القلب والتهاب المفاصل والسرطان .

 

حيث اوضحت الدكتوره ميجان بارلو انه مع تقدم معظم الناس فى السن لا يمكنهم القيام بالأنشطة التي كانوا يقومون بها سابقا ، حيث قد يتعرضون لفقدان الزوج أو انخفاض في حراكهم البدني وقد يصبحون غاضبين . حيث فحصت الدكتوره ميجان بارلو وزملاؤها في الدراسة ما إذا كان الغضب والحزن يساهمان في حدوث الالتهاب، وهو استجابة مناعية للجسم للتهديدات المتصورة، مثل العدوى أو تلف الأنسجة . في حين أن الالتهابات القصيره بشكل عام تساعد على حماية الجسم وتساعد في الشفاء، إلا أن الالتهابات طويل الأمد يمكن أن يؤدي إلى أمراض مزمنة في سن الشيخوخة . حيث قام الباحثون بجمع وتحليل البيانات من 226 من كبار السن تتراوح أعمارهم بين 59 و 93 من مونتريال فى كندا .

 

وأكمل المشاركون استبيانات قصيرة حول شعورهم بالغضب أو الحزن، كما قام الباحثون بقياس الالتهابات من عينات الدم وسألوا المشاركين عما إذا كانوا يعانون من أي أمراض مزمنة مرتبطة بالعمر . وقالت الدكتوره كارستن وروش، من جامعة كونكورديا بكندا كذلك انها وجدت أن الشعور بالغضب يوميًا يرتبط بمستويات أعلى من الالتهابات والأمراض المزمنة للأشخاص في عمر 50 عامًا أو أكبر .

 

وقال الدكتوره ميجان بارلو إن الحزن قد يساعد كبار السن على التكيف مع التحديات مثل التدهور البدني والمعرفي المرتبط بالعمر لأنه يمكن أن يساعدهم على الانفصال عن الأهداف التي لم تعد قابلة للتحقيق . وأظهرت هذه الدراسة أن المشاعر السلبية ليست كلها بطبيعتها سيئة ويمكن أن تكون مفيدة في ظل ظروف معينة.