أخبارصحة

تزايد تناول اللحوم الحمراء وانتشار فيروس كورونا

د. محمد حافظ ابراهيم

 

يتناول الكثير من الناس اللحوم الحمراء لأنها غنية بالبروتين  الحيوانى وتمد الجسم بفيتامينات و معادن كثيره . لكن بالنظر الى أثرها الصحية يكون سيئا خاصا عندما يتقدم الإنسان في العمرحيث اوضح الباحث في جامعة يورك الكندية الدكتور روي يونغ، وهو عميد كلية العلوم بالجامعة الكندية، إنه يتوجب عليا أن ننتبه إلى ان البروتينات التي نتناولها حتى وإن كانت مفيدة فان زيادتها عن واحد جرام لكل كيلو من وزن الجسم و اكثر من مرتين فى الاسبوع يكون ضررها كبير خاصا عندما يتقدم العمر .

 

وشرح الدكتور روي يونغ أن البروتينات التي نحصل عليها من خلال اللحم تحدث هذا الأثر السلبي وغير المرغوب فيه بسبب افراز مادة تعرف بـ”هيدروجين السولفيد”. وأوضح الدكتور روي يونغ أن البروتينات التي تدخل جسمنا عن طريق تناول اللحم تجبرُ لانسجه الجسم على إفراز هيدروجين السولفيد، وهو غاز سام له رائحة شبيهة بالبيض الفاسد لو اشتمه الإنسان . 

 

وفعليا يحتاج الجسم إلى هذا الغاز، لكن بكميات محدودة، وهو ما يعني أن الإكثار من اللحم هو سبب المشكلة، وليس تناولها بشكل معتدل . ويتعرض المفرطون في تناول اللحم، لاضطرابات صحية كثيرة عندما يتقدمون في العمر مثل الكولسترول وارتفاع ضغط الدم . وأوضح الدكتور روي يونغ أن جسمنا يقوم بإفراز هذا الغاز الذي يعرف بـ”H2S” على شكل جزيئات تؤدي وظيفة مرسلات كيميائية، لكن تبين لعلماء الصحة أن إفراز هذه المادة مرتبط أيضا بنظامنا الغذائي .

 

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، كشفت دراسات طبية أن خفض بعض المواد الغذائية الحيوانيه و زياده استهلاك الخضروات و الفواكه يساعد على بقاء الإنسان في حالة صحيه أفضل عندما يتقدم في العمر. واكتشف الخبراء أن الخفض من منسوب مادة ” هيدروجين السولفيد ” التى يفرزها الجسم بسبب الافراط فى تناول البروتينات الحيوانيه  وما تحتوي عليه من أحماض أمينية، بإمكانه أن يزيد أمد الحياة الصحى بشكل ملحوظ .

 

وتم إجراء تجربة وسط الحيوانات، وجرى خفض حصتها اليومية من الأحماض الأمينية، فتبين بعد فترة أنها حافظت على صحة أفضل في الأوعية الدموية، وهو ما يعني أنها ستحظى بعمر أطول ومشكلات صحية أقل .

ففي الولايات المتحدة تشير البيانات الصحية، إلى أن الامريكان يتناولون ما يزيد عن الضعفين ونصف الضعف، من احتياج الجسم اليومي من أحماض السولفور الموجودة بكثرة في اللحوم. وبما أن هذه الأحماض موجودة بكثرة أيضا في السمك والدجاج، فإن الخبراء يحبذون الحصول على البروتينات الطبيعيه من خلال الأغذية النباتية الموجوده فى الخضروات والفواكه و اللحوم البيضاء من الاسماك و الدجاج المنزوع الجلد   .

 

وقال «برنامج الأمم المتحدة للبيئة» ان خفض تناول اللحوم الحمراء يحد من انتشار فيروس كورونا. وإن تناول كميات أقل من اللحوم يمكن أن يساعد في خفض أخطار انتشار الجائحة، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة.

 

وذكر الدكتور فيليب ليمبري، من منظمة الصحه الذي يدعم مركز الأبحاث، أنه في الوقت الذي يواصل فيه جزء كبير من العالم محاربة جائحة (كوفيد – 19)، لم يكن من الأكثر وضوحاً من قبل أن رفاهية الناس والحيوانات، البرية وفي المزارع، متشابكة. وحذروا من أنه إذا استمر تدمير النظم البيئية، فإن الإمدادات الغذائية للسكان ستكون في خطر، وأضافوا أن التحرك نحو مزيد من الأطعمة النباتية ضروري لضمان عدم تسارع فقدان التنوع البيولوجي.

بالإضافة إلى ذلك، يجب حماية المزيد من الأراضي الزراعيه المنتجه للغذاء الزراعى الصحى الطبيعى، ويجب أن تصبح الزراعة الطبيعيه أكثر توافقاً مع البيئة. حيث تم تحويل النظم البيئية الطبيعية بشكل متزايد إلى أراض صالحة للزراعة بواسطه السماد الكيمائى و كذلك المراعى مما أدى إلى فقدان مَواطن كثيرة للحيوانات لاماكن تكاثرها الطبيعيه مما اثرعلى نوعيه اللحوم المنتجه منها وكذلك الخضروات و الفواكه اى اصبح غالبيه الناس تاكل من الخضروات والفواكه و اللحوم التى تحتوى على الاسمده الكيمائيه المضره بالبيئه و الانسان مما ادى الى انتشار الميكروبات و الفيروسات  .