مصر الرقمية”..مبادرة لتعزيز النمو الاقتصادي وكفاءة الخدمات الحكومية

كتبت ايه حسين
أكد خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أهمية التوقيت الذي أٌعلنت فيه مبادرة “مصر الرقمية” وتوافقه مع كل الجهود التي تقوم بها الدولة للتحول الرقمي، واستخدام التكنولوجيات الحديثة في كافة المجالات، مؤكدين”للاقتصادي” أن دعم الرئيس السيسي للمبادرة سيكون حافز قوي لسرعة البدء في التنفيذ وانجاز المشروعات التي تعتمد على انترنت الاشياء والذكاء الاصطناعي وتعظيم استخدامهما في مشروعات التخطيط العمراني والبناء، وايضا تعزيز قدرات الكوادر البشرية على المهارات الرقمية، مما يدعم الأداء الحكومي ويوفر أحدث الخدمات الرقمية للمواطنين.
وحول المبادرة وآلية تنفيذها قال د. خالد شريف مساعد وزير الاتصالات السابق، أن “مصر الرقمية” خطوة وجب حدوثها، مع كل التطورات التي تحدث في مجال التحول الرقمي بصفة عامة، منوها بان المبادرة تعد تجميع لكل الجهود التي تتم في جهات متفرقة في إطار التحول الرقمي على مستوى الدولة .
وأضاف أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قامت بتنفيذ أجزاء كثيرة من عملية التحول الرقمي، والخاصة بمنصة مصر الرقمية والتدريب بمختلف أشكاله، التخصصي والتحويلي، بالاضافة الى التشجيع على ريادة الأعمال، وكلها عناصر من مبادرة مصر الرقمية، مؤكدا أن تركيز الرئيس السيسي على هذه المبادرة، يعطي دافعة قوية وضمان بالتزام من جميع الجهات، لأننا نتحدث على مبادرات تمس أطراف عديدة، ليس فقط وزارة الاتصالات.
واوضح شريف أن نجاح منصة مصر الرقمية، يجعلنا ننتظر من الوزارات الأخرى أن تنضم إلى هذه المنصة لتقديم خدماتها المختلفة إلى الجمهور . كما ننتظر تطوير ما هو موجود من خدمات حكومية، مثل خدمة توكيلات الشهر العقاري، التي لازال في الجزء الأخير منها يقدم يدويا، ولابد ان تقدم بصورة رقمية تماما.
وأشار مساعد وزير الاتصالات السابق، إلى دول قريبة من مصر، وصلت إلى مرحلة التحول الرقمي الكامل، ومنها دبي التي تصدر خدمة “الفيش والتشبيه” بصورة رقمية كاملة، وايضا رخصة القيادة، لذلك ننتظر من الحكومة المرحلة الثانية من مشروع التحول الرقمي، مؤكدا أن كل هذه الجهود سوف تسهم في تفعيل مبادرة “مصر الرقمية” .
قال محمد الحارثي مدير تطوير الأعمال بشركة “فيكسيد سليوشنز” لخدمات التحول الرقمي والأمن السيبراني، ان مبادرة مصر الرقمية، هي نتاج طبيعي واساسي لاستيراتيجة التحول الرقمي التي تستهدف الارتقاء بمنظومة الخدمات الحكومية التي تقدم للمواطنين، وهي ايضا ذراع قوي لبناء الكوادر والقدرات الداعمة لمصر الرقمية.
واضاف ان مصر قطعت شوط كبير في مشروع التحول الرقمي، موضحا ان الدولة دورها الاساسي يكمن في الحوكمة والمتابعة والتقييم وتهيئة بيئة الاعمال، لترتقي بمنظومة الخدمات.
وأكد الحارثي، انه بعد اطلاق المشروع القومي “مصر الرقمية” لاحظنا ان كل جهات الدولة اصبح عندها رؤية وخطط تنفيذية ومشروعات منبثقة للتكامل مع هذا المشروع القومي، الذي يحتاج الى بناء كوادر شبابية في التخصصات الحديثة مثل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي سيتم الاستعانة بها حاليا ومستقبلا.
قال ان تقنية الذكاء الاصطناعي، لم تعد رفاهية، واصبحنا نستخدمها في التطبيقات الموجودة على هواتفنا الذكية، مثل الـGPS الذي يساعد على توزيع الكثافات المرورية، وبذلك نوفر اموال وساعات مهدرة. كما يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي التعرف على احتياجات المواطن، وفقا لنمط استخدامه المستمر للتطبيقات، لنقدم له خدمات استباقية تناسب احتياجاته .
واوضح أن جهات الدولة قررت ربط قواعد البيانات ببعضها، لتبادل المعلومات لحظيا فيما بينهم، بعد أن كانت قواعد البيانات معزولة عن بعضها، ولكن الرئيس السيسي، طالب الحكومة بالتسهيل والتيسير على المواطنين، من خلال تفعيل وسائل تكنولوجيا المعلومات، لتلبية احتياجات المواطن.
وأكد مدير تطوير الأعمال بشركة “فيكسيد سليوشنز” ان الحكومة يمكن ان تستخدم البيانات والمعلومات المتراكمة التي يتم تبادلها عن طريق منصة “مصر الرقمية” للارتقاء بمنظومة الخدمات، من خلال تحليل تلك البيانات، جيدا للاستفادة منها .
واشار الى وجود شاشات معلومات في المنصة، للمتابعة الحظية للمعطيات والارقام وسعة الاستخدام وطلبات الخدمات وتوزيعها الجغرافي والديمغرافي”شاب او امرأة او رجل”. وهناك اطلاع مستمر من قبل الوزاراء للمنصة، بهدف تحسين جودة الخدمات الالكترونية المقدمة، منوها بانه وفقا للبيانات الموجودة على المنصة، تستطيع الحكومة توجيه الدعم الى الخدمات الاكثر طلبا وتحليلها لتقديم خدمات استباقية وفقا لانماط المستخدمين المختلفة.
وأكد على اهمية بناء كوادر بشرية تقود المنظومة الرقمية الجديدة، وذلك من خلال اتاحة برامج تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة، مثل البلوك تشين، وستكون هناك فرصة للشباب ان يطوروا بعض المنصات التي تتكامل مع منصة مصر الرقمية يقدموا من خلالها خدمات في اشكال مختلفة ومتنوعة تلبي احتياجات جميع شرائح المجتمع.
وافاد بان منصة مصر الرقمية سيكون لها مراحل تالية، تتيح مشروعات امام الشركات الوطنية والعالمية العاملة في السوق المصري، وهذا يعد مؤشر نجاح لاستيراتيجية الدولة نحو التحول الرقمي والميكنة والمدفوعات الالكترونية التي ستخلق فرص عمل جديدة.
أعدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استراتيجية الذكاء الاصطناعي للمساهمة في رفع مستوى أداء الخدمات الحكومية وتنقية البيانات، وكذا التوسع في إعداد وبناء الكوادر البشرية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصةً من خلال الإسراع من إنشاء أول جامعة معلوماتية متخصصة في مصر، بالإضافة إلى مشروع إنشاء مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب مشروع إنشاء المحتوى الثقافي الرقمي.
وتمهيدًا لتوطين وتدريب الشباب على هذه الصناعة الكبيرة والمتطورة، فقد تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بالتعاون بين وزارة الاتصالات و وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إطار الحرص على دمج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في المنظومة الرقمية، وترتكز الاستراتيجية على محورين أحدهما يعني بالتوعية بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإعداد برامج تدريبية متخصصة بالتعاون مع معاهد دولية وشركات عالمية مختلفة لخلق قاعدة من المتخصصين فى علوم البيانات والذكاء الاصطناعي القادرين على مواكبة السوق العالمى فى هذا المجال.
رقمنة منظومة البناء
بناء منصة لنماذج المجتمعات العمرانية تهدف إلي حوكمة منظومة البناء في مصر في إطار يتسم بالتخطيط والتنظيم والالتزام بالقانون ويحد من مخالفات البناء والتعديات علي الأراضي.. وأطلاق مشروعات بناء منظومة الذكاء الاصطناعي التي تأتي في إطار السعي نحو مواكبة التطورات العالمية في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيات في كل القطاعات من خلال دمجها في المنظومة الرقمية للإسهام في رفع مستوي أداء الخدمات الحكومية.
كما تتضمن المبادرة مشروعات التصميم والتصنيع الإلكتروني علي المستوي المحلي التي تأتي في إطار رؤية الدولة لبناء قدرات الشركات العاملة في هذا القطاع واتاحة الوصول للأسواق العالمية بالاضافة إلي تنمية الموارد البشرية وتأهيل الشباب للعمل في هذا المجال وكذلك جذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة وتعزيز التجارة الإلكترونية.
كذلك تشمل تدعيم البنية التحتية المعلوماتية علي مستوي الجمهورية لاستيعاب الاستخدام الكثيف لشبكة الانترنت. وكذلك في إطار جهود تحويل مصر إلي ممر رقمي عالمي للبيانات ومصدر جذب لأكبر مراكز البيانات العملاقة والحفاظ علي وضع مصر الاستراتيجي كممر آمن للكابلات البحرية إلي جانب العمل علي تعظيم دور الدولة اقليمياً وعالمياً في مجال الاتصالات الدولية.
شراكات عالمية
برنامج “بناة مصر الرقمية” لخروج الشباب متسلحا بعلوم تقنية وخبرات مهنية وقيادية..ويستهدف بناء القدرات العلمية والأكاديمية للشباب الملتحق به، من خلال شراكات عالمية، بالاضافة الى تطوير وبناء المهارات القيادية والإستراتيجية لهؤلاء الشباب لكي يصبحوا مهنيين ومتخصصين محترفين على أعلى مستوى كما هو الحال في الدول المتقدمة وفي الشركات العالمية التي تتطلب هذه المصفوفة من المهارات.
المبادرة تستغرق عاما كاملا خلاله يبدأ الطالب بدراسة المواد الأساسية ثم ينتقل لدراسة المواد حسب تخصصه لمدة 8 أشهر، وفي آخر 4 أشهر يبدأ في تنفيذ مشروع للتخرج على التوازي مع إتمام الدراسة الأكاديمية، و سيتم الاستعانة بمجموعة من الطلاب للمشاركة في مشروع مصر الرقمية.
كما تشمل إطلاق برنامج شامل لتثقيف جميع موظفي الحكومة حول استخدامات الذكاء الاصطناعي لجعل العمليات الحكومية أكثر كفاءة وشفافية، وتم انشاء مركز الابتكار التطبيقي لتنفيذ عدد من المشروعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي منها الترجمة الآلية، والكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري، وكذلك مشروع الحساب الدقيق لمياه الري اللازمة للزراعة .