أخبارصحة

علامات ضعف الجهاز المناعى و كيفيه تقويته طبيعيا

د. محمد حافظ ابراهيم

 

كشف تقرير صادر عن جامعة تكساس الأمريكية، عن بعض المؤشرات التي تمكنك من تحديد ما إذا كان جهازك المناعى ضعيفا أم قويا لمواجهة إصابتك بالأمراض والفيروسات المختلفة، فهناك بعض الأعراض والمؤشرات التي تنبهك بوجود مشكلة في جهازك المناعى الذى يجب عليك تعزيز صحته والعمل على تقويته النظام الغذائي الصحى الطبيعى. أهم علامات ضعف الجهاز المناعى هى :

1.إلاصابه الروتينيه بالالتهابات : احدى علامة ضعف الجهاز المناعى، حيث تتمثل مهمته  في تحديد واستهداف وتدمير الفيروسات والبكتيريا والخلايا التي تهاجم الجسم، فإذا كان الشخص يمرض بشكل روتيني ، فأن جهاز المناعة  لا يقوم بعمله.

2.التعب المستمر: أظهرت الأبحاث وجود علاقة معقدة بين الجهاز العصبي وجهاز المناعة، فعندما لا يعمل الجهاز المناعي بشكل صحيح ، فإن الأجهزة الأخرى تعاني من خلل يمكن أن يساهم في التعب المزمن، لذا فهذا يفسر شعورك الدائم بالإرهاق و مشاكل الهرمونات، ومشاكل الصحة العقلية، وارتفاع مستويات التوتر.

3.الطفح الجلدي والتهيج، خاصة أن الجلد هو عضو يتفاعل مع جهاز المناعة ويعتمد عليه مثل أي عضو آخر، حيث ارتبطت ضعف الاستجابة المناعية بمجموعة متنوعة من الأمراض الجلدية، وهذا ما يفسر أيضا اصابتك بالتهاب الجلد التماسي والصدفية وغيرها من الأمراض الجلدية المناعية.

 4.مشاكل المعدة: أن هناك ارتباطا بين الجهازين المناعي والجهاز الهضمي، حيث يرتبط جهاز المناعة الضعيف بمشاكل الأمعاء مثل متلازمة القولون العصبي.

 5.الجروح بطيئة الالتئام : نظرا لأن الجهاز المناعي يلعب دورًا رئيسيًا في التئام الجروح، وقد تشمل الأسباب الأخرى لتأخر التئام الجروح انخفاض مستويات هرمون النمو البشري أو نقص الزنك أو مرض السكري.

 

ويعتبر الجهاز المناعي خط الدفاع الأفضل الذي تمتلكه أجسامنا، ولهذا يجب علينا تقوية هذا الدرع دائماً وتعزيز دفاعات جسمنا، وهنا نحن لا نتكلم فقط عن الأوشحة والمعاطف الشتوية، على الرغم من أن تلك الأشياء قد تكون مفيدة حقاً، بل إن ما نتحدث عنه هو البقاء بصحة جيدة، للحفاظ على حيويتنا وعلى أجسامنا خالية من الأمراض، فيجب علينا تقوية جهاز مناعتنا، وهناك بعض النصائح التي تفيد في بناء نظام مناعة قوي مما يساعد أجسامنا على محاربة البكتيريا والفيروسات الشريرة.

كيف يعمل جهاز المناعة: تبدأ معركة الجسم المناعية من الفم، لان اللعاب يحتوي على مضادات قوية مثل الليزوزيم، اللاكتوفيرين وألفا الأميليز، ولكن إذا ما استطاعت بعض الجراثيم تخطي هذا الحاجز، فسيكون عليها بعد ذلك مواجهة حمض الهيدروكلوريك الذي يوجد لدينا في المعدة، وإذا ما بقيت الجراثيم على قيد الحياة، سيتوجب عليها مواجهة البروتينات والمركبات الكيميائية التي توجد في جهازنا الهضمي والتي تعمل على تفكيك وتحليل البكتيريا السيئة.وإذا لم تجدِ أي من الدفاعات السابقة نفعاً، فإن البكتيريا الجيدة التي تسكن في أمعائنا ستبدأ بالعمل حتى تمنع البكتيريا السيئة من دخول مجرى الدم أو من الترسخ في الأمعاء الدقيقة والقولون، لذلك يمكن اعتبار هذه البكتيريا الجيدة التي تسمى البروبيوتيك على أنها جيشنا الخاص الذي يتصدى للمرض.

إطعام جيوش البكتيريا: يشكل الجهاز الهضمي أكثر من 70% من الجهاز المناعي، فهو المكان الذي تعيش فيه بكتيريا الأمعاء الجيدة، التي تحارب بمجموعها الكثير من الأشياء الممرضة والمقززة.فإذا أردت لهذه البكتيريا أن تعمل بشكل جيد، يجب عليك أن تغذيها، وهي تحب تناول الأطعمة الصحيه الكاملة الغنية بالألياف والمغذيات و المعادن، في حين أنها لا تفضل الأغذية المصنعة والدهون والسكريات، ومن هنا يمكن القول بأن تناول وجبة غذائية متوازنة من الأغذية الكاملة، يمكن أن تكون الطريقة الأفضل للحماية ضد جميع أنواع الفيروسات والالتهابات.فإذا كان نظامك الغذائي رديء، فإنك ستصاب بالمرض بمعدل أكبر وستبقى بالفراش  في حين أن تناول المأكولات السيئة للبكتيريا الصديقة للأمعاء أثناء مرضك لن يؤدي لجعل حالتك تصبح أكثر سوءاً، إلّا أن التغذية الجيدة، من ناحية أخرى، تمكّن جسمك من إعطاء دفعه سريعة ومباشرة إلى أولئك الغزاة من الجراثيم.

البريبايوتك والبروبيوتيك: هل تريد أن تبقي جنودك من البكتيريا الصحية على أهبة الاستعداد؟ إليك كيف يمكن أن تحافظ على تغذيتها. حيث تساعد البريبايوتك (أو ما يعرف أيضاً باسم بكتيريا الطعام) على تغذية أصدقائنا من الميكروبات الجيدة، وهي أساساً، شكل من أشكال الألياف شبه القابلة للهضم، وبشكل عام يجب عليك الحصول على ما لا يقل عن حصتين أو ثلاثة حصص من الأطعمة الغنية بالبريبايوتك كل يوم، ويجب عليك تناول حصص أكبر من البريبايوتك إذا كنت تعاني من حالة صحية سيئة وتحتاج للحصول على دعم إضافي لبكتيريا الأمعاء.

أفضل المصادر الغذائية الكاملة من البريبايوتك هي:

  • الخضروات: الهليون، الثوم، الخرشوف، الكراث، البصل.
  • الكربوهيدرات: الشعير، الفول، الشوفان، الكينوا، الشعير، القمح الكامل، البطاطس، البطاطا الحلوة
  • الفواكه: التفاح، الموز، التوت، الحمضيات، الكيوي.
  • الدهون: بذور الكتان وبذور التشيا.

 

إن البروبيوتيك (البكتيريا نفسها) تساعدنا على البقاء في صحة جيدة والتعافي بشكل أسرع من المرض إذا كنا نعاني منه، فإذا كنت بصحة جيدة، حاول تناول حصة أو حصتين من الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك كل يوم، أما إذا كنت تحاول منع أو تخفيف مشكلة طبية ما تعاني منها فتناول مقداراً أكبر.

أفضل المصادر الغذائية الكاملة من البروبيوتيك هي:

  • الألبان: اللبن الزبادي، الجبن، الفطر الهندي
  • الخضار المخمرة: المخللات، مخلل الملفوف و الخيار، 
  • فول الصويا المخمر

 

على الرغم من أن تناول الكثير من البريبايوتكس والبروبيوتيك يمكن أن يساعدك على محاربة الفيروسات والالتهابات والبكتيرية، إلّا أن ذلك لا يحمي أجسامنا بشكل قاطع من جميع الغزاة، فأحياناً نصاب بالامراض.

كيفية يمكن أن لا نصاب بالمرض: ربما سمعنا ملايين المرات أنه لا يوجد علاج لنزلات البرد، ولكن هل هناك طريقة لتسريع الشفاء منها على الأقل؟ في الواقع يوجد طريقة قد تكون فعالة حقاً، فبعض الأطعمة يمكن أن تساعدك على التخلص من ذلك الشعور السيء بشكل أسرع، ومنها:

  • الثوم: يعمل الثوم كمضاد حيوي ويقلل من شدة نزلات البرد والالتهابات الأخرى.
  • حساء الدجاج الطبيعى: يوفر حساء الدجاج السوائل والشوارد اللازمة للجسم، كما أنه يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات قد تقلل من أعراض البرد، ولكن عليك تناول حساء دجاج الطبيعى  من النوع الذي يتم تحضيره في المنزل، وليس النوع المعلب الجاهز.
  • الشاي الأخضر: يعزز الشاي الأخضر من إنتاج خلايا (B) المضادة، مما يساعدنا على التخلص من غزو الكائنات الممرضة.
  • العسل: يحتوي العسل على خصائص مضادة للجراثيم ومضادة للميكروبات ويساعد على التخفيف من أعراض السعال، لذلك فقد يكون كل ما تحتاجه لتخطي أعراض البرد هو بضعة ملاعق صغيرة من العسل في كوب من الشاي الأخضر.

 

إطعام البرد، وتجويع الحمى: هل صحيح أن نصوم عندما تكون مصابين بالحمى؟ حسناً قد يكون هناك نوع من الحقيقة خلف هذا القول المأثور، فأجسامنا معقدة، ولم يستطع العلماء حتى الآن تقديم جميع الإجابات على ذلك، ولكن كل ما نحتاج لمعرفته هو كيفية الاستماع إلى أجسامنا، حيث يمكن لشهيتنا أن تعطينا صورة أوضح عما ينبغي علينا تناوله أو تجنب تناوله فعندما نكون مصابين بالمرض،فعدد قليل منا قد يرغب بتناول الطعام إذا ما كان يعاني من الانفلونزا أو التهاب المعدة والأمعاء، وذلك لأن الانفلونزا والالتهابات البكتيرية تخلق التهابات قد تؤدي إلى قمع الشهية، لذلك، فإذا كان جسمك يخبرك بألّا تتناول الطعام، فربما يجب عليك الاستماع والاستجابه له .

عاداتنا الغذائية: من الجيد أن نتناول الأطعمة التي تحتوي على الفوائد الغذائية، ولكن إذا كنا نرغب حقاً في أن نعطي جهازنا المناعي دفعة قوية، يجب علينا إعادة النظر في كيفية تناولنا للأطعمة، فمثلاً:

  • ما هو المقدار الذي تتناوله من الطعام؟ تناول كميات أكبر أو أقل مما تحتاج إليه من الطعام قد يضر بالكيفية التي يمكن أن يستجيب من خلالها نظامك المناعي للغزاة.
  • ما هي كمية الدهون التي تتناولها؟ يمكن لتناول الكثير من الدهون (وخاصة الدهون المشبعة واوميجا 6 والأحماض الدهنية) أن يضر بأمعائك ويقلل من أداء جهازك المناعي، ولكن من ناحية أخرى، فإن الاعتدال في تناول الدهون الصحية، مثل المكسرات وزيت الزيتون والأفوكادو، يمكن أن يوفر مصدراً جيداً لفيتامين (E)، مما قد يساعد على التقليل من خطر الإصابة بالأنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي.
  • ما هي كمية السكريات التي تتناولها؟ إن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من السكريات المضافة والكربوهيدرات قد تقلل من أداء كريات الدم البيضاء وتشجع على تشكل الالتهابات، مما يلحق الضرر بالنظام المناعي في الجسم.
  • هل تحصل على ما يكفي من البروتين؟ إن قلة استهلاك الأغذية الغنية بالبروتين والحديد والزنك قد يقلل مناعة الجسم، وبشكل عام، يجب إضافة حصة واحدة من البروتين للنساء وحصتان للرجال في كل وجبة.
  • هل تتناول ما يكفي من الفواكه؟ لا بد من تناول الكثير من الفواكه والخضروات للحصول على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجهاز المناعي، فهذه الأطعمة تحتوي على الحديد والزنك والمغنيسيوم والمنجنيز والسيلينيوم والنحاس وحمض الفوليك والفيتامينات (A)، و(C)، و(D)، و(E)، و(B6) و(B12)، لذلك يتوجب على الجميع دون استثناء تناول الخضار والفواكه.

 

يجب ان نتذكر و نتاكد أن النظام الغذائي الطبيعى و الصحي والمتوازن يدعم الجهاز المناعي لتجنب الإصابة بالفيروسات و البكتريا و جميع الالتهابات المسببه للامراض. اى ان الحياه الصحيه الطبيعيه هى الاساس فى تقويه الجهاز المناعى للانسان فى اى مكان .