أخباراتصالات وتكنولوجيا

كيف نجعل حرم الجامعات أماكن خالية من التحرش”

في فعالية "جامعتي الآمنة" بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة

كتب:فتحًى السايح

في إطار مبادرة “لازم نتكلم” التيأطلقتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة في نوفمبر الماضي لرفعالوعي بأهمية مكافحة التحرش الجنسي، أقامت الجامعةالأمريكية بالقاهرة أول أمس فعالية باسم “جامعتي الآمنة”. ضمت الفعالية سلسلة من المناقشات والأنشطة التي تركز علىكيفية جعل حرم الجامعات أماكن آمنة وخالية من التحرشالجنسي. قاد الفعالية طلاب، وخريجي وأعضاء مجتمع الجامعة، وشهدت مناقشات ضمت متحدثين من جامعات عديدة. كما ضمتالفعالية العديد من الأنشطة الطلابية خارج القاعات وأجنحةللعديد من المنظمات الأهلية التي تعمل في مجال التوعية منهامؤسسة إحنا وهي مصر و The Community Hub وSafeKids. وكان الحدث برعاية إعلامية من المصري اليوم، إيجبتإندبندنت، الأهرام ويكلي، الأهرام أون لاين، وكايرو إيست، وكايرووست، وكايرو سنترال، و925.

وفي جلسة بعنوان “الجامعات تتحد: مكافحة التحرش في الحرمالجامعي” لمناقشة كيفية ضمان وجود حرم جامعي آمن ولتبادلالخبرات وأفضل الممارسات لمواجهة التحرش، أكد رئيس الجامعةالأمريكية بالقاهرة فرانسيس ريتشياردوني، أن التحرش ليسقضية تخص المرأة، أو الجامعة الأمريكية بالقاهرة أو مصر، بلهي قضية تخص جميع الأفراد في العالم كله.”

وأكد ريتشياردوني أن الجامعة تتبع سياسة عدم التسامح مطلقامع التحرش الجنسي وأوضح دور التدريب الإلزامي لكل أفرادالجامعة في رفع الوعي بالتحرش الجنسي. كما أشار إلى أهميةتعاون الجامعة الأمريكية بالقاهرة مع الجامعات المصرية لتبادلالخبرات حول أحدث الإجراءات في مكافحة التحرش الجنسيفي الجامعات.

ضمت جلسة “الجامعات تتحد” عددا من المتخصصين من مكاتبمكافحة التحرش بالجامعات المحلية والدولية والطلاب، وأدارهاالمستشار العام للجامعة الأمريكية بالقاهرة ويوسف هاشم، طالبورئيس النادي الطلابي للمناظرات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وناقشت هند الهلالي مدير مدير وحدة مناهضة العنف والتحرشبجامعة عين شمس دور الوحدة التي تم إطلاقها منذ 6 سنواتلوضع السياسات وحماية جميع النساء في الحرم الجامعي.

كما ناقش أسامة مدني، عميد كلية الآداب بجامعة المنوفية، ضرورة تمكين الطلاب ومدى اختلاف قضية التحرش الجنسيفي المناطق الريفية.

وناقشت ريم المغربي، مدير مكتب التكافؤ المؤسسي والمنسقالمختص بالباب التاسع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، دورالجامعة في مكافحة التحرش الجنسي. كما تحدثت أيضًا عنخط المساعدة لشكاوى الأخلاقيات، والذي تم إطلاقه مؤخرالتشجيع أعضاء مجتمع الجامعة على الإبلاغ عن أي انتهاكحقيقي أو محتمل لسياسة الجامعة.

كما ضمت الفعالية أيضا مناقشات قادها الجمهور وأعضاء هيئةالتدريس والطلاب حول تعريف معنى التحرش بالإضافة إلىعروض مسرحية قصيرة قدمها طلاب قسم الفنون بالجامعة.

قال يوسف هاشم، طالب ورئيس النادي الطلابي للمناظراتبالجامعة الأمريكية بالقاهرة: “من المهم دائمًا أن يشارك الطلابفي كل المناقشات لأن الطلاب هم أصحاب المصلحة الرئيسيونفي أي جامعة. لدينا مشكلة في طبيعة النقاش نفسه لأننا نهاجمدائمًا – ولا نقوم بتقديم الحلول. والحل هو أهم شيء، ونحن لمننشأ بهذه العقلية خاصة فيما يتعلق بموضوع التحرش. لذا عليناأن نستمر في العمل على مواجهة هذه المشكلة، وبالطبع لن يكونلدينا دائمًا حلول حاسمة لأن التحرش ليس موضوعًا يمكن حلهفي يوم واحد – هذه قضية تحتاج منا معالجة ومناقشة دائمة.”

كما ضمت الفعالية “مش ذنبك” وهو عرضا مسرحيا نظمه قسمالفنون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عن التحرش الجنسي. قالتنادية عزالدين، طالبة المسرح والاتصال التسويقي المتكاملبالجامعة الأمريكية بالقاهرة: “إن الفكرة من وراء المسرحية هيإظهار مشاعر الناس بشأن التحرش، لكي نخبر الناس بأنهمليسوا وحدهم في هذا الأمر. ليس دور المسرح إخبارك بما يجبعليك فعله أو عدم فعله، بل دور المسرح هو إثارة القضايا التي لايتحدث عنها كثير من الناس وبدء المناقشات.”

وأضافت عزالدين: “نحن بحاجة إلى التوقف عن تطبيع وقبولالأمور غير الطبيعية. ويملك كل فرد قوة التغيير بطريقة مختلفةفي القطاعات والوظائف مختلفة. لا ينبغي أن تكون مناقشةموضوع التحرش محظورة بعد الآن.”

عندما سئلت عزالدين في جلسة النقاش عما إذا كان التحرشالجنسي هو قضية خاصة بالمرأة أم من قضايا حقوق الإنسان، طلبت عزالدين من الجمهور رفع أيديهم إذا كانوا قد تعرضواللتحرش من قبل، أو على معرفة بشخص تعرض للتحرش أوالأذى، رفع جميع الحضور أيديهم، وأوضحت عز الدين أن ذلكيوضح أن التحرش قضية إنسانية.

كما قام خريجو الجامعة المعروفين بمشاركة تجاربهم الشخصيةوآرائهم حول التحرش الجنسي من خلال “محادثات خريجيالجامعة الأمريكية بالقاهرة”.

قال عمر سمرة، مغامر ورائد أعمال وخريج الجامعة عام 2000: “إن هناك العديد من الطرق للمشاركة، “أحدها في الواقع هوالاستماع فقط. إن الاستماع هو البداية وهو استخدام صوتك فيمجتمعك.” أوضح سمرة أنه يستخدم منصته لمناقشة الموضوعاتالتي يهتم بها، قائلا: “لقد وصلت إلى مرحلة لا أستطيع الصمتبعدها، واعتقدت أنه يجب أن أشارك، لم أكن أعتقد أن هناك عددًاكافيًا من الناس يتحدثون عن التحرش، وبالتأكيد لا أعتقد أنعددًا كافيًا من الرجال يتحدثون عنه.”

وتحدثت جالا الحديدي، خريجة الجامعة عام 2005 و2007 والميزو سوبرانو العالمية، عن تجربتها الشخصية مع التحرشوكيف اختارت التعامل معها بشكل إيجابي، “أي شيء يحدثدون موافقتك يسمى تحرش، ولكن الأمر متروك لك لاتخاذ قراربألا تكوني ضحية.” وشجعت الحديدي النساء على الاستمرارفي مواجهة التحرش قائلة: “أطلب منك التفكير وإعادة النظر، والسيطرة على عواطفك … وأن تقرري السيطرة على حياتك … هل تريدين حقًا أن تعيشي كضحية كل حياتك؟ يستغرق الأمروقتًا … استغرق الأمر مني عشر سنوات.”

وشارك طارق الإبياري الممثل وخريج الجامعة عام 2012 بآرائهحول التحرش وكيف عالج مشروع تخرجه، وهو فيلم تحت عنوان”بنطلون جوليت”، هذه القضية. وناقش أحمد علاء فايد أستاذمساعد الإدارة والسياسة العامة بجامعة النيل وخريج الجامعةعام 2013، كيف يمكن للرجال استخدام امتيازاتهم لتمكين المرأة، والتأكد من تمتعهم بحقوق متساوية، وتطبيق المساواة، وحمايتهممن خلال آليات الإبلاغ.

تستمر سلسلة حوارات “لازم نتكلم” حتى شهر يونيو 2021 وتتناول العديد من القضايا الهامة الخاصة بالتحرش منهاوتحقيق الأمان والشمولية والتنوع في أماكن العمل والإطارالقانوني والتشريعات لمواجهة العنف ضد المرأة.