أخبارصحة

الكمامات تحد من عدوى كورونا لكن لا تمنعها تماما

د. محمد  حافظ ابراهيم

بعد أن أصبحت الكمامة أبسط ألاسلحه في الحماية من الإصابة  بالفيروس التاجي كورونا المستجد، وباتت أحد أساسيات الحياة في زمن الوباء. لكن الكثير منا يتسأل هل يرتدي كمامة واحدة أم أثنين أيهما يحمي من الوباء التاجي أكثر من الآخر . أم أن الكمامه تشكل خطورة على الجهاز التنفسي للإنسان لارتدائها لفترات طويلة. 

 

أكد علماء في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، أن ارتداء كمامتين فوق بعض قد يمنح حماية أكثر من 90%. حيث يقول العلماء أن الكمامة سواء مصنوعة من القماش أو الكمامة الطبية، فكل واحده فيهم عند ارتدائها على حدى تمنح حماية 70 % فقط من الأجسام المعدية.

  

وظهر فيروس كورونا لأول مرة في العالم بنهاية شهر ديسمبر عام 2019 في مدينة ووهان التابعة لإقليم هوبي الصيني، وتسبب في دخول أكثر من نصف سكان العالم إلى عزل صحي من أجل مواجهة الموجة الأولى من الفيروس. حيث بلغت إصابات كورونا حول العالم عشرات الملايين، وهو الرقم الذي لم يتوقف عن الزيادة بمعدلات كبيرة منذ انتشار الجائحة.

 

وتشهد عدد من الدول ارتفاع جماعي في معدلات الإصابة اليومية بالفيروس التاجي، وهي المرحلة التي صنفتها بعض الدول بأنها الموجة الثانية للفيروس، والتي حذرت منظمة الصحة العالمية في أكثر من تصريح سابق على لسان مسؤوليها بأنها ستكون أكثر شراسة من الموجة الأولى. حيث لازالت منظمة الصحة العالمية تطالب الدول بتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي بالإضافة إلى الإجراءات الصحية المُتمثلة في ارتداء الكمامات و غسيل الايدى باستمرار .

 

أثبت باحثون يابانيون ان الكمامات تحد من عدوى كورونا لكن لا تمنعها تماما . حيث يمكن للكمامات الحماية من جزيئات فيروس كورونا  كوفيد-19  المنتشرة في الهواء، لكن حتى أجود الأنواع لا يمكنها وقف خطر انتقال العدوى بشكل كامل .


وعلماء بجامعة طوكيو قاموا ببناء غرفة معزولة ووضعوا بها وجوه تماثيل مواجهة لبعضها البعض، أحدها مزود ببخاخ يحاكي السعال وينشر جزيئات حقيقية لفيروس كورونا، فيما تحاكي بقية الرؤوس عملية التنفس الطبيعي في حين يتطاير الفيروس في الهواء. وجد الباحثون أن الكمامة القطنية حدت من استنشاق الفيروس بنسبة 40% فيما حدت الكمامة “إن95” الطبية منه بنسبة 90%، ولكن حتى مع وضع الكمامة الطبية بإحكام على وجه التمثال، تسربت جزيئات من الفيروس عبرها. وعندما وضعت الكمامة، سواء القطنية أو الطبية، على وجه التمثال الذي ينشر المرض، حدت من انتشار الفيروس بنسبة 50%. . وفي الدراسة قال الباحثون ان النتيجة كانت أفضل عندما وضعت الكمامة على وجه من ينشر الفيروس عن من يستقبله.

وهناك إجماع متزايد بين خبراء الصحة على أن فيروس كوفيد-19  يمكن أن ينتقل عن طريق الهواء الساكن . وعدلت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها توصياتها الإرشادية بأن مسببات المرض يمكن أن تظل عالقة في الجو لمده طويله . واستخدم فريق منفصل من الباحثين اليابانيين عمليات محاكاة باستخدام حواسيب فائقة القدرات لإثبات أن رطوبة الجو تؤثر بدرجة كبيرة على إبطاء انتشار جزيئات الفيروس .