أخبارصحةعام

مشاعر الحزن والإكتئاب

د محمد حافظ ابراهيم

 

الحياة مكتظه بالمشكلات والضغوط سواء من العمل او المنزل و يتوجب علينا التعامل معها من أجل الاستمرار والمضى قدمًا فى حياتنا فالحزن جزء من هذه الحياة فهو مشاعر مثل السعادة والحب والضحك وغيرها، ولكن عندما يتحول هذا الحزن إلى اكتئاب وقلق شديد، هنا يجب التدخل للعلاج. 

 وهناك خلط بين الحزن والاكتئاب، فالحزن مقطع صغير من الاكتئاب الذى يعزز مشاعر القلق والندم، وبالتالى لا يمكن تفسير كل حزن بشكل خاطئ على أنه اكتئاب ، فالحزن عاطفة مؤقتة وشعور يأتى ويختفى بعد لحظات قصيرة او طويله ، فى حين أن الاكتئاب يأتى فى أى وقت دون سبب وقد يستمر لفترة طويلة كما يؤثر على الراحة النفسيه والصحة الجسدية والروحية. فمشاعر الحزن و الاكتئاب هى :

 1 حزن شديد: الحزن احتمال شائع يمكن أن يحدث في جميع الفئات العمرية ولكنه مؤقت ويمكن التغلب عليه، أما الاكتئاب عبارة عن مجموعة من المشاعر الغامرة ليس لها مصدر وقد يؤدى إلى حالة من الارتباك ويبقى لفترة طويلة حيث تسيطر مشاعر سلبية على الإطار العقلى الإيجابى.

 2 حزن بلا سبب: عندما يكون الحزن منتظمًا هناك دائمًا سبب وراء ذلك وأنت تعرفه بالضبط، لكن فيما يتعلق بالاكتئاب فأنت تواجه تدفقًا مفاجئًا من المشاعر التى ليس لها أصل أو سبب.

 3 إنجاز العمل مهمة: إذا كان الأمر متوقف على الحزن فقط فأنت تنجز مهامك بشكل طبيعى، أما الاكتئاب فيمنع الشخص من التفكير والعقل من إنجاز أى شيء مفيد، حيث يتملك الشخص شعور بأن الحياة ليس لها معنى وبالتالى يفضل ترك الأشياء كما هى.

 4 تفقد الاهتمام بأصدقائك: فى الحزن يبحث الناس عن الراحة مع أصدقائهم وعائلاتهم، لكن فى الاكتئاب تحاول أن تتجنب من حولك حيث يصبح عقلك مملوء بالمشاعر السلبية وتفضل وقتها العُزلة وهذا بدوره قد يُصيبك بنوع أكثر حدة من الاكتئاب.

 5 تقلبات مزاجية حادة: الحزن يُسبب تقلبات مزاجية ولكن عند التعافى يترك مجالًا للاعتذار والقبول مع الآخرين، لكن الاكتئاب يمكن أن يؤدى إلى مستويات عالية من القلق والغضب وقتها لا يسمح الشخص بأى نوع من المصالحة والنقاش.

 6 تفقد التركيز فى اى شيء: فالاكتئاب يفقدك التركيز فى كل شيء و يحرمك من القدرة على التركيز فى اى شئ ويلغى التفكير العقلى تمامًا.

 اذا متى تزور الطبيب النفسى : طبعا احد علماء الطب النفسى هو الدكتور يحيى الرخاوى حيث اوضح يستحسن بلاش و هى  إجابة ساخرة قصيرة حيث ان الناس أصبح لديها وعي زيادة عن اللازم فيما يخص الذهاب للطبيب النفسي، فأي شخص يشعر بالحزن العادي يذهب للطبيب  ويشخص نفسه على أنه اكتئاب وهذه المبالغة في الذهاب للأطباء النفسيين ليست جيدة إلا إذا استدعت الحالة بالفعل، وهناك حالات تستدعي ذلك مثل وجود اعراض من الهلوسة وغيرها لكن هذا لا يعني أن أي حزن تمر به تذهب للطبيب النفسي.

 وان قديما الناس كانت تعيش في أمان الله بدون أطباء نفسيين فيما عدا طبعا الأمراض الخطيرة مثل الاعتداء على النفس أو الآخرين أو الجنون. وأن كثرة الدعاية لضرورة الذهاب لطبيب نفسي جعلت أي شخص يصاب بأى حزن طبيعي يذهب للطبيب بدون حاجة حقيقية، وهذا يسمى “نفسنة المجتمع” أي جعل العواطف والمشاعر عبئا يلقيه الإنسان على الطبيب النفسي ليتحمل الطبيب مسئوليتنا تجاه أنفسنا.

 وأن الحزن شعور طبيعي يجب علينا تحمله وهو يختلف عن الاكتئاب المرضى، وإذا لم تتحمل نفسك في حالات الحزن والإحباط فلن تصل للإبداع والنجاح، لكن الحالات التي تستدعى الذهاب للطبيب النفسي تتمثل في عدم القدرة على استكمال الحياة كما كنت في السابق أو التوقف عن الأشياء التي اعتدت عملها.

 وعن علامات الصحة النفسية قال الدكتور يحيي الرخاوي هناك مقولة أتفق معها تماماً مع العالم النفسي”فرويد” وهي أن “الصحة النفسية هي أن تعمل وأن تحب“، وذلك رغم اختلافي مع فرويد في تفكيره بصفة عامة.