د محمد حافظ ابراهيم
ان رؤية المساحات الخضراء مرتبطة بالحياه الانسانيه الطبيعيه وبانخفاض الرغبة الشديدة في تناول الكحول و التدخين وكذلك الأطعمة غير الصحية . حيث اوضحت دراسة من جامعة بليموث وجامعة إكستر في بريطانيا وجامعة فيينا بالنمسا أن الناس الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء والحدائق أقل عرضة بشكل ملحوظ للتدخين و كذلك من المرجح أن يقلع المدخنون في الأحياء الخضراء عن التدخين بنجاح في وقت أسرع، وهى الدراسة الأولى التي توضح أن النظر والوصول إلى المساحات الخضراء المجاورة يرتبط بانخفاض معدلات التدخين و استهلاك الكحوليات.
واستخدم الباحثون البيانات التي تم جمعها من خلال المسح الصحي لإنجلترا، الذي يتم إجراؤه سنويًا نيابة عن مكتب المملكة المتحدة للإحصاءات الوطنية، وفحصوا ردود أكثر من 8000 بالغ على أسئلة حول صحتهم، والمكان الذي يعيشون فيه، وعوامل مختلفة أخرى تتعلق بنمط الحياة.
و اظهر البحث ان من بين المشاركين في برنامج الصحة والسلامة والبيئة، وصف أقل من الخمس بقليل (19٪) أنفسهم بأنهم مدخنون حاليون بينما قال نصفهم تقريبًا (45٪) إنهم دخنوا بانتظام في مرحلة ما خلال حياتهم . و كان الأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات النسبة العالية من المساحات الخضراء أقل عرضة بنسبة 20٪ لأن يكونوا مدخنين حاليين من أولئك الموجودين في المناطق الأقل خضرة.
و اظهر البحث ان من بين الأشخاص الذين دخنوا في مرحلة ما خلال حياتهم، كان أولئك الذين يعيشون في الأحياء الأكثر خضرة أكثر عرضة بنسبة يصل إلى 12 ٪ للإقلاع عن التدخين بنجاح. و اوضح الباحثون أن تحسين الوصول إلى المساحات الخضراء قد يشكل استراتيجية صحية عامة للحد من انتشار التدخين، خاصة بالنظر إلى أن امتصاص التدخين والإقلاع عنه يتأثران بالإجهاد.
أظهرت الدراسات السابقة التي أجراها نفس الفريق من جامعة بليموث وجامعة إكستر في بريطانيا وجامعة فيينا أن القدرة على رؤية المساحات الخضراء من منزلك مرتبطة بانخفاض الرغبة الشديدة في تناول الكحول والسجائر والأطعمة غير الصحية . لقد أظهروا أيضًا أن الأفراد الذين يزورون المساحات الخضراء الطبيعية أسبوعيًا، ويشعرون بالارتباط النفسي بها، ويبلغون عن صحة بدنية وعقلية أفضل .
قالت الدكتوره ليان مارتن ، من جامعة بليموث، وهى المؤلف الرئيسي للدراسات الثلاث ان هذه الدراسة هي الأولى التي تبحث في العلاقة بين المساحات الخضراء وسلوكيات التدخين و الكحوليات وتدعم نتائجها الحاجة إلى حماية الموارد الطبيعية والاستثمار فيها في كل من المجتمعات الحضرية والريفية – من أجل تعظيم الفوائد الصحية العامة .
وقال مؤلفو الدراسة إن هذا يشير إلى أن الأحياء ذات المساحات الخضراء العالية مرتبطة بشكل مستقل بانتشار أقل للتدخين و الكحول الحالي، بغض النظر عن الخصائص الاجتماعية والديموغرافية للأفراد الذين يقيمون فيها.
قال المؤلف المشارك الدكتور ماثيو وايت، كبير العلماء في جامعة فيينا وأستاذ مشارك فخري بجامعة إكستر انه على الرغم من انخفاض معدل انتشار المساحات الخضراء بين عامة السكان خلال العقد الماضي، حيث لا يزال التدخين يمثل مشكلة صحية عامة عالمية تنفق الحكومات في جميع أنحاء العالم المليارات سنويًا في محاولة لمعالجتها ، وفي محاولة لتحسين الصحة العامة وتقليل الضغط على الخدمات الصحية. وتؤكد هذه الدراسة على الحاجة إلى الحفاظ على المساحات الخضراء الموجودة وتوسيع تطوير مساحات جديدة .
أضافت الدكتوره سابين بال ، أستاذة علم النفس الحضري والبيئي في جامعة فيينا وأستاذة فخرية لعلم النفس الاجتماعي التطبيقي في جامعة بليموث ، مؤلفة مشاركة انه بينما يوجد الآن دليل كبير على أن المساحات الطبيعية مرتبطة بالحد من الإجهاد وتحسين الصحه العامه فان هذه هي الدراسة الأولى لإظهار أن المزيد من المساحات الخضراء يرتبط أيضًا بانخفاض السلوكيات غير الصحية من التدخين و الكحوليات و التغذيه غبر الصحيه. وهذا يؤكد بأن فوائد المساحات الخضراء الطبيعية قد تصل إلى أبعد مما كان يعتقد في البداية .
